بعد أن تناولت حساء الأرز بالجزر صعدت الى غرفتي لأجلس باستقامة على مكتبي ، أخدت
مذكرتي فتحت أول صفحة لأجدها فارغة تماماً ، مررت بكل الصفحات لأجد كل رسوماتي
إختفت ، ثم فجأة بدأت تُرسم من جديد كأن أحداً يَرسمها بالخفاء ، ذُهلت مرميتاً الكتاب من يدي
، أغمضت عيني محاولتاً إستعاب الأمر ، فربما حصل هذا بسبب تعبي وقلة نومي ، أجل فهذا
ما حصل فقلة النوم تجعل الشخص يتوهم أشياءاً غريبة ، حملت الكتابة لأضعه بمكانه وتوجهت
إلى السرير ، ثم وقع الكتاب من جديد ليفتح ببطئ ، ويكتب عليه إسمي بشيء يشبه الدماء ،
انصدمت بمكاني وأنا أنظر إليه ، أردت الصراخ ، لكن أشعر كأن أحداً يغلق لي
فمي باحكام ، شعرت أن أنفاسي تنقطع ببطئ ، فجأة إستطعت التنفس ، تن*دت بعمق وانزلقت
على حافة الحائط لأجلس أرضاً ، نظرت حولي لأجد الكتاب بالمكان الذي وضعته به ، اتجهت
نحوه ، حاولت فتحه ببطئ وقلبي يكاد يخرج من مكانه من شدة الخوف والرهبة ، لأجد كل شيء على طبيعته ورسوماتي بمكانها ، تساءلت مع نفسي
” هل أصبحت مجنونة ؟ أم هذا مجرد حلم ؟ “
رأسي يكاد أن يتمزق من شدة الحيرة والتفكير ، فتحت النافذة محاولت استنشاق نسيم الهواء المنعش ، إنه يتسلل بين رئتي
بانتعاش ، أغلقتها بعد أن تجمعت الأفكار برأسي واستنتجت أن هذا كل هلوسة فقط فلا يمكن ان يكون شيئاً خارقاً لطبيعة ، عدت إلى سريري لأنام بسلام محاولتاً طرد تلك الأفكار السلبية من
رأسي لكن كلما أغمضت عيني أرى صورته أمامي ، يبدو أنني لن أستطيع النوم
الليلة ،” إنه وسيم ، ابتسامته مشرقة ورجولي أيضاً إنه رجل كامل الأوصاف أظن أنني وجدت فارس أحلامي قبل أن أتمم الثامن عشر “ - همست داخل عقلي -
وضعت رأسي تحت الغطاء بسعادة متأملة أن أحلم به الليلة بدلاً من تلك الكوابيس المزعجة
التي بدأت تراودني مؤخراً
تشانيول pov
انتهيت تدريبي الآن ، أخدت حماماً وتوجهت إلى الغرفة أجد ذلك الغ*ي يستولي على السرير بأكمله بنومه السخيف هذا ، قمت بلفه للجهة الأخرى لأستلقي بجانبه ،
وضعت يدي خلف رأسي لأنظر إلى السقف بتمعن لعلني أرى وجهها المبتسم ،اتذكر ملامحها الخجولة وهي تناولني المحفظة بدفئ هذا يقشعر بدني ، أنا غ*ي أ**ق أخدت
المحفظة كالأبله لم أسئل عن إسمها حتى وبدأت بالتفوه بالحماقات
قاطع حبل أفكاري قدم بيكهيون التي ارتمت على وجهي مباشرتاً وبدون سابق إنذار ،
قمت جالساً لدفع بـ بيكهيون حتى يقع أرضاً ويعود لنوم بسلام كأن شيئاً لم يحدث .
يوري pov
ان المنبه يرن مجدداً أوه لا يجب أن أتكاسل الآن لأنه أصبح لدي شيء مميز يحمسني لذهاب لتلك المقبرة ، أنا أتكلم عن المدرسة أليست مقبرة بما أن كل شيء بها ممل ،
الدراسة ، الطلاب وحتى المعلمين لكن ليس بعد الآن لقد أتى نجمي ليضيء تلك المقبرة ويجعلها جنة بنظر الجميع
قمت من سريري بحماس وتوجهت إلى الحمام ، استحممت سريعاً لأجد متسعاً من الوقت للبدئ بتسريح شعري بطريقة لطيفة وتنعيم بشرتي ووضع القليل من مساحيق التجميل ، اللمسة الآخيرة حذاء أنيق مع زي المدرسة ،
نزلت لطابق السفلي حيث توجد أمي ، تفاجأت لرؤيتها تحمل شيئاً غريباً بيدها والأغرب أنها أخفته عند رؤيتي ،
سألتها ” هل كنت بمكان ما ؟ وما ذلك الشيء الذي تحمينه أوماه؟ “
” إنه رماد جثة اوه أمزح إنه رماد كان عالقاً بالتدفئة “
” اه جيد أين فطوري “
” فطورك ، سأحضره لك انتظري “
لا أعرف مابالها اليوم انها تتصرف بغرابة .
تشانيول pov
ما هذا الشيء الذي يتلمس وجهي اوه ما هذا الصوت ” معلمة لي أنت جميلة ” فتحت عيناي لأجد بيكهيون
يتلمس وجهي وهو غارق بالنوم ، نظرت إليه باستغراب لأجده يتفوه بكلمات غريبة ، قمت من مكاني لأحضر كأس ماء بارد وسكبته على وجهه مع ابتسامة صارخة ، استيقظ مذهولاً كأن الشرطة تلاحقه
بيكهيون ” يااه لما فعلت هذا هيونغ “
تشانيول ” أظن أنك كنت تحلم بالمعلمة لي صحيح”
بيكهيون ” معلمة لي!؟ ولما سأحلم بها “
تشانيول ” فربما تضمها لقائمة حب النونا الخاص بك “
بيكهيون ” ابتعد من أمامي واستعد لنذهب لتلك المجزرة “
تشانيول ” اي مجزرة !؟ “
بيكهيون ” انها المدرسة “
تشانيول ” لما سميتها كذلك كان عليك قول مدرسة من البداية “
بيكهيون ” بأول يوم بها تعاقبت كيف ألا أسميها هكذا “
تشانيول” أنت من تبحث عن المتاعب هيا دعنا نذهب “
– عند بوابة المدرسة –
يوري ” أوماه يفكي هنا أرجوكي عودي ، لا أعلم لما تصرين على توصيلي “
الأم ” أنا أفعل هذا لمصلحتك أنت لا تعلمين شيئاً “
يوري ” إذا كنت لا أعلم إجعليني أعلم “
الأم ” إنه ليس وقت هذا الآن “
يوري ” كل مرة تقولين نفس الكلام متى سيحين هذا الوقت ”
—- ————–
بيكهيون ” هيونغ أنظر أليست تلك هي حبيبتك “
تشانيول ” أين !؟ “
بيكهيون ” هناك قرب البوابة “
تشانيول مع ابتسامة” أجل إنها هي “
بيكهيون ” من تلك المرآة التي برفقتها !؟ “
تشانيول ” ما الذي سيعرفني أنا فربما والدتها “
بيكهيون ” هل مازالت بالحضانة لتحضرها والدتها “
تشانيول ” لا تتكلم عن فتاتي هكذا “
بيكهيون ” حسناً ، حسناً ، أوه معلمة لي “
ترك تشانيول خلفه ليتوجه إلى معلمة لي المتواجدة بالممر .
بيكهيون ” أنيوهاسو معلمة لي ، أيمكنني حمل الحقيبة عنك “
معلمة لي ” لا بأس إنها ليست تقيلة “وأكملت طريقها …
تشانيول ” ماذا هل تجاهلتك ؟ “
بيكهيون ” أظن أن هذا ما حدث ، يا إلهي لما النساء صعاب المنال هكذا “
تشانيول ” لقد صعدت المعلمة للفصل فان تأخرنا أكثر ستقفل الباب “
-بعد الحصة / بمطعم المدرسة-
يوري pov
حملت صحن الأكل وتوجهت إلى القاعة وإذا بي أجد جميع الأماكن مملوءة ، هذا حصل فقط لأنني تأخرت قليلا بالحمام
وقفت بذهول أبحث عن مكان ،وجدته لكن ألا يمكن ان يكون سوى بتلك الطاولة ، اريد الذهاب لكن قدماي تمنعاني
،فهذا محرج للغاية ، رفعت رأسي لأرى يدا تلوح لي ، اوه انه الشاب المرح ، هل اتقدم ام أتراجع ؟
__
يوري Pov
أغمت عيناي لأراجع أفكاري ، عضضت على طرف شفتاي وأنا أسير ببطئ نحو طاولتهما ، ابتسمت وأنا شبه منحنية
هسهست عند وصولي” أنيوهاسيو ”
أجابني صاحب الصوت الدافئ الذي يهز كياني ،
” مرحباً ، تفضلي يمكنك الجلوس معنا ” نظرت إليه بخجل وأنا أجلس بالمقعد الذي بجانبه ، رفعت رأسي لأجد صديقه المرح والمشا** يتناول الطعام بهستيرية ،
توقفت عيناي على الحركة بينما أنظر إليه بذهول ، فإذا به يقرب يده نحو ملامحه وجهي ليهزها بخفة
” يااه أين ذهب تفكيرك ، هيا أسرعي بتناول الغذاء فالإستراحة على وشك الإنتهاء “
أومئت برأسي له لأنظر إلى صحني الذي يحمل ،بيضة مقلية ، أرز مع شرائح اللحم ، كوب
عصير ، لا أعرف لما فقدت شهيتي هذا الصباح ، هل بسبب قلبي الذي يكاد أن يتوقف لسرعة نبضاته أم لحماسي الزائد للذي سيحدث بالمستقبل ، أخدت ملعقة صغيرة من الأرز ،رفعت رأسي أقضمها ، فجأة حدث شيء مريب ، شيء لايصدقه العقل البشري ، أوقعت الملعقة التي كانت بحوزتي لأقف وأنا أشير إلى صحن الشاب المرح أظن أنه يدعى بيكهيون ،
” اوه ما هذا الشيء الذي تأكله؟؟ ” نظر إلى صحنه ليرفع رأسه بالنظر إلي بذهول ” دجاج “
تراجعت وأنا أشير
” إن صحنك مليء بالعيون البشرية ، اه يا إلهي يداك مليئتين بالدماء ، وجهك أصبح ب*عاً كالغوريلا ، ما أنت بضبط !? “
أخدت جولة بالمكان لأجد الجميع يتهامسون وينظرون إلي ، تلك اليد الذي مسكت بي كانت دافئة لدرجة أنها زالت القشعريرة التي انتابتني
” ما بك هل أنت بخير؟؟ ” هذه الكلمات هي أخر ما تذكرت بعد أن فشل جسمي بحملي...
إنني أسمع أصوات آلات المستشفى المزعجة ، أشعر بأحد يمسك يدي ، يمسكها
بقوة لدرجة أنا تتساقط عرقاً فتحت عيني ببطئ لأجده أمامي ، لأجد فارس أحلامي يمسك بيدي ليسألني بقلق
” كيف تشعرين الآن ؟ “
في تلك اللحظة عجز ل**ني عن الحديث ، عجزت عيناي إلى النظر إليه ، فقط بلعت ريقي بدون قول أي شيء ، ليدخل شخص يضع نظارة ويرتدي وزرة بيضاء ، أظن أنه الطبيب ،
ليبدأ بقراءة مؤشراتي الحيوية ” كل شيء عاد إلى طبيعته الآن ، يمكن الخروج إذا أردت “
عند خروجه بدأت تلك كلماته تتكرر داخل عقلي لأسئل بدون وعي ” ما الذي قصده بأن كل شيء عاد إلى طبيعته ، ما الذي حصل ؟ لما أتواجد بالمستشفى ؟؟“
أجابني بنبرة غريبة أعجز عن وصفها ” لقد بدأت تهلوسين بأشياء غريبة بالمطعم المدرسة ..”
قاطعته باندهاش ” أهلوس بماذا!؟ “
ربت على يدي ليطمئنني ” لا داعي للقلق فهذا يحصل مع أي شخص ، ربما شاهدت فيلم رعب البارحة وظلت بعض المشاهد تتكرر بذاكرتك “
لم أفهم ما الذي أراد تفسيره لي ” ماذا يعني ذلك؟؟ “
وقف ليبتسم بتلك الإبتسامة التي تخترق أصغر الشرايين بقلبي قائلاً
” لا تزعجي نفسك بذلك ها إرتدي ملابسك سأنتظرك خارجاً لكي أوصلك إلى المنزل ”
أومئت برأسي بينما أراقبه وهو يسير نحو ذلك الباب الزجاجي ، وقفت من مكاني لكي أهرع لارتدائي ثيابي ،فربما يمل من الإنتظار ويغادر .
تشانيول pov
أقفلت الباب خلفي بينما أفكر بالشيء الذي حدث بالمطعم، كان شيئاً لم أشاهده من قبل ، حاولت تهدئتها وعدم زرع
الشكوك بعقلها ، لكن هذا شيء يحير فعلاً ، هل يعقل أن يكون كلام بيكي صحيح حين قال ربما شاهدت فيلماً مرعباً وظلت مشاهده مرصعة بذهنها ،بصراحة كلامه منطقي...
قُطع حبل أفكاري حين خرجت من الغرفة ، رغم وجهها الشاحب وشعرها الغير مرتب إلا أنها تجذبني بطريقة ما ، تقدمت نحوي مهمسة
” اصبحت جاهزة ، دعنا نذهب “
هرشت خلف رأسي بخجل ، لا أعرف لما فعلت هذا لقد بدوت غ*ياً في تلك اللحظة ،
كنا قد خرجنا إلى المستشفى لنركب بالحافلة أشرت لها لتجلس بالمقعد إلى أنها
رفضت قائلة ” لا أنه مكان تلك العجوز ألا تراها تجلس عليه “
نظرت إلى المقعد لأجده فارغاً تماماً أومئت رأسي باستغراب لأجلس بمقعد اختارته هي ، عم ال**ت لثواني
وإذا بي أتجرأ على سؤالها ” ماذا يكون إسمك ؟ “
أجابتني والخجل يرسم علامات حمراء حول وجنتيها
” يوري اسمي يوري “
” اسم جميل انا أدعى…”
قاطعتني بصوتها الرنان الحنون ” أعلم ! إسمك تشانيول ، لقد قدمت نفسك البارحة “
في تلك اللحظة شعرت بحرارة تشعل جسدي من شدة الخجل لأهمس كالمغفل
” ديه “
كنا قد أوشكنا على الوصول ليرن هاتفي فجأة، من غيره يكون بيكي الغ*ي ، وضعت الهاتف بمقربة من أذني
” ماذا هناك لما تتصل ؟ “
” كيف حال فتاتك هل هي بخير?? “
أجبته بغضب كوني أنها نسيت بأنها تجلس بجانبي
” وما شأنك أنت هيا عد إلى المنزل ، ياه إياك أن تخبر المدير بأنني فوت الحصة الآخيرة “
” يا إلهي لقد أخبرته “
أرأيتهم أليس غ*ياً ” كيف أخبرته؟ “
” لقد أتى ليقلنا فلم يجدك فأخبرته بالأمر “
” الم تستطع إختراع حجة ، كذبة ، اين كان ، حسناً اقفل الخط “
اقفلت الخط وأنا أفور غضباً ،
“هل حدث شيء ما ؟”
” لا تهتمي انه امر عادي “
وقفت الحافلة ، نزلنا معاً
” شكراً على إيصالي ، لقد وصلت الى المنزل”
“هل تعيشين بمحطة الحافلات ؟”
” أنياا أقصد أن منزلي على مقربة من هنا “
مددت يدي لمصافحتها ، لتنظر إلي بعينيها البنيتين لتمسك بيدي لأصعق بموجات كهرباء تنتشر بكل جزء من جسمي ،
ابتسمت ُ لها” إنتبهي الى نفسك “
بادلتني الإبتسامة والتفت لتسير باتجاه منزلها ، وقفت انظر إليها حتى إختفى ظلها من أمامي ، لأعود أدراجي إلى المنزل .
يوري pov
أتممت سيري مع بعض القفزات السعيدة بين الزقاق، فجأة أطفئت إنارة الشارع ، نظرت حولي
لأجد السكون عم المكان ، نبضات قلبي المرتعبة فقط ما تُسمع ، اومئت بضجر لطرد كل تلك
الأوهام من رأسي لأسير بسعادة مجدداً ، فإذا بشيء أغرب من الغريب شيء يعجز اللسان
عن وصفه ، عينين فارغتين تحدق بي مع شعر نصف مقصوص وفم ممزق وبشرته الخشنة
ترعب اكثر من اي شيء ، تجمدت بمكاني لأوسع عيني ذهولاً ، ارتبط ل**ني لرؤية قدميه
التي على شكل دخان يتطاير بكل مكان ، فشلت قدماي على حملي عندما اقترب مني وهو يطير كالخفاش مهمساً بمقربة من أذني ” لقد إقترب الموعد قريباً ” ليختفى بعدها كالغبار وأظل أنا أقشعر من شدة الخوف .
————————————