1843 Words
قال تعالى: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلا كَرِيما وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا كنت واقفة مذهولة من موقفهم الاناني معقول بعد ما ربيتهم وتعبت عشانهم العمر ده كله يجي اليوم اللي يحسبوني فيه وبيقولوا انتي خدتي حقك من الدنيا ، ومش من حقك تفكري في نفسك وخلاص كفاية عليكي كده عايزة ايه من الدنيا اكتر من اللي انتي فيه ، انتي قومتي بواجبك وتممتي رسالتك على أكمل وجه ، وشكرا ليكي جدا ، ، كنت بسمعهم وكاني اول مرة اشوفهم ، حطيت ايدي علي وداني وانا رافضة اسمعهم ، ورجعت بيا السنين لورا انا الدكتورة عبير سني حاليا 45 سنة ، ام لاربع اولاد الحمد لله ربتهم وعلمتهم ووصلتهم لاكبر المراكز وجوزتهم كمان وكل واحد فيهم شق طريقه بحرية كاملة ، واخدتهم مشاغل الحياة ،ونسيوني و بالصدفة لم يفتكروني ، انا مأساتي بدأت من وانا عندي 14 سنة ، كنت لسة طفلة بضفيرة وقصة ، كنت في بلد اريف من عاداتهم الجواز بدري ، مادام البنت بلغت يبقى السترة وجبة ، لسة فاكرة اليوم ده كان امبارح ، لما رجعت من المدرسة وشفت فرح هيصة وزغاريد كانه عندنا فرح ، امي اول ما شاف*ني اخدتني ودخلتني اوضتي وقالتلي غيري لبس المدرسة واستحمي والبسي فستانك الجديد ، اللي اول ما شوفته كنت فرحانه وبتنطط وكمان الجزمة العالية ام كعب وفضلت ادور به في الاوضة من الفرح وأخذت حمام ولبست فستاني وجزمة ام كعب عالي وفكيت الضفير وسيبت شعري الطويل حر علي ضهري ، ، وقفت قدام ماما وانا بدور بفرحة بالفستان ابتسمت ماما وقالتي قمر يا عبير و اخدتني جارتنا وحطيت ليا مكياج وانا زي ماانا لسا فرحانة ، سألتها قوليلي يا خالتي ام سعيد هو فيه ايه النهارده كدا و بتعملوا معايا كده ليه ، ضحكت وقالت عشان انتي بقيتي اجمل عروسة والنهاردة يوم فرحك ، قولتها بسعادة طفلة انا عروسة ، بحد يا خالتي ، قالتلي ااه وكلها ساعة وتشوفي عريسك زى القمر زيك، وفعلا عدي الوقت والبيت اتملا بناس غريبة ، ناس معرفهمش ، ولقيت شاب غريب معرفوش قعد جنبي وبيقولوا انه خلاص بقي جوزي ، انا كل اللي زعلاني وقتها اني همشي من بيتنا وهروح بيت مفهوش امي ولا ابويا ، مادركتش حجم الكارثة اللي انا فيها غير لما اتقفل عليا بابا مع واحد انا معرفش غير انه اسمه محمد يبقي ابن اخو جارتنا خالتي ام سعيد الله يسامحها بقي ، كنت بعيط وبترجي ماما وقولتلها انا خايفة عايزة اروح معاكي ، مش عايزة الفستان انا عايزة اروح معاكم تاني ، أنام في اوضتي مع اخواتي ، .حضنتني ماما وقالتي خلاص ده بقي بيتك اسمعى كلام جوزك وقوليله حاضر هو دلوقتي بقي مكانا ، اي حاجة يقولك عليها قوليله حاضر ومتخافيش ، وكملت ماما كلامها وقالت لحماتي احنا بعتنا لاست ام صابر الداية ، عشان ناخد حقنا ، قبل ما تسافروا انا سمعت اسم الست ام صابر الداية جسمي كله اتنفض وفضلت اصرخ بكلمة لا مش بحب الست ده ياماما اصلا الست ده ليها سابقة معايا قبل كدا ، لانها مجرمة بمعني الكلمة ، اذيتني قبل كدا وكانت اذيتها صعبة عليا ، الست ده جرحتني وعذبتني ، بحجة عادة اسمها الختان ، ومن يومها وانا عمري مانسيتها ، ولا نسيت وجعي والمي في اليوم ده وكل ما اشوفها اجري واستخبى منها انا فضلت فترة كنت بحلم بيها كنت بشوفها على شكل امنا الغولة ، اللي كنا بنسمع عنها في الحواديت بس ردت حماتي لما شافت في عيني الرعب وقالت لا مش هيحصل حاجة من ده يا ست ام عبير لا هنجيب ام صابر ولا غيرها وقالت لابنها خ عروستك و اقفل بابك والف مب**ك انا اغتالوا برئتي بحجة العادات والتقاليد عقيمة في مجتمع ذكوري بيهدر حق البنت و يغتالوه و ، وسافرنا واستقريت في مصر ، كانت احلي حاجة حصلتلي أن بعدت عن الجهل ده ، و بدات اتاقلم على الحياة مع محمد واهله بصراحة هما مكنوش وحشين معايا ، بالع** كانوا احن عليا من اهالي الحياة الجديدة اللي عشناها في مصر والمستوى المادي والمعيشي ، طور من تفكيرهم بس ده مايمنعش من رسوخ بعض العادات والتقاليد في النفس طبعا ، مرت الايام وبدات افكر في مستقبلي كلمت امي اللي هي حماتي وطلبت منها اكمل تعليمي ، وحماتي الله يرحمها ويكرمها وافقت واقنعت محمد وحمايا انهم يجبولي مدرسين البيت ، واني اروح المدرسة وقت الامتحانات بس ، وفعلا خلصت تعليمي وحققت حلمي وبقيت دكتورة ، و مرت السنين ولاقيت نفسي معايا اربع اولاد وانا لسة عندي 25 سنة ، وفي يوم كان حمايا لازم يسافر البلد وطلب مني اسافر معاهم انا والاولاد بس انا اللي رفضت كل مرة اروح فيها هناك احس بنفس الالم اللي اتعرضتله وده ربي عندي عقدة من سفر هناك ، كنت مكتفية بزيارة اهلي ليا كل كام شهر ، بس انا لا كنت بسافر ولا بحب اسفر ولادي هناك، وفعلا حمايا أخذ محمد وحماتي وسافروا ، ومافيش ساعات الا وجالي الخبر االلي بدل حياتي تمام ، وهو انهم عملوا حادثة في الطريق ، وكلهم ماتوا ، وفجأة كدا بقيت لوحدي في الدنيا ده وانا شابة وجميلة ومعاها اربع اطفال تقريبا الفرق بينهم مش كبير ، واللي طمعوا فيا كتير لحد ما في يوم رن جرس الباب لقيت شخص انا عمري ما شفته غير في الصور اللي ماليا البيت ، ده كان الدكتور حاتم ، اخو محمد الكبير طول عمره مسافر ومقيم في الخارج ، ورجع لما عرف بخبر وفاة اهله ، فرحت وقتها وحسيت انه ربنا بعته ليا في الوقت المناسب ، عشان يشيل معايا الحمل ، ، وبصراحة حاتم كان طوق النجاة بالنسبالي كان ونعم الاخ شال شغل الشركة ، وكان بيبعتلي نصيبي انا واولادي كل اول شهر، ومر بيا الزمن وعشت طفولتلي وايامي الحلوة مع اولادي ، كنت بلعب وبتفسح معاهم ، كنت حريصة اني اشاركهم كل لحظات حياتهم ، كنت أم وأب وصديقة ، كنت ليهم كل شيء زي ما كانوا هم عمري كله ، حتي استكفيت ب*رستي ومردتش اشتغل ، ا استغنيت عن شخصي وكياني ، شوفت نفسي ونجاحي في تربيتهم وبس قفلت علي حياتي انا وهما واكتفينا ببعض طبعا لصغر سني كان بيتقدملى عرسان كتير ، بس انا كنت برفض ، للاسف معملتش حساب اليوم اللي هكون فيه لوحدي ، لحد مافي يوم تفاجأت فيه بحاتم ، وهو بيقولي انا عايز اتكلم معاكي يا عبير في موضوع مهم ، قلتله خير يا حاتم اتفضل ، قالي بصراحة وبدون مقدمات انا بحبك وعايز اتجوزك، اندهشت لانه مكنش ظاهر عليه اي حاجة ، لكن انا كان فيه جويا مشاعر حب له بس كان احساس المقاومة كان اعلى ، انا اختارت اولادي يكونوا ليا كل حاجة في حياتي ، متخيلتش ابدا انه عنده نفس المشاعر الحب ليا ، وبرغم مدا رفضت برده ، قولتله يا حاتم انت انسان جميل ومافيش وحده خصوصا في ظروفي تقدر ترفض واحد زيك ، بس انا قدامي رسالة وهدف وطريق لازم اكمله ، انا وهبت حياتي لاولادي وبس وانت عارف انا كل حياتهم ، ومعنديش استعداد اني ادخل عليهم أي شخص ، يشاركهم في حضني وحبي ليهم ، وياخد وقتي ويشغلني عنهم ، هما أحق بحبي واهتمامي من اي حد تاني ، قالي بس انا مش غريب عنهم ، انا عمهم وهشيل معاكي ، دول لحمي مش معقولة هعض فيه ، قولتله ولو بس برده هتقسمهم قلبي واهتمامي ، وانا رفضه المبديء نفسه ، قالي يا عبير انتي لسة صغيرة وفي عز شبابك ، حرام تدفني زهرة شبابك وحيده كدا قولتيه لا مين قالك كدا ماانت شايف انا عايشة وبستمتع بكل لحظة من شبابي معاهم ، حاتم شافني مصرة واحترم وقدر وفهم وجهة نظري وخرج حاتم بعد ما ان**رقلبه وقلبي معاه ، بس كله في سبيل اولادي ، وفضلت مكملة معاهم ، وحاتم كان معايا بيدعمني بصراحة كان راجل بمعني الكلمة ، وكل فترة كان بيحاول يقرب الفكرة لاولادي بس انا ديما اللي كنت بمنعه ، وعدت السنين وولادي كبروا وكلهم خلصوا دراستهم ، اللي بقي دكتور واللي بقى مهندس والمحامية والمحاسبة ، والحمد لله كلهم اتجوزه ، والبيت اللي كان مليان بهجة و ضحك وهرج وحيوية ، بقي ساكت ضالمة ، فين وفين لما حد فيهم يفتكرني ويفضي ويجي يزوني ، انا مقدرة مشاغل الحياة قررت انزل اشتغل اهو اشغل وحدتي ، حاتم شجعني وقالي تعالي اشتغلي معايا في الشركة ، احساسي بالوحدة دفعني لاعادة التفكير في موضوع الجواز من حاتم وخصوصا لما نزلت الشركة معه وسمحت لقلبي انه يعيش وينبض للحياة من تاني ، الشغل مع حاتم كان ممتع احساس انك تحب نفسك و ان يكون ليك كيان وكرير خاص بيك احساس رائع ، و احساسك بمسؤوليتك تجاه نفسك ، ده شعور مختلف وممتع انت تممت مسؤوليتك تجاه الاخرين ومش مطلوب منك اكتر من كدا ، ومع تكرار خاتم عرضه بالجواز ، المرة ده كان الرد مختلف ، حسيت اني محتاجة حد جنبي ، حد يحس بيا ويملأ حياتي من تاني بس الصدمة كانت رد فعل اولادي ، مكنتش متخيلة انهم هيكونوا بأنانية ده ، معقولة مش قادرين يستوعبوا احتياجاي لشخص اعيش معاه بعد التعب ده كله، تفاجأت بردهم لما راح حاتم يطلبني منهم ، رفضوا ومش بس كدا ، لا دول اتجمعوا عندي وبداء، كل التحقيق وكل واحد فيهم يعترض وعنده اسبابة ، كلهم دورو علي مصلحتهم وشكلهم الاجتماعي وكلام الناس ، وازاي اصلا اني افكر اتجوز ، بعد ما بقوا في المراكز ده محدش فيهم شافني ولا حس بيا اصلا ، انا برا حساباتهم ، انا معدومة بالنسبة ليهم سألتهم هو انتوا بتحجروا على حقي في اني اعيش زي ما كل واحد فيكم عايش ، وعنده اللي يونسه آخر يومه ، كل واحد ووحده فيكم له الحضن اللي بيرمه فيه تعبه آخر اليوم ، لكن انا مش بلاقي غير الوحدة والضلمة ، وذكريات مولمة بتحاسرني ، انا رفضت الجواز رغم اني كنت لسة في عز شبابي ، عشان مدخلش راجل غريب عليكم ، انا فضلتك على نفسي ، كنت فاكرة انكم هتشوفوا راحتي فين ، زي ما زمان انا دورت على رحتكم ومصلحتكم ، ليه محدش شايفني ولا حس بيا ، ليه كل واحد شاف نفسه و مصلحته وبس ، بس يكون في علمكم انا هتجوز حاتم ومش هسمح لحد انه يهدر حقي تاني لان ببساطة محدش قدر احتياجي لانسان اكمل معاه حياتي ، ليه فاكرين ان عشان وصلتكم لبر الأمان ، ان كده خلاص انتهت حياتي واني ماليش حق في الحياة من تاني ، كنت بزعق وبثور ودى كانت اول مرة اتكلم معاهم بالحدة ده ، وفوقت من شرودي على وجودهم حواليا وكملت اظن انا لا هعمل حاجة غلط ولا حرام عشان تتعروا من امكم ، انا هتجوز على سنة الله ورسوله واظن كده عداني العيب وزيادة ، انا ربيت وكبرت وعلمت وجوزت يعني قضيت رسلتي على أكمل وجه ، ومحدش له عندي حاجة ، مادام كله قال يلا نفسي ، هنا بدأت الصدمة الأكبر لما كل واحد بداء يطالب بحقه في ميراثهم وكأني في نظرهم مش مص*ر امان ، مقدرش استحمل الوجع ، معقولة يكون ده اخر المشوار ، بس انا اتعلمت اني ابقي قوية ومنهرش بسهولة، وسلمت لهم حقهم ، واتجوزت انا وحاتم بس هو عشان انسان حس ان بعدهم عني وجعني رحل لهم واتكلم معاهم وهما لما بعدوا عني حسوا بيا وحاسوا انهم غلطوا وجم لحد عندي و اعتذروا ٠ بس انا قلبي م**ور منهم زعلي منهم اكبر من ان تنهيه كلمة أسف او اعتذار وجيت اخد رائيكم ، ها انتوا ايه رايكم. انا لما فكرت في نفسي ده كان قرار غلط وزعلي ده قسوة مني عليهم مستنيه رائيكم خصوصا ان حاتم قالي لو انا العقبه اللي بينك وبين ولادك انا مستعد انسحب من حياتك
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD