الفصل الثامن من روايه "النداهة"

1021 Words
النداهة الفصل الثامن وقبل أن يكمل كلامه، كان خالد قد وصل في الخارج وهو يصرخ علي الجميع فخرج لهو كلا من كريم وشوكت وصاح عليه كريم: انت يا بني ادم، مينفعش صوتك العالي ده هنا انت مش في زريبه. نظر لهو بشر يكاد يطلق نيران من عيونه، لتخترج جسد كريم ويتخلص منه؛ ولاكنه فكر بهدوء وقال بهدوء ظاهيري: خلينا نتكلم سوا شويه. نظر كريم اللي الرجال من خلفه، ونظر لهو بق*ف ثم ردد: خلي الحوش اللي وراك دول يمشوا لان مينفعش الكلام ده هنا، واتفضل ف مكتب استاذ شوكت. ثم تركه ودخل اللي المكتب وكذلك شوكت، ليقول شوكت بضحك: يخربيتك يا كيمو، ثبت الراجل. ابتسم كريم وقال بتفكير: الراجل ده مش سهل، ولازم اخد بالي منه كويس اوي، لانه ممكن يعمل حاجه وهو متحامي ورا الكلاب بتوعه دول. قال شوكت بهدوء: انه يتخبى ورا شويه جدران مكونه من بشر مش حلو، هيقع ف الاخر ومش هيلاقي حد يسنده، بس برضو يابني انت لازم تخلي بالك من نفسك، وانا مؤيد ليك ف اللي عملته؛ وواقف ف ضهرك واوعى تتنازل مهما حصل. ابتسم كريم في لحظه دخول خالد، لتتلاشى ابتسامته ويشاور لهو علي الكرسي الموضوع قائلا: اتفضل اقعد. جلس بهدوء ليقول شوكت: اتفضل وقول اللي عندك. وضع خالد قدم فوق الاخرى ونظر لهم بتكبر، ثم بدأ في الكلام قائلاً: اللي عندي انتوا عارفينه كويس، يعني انتوا اللي هتقولوا مش انا واظن انكم فاهميني كويس. ابتسم كريم وكاد يتحدث لولا تدخل شوكت الذي قال: بلاش لف ودوران واتكلم علي طول. حرك خالد رأسه بهدوء، ثم بدأ في قول الاتي: انت نزلت عني مقال وانا بض*ب عيل متشرد. قاطعه كريم بغضب: اتظبط كده وانت بتتكلم، مسمهوش عيل متشرد اسمه طفل مش لاقي مأوى ليه وعايش ف الشارع. اكمل خالد كلامه دون ان يتأثر بكلام كريم: المهم صورتني وبدل ما تتكلم معايا ونحل الموضوع ودي نزلت مقال فيه صورتي. ابتسم كريم ببرود بعدما فهم ما يقصده خالد؛ وهو ان يقوم بكتابه مقال اخر يعتذر فيه لهو، ولاطن هذا لن يحدث، ليكمل خالد: المطلوب منك انك تنزل اعتذار ليا وتقول ان ده كان سوء تفاهم مش اكتر. ابتسم كريم ثم حرك بقدمه قدم خالد لتنزل من علي القدم الاخرى و وضع هو قدم فوق الاخرى تحت زهول خالد وابتسامه شوكت. ليقول كريم: وان ما عملتش كده. ابتسم خالد وعاود في وضع قدمه كما كانت ثم قال: هيبقي البادئ اظلم. ضحك كريم بسخريه ثم قال: تهديد ده يحماده.. ثم انك انت اللي بدأت ف التعدي علي اطفال ملهاش ذمب ف انهم يبقوا اطفال شوارع يبقي استحمل بقي. وقف خالد وقال قبل ان يذهب: اعتبره تهديد، وخاف علي نفسك الفتره الجايه؛ إلا لو اعتذرت دي الحاجه الوحيده اللي ممكن تشفعلك عندي. قال كريم ببرود: مش محتاج حاجه تشفعلي عندك كفايا ان اللي عملته هيشفعلي عند ربنا لاني بدافع عن حد ضعيف وملوش سند، وانا هكون السند ليه، ثم ان انا مبتهددش يا استاذ.. شرفت ونورت. خرج خالد بغضب وهو يلعن برود ذلك الفتى وذلك الغرور الذي يظهر علي وجهه. ضحك شوكت وهو ينظر لكريم ويقول: يخربيت برودك ياجدع، كنت هتشله. ابتسم كريم وقال وهو يغمز لهو: الصنف المعفن ده مينفعش معاه غير كده، بس المهم دلوقتي اني اطلع علي القسم. اخذ شوكت مفاتيح سيارته ووقف وهو يقول لكريم: انا هاجي معاك، مش هسيبك تروح هناك لوحدك. حرك كريم رأسه ثم خرجوا سوياً واتجهوا الي سياره شوكت، ثم استقلوها شوكت خلف المقود وكريم بجواره، وتوجهوا مباشرتاً الي مركز الشرطه. و بعد قليل وصلوا الي مركز الشرطه، ودخل كريم الي الضابط بصحبه مديره، استقبله الضابط ببسمه لانه يعرفه جيداً ويعرف من هو كريم حازم، الصحفي المعروف بكفائته وجدارته في عمله، وبعد تبادل التحيات، سأله الضابط قائلاً: خير يا استاذ كريم. ابتسم كريم وقال: انا جاي اقدم بلاغ عدم تعرض، ليا ولمكان شغلي. ابتسم مؤمن(الضابط) وقال: تمام ف مين. قال كريم: ف رجل اعمال اسمه خالد نبيل. تذكر ذلك الاسم وقال: ايوا دا اترفع عليه قضيه وحاليا ماشيين ف اجرائتها، ودي بفضل حضرتك لانه بيتعدى علي الاطفال رفعها مؤسسه حقوق الطفل، ولازم تعرف انها قضيه مش هينه ابداً واحنا فعلا كنا خايفين علي حضرتك وكويس انك جيت عشان البلاغ ده. حرك كريم رأسه برضا واخرج هاتفه ثم شغل مقطع صوتي يوضح ما حدث معهم منذ قليل، ليبتسم شوكت علي فعله كريم، انه حقاً ذكي ولن يتردد ذات يوم علي تعينه في الجريده او انه جعله صديقه المفضل. ابتسم الضابط لكريم وقال: كويس اوي كده، اطمن احنا معاك ومتعملش اللي هو بيقولك عليه، اعمل بس اللي انت عاوزه. حرك رأسه وهو يبتسم وبعد قليل انتهى من الاجراءات قم عاد مجدداً، الي الجريده. ****** وفي عالم اخر، تحديداً في مكان ولهان، كان يجلس مع نافي يخططون لما سوف يحدث. ولهان بحزن: انا مش عارف هعمل ايه، هو مصر علي انه يحبسها كده، لازم تخرج وبأي طريقه. نظرت نافي لهو بتوتر وقالت بإرتباك: هو يعني، كان فيه حاجه كده ممكن نعملها. نظر لها بإنتباه وقال: في ايه قولي. قالت بتلعثم: يعني كان ممكن اروحله انا واستغل الموهبه الوحيده اللي عندي. قال ولهان ساخرا: ايدا ايدا انتي عندك موهبه اصلا. تذمرت نافي وقالت: خلاص يا ولهان انا غلطنالك مش هقول حاجه ولا هعمل حاجه. ضحك ولهان عليها وعلي تذمرها ثم قال: خلاص خلاص متزعليش وانتي قموره كده، قوليلي بقي هتعملي ايه. ابتسم وقالت: انا ممكن اخليه يوافق علي انه يسيبها بواسطه التواصل الذهني انا ممكن اقدر اسيطر علي بعض افكاره. ابتسم وقال: حلو اوي.. ثم صاح بها: وادام انتي بتتنيلي تعرفي تعملي كده ساكته ليه من الصبح. تراجعت للخلف اثر صريخه لتقول بخوف: انت بتخوفني ليه دلوقتي، بعدين مهو انا بخاف اقابل الملك لوسيفير اصلا او ابص ف وشه. قال بسخريه لازعه: ليه بيعض. سخرت منه هي الاخرى: لا يا خفيف بس كفايا ان اسمه لوسيفير. نظر لها بشك وقال: انتي متأكده يا بنت انتي انك نداهة، بعني متأكده انك من عالمنا ده.. قالت بهدوء: ايوا بس بتسأل لي. قال بنفاذ صبر: اومال خايفه منه كده لي عاوز افهم انا دي تيتانيا مبتسكتلوش، بتشتمه وتزعقله وترد عليه الكلمه بكلمتها، في ايه بقي انتي مش زيها لي. قالت وهي تنظر لهو بحاجب مرفوع: يعني انت مش بتخاف منه، ثم ان تيتانيا اقوى واحده هنا بعد لوسيفير علي طول وهي الوحيده اللي تقدر عليه، او كنا مفكرين كده. حرك رأسه بإقتناع ثم قال لها: اقنعتيني صراحه، يالا بقي قومي عشان وراكي مهمه كبيره. حركت رأسها بهدوء ثم صارت بعض الخطوات وعادت مجدداً وهي تقول: ولهان انا خايفه تعالا معايا وحياه عيالك. صرخ بها قائلا: الطم والم الناس، هتشليني.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD