الحلقه السابعه من روايه "النداهة"

1071 Words
ابتسم ساخراً على والده الذي يهرب كما الطفل الصغير، ولاكنه يعلم جيداً ان الجميع علي علم بقصته هو وحبيبته نور، تلك الفتاه التي محى نفسه من ذاكرتها بكل هدوء لتستطيع ان تكمل حياتها، اما لوسيفير فلم يتزوج مجدداً رغم ان من المفترض ان يتزوج هو بتيتانيا وليس ولهان، ولاكنه قرر ان يخلص لها، ليقول ولهان بغضب: اقصد تلك التي تدعى نور، اترك تيتانيا تذهب الي حبيبها ولا تجعلها تتعذب مثلما تتعذب انت. صرخ به لوسيفير وهو يقول: انا اعلم جيداً انك تحبها كيف لي ان اتركها تذهب هكذا لغيرك، وتجلس انت واضعاً يدك اسفل خدك تندب لي حظك. ضحك ولهان ساخراً مما يقوله لوسيفير؛ فهو لا يفهم شيء ويهذي بكلماتٍ لا يعرف معناها، ليقول بنبره ساخره: انظر لهذا يا رجُل، يتحدث عني وهو لا يعلم اي شيء، اليس انت من اراد قتلي، والان تقول انك تريد اسعادي، كم هذا مضحك اليس كذلك، اسمع لي جيداً من يحب يريد لما يحبه السعاده، وتيتانيا سعادتها مع المدعو كريم؛ لذلك اتركها تذهب لهُ هذا يجعلني سعيداً. نظر لهُ لوسيفير بغضب، ثم هتف بحده: ولهان اذهب الأن كي لا تندم من افعالي. حرك ولهان رأسه وهم علي الذهاب، ولاكن قبل ان يذهب قال بتحذير: اترك تيتانيا ابي، هذا افضل لك فلا تكتب عليها ان تعيش نفس مصيرك. ثم خرج من مكانه تاركاً لوسيفير يزفر بغضب. ***** كانت تجلس تبتسم تارا وتتغير ملامحها الي الحزن تارا اخرى، تتذكر تلك اللحظات السعيدة التي مرت عليهم، كم هي قصيرة ولاكنها تكفي لتكوّن ذكريات جميله؛ تسعد عند تذكرها، حاولت مِراراً وتكراراً ان تتخلص من تلك القيود ولاكن دون فائده فجلست وهي تضم قدمها لها، واغمضت عيونها محاوله منها ان ترى كريم، كما علمها ولهان، ولاكنها فشلت فحاولت مجدداً ومجدداً حتى نجحت ورأت ماذا يفعل. اما علي الجانب الاخر وبعدما أفاق من نومه جاءت لهُ والدته وقالت بهدوء وهي تجلس على فراشه: كريم بهدوء كده ومن دون اي مناقشات، احكي ليا وقولي فيك ايه؛ ومتقوليش كويس عشان ده مش منظر واحد اعرفه وخصوصاً لو كنت انت. مدد كريم جسده علي الفراش ثم وضع رأسه اعلى قدمها ومسك يدها واضعاً اياها اعلى رأسه، لتبدأ اصابعها في التنقل بين خصلات شعره، ابتسم من تلك الحركه والتي ظل طيله عمره يفضلها من والدته، لتقول وهي تبتسم: احكي ليا بقي مالك. اغمض كريم عيونه ثم فتحها مجدداً، وبدأ في سرد ما حدث لهو من اول يوم دبت قدمه لتلك المنطقه: اول يوم روحت فيه زي ما حكيت ليكي ف التلفون شوفت فيه بنت بتجري نواحي الترعه، حاولت اوقفها ونجحت في ده، قولتلها انتي بتعملي ايه ومنعتها، وهي استجابت ومدت ليا اديها، بس جت بنت زي القمر وشدتني بعدتني عن البنت الشبح دي، وطلعت انها جنيه أتحول شكلها لمنظر ب*ع، ونزلت الترعه اما بقى البنت اللي انقذتني زعقتلي واتخانقنا بس اتعرفنا كان اسمها لقاء، شكرتها علي اللي عملته معايا واتكلمنا شويه بس مشيت مره واحده بشكل غير مباشر، وطلبت مني اني مجيش المكان ده تاني، بس انا ممسمعتش ليها لاني ف الاول كنت محتاجها وروحت تاني يوم زي ما كنا متفقين اننا نتقايل المغرب استنتها علي ما جات، وبدأنا نتكلم كنت بسجل اللي هي بتقوله وعامل نفسي مركز معاها، بس الصراحه كنت مركز مع ملامحها اللي الجمال والرقه كلمتين ميقدروش يوصفوا اي حاجه فيها، لقاء جميله بحد لا يوصف روحها حلوه وشكلها وكلامها وخناقها، كل حاجه فيها حلوه، بس اتخانقنا. ضحك بهدوء مع تلك الدمعه التي تساقطت من عيونه البنيه، وقال متغزلاً بها: حتي ف خناقنا كنت مركز مع ملامحها الرقيقه وهي بتتحرك، هي مش لقاء؛ تؤتؤ هي كانت ملاك في صوره انسان، ملاك عمره ما يأزي حد، نازل بس عشان يخفف الام الناس، ثم بدأ في البكاء وقال: بس معايا انا كانت غير كده؛ سابتني ومشيت كده بكل هدوء عادي وكإنه كلب وراح، حبتها اوي يا ماما، حبتها بحد اني بحاول اسعى للكمال لتشوف غيري احسن مني وتحبه.. وبدون اي مقدمات كانت ولاء تبكي لبكاء ابنها، ولعنت في سرها تلك الفتاه التي جعلت اعين ابنها تنزف تلك الدموع، وكأن سكين ما غزّ قلبها، فكريم من النوع الذي لم يبكي مطلقاً حتى لو انهارت الدنيا وفقد كل ما لديه لن يبكي، فاللعنه عليكي يا فتاه من يفعل ذلك من اجلك يكون يعشق تلك الحبيبات الرمليه التي تسيري فوقها، وما المقابل كان جرح يخشي القلب من استقباله ذات ليله، وتخشي الاذان عن سماع كلماتٍ تحمل اوجاع واهاتيٍ. اكمل كريم بعدما مسح دموعه: وف الاخر اتواعدنا اننا نتقابل بكره في نفس المعاد، وجات اعترفتلها بكل حاجه بحبي ليها واني كنت بتلكك عشان اشوفها، وهي كمان قالتلي كلام جميل يتعزف بيه الحان بس جه حد غريب اخدها، وحذرني من اني اقرب ليها، هددني بيكم يا ماما، ركبت وجيت علي طول. مسحت علي رأسه بيداها الصغيرتان، ثم قبلت جبينه وقالت: انت اعظم شخص ف الدنيا، فخوره انك ابني وانك بتحب للدرجه دي، ولو بتحبها فعلا يا كيمو، روح ليها، لأنها بتحبك وعملت كده غصب عنها. اغمض عيونه بتعب، ثم قَبّل يد والدته وقال وهو ينظر إلي عيونها: بس انتوا عندي اهم من اي حب، هي لو راحت ممكن ف يوم تتعوّض انما انتوا، مش هعرف ابداً اني اعوّضكم، وحتى لو معرفتش اعوضها واحب غيرها؛ يكفيني اني اعيش ليها، اعيش لملاكي اللي مش ممكن الاقي حد شبهه. كانت تيتانيا تشاهد كل هذا في **ت، وابتسامه جميله تحتل وجهها، وهمست بهدوء: انتَ أمير كونيّ المظلم، ومالك قلبي، ومص*ر بسمتي، اعشقك ايها الكريم. مرّ اليوم بسلام علي ابطالنا، واشرقت شمس يوميٍ جديد حامله معها الكثير من الاحداث، وك العاده ذهب كريم مبكراً اللي عمله، وكان جميع من بالجريدة ينظر لهُ، وكأنه فعل شيء ما، لم يبالي لهم وذهب الي مديره شوكت، والذي نظر لهُ بلهفه قائلاً: كريم انت كويس، حد قابلك او حد ضايقك. ابتسم كريم ثم جلس كعادته دون السماح لهو بذلك، وقال بعدم فهم: هو فيه ايه؟ كلهم بره بيبصولي، وانت هنا بتقولي كده انا مش فاهم اي حاجه فهموني. حمد شوكت الله في سره ان كريم بخير وبدأ في سرد ما حدث في غيابه وهو يقول بأسف: للاسف اننا بعد ما نشرنا المقال بتاعك، لقينا هجوم طبير جدا علينا بسببه من واحد اسمه "خالد نبيل" قاطعه كريم في زهول: بس من قبل ما تكمل عرفت اللي حصل، طبعا الاستاذ خالد اللي عمره فوق الخمسين سنه جه هنا بيدور عليا، عشان يخليني اكتب مقال تاني عنه بعد المقال الاولاني، وكل ده لي عشان دافعت عن طفل بيض*به ميعديش الاتناشر سنه، ايه يجدعان ده وعاوزينا نتقدم وانتوا تلت تربعكم جاهل. ابتسم شوكت وقال: كريم انا مش معارض ليك ف الحركه دي وواثق اني عمري ما هكون معارض ليك بس انت لازم ترفع قضيه عدم تعرض التاس دي مش كويسه خالص وناويين يأزوك. وقبل أن يكمل كلامه، كان خالد قد وصل في الخارج وهو يصرخ علي الجميع فخرج لهو كلا من كريم وشوكت و.... ونكمل الحلقه الجايه من روايه "النداهة" لوكا احمد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD