الثاني

1987 Words
بعد أن تناولت حساء الأرز بالجزر صعدت الى غرفتي لأجلس باستقامة على مكتبي ، أخدت مذكرتي فتحت أول صفحة لأجدها فارغة تماماً ، مررت بكل الصفحات لأجد كل رسوماتي إختفت ، ثم فجأة بدأت تُرسم من جديد كأن أحداً يَرسمها بالخفاء ، ذُهلت مرميتاً الكتاب من يدي ، أغمضت عيني محاولتاً إستعاب الأمر ، فربما حصل هذا بسبب تعبي وقلة نومي ، أجل فهذا ما حصل فقلة النوم تجعل الشخص يتوهم أشياءاً غريبة ، حملت الكتابة لأضعه بمكانه وتوجهت إلى السرير ، ثم وقع الكتاب من جديد ليفتح ببطئ ، ويكتب عليه إسمي بشيء يشبه الدماء ، انصدمت بمكاني وأنا أنظر إليه ، أردت الصراخ ، لكن أشعر كأن أحداً يغلق لي فمي باحكام ، شعرت أن أنفاسي تنقطع ببطئ ، فجأة إستطعت التنفس ، تن*دت بعمق وانزلقت على حافة الحائط لأجلس أرضاً ، نظرت حولي لأجد الكتاب بالمكان الذي وضعته به ، اتجهت نحوه ، حاولت فتحه ببطئ وقلبي يكاد يخرج من مكانه من شدة الخوف والرهبة ، لأجد كل شيء على طبيعته ورسوماتي بمكانها ، تساءلت مع نفسي ” هل أصبحت مجنونة ؟ أم هذا مجرد حلم ؟ “ رأسي يكاد أن يتمزق من شدة الحيرة والتفكير ، فتحت النافذة محاولت استنشاق نسيم الهواء المنعش ، إنه يتسلل بين رئتي بانتعاش ، أغلقتها بعد أن تجمعت الأفكار برأسي واستنتجت أن هذا كل هلوسة فقط فلا يمكن ان يكون شيئاً خارقاً لطبيعة ، عدت إلى سريري لأنام بسلام محاولتاً طرد تلك الأفكار السلبية من رأسي لكن كلما أغمضت عيني أرى صورته أمامي ، يبدو أنني لن أستطيع النوم الليلة ،” إنه وسيم ، ابتسامته مشرقة ورجولي أيضاً إنه رجل كامل الأوصاف أظن أنني وجدت فارس أحلامي قبل أن أتمم الثامن عشر “ - همست داخل عقلي - وضعت رأسي تحت الغطاء بسعادة متأملة أن أحلم به الليلة بدلاً من تلك الكوابيس المزعجة التي بدأت تراودني مؤخراً تشانيول pov انتهيت تدريبي الآن ، أخدت حماماً وتوجهت إلى الغرفة أجد ذلك الغ*ي يستولي على السرير بأكمله بنومه السخيف هذا ، قمت بلفه للجهة الأخرى لأستلقي بجانبه ، وضعت يدي خلف رأسي لأنظر إلى السقف بتمعن لعلني أرى وجهها المبتسم ،اتذكر ملامحها الخجولة وهي تناولني المحفظة بدفئ هذا يقشعر بدني ، أنا غ*ي أ**ق أخدت المحفظة كالأبله لم أسئل عن إسمها حتى وبدأت بالتفوه بالحماقات قاطع حبل أفكاري قدم بيكهيون التي ارتمت على وجهي مباشرتاً وبدون سابق إنذار ، قمت جالساً لدفع بـ بيكهيون حتى يقع أرضاً ويعود لنوم بسلام كأن شيئاً لم يحدث . يوري pov ان المنبه يرن مجدداً أوه لا يجب أن أتكاسل الآن لأنه أصبح لدي شيء مميز يحمسني لذهاب لتلك المقبرة ، أنا أتكلم عن المدرسة أليست مقبرة بما أن كل شيء بها ممل ، الدراسة ، الطلاب وحتى المعلمين لكن ليس بعد الآن لقد أتى نجمي ليضيء تلك المقبرة ويجعلها جنة بنظر الجميع قمت من سريري بحماس وتوجهت إلى الحمام ، استحممت سريعاً لأجد متسعاً من الوقت للبدئ بتسريح شعري بطريقة لطيفة وتنعيم بشرتي ووضع القليل من مساحيق التجميل ، اللمسة الآخيرة حذاء أنيق مع زي المدرسة ، نزلت لطابق السفلي حيث توجد أمي ، تفاجأت لرؤيتها تحمل شيئاً غريباً بيدها والأغرب أنها أخفته عند رؤيتي ، سألتها ” هل كنت بمكان ما ؟ وما ذلك الشيء الذي تحمينه أوماه؟ “ ” إنه رماد جثة اوه أمزح إنه رماد كان عالقاً بالتدفئة “ ” اه جيد أين فطوري “ ” فطورك ، سأحضره لك انتظري “ لا أعرف مابالها اليوم انها تتصرف بغرابة . تشانيول pov ما هذا الشيء الذي يتلمس وجهي اوه ما هذا الصوت ” معلمة لي أنت جميلة ” فتحت عيناي لأجد بيكهيون يتلمس وجهي وهو غارق بالنوم ، نظرت إليه باستغراب لأجده يتفوه بكلمات غريبة ، قمت من مكاني لأحضر كأس ماء بارد وسكبته على وجهه مع ابتسامة صارخة ، استيقظ مذهولاً كأن الشرطة تلاحقه بيكهيون ” يااه لما فعلت هذا هيونغ “ تشانيول ” أظن أنك كنت تحلم بالمعلمة لي صحيح” بيكهيون ” معلمة لي!؟ ولما سأحلم بها “ تشانيول ” فربما تضمها لقائمة حب النونا الخاص بك “ بيكهيون ” ابتعد من أمامي واستعد لنذهب لتلك المجزرة “ تشانيول ” اي مجزرة !؟ “ بيكهيون ” انها المدرسة “ تشانيول ” لما سميتها كذلك كان عليك قول مدرسة من البداية “ بيكهيون ” بأول يوم بها تعاقبت كيف ألا أسميها هكذا “ تشانيول” أنت من تبحث عن المتاعب هيا دعنا نذهب “ – عند بوابة المدرسة – يوري ” أوماه يفكي هنا أرجوكي عودي ، لا أعلم لما تصرين على توصيلي “ الأم ” أنا أفعل هذا لمصلحتك أنت لا تعلمين شيئاً “ يوري ” إذا كنت لا أعلم إجعليني أعلم “ الأم ” إنه ليس وقت هذا الآن “ يوري ” كل مرة تقولين نفس الكلام متى سيحين هذا الوقت ” —- ————– بيكهيون ” هيونغ أنظر أليست تلك هي حبيبتك “ تشانيول ” أين !؟ “ بيكهيون ” هناك قرب البوابة “ تشانيول مع ابتسامة” أجل إنها هي “ بيكهيون ” من تلك المرآة التي برفقتها !؟ “ تشانيول ” ما الذي سيعرفني أنا فربما والدتها “ بيكهيون ” هل مازالت بالحضانة لتحضرها والدتها “ تشانيول ” لا تتكلم عن فتاتي هكذا “ بيكهيون ” حسناً ، حسناً ، أوه معلمة لي “ ترك تشانيول خلفه ليتوجه إلى معلمة لي المتواجدة بالممر . بيكهيون ” أنيوهاسو معلمة لي ، أيمكنني حمل الحقيبة عنك “ معلمة لي ” لا بأس إنها ليست تقيلة “وأكملت طريقها … تشانيول ” ماذا هل تجاهلتك ؟ “ بيكهيون ” أظن أن هذا ما حدث ، يا إلهي لما النساء صعاب المنال هكذا “ تشانيول ” لقد صعدت المعلمة للفصل فان تأخرنا أكثر ستقفل الباب “ -بعد الحصة / بمطعم المدرسة- يوري pov حملت صحن الأكل وتوجهت إلى القاعة وإذا بي أجد جميع الأماكن مملوءة ، هذا حصل فقط لأنني تأخرت قليلا بالحمام وقفت بذهول أبحث عن مكان ،وجدته لكن ألا يمكن ان يكون سوى بتلك الطاولة ، اريد الذهاب لكن قدماي تمنعاني ،فهذا محرج للغاية ، رفعت رأسي لأرى يدا تلوح لي ، اوه انه الشاب المرح ، هل اتقدم ام أتراجع ؟ __ يوري Pov أغمت عيناي لأراجع أفكاري ، عضضت على طرف شفتاي وأنا أسير ببطئ نحو طاولتهما ، ابتسمت وأنا شبه منحنية هسهست عند وصولي” أنيوهاسيو ” أجابني صاحب الصوت الدافئ الذي يهز كياني ، ” مرحباً ، تفضلي يمكنك الجلوس معنا ” نظرت إليه بخجل وأنا أجلس بالمقعد الذي بجانبه ، رفعت رأسي لأجد صديقه المرح والمشا** يتناول الطعام بهستيرية ، توقفت عيناي على الحركة بينما أنظر إليه بذهول ، فإذا به يقرب يده نحو ملامحه وجهي ليهزها بخفة ” يااه أين ذهب تفكيرك ، هيا أسرعي بتناول الغذاء فالإستراحة على وشك الإنتهاء “ أومئت برأسي له لأنظر إلى صحني الذي يحمل ،بيضة مقلية ، أرز مع شرائح اللحم ، كوب عصير ، لا أعرف لما فقدت شهيتي هذا الصباح ، هل بسبب قلبي الذي يكاد أن يتوقف لسرعة نبضاته أم لحماسي الزائد للذي سيحدث بالمستقبل ، أخدت ملعقة صغيرة من الأرز ،رفعت رأسي أقضمها ، فجأة حدث شيء مريب ، شيء لايصدقه العقل البشري ، أوقعت الملعقة التي كانت بحوزتي لأقف وأنا أشير إلى صحن الشاب المرح أظن أنه يدعى بيكهيون ، ” اوه ما هذا الشيء الذي تأكله؟؟ ” نظر إلى صحنه ليرفع رأسه بالنظر إلي بذهول ” دجاج “ تراجعت وأنا أشير ” إن صحنك مليء بالعيون البشرية ، اه يا إلهي يداك مليئتين بالدماء ، وجهك أصبح ب*عاً كالغوريلا ، ما أنت بضبط !? “ أخدت جولة بالمكان لأجد الجميع يتهامسون وينظرون إلي ، تلك اليد الذي مسكت بي كانت دافئة لدرجة أنها زالت القشعريرة التي انتابتني ” ما بك هل أنت بخير؟؟ ” هذه الكلمات هي أخر ما تذكرت بعد أن فشل جسمي بحملي... إنني أسمع أصوات آلات المستشفى المزعجة ، أشعر بأحد يمسك يدي ، يمسكها بقوة لدرجة أنا تتساقط عرقاً فتحت عيني ببطئ لأجده أمامي ، لأجد فارس أحلامي يمسك بيدي ليسألني بقلق ” كيف تشعرين الآن ؟ “ في تلك اللحظة عجز ل**ني عن الحديث ، عجزت عيناي إلى النظر إليه ، فقط بلعت ريقي بدون قول أي شيء ، ليدخل شخص يضع نظارة ويرتدي وزرة بيضاء ، أظن أنه الطبيب ، ليبدأ بقراءة مؤشراتي الحيوية ” كل شيء عاد إلى طبيعته الآن ، يمكن الخروج إذا أردت “ عند خروجه بدأت تلك كلماته تتكرر داخل عقلي لأسئل بدون وعي ” ما الذي قصده بأن كل شيء عاد إلى طبيعته ، ما الذي حصل ؟ لما أتواجد بالمستشفى ؟؟“ أجابني بنبرة غريبة أعجز عن وصفها ” لقد بدأت تهلوسين بأشياء غريبة بالمطعم المدرسة ..” قاطعته باندهاش ” أهلوس بماذا!؟ “ ربت على يدي ليطمئنني ” لا داعي للقلق فهذا يحصل مع أي شخص ، ربما شاهدت فيلم رعب البارحة وظلت بعض المشاهد تتكرر بذاكرتك “ لم أفهم ما الذي أراد تفسيره لي ” ماذا يعني ذلك؟؟ “ وقف ليبتسم بتلك الإبتسامة التي تخترق أصغر الشرايين بقلبي قائلاً ” لا تزعجي نفسك بذلك ها إرتدي ملابسك سأنتظرك خارجاً لكي أوصلك إلى المنزل ” أومئت برأسي بينما أراقبه وهو يسير نحو ذلك الباب الزجاجي ، وقفت من مكاني لكي أهرع لارتدائي ثيابي ،فربما يمل من الإنتظار ويغادر . تشانيول pov أقفلت الباب خلفي بينما أفكر بالشيء الذي حدث بالمطعم، كان شيئاً لم أشاهده من قبل ، حاولت تهدئتها وعدم زرع الشكوك بعقلها ، لكن هذا شيء يحير فعلاً ، هل يعقل أن يكون كلام بيكي صحيح حين قال ربما شاهدت فيلماً مرعباً وظلت مشاهده مرصعة بذهنها ،بصراحة كلامه منطقي... قُطع حبل أفكاري حين خرجت من الغرفة ، رغم وجهها الشاحب وشعرها الغير مرتب إلا أنها تجذبني بطريقة ما ، تقدمت نحوي مهمسة ” اصبحت جاهزة ، دعنا نذهب “ هرشت خلف رأسي بخجل ، لا أعرف لما فعلت هذا لقد بدوت غ*ياً في تلك اللحظة ، كنا قد خرجنا إلى المستشفى لنركب بالحافلة أشرت لها لتجلس بالمقعد إلى أنها رفضت قائلة ” لا أنه مكان تلك العجوز ألا تراها تجلس عليه “ نظرت إلى المقعد لأجده فارغاً تماماً أومئت رأسي باستغراب لأجلس بمقعد اختارته هي ، عم ال**ت لثواني وإذا بي أتجرأ على سؤالها ” ماذا يكون إسمك ؟ “ أجابتني والخجل يرسم علامات حمراء حول وجنتيها ” يوري اسمي يوري “ ” اسم جميل انا أدعى…” قاطعتني بصوتها الرنان الحنون ” أعلم ! إسمك تشانيول ، لقد قدمت نفسك البارحة “ في تلك اللحظة شعرت بحرارة تشعل جسدي من شدة الخجل لأهمس كالمغفل ” ديه “ كنا قد أوشكنا على الوصول ليرن هاتفي فجأة، من غيره يكون بيكي الغ*ي ، وضعت الهاتف بمقربة من أذني ” ماذا هناك لما تتصل ؟ “ ” كيف حال فتاتك هل هي بخير?? “ أجبته بغضب كوني أنها نسيت بأنها تجلس بجانبي ” وما شأنك أنت هيا عد إلى المنزل ، ياه إياك أن تخبر المدير بأنني فوت الحصة الآخيرة “ ” يا إلهي لقد أخبرته “ أرأيتهم أليس غ*ياً ” كيف أخبرته؟ “ ” لقد أتى ليقلنا فلم يجدك فأخبرته بالأمر “ ” الم تستطع إختراع حجة ، كذبة ، اين كان ، حسناً اقفل الخط “ اقفلت الخط وأنا أفور غضباً ، “هل حدث شيء ما ؟” ” لا تهتمي انه امر عادي “ وقفت الحافلة ، نزلنا معاً ” شكراً على إيصالي ، لقد وصلت الى المنزل” “هل تعيشين بمحطة الحافلات ؟” ” أنياا أقصد أن منزلي على مقربة من هنا “ مددت يدي لمصافحتها ، لتنظر إلي بعينيها البنيتين لتمسك بيدي لأصعق بموجات كهرباء تنتشر بكل جزء من جسمي ، ابتسمت ُ لها” إنتبهي الى نفسك “ بادلتني الإبتسامة والتفت لتسير باتجاه منزلها ، وقفت انظر إليها حتى إختفى ظلها من أمامي ، لأعود أدراجي إلى المنزل . يوري pov أتممت سيري مع بعض القفزات السعيدة بين الزقاق، فجأة أطفئت إنارة الشارع ، نظرت حولي لأجد السكون عم المكان ، نبضات قلبي المرتعبة فقط ما تُسمع ، اومئت بضجر لطرد كل تلك الأوهام من رأسي لأسير بسعادة مجدداً ، فإذا بشيء أغرب من الغريب شيء يعجز اللسان عن وصفه ، عينين فارغتين تحدق بي مع شعر نصف مقصوص وفم ممزق وبشرته الخشنة ترعب اكثر من اي شيء ، تجمدت بمكاني لأوسع عيني ذهولاً ، ارتبط ل**ني لرؤية قدميه التي على شكل دخان يتطاير بكل مكان ، فشلت قدماي على حملي عندما اقترب مني وهو يطير كالخفاش مهمساً بمقربة من أذني ” لقد إقترب الموعد قريباً ” ليختفى بعدها كالغبار وأظل أنا أقشعر من شدة الخوف . ————————————
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD