الحلقه السادسه من روايه النداهة

1323 Words
احضر كريم حقيبته؛ ليعود كما كان، وينسى كل شيء وكأنه لم يحدث من البداية، قرر انه من لحظه خروجه من ذلك المنزل لن يفكر بما حدث مطلقاً، وقف في البلكونة وهو يبتسم، ثم نادى علي ام محمد، تلك المرآه التي تهوى السماع لأحاديث غيرها، فخرجت من الداخل وهي تحمل معلقه كبيره في يدها، ابتسمت وقالت بود لذلك الوسيم والذي يقارب عمره من عمر هيثم ولدها الاكبر: فيه حاجه يا كريم يا ابني، جعان يا حبيبي عاوز تاكل، ولا اقولك انا بعمل رز بلبن استني بس خمس دقايق يستوي وهبعتلك. ضحك كريم بشده وقال بحب: لا يا خالتو تسلميلي. اختفت تلك الابتسامه من على وجهه وقال وهو ينظر لها بحزن: انا بس كنت عاوز اسلم عليكي قبل ما اسافر. كشرت هي الاخرى فهي تعودت عليه كانت تتشاجر معه يومياً؛ فكيف لهو ان يذهب هكذا ومن دون سابق انذار، لتقول بحزن: حصل ايه بس يا حبيبي حد زعلك هنا، لو حد زعلك قولي. احتلت تلك الابتسامه الهادئة وجهه، وقال وهو ينظر لها بحب وكأنها والدته: محدش زعلني بس زي ما انتي عارفه كنت جاي هنا عشان حاضر الشغل وخلص، هعمل ايه بقي لازم ارجع دلوقتي لأهلي. تفهمت الموقف وقالت بتساؤل: هترجع هنا تاني؟ حرك كتفيه وقال بعدم علم: حقيقه مش عارف، بس ممكن وليه لا. ابتسمت مودعه له، وقالت بدعاء: ربنا يسترها معاك ويجبر بخاطرك يا حبيبي. اكملت مازحه كي لا تبكي، فهي لا تحب الفراق: اوعى يواد انت تنساني، انا عارفاك واطي وتعملها. حرك رأسه برفض وهو يضحك ويقول: لا يا شيخه قولي كلام غير ده انا انساكي برضو، لا لا مكانش العشم فيكي. ثم قال وهو يستعد للدخول: هتوحشيني، انتي وعم ايمن اللي مشوفتهوش غير مره واحده ده. شاورت له وودعته ثم عاد للداخل مجدداً، وحمل حقيبته وهم علي النزول، ليسير في ذات الطريق؛ الذي كان السبب في التعرف عليها، بدأ في تخير صورتها امامه وهي تقف وتلوح بيدها مودعه اياه، اغمض عيناه بألم ولأول مره يشعر به، واكمل طريقه الي موقف الميكروباص؛ ليبدأ رحله طويلة للعوده اللي منزله. ****** كان يسحبها خلفه بغضب، اما هي فتسير بكل هدوء؛ تفكر في لحظاتهم سوياً، كل شيء بينهم يمر أمام عيونها. Flash Back. قال بهدوء وهو يبتسم: شكرا يا انسه، حقيقه مش عارف من غيرك كنت عملت ايه. حركت رأسها وابتسمت وهي تقول: عفوا يا استاذ كريم. عقد ما بين حاجبيه علامه منه علي الاستغراب، فهي تعرف اسمه رغم انه لا يعرف أحد في تلك المدينه هتف بهدوء: معلش بس تعرفيني منين. نظرت لهو بربكه وقالت: اعرفك ازاي. قال وهو يشير لها بسبابته: انتي قولتي كريم. اشارت الي نفسها وقالت: انا يبني قول كريم. حرك رأسه بهدوء، فضحكت هي وقالت: اه كريم.. حتى باين عليك انك كريم، دي مجرد صفه مش اكتر. رمقها بنظره ساخره تعني( حقا)، فحركت رأسها بمرح وهي تمد يدها لهو كي تتبادل معه التحيه وقالت: انا لقاء. بادلها تلك التحيه وقال وهو يبتسم بهدوء ثم هتف: وانا كريم.. جلست اعلي صخره موضوعه علي طرف الترعه، وبدأت ترمي بعض الحجاره لتصنع دوامات في الماء كانت تتفاعل مع ضوء القمر لتعطي مظهر جميل استغرب كريم تلك الفتاه وقال: انتي يابنتي.. بتعملي اي دلوقتي. نظرت لهو من اعلي لاسفل وقالت: فيه حاجه يا كابتن. رفع يده ليعرف كم وصلت الساعه الان، وجد ان الوقت اقترب من الساعه الحاديه عشر مساءاً، ليردف بهدوء: قومي روّحي مينفعش قعدتك هنا بالشكل ده. تشنجت مما قاله فـ ردت عليه قائله: ايوا يعني مين حضرتك. جلس بجوارها وقال: ما قولتلك كريم. نظرت لهو ثم اعادت النظر الي ضوء القمر المنع** علي الماء: ايوا اي كريم ده دوا كحه، دا انت غريب اوي. رفع احدى حاجبيه وقال بشر: بت انتي اتلمي احسنلك وبلاش طوله ل**ن. Back ضحكت بحزن علي اول لقاء بينهم، ففي كل مره يتقابلون بها يتشاجرون كما الاطفال، ولاكنه لم يكن طفل؛ بل هو انسان عاقل احبها من كل قلبه وها هي **رته مثل لوح من الزجاج، هل حبها لعنه واصابته ؛ ولاكن مهلاً إن السحر انقلب على الساحر واصيبت هي بتلك اللعنه، فتحت عيونها وجدت لوسيفير يقف امامها بغضب شديد، لتقف هي الاخرى بحزن وقالت: اظن ان حضرتك كده عملت اللي كنت عاوزه، كريم ومشي سيبني بقي. ابتسم لوسيفير بشر، ساخراً مما تقوله؛ احقاً تريده ان يتركها؟ اهي جُنت تريده ان يتركها هكذا، بعد مخالفه اوامره، وتحريض ابنه علي الكذب، وهروبها يومياً لمقا**ه ذلك الانسي اللعنه عليها، ولاكن هو لن ي**ت سوف يعاقبها ويذهب بها اللي الجحيم، ولاكن كلما نظر الي وجهها الحزين ورأي طتله البرائه تلك، يريد ان يحولها لانسيه ويقول لها ( اذهبي والحقي بذلك المجنون المدعو كريم قبل ان يذهب) ولاكن لا فذلك لن يحدث إلا عند تحرير روحه وصعودها للاعلى. نظر لها بشر وقال: اتركك؟! اللعنه على غبائك، اترك ماذا، فأنتي لن يكون لكي وجود منذ ذلك اليوم. لم تفهم مقصده؛ ولاكنه قيدها مكانها بأحدى التعاويذ الخاصه به، نظرت لهو بعيون راجيه، فهي تعلم اثر تلك التعويذه؛ احدى نقط القوه الذي يمتلكها لوسيفير ويفوقها بها، اللعنه عليك يا هذا، واللعنه على ذاك العالم، واللعنه على كونها من العالم الاخر. ***** كان يجلس بكل هدوء واضع حقيبه اللاب توب علي قدمه، فتحها واخرج منها مذكره صغيره، وبدأ في تدوين بعض الكلمات بها. " من يصدق أن هذا الملاك الهابط من السماء ليوقعني في شباكه، فعل بي هذا! تلك الآلام النفسيه التي أمرّ بها أنا وأسشتعر معاناتها تغزو قلبي كالرماح، أصعب بكثير من الآلام الجسديه، تقتلني وبكل هدوء دون أدنى مقاومه مني، وكأنني مقيد بسلاسل من حديد لا أستطيع المقاومه. هكذا كانت ملاكِ ذات شفره حاده، تذ*ح وتجرح كل من يقترب منها ولكن بالبطيء كأنها تتلذذ بالألم الناشب مني" اغلق تلك المذكره ووضعها كما كانت، ثم اغمض عيونه حتي ينام. وبعد وقتٍ طويل وصل الي بلدته، او بالاصح الي منزله وبدأ يطرق الباب بهدوء، علي غير عادته المشاغبه، تقدمت ولاء بعدما ارتدت حجابها لتفتح للطارق، ولاكنها تفاجأت بكريم يقف امامها، لتبتسم بفرحه لرؤيه صغيرها، وفي ثواني كان يستقر بين ضلوعها وتقبله بحنان وهي تحمد الله علي عودته لها سالم غانم، ولن يصيب بأي مكروه، ولاكنها لاحظت حزنه حينما جلسوا سوياً لتقول بهدوء: مالك يا حبيبي. حاول ان يظهر تلك الابتسامه البسيطه وقال: مفيش يا ماما انا بس تعبان شويه من الطريق انتي عارفه انه طويل، بعد ازنك هدخل اخد دش وانام شويه وهصحى فايق. حركت رأسها بهدوء، ولاكنها قالت بعد ذهابه: ماما وتعبان وازنك، اقطع كم العبايه دي ان مكانش فيه حاجه يابن ولاء. *** ذهبت نافي لولهان سريعاً، وهي تترجاه بشده ليجعل اباه يترك صديقتها، وهي تقول: ولهان، لو بتحبها فعلا خليه يسيبها. نظر لها ولهان بعدم فهم لتكمل هي: الملك لوسيفير، اخد تيتانيا وقيدها عنده، استغل نقط القوه وحبسها بتعويذه محدش يعرف يفكها غيره، اترجاه خليه يسيبها، هي معملتش حاجه غلط، كل ده عشان حبت؟ طيب ما هو كمان بيحب، وكان بيحب انسيه زيها ولغايه دلوقتي مش عاوز يتجوز عشان حبه ليها. اغمض ولهان عيونه باحثاً عن تيتانيا، وجدها مقيده بسلاسل تتوهج بالنيران، لعن والده بشده، كيف يفعل هذا بها، قرر أن يذهب لهو مجدداً غير مبالي بما سوف يحدث لهو؛ كل ما يهمه هو تيتانيا فقط. وقف امامه بشموخ وهو ينظر الي عيونه، تعجب لوسيفير من جراءه ولده الصغير، الذي يخشى النظر له فكيف يقف امامه بكل شجاعه وينظر الي عيونه بتلك الطريقه، ليقول لوسيفير بهدوء: ماذا تريد. اجابه بغضب: ماذا فعلت ب تيتانيا؟. لم يجيب لوسيفير على سؤاله بل انه عاود سياغه سؤاله مره اخرى قائلا: لماذا جئت. اجابه ولهان بكل برود: لاخذ حبيبتي. التفت حوله ليؤثر عليه ولاكن بلا فائده، ليقول بهدوء مرعب: أي حبيبه؟. اوقفه ولهان وهو يمسكه بيداه وينظر لهو بغضب ثم هتف: اريد تيتانيا يا هذا، التي تقيدها بأحدى تعاويذك اللعينه، تخشى ان تفعل ما لم تستطيع انت فعله وتتزوج من ذلك الانسي. صُدم لوسيفير مما قاله، وقال مدعي عدم الفهم: ماذا تقصد فأنا لم افهم ما تقوله. ابتسم ساخراً على والده الذي يهرب كما الطفل الصغير، ولاكنه يعلم جيداً ان الجميع علي علم بقصته هو وحبيبته نور، تلك الفتاه التي محى نفسه من ذاكرتها بكل هدوء لتستطيع ان تكمل حياتها، اما لوسيفير فلم يتزوج مجدداً رغم ان من المفترض ان يتزوج هو بتيتانيا وليس ولهان، ولاكنه قرر ان يخلص لها، ليقول ولهان بغضب: اقصد تلك التي تدعى نور، اترك تيتانيا تذهب الي حبيبها ولا تجعلها تتعذب مثلما تتعذب انت. صرخ به لوسيفير وهو يقول: انا اعلم جيداً انك تحبها كيف لي ان اتركها تذهب هكذا لغيرك... ونكمل الحلقه الجايه من روايه النداهة بقلمي / لوكا احمد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD