الحلقه الرابعه من روايه النداهة

1128 Words
ليجرها لوسيفير من شعرها قائل بغضب عريم : حسنا انتي من ايقظتي نيران لوسيفير بداخلي فالتتحملي وليأتي عذابي بك الي الجحيم ليجذبها بقوه مقيضاً اياها بسلاسل من حديد ليلقيها في مكانٍ ما يخجل علَي ان اقول انه مظلم من شده ظلامه وعتمته. كان يجلس في غرفته ولأول مره يكون جالس ب**ت؛ إذ انه مغمض العينان يتأمل صورتها المحتفظ بها في خياله، يفكر فيما سوف يحدث في الغد، هل سوف يقابل تلك الجميله مجددا، أم أنه سوف يذهب باكرا. فتح عيناه على صوت رنين هاتفه؛ إذ أنه يجد المتصله هي زوجه اخيه، وصديقته المقربه، فلمس الشاشه ووضع الهاتف على اذنه؛ ليجد صوت طفولي يعرفه جيدا، وهو صوت ابن اخيه "مالك" ذلك الصغير الذي يبدو عليه أنه جامد الملامح، ليقول "كريم" بمرح: شروق بنفس ذات نفسها، ليك واحشه يا راجل، إزيك وازي امك وابوك، وولاء وجوزها عاملين ايه طمني عليكم. سخر منه ذلك الصغير قائلا: وانت مديني فرصه اتكلم؛ دا انت زي ما تكون بالع راديو، ايه يا عمي كل ده اديني فرصه اتكلم ياجدع مش كده. قلده كريم بطريقه وتعابير وجه مضحكه قائلا: اديني فرصه اتكلم ياجدع، شروق اديني اكلمها عشان الواحد مش فاضيلك ياشيخ. تذمر "مالك" وقال وهو ينظر امامه: تصدق انا غلطان إني عاوز اطمن عليك، خليك كده يالوح، واقولك علي حاجه؛ مش هتكلم لبنى اقفل بقي. اغلق في وجهه الهاتف وهو يتمتم بغضب، بينما كان كريم يضحك بشده على ذلك الصغير، فهو لا يشبه بقيه من في العائله ولاكنه يغضب من اقل شيء. اخرج الصور الذي التقطها في الايام الاماضيه، وأحضر دفتره الخاص به وبدأ في كتابه مقال جديد عن اهل الريف، ولاكن اوقفه اتصالاً هاتفياً من شوكت مدير الجريده يخبره ب ان المدعو ب خالد نبيل قد اتي اليوم وبحث عنه، وكان معه الكثير من الرجال، ويتحدث بطريقه مرعبه عن كريم، ليغلق معه الهاتف وهو يبتسم ثم قال: وها قد بدأت الحرب، لا لا بس انت برضو يا كيمو عملت اللي عليك وده شغلك، واللي يكلمك حط صباعك ف عيونه لأنك مش غلطان. هذا ما قاله كريم لنفسه؛ كنوع من التشجيع، ليستطيع ان يكمل ما لم يبدأ بعد. *********** كانت تيتانيا مقيده بتلك السلاسل الحديديه، وتجلس بغضب وهي تتمتم: هو فاكر يعني اني مش هقدر افُك نفسي، هه بيحلم انا اصلا ساكته بمزاجي مش اكتر. ثم بدأت في فك قيودها وهي تسُبه: كلب البحر ده، قال بيربطني قال، شوف الخنزير، وبعدين انتي كمان يعني كنتي متوقعه منه إيه، دا واحد خنزير كان عاوز يموت ابنه اتنيلي واسكتي. ابتسمت بإنتصار بعدما فكت تلك القيود وهي تقول مادحه في نفسها: انا مفيش مني اتنين على الكوكب اصلا، اما اروح انام عشان بكره معانا يوم طويل اوي. ثم ذهبت إلى غرفتها وهي تصفر بإستمتاع، وعندما دخلت الغرفه وجدت نافي تجلس مكانها وتبكي بشده وهي تقول: هعمل ايه من بعدك يا تيتانيا، افرض قتلها ولا نفاها اروح انا فين ساعتها، ياختاااي ده معندوش قلب يا تارا انتي كويسه ولا لا يا حبيبتي. نظرت لها تيتانيا وهي تضحك بشده على صديقتها، لتقول بضحك، تخيلي كده لو حكم على اتباعه ياكلوها. وضعت نافي يدها على فمها غير مستوعبه لما قالته تيتانيا، ف زاد بكاءها وهي تقول: ياحبيبتي يا بنتي، هعمل ايه من بعدك. ثم لاحظت ان المتحدثه كانت تيتانيا لتقول بإستغراب: ثواني كده. ثم نظرت أمامها تفاجأت ب تيتانيا تقف وهي تضحك بشده عليها لتقول بتذمر: اي ده يا تيتانيا مش تقولي انك موجوده. ضحكت تيتانيا بشده وهي تقول: يخربيتك، مش قادره اتنفس من كتر الضحك، بس سيبك انتي بتعيطي ليه واحنا كده كده مش بندمع ها. قامت نافي من مكانها وهي تلعن صديقتها وما تفعله. حل صباح جديد يصتحب معه شمس ساطعه تنير ارجاء المكان، قام كريم ويرتدي ثيابه وهو يغني بصوت عاليٍ فخرجت سيده ونادت عليه قائله: انت يا اخينا يالي مصدعنا من الصبح. لم يجيب كريم فجذبت صخره صغيره والقتها على النافذه الخاصه به، ليخرج بغضب عاري الص*ر ليصرخ على السيده قائلاً: اي يا ست انتي حد يعمل كده افرض ان الطوبه جات فيا دلوقتي. صرخت عليه السيده وهي تقول: عيب كده يخويا روح البسلك حاجه بدل ما ايمن جوزي يطلع ويشوفك كده. جاء في تلك اللحظه المدعو ب ايمن وهو يقول: خايفه اني اشوف ايه يا ام محمد. ضحك كريم بشده على هيئه ايمن هفو رجل ذات بطن منتفخ يضع يده عليه ويسير بطريقه مضحكه جدا ليقول كريم من بين ضحكاته: كنتي عاوزا ايه يا ام محمد الله يرضى عنك. نظر لهو ايمن وقال: عيب كده يا أفندي انت روح البسلك حاجه ميصحش فيه بنات بتعدي. نظر كريم الي نفسه وجد انه عاري فقال بعدم فهم: ايوا برضو هي كانت عاوزا اي، وبعدين ما انا كنت بلبس جوه و فحالي، قامت مراتك نادتني وانا بلبس اعمل اي بقى. تحدثت ام محمد قائله ببرود: انت مصدعنا من ساعه ما جيت، مش عارفين نقعد ف بيتنا منك يخويا. استغرب كريم من نبرتها في الحديث وصوتها العالي ليقول بإستفزاز: ايوا يعني مش فاهم انا بغني ب بؤك، هل انا بتكلم ببؤك، ولا يكونش بسمع بودنك. صرخت عليه تلك السيده وقالت: بس يواد، مهو انا مش عارفه اسمع ام محمود بتقول اي لام ميسره. وضعت يدها علي فمها سريعاً وهي نتظر لزوجها بخوف ليقول لها ايمن بغضب: هو انا مش قولتلك ميه مره بلاش تسمعي الناس بتقول اي. قالت بتلعثم: والنبي ياخويا هما اللي بيجوا جمبي ويقعدوا، اسكت انا. رد ساخراً تقوله: لا اتسنتي عليهم زي الحراميه كده، اعمل فيكي ايه تاني؟ اجلدك ويقولوا الراجل مفتري. ضحك كريم وشاور بيده مودعاً لهم، وهو يهتف: على الله حكايتك بقي يا ام محمد. دخل مجدداً وهو يغني ويقول: العيون السمر يابا... لا سمر اي بقي دي خضرا ومفيش زيها، العيون الخضر يابا رموشها جراحه، طب قلولها حبه حبه عليا براحه، الابتسامه سهم عدى رشق في قلبي، لا ملامه ليه تقولوا العشق ذمبي، العيون شبكت عيوني، وف هواهم سهروني، اعمل ايه فحيرتي وعذابي يا خلق دلوووني، فيه قلوب تتعب في غيرها وهي مرتاحه. اخذ يغني بإستمتاع وهو يصفف شعره أمام المراءه، ثم جلس يكمل في مقال امس الذي لم ينتهي. وفي مكان اخر لا تسطع فيه اشعه الشمس الذهبيه، كان يذهب إلى المكان الذي قيدها به، ولاكنه لم يجدها فصرخ بشده من أفعالها تلك، هو الملك من يتجرأ على مخالفه اوامره،، ذهب إلى غرفتها وجدها تنام بسلام ليصرخ بها قائلا: تيتاااانيااااا استيقظي يا فتاه. فتحت عين واحده لترى من ذاك الذي ازعجها، نفخت عندما رأته وقالت وهي تسحب الغطاء على وجهها: لوسي سبني انام شويه ولما اصحى هنتخانق جامد اوي بس اطلع بره وخد الباب ف ايدك. نظر لها لوسيفير بإستغراب وقال: ومن لوسي هو الاخر. قالت وهي تضع الوساده على رأسها: انت مش اسمك لوسيفير؟ يبقى دلعه لوسي مش ناقصه ذكاء، خليك جدع بقى واطلع بره. اومئ لوسيفير بهدوء وقال: حسناً، سوف اخرج الان واتركك. اكمل بغضب: لاكن لن أنسى ما فعلتيه تيتانيا. تمتمت تيتانيا بنعاس: متبقاش تنسى بس اخرج خليني انام، ميبقاش لامنك ولا كفايه شرك. نظر لها بزهول غير مستوعب ما قالته، وكيف لها أن تجرأ على قول ذلك ليقول وهو يخرج: سوف اخرج قبل أن اصاب بشلل يا فتاه، حقت كيف لكي ان تقولي ذلك، اللعنه. قالت وهي تذهب في النوم مجدداً: يخويا بس متقاطعش وهو مش هيبقى شلل بس.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD