النداهة الحلقه الخامسة♥
كان يقف ينتظرها في مكانهم وهو يبتسم بشده؛ لانه سوف يقا**ها مجدداً ولاكن، ربما تلك هي المره الاخيره التي يراها بها، لان من الممكن ان يكود من حيث أتي في الغد، وايضا لم يعد لديه أي حجج لمقابلتها، فهذه كانت اخر حجه لهو، ولا يستطيع ان يجعلها تقا**ه بسبب مجدداً، ولاكن لما يريد مقابلتها؟ فهي غريبه عنه ولم يقا**ها سوى مرتان فقط، هل حبها؟ هكذا وبتلك السهوله، كيف؟ هو مقتنع ان الحب يأتي بمرور الوقت؛ كي يتعرفون علي بعضهم جيداً، يريد حبيبه تشبهه ويشبهها، تعيش معه اوقات جنونه وحزنه وفرحه، تحبه ويحبها في جميع الحالات، فكيف لهو ان يكون حبها بتلك السرعه، جلس علي الصخره بهدوء وهو يفكر بها ولاكن ليخرج من تفكيره؛ اخرج هاتفه وهاتف والدته، قائلا بإبتسامه عندما جاءه رده منها: حبيبتي والله يا لولا وحشاني اوي.
ابتسمت ولاء لسماعها صوت صغيرها، وقالت بمرح: مهو انا لو فعلاً كنت اتصلت، كده يا كيمو متكلمنيش خالص طول التلت ايام دول، هونت عليك يا جدع.
ابتسم بحزن وهو يلوم نفسه، فكيف لهو ان ينسى والدته طيله الثلاث ايام هكذا، رد مبرراً لما كان يمر به قائلاً: والله من ساعه ما جيت وانا مش فاضي، تعب وشغل، واول يوم حصل معايا موقف كان كفيل يخليني اروح تاني في نفس اليوم، بس هنقول اي الحمد لله علي كل حال.
سألته بقلق: حصلك ايه يا حبيبي طمني.
فكر كريم قليلاً، هل يخبرها ام لا؟ فهو لا يريد ان يثير قلقها عليه ولاكن هي والدته ويجب ان تعرف، فقال بهدوء: طيب هقولك بس اوعديني انك تهدي ومتقلقيش.
قالت بنفاذ صبر: كريم خلص وبلاش تختبر صبري.
اجابها كريم بتردد: مهو بصراحه كده يا ماما، كنت هموت غرقان، اول ما وصلت وانا ماشي في طريقي للبيت اللي شوكت مأجرهولي، ظهرتلي بنت كانت عاوزا تنتحر ونتط في الترعه، ف حاولت اني امنعها وقالتلي هات ايدك خرجني؛ ولما حاولت اساعدها وديتها ايدي قبل ما تسبني في حاجات بسيطه جاءت واحده ولحقتني وقالتلي دي الجنيه ومتسمعش كلام اي حد بليل.
ابعد الهاتف عن اذنه من قوه صوتها، فكانت تصرخ به بشده وصوت عالي وهي تقول: انت حيوان انا قولتلك تخلي بالك من نفسك وملكش دعوه بحد ليه تكلمها انت اصلا ها.
كانت تتحدث بصوت عالي وكان هو يرد عليها: يا... بس اسمعيني.. يعني هسيبها كده.
قالت بغضب: ماتسيبها تموت ولا تولع افرض انك كنت مُت دلوقتي هعمل ايه انا ها.
ضحك عليها وقال: يا ماما يا حبيبتي مهو امي اسيب حد وفي ايدي اني اساعده ومساعدهوش دي مش اخلاق.. ادام اقدر اساعد يبقي لازم اعمل كده مش ده كلامك ليا وانتي بتربيني ولا انا غلطان.
تعجبت مما قاله وردت عليه بزهول: طيب سؤال.
انصت لها جيدا وقال: اشجيني.
مسحت وجهها بنفاذ صبر وقال: انت اتربيت؟ هل انت اتربيت ولا انا عرفت اربي حد فيكم اصلا.
حك ذقنه بتفكير ثم اجابها: صراحه لا، دا حتي مالك مش متربي، من الاخر البيت كله ملقاش حد يربيه.
ردت عليه بملامح جامده وهي تقول: وحيات ولاء.
رأي لقاء او تيتانيا تأتي من بعيد، ليقول لوالدته وهو يقبلها: طيب سلام انتي بقي يا لولتي، وابقي سلميلي علي كل اللي عندك وبوسيهوملي..
ثم اغلق في وجهها لتقول وهي تلعنه: اه يا و** كده بتقفل ف وشي، مهو انا معرفتش اربي، انا ايه.
اجابها مالك وهو يجلس بجوارها: معرفتيش تربي يا صغيره علي الحب انتي.
نظرت لهو وقالت: الا صحيح يا استاذ مالك هي الست شروق عامله اي.
نفخ مالك بضيق وهو يلعن في سره شروق علي الساعه الذي اخبرهم عنها بها، ليقول بضيق: يخربيت شروق علي بيتي علي بيت اللي يقعد في ده بيت، اديني سايبهالك مخضره ونازل عند مازن صحبي علي الاقل مش كل شويه يقولي يا شروق.
قالت وهي تضحك: طيب لو قابلت شروق قولها ولاء اللي هي جدتي بتسلم عليكي.
اشاح لها بيده وهو يفتح الباب وقال: مش قايل حاجه لحد.
ضحكت ولاء بشده علي ذلك الصغير ثم اكملت ما كانت تفعل قبل مهاتفه كريم لها.
اما في الناحية الاخرى عند كريم، وقف وهو يبتسم بشده لرؤيتها، فهي حقاً تبدو ك الملاك، اما هو فكان ك المغيب في تلك الابتسامه الساحرة حتي جلست هي وشاورت لهو ان يجلس بجوارها، فجلس بهدوء لتقول وهي تنظر الي عيونه: ها بقى يا سيدي كنت عاوز تسأل على ايه النهارده.
قال وهو ينظر لها: انتي ازاي جميله اوي كده.
تشنجت مما قاله وقالت بحاجب مرفوع: ولا اتظبط كده خلينا نخلص اليوم ده ونقوم على خير.
لم يتراجع عما قال ولاكنه اضاف: بصي يا لقاء هقولك على حاجه، انا خلصت المقال من امبارح بس بتلكك عشان اقابلك واكلمك، انا حبيتك امتى وازاي وفين معرفش، بس كل اللي اعرفه اني حبيتك بجد، قابلتك مرتين اتنين وف كل مره كنت بقابلك فيها كنتي بتشديني ليكي اكتر، مش عارف هشوفك تاني ولا لا بس حبيتك من كل قلبي.
تأثرت من كلامه وودت لو تخبره بأنها ايضا متيمه به، تحبه حد الجنون لاكن؛ هذا غير ممكن فهي من عالم وهو من عالم اخر، يكتب لهم القدر العيش بين جنه ونار، الجنه هو الحب المتبادل والذي ينبع من داخل قلبهم، اما النار فهو لوسيفير وتلك الحياه القاسيه، التي انهت قصه حبهم من قبل ان تبدأ، فقامت وقالت مواليه لهو ظهرها: تعرف اني كمان حبيتك.
نظر لها بفرحه لتكمل هي: بس الحب ده مش مكتوبله يعيش ويكمل زي القصص اللي بنسمعها، الاميره اللي سابت جزمتها وجريت عشان تلحق تحافظ على هيئتها قدام الامير؛ اللي فضل يدور عليها وسط بلد كامله لغايه ما لقاها، او حوريه البحر اللي حبت انسان وكانت بتحارب اهلها عليه لغايه ما فازت بيه، او الاميره اللي هربت من مرات ابوها الشريره وعاشت ف بيت الاقزام لغايه ما وصلتلها تاني وقتلتها؛ واللي احياها قُبله من حبيب الفؤاد، انا مش كل دول ولا حتى واحده منهم، تؤتؤ انا حد يختلف حد حبه ليك هيأذيك، ف ابعد عن الحب ده بهدوء، قبل ما يحصلك حاجه، صدقني انا عشان بحبك بطلب منك كده.
جاء في تلك اللحظه لوسيفير ولاكن في هيئه انسان؛ وجذب تيتانيا خلفه بغضب قائلاً ل كريم بتحذير: اسمع ما سوف اقوله لك جيداً يا رجُل، ابتعد عن تيتانيا بهدوء وإلا سوف القي بك الي الجحيم، انظر لامك وابيك وكيف هم يحبونك ولا يستطيعون العيش بدونك، فدعك من صغيرتي.
ثم جذب تيتانيا خلفه بكل قوه لتقول وهو تذهب خلف لوسيفير وتنظر الي كريم: مش قولتلك، لو بتحبني فعلا ابعد بهدوء، انا مش هقدر اشوفك بتتعذب او بتموت بسببي، ثم قالت كلمتها الاخيره قبل أن تختفي من امامه: بحبك يا كريم.
وكان كريم قد صُعق، يقف وهو مصدوم بشده ولا يستطيع فهم او استيعاب ما حدث، من تيتانيا، ومن ذاك الرجل وكيف لهو ان يسحبها هكذا.
كل هذه الاسأله واكثر تقتحم رأس كريم، عاد بعد وقت الي منزله وجهز اغراضه للعوده مره اخرى، يكفي ما حدث، هو لم يستسلم ولاكن؛ يريد العيش بجوار اهله، وهم حقاً لا يستطيعون العيش من دونه لذلك سوف يذهب حيث اتي ويخرج تلك المدعوه ب لقاء من رأسه ولن يفكر بها مجدداً.