الثالث

1832 Words
وصلت إلى المسكن وكل تفكيري تشغله يوري أجل وأخيراً تعرفت عن إسمها ، وقفت أمام باب المسكن قبل دخولي شدني صوت قادم من خلف الحديقة ، توجهت إليه ببطئ وهدوء ، لكن الظلام يحجب الرؤية من ذلك الشخص يبدو كأنه يتكلم عبر الهاتف ، إقتربت أكثر لأسمع صوته ، إنه بيكي المشا** ،لكن لما يتكلم عبر الهاتف بسرية كاللصوص ، فجأة بدأ بالصراخ ” ماذا ألا يكفيك المال حتى ترتكب أخطاءاً شنيعة كذلك ، لقد حطمتl حياتي ، دمرتم مستقبلي ، لما تفعلو بي هكذا ويه؟ ويه ؟ ويه؟” لمن يتحدث يا ترى إنه غاضب جداً هذه أول مرة التي أرى فيها بيكهيون يصرخ بغضب هكذا ، أقفل الهاتف ليجلس باكياً بانهيار ، ماهذا فيروس السعادة تغير إلى العكس.. الشخص دائم الإبتسام ، المرح المجنون يبكي وبحرقة ، هذا عجيب ، إن ذهبت إليه فلابد أنه سيحرج مني لذا خفضت نظري وأنا أعود أدراجي إلى المنزل بحزن توجهت إلى المطبخ ألقيت نظرة على الثلاجة المليئة بالهواء فقط أقفلتها بضجر لأخد كأس من ماء محاولاً تهدئت أعصابي ... أخدت الهاتف فوجدته هو الآخر فارغ شحنه لا أعرف لما الأشياء تأخد مجراها بالع** هذا اليوم جلس بجانبي ” هيونغ كيف حال حبيبتك الأن ؟ “ ” إنها بخير “ وضع يديه خلف رقبته ” جيد أخبرني هل تقدمت علاقتكما ها “ نظرت إليه بانزعاج ” كيف لعلاقتنا أن تتقدم بهذه السرعة هل جننت ؟ “ ” لا بل أنت المجنون لو كنت مكانك لبدأت بمواعتها منذ اللحظة التي رأيتها بها انت خجول جداً هيونغ “ حولت نظري إلى الجهة المعا**ة متظاهراً أنني لم أسمع شيئاً لأن كلامه حقاً منطقي . يوري Pov حملت نفسي من ذلك المكان لأركض بأسرع ما أحيل لي من قوة , لم أشعر بنفسي حتى دخلت إلى المنزل وأنا ألتقط أنفاسي المبعثرة , تن*دت بقوة وانا انادي على أمي بصوت متقطع ” أوماه , أوماه “ هرعت مسرعة نحوي لتتفقدني بقلق ” ماذا هناك لما جسدك هكذا ؟ وما هذا العرق كله هل كنت تركضين؟ “ بدأت تساؤلاتها تتخبط داخل عقلي محاولتاً إيجاد إجابة مقنعة بدلا من تفوهي بالحماقات لأن الذي حصل معي شيء لا يتقبله العقل البشري فــ بالتأكيد إن أخبرتها ستظنني جننت بلا شك , رببت على رأسي بحنان منتظرتاً إجابتي بلعت ريقي لتخرج الكلمات من فمي ” لقد سمعت مواء قط قرب المنزل وذلك أرعبني قليلاً لقد خشيت أن تخربشني بمخالبها “ رسمت على شفتيها إبتسامة خفيفة ” إرتعبتي من هذا حقاً , أنت حقاً تمليكين قلباً ضعيفاً جداً ,هيا أدخلي فجسدك مازال يرتعش” أخدت أمشط أرضية المنزل بقدماي ، لتقودني والدتي إلى الغرفة ، توقفت قرب الباب مستديرتاً نحو أمي مسترجية ” أوماه أريد أن أنام أرجوكي إذهبي لنوم أيضاً “ نظرت إلي بمقلتيها بتعجب ” ماذا ألا تريدين تناول العشاء ؟ “ زرعت إبتسامة كاذبة وأنا أضع يدي على بطني ” ألا تري إن بطني ممتلأة وهذا يدل على أنني تناولت الطعام وأنا بالطريق “ أومأت لي برأسها ” حسناً هذا جيد طابت ليلتك ” لوحت لها بيدي وأنا أقفل باب الغرفة بإحكام ، أخدت نظرة خاطفة على غرفتي المليئة بالسكون والهدوء ، جلست على السرير وأنا أضم قدماي إلى ص*ري ،أغمضت عيناي محاولتاً تحليل كل ما حدث معي هذا الأسبوع ، فجأة بدأت أصوات تنتشر بالغرفة ، أصوات غريبة كأنها تنبعث من ص*ري أصوات تحبس أنفاسي ، وضعت يدي على أذني لأكتمها ، ثم بدأت تختفي تدريجياً ، ما هذا ؟ أشعر أن أحد يحاول نزع يدي من على أذناي ، أشعر بأنها يد صغيرة باردة كالثلج تمسك بيدي ،أخشى أن أفتح عيناي وأرى شيء مريباً ، لكن فجأة تفتحت جفوني لأرى طفلاً أمامي وهو يبتسم لي ببراءة ،صرخت فإذا به يضع يده الباردة على فمي محاولاً إسكاتي ، نظرت أليه بخوف... بالرغم من كونه طفل بريء إلا أن شكله مختلف قليلاً بشرته زرقاء اللون عينيه داكنتان ك**وف القمر ، شفتاه شاحبتان إن مظهره يرعب قليلاً بعد أن أبعد يده عن فمي ،همست بخوف ” من أنت ؟ كيف دخلت إلى هنا ؟ “ نظر إلي وهو يفرك خلف رقبته ” أنا بالأصل أعيش هنا “ توسعت عيناي استغراباً ” تعيش هنا كيف ذلك ؟ ” تن*د بانزعاج ” ليس لدي وقت لشرح كل هذا أريدك أن تساعدينني بشيء ” ” أساعدك !!!... بماذا ؟!” ” أنا لا أستطيع النوم بدون أن أستمع إلى قصة لذلك أريد منك أن تروي لي واحدة “ نظرت إليه محاولتاً إستعاب الأمر ” اوه اذهب إلى الذي كان يرويها لك ” تن*د بحزن وهو يلقي نظره إلى الأسفل ” لقد كانت ترويها لي أمي لكن إنها ليست معي الآن ” رببت على كتفه بملامح يملأها البؤس ” ماذا هل ماتت !؟ ” نظر إلي بنظرة مخيفة زعزعت كياني ” لا بل أنا الذي مت ” أبعدت يدي عنه بسرعة وتراجعت خطوتين إلى الخلف وزاد خوفي أكثر لسماع ذلك ، ماهذا هل أصبحت أتكلم مع الأرواح ، شعرت بسجمي بدأ يضعف فجأة ليهمس لي ذلك الطفل ” لا تريدين ها لا بأس قريباً ستفعلين ذلك بإرادتك فموعدنا قريب “ ثم إنتشر بالهواء كالدخان مما جعلني أفتحت فمي ذهولاً وأنا أرتعش تحت الغطاء طرق الباب ليجعل قلب يصل إلى بطني صارخة بهرع ” من هناااااك ؟ “ ” أنا والدتك ما بك هل أنت مريضة؟ ” بعد سماعي لذلك الصوت إرتحت وشعرت بالدفئ , قفزت من السرير لأعانقها بقوة وأنا أبكي بحرقة وخوف ، رببت على رأسي بهدوء ” مابك يوري !؟ ” أجبتها بصوتي المرتجف ” أوماه نامي بجانبي الليلة أرجوكي “ أبعدتني عن حضنها لتمسح دموعي ” حسناً يا إبنتي ” صعدت إلى جانبي لأضع رأسي على حضنها الدافئ محاولتاً النوم بسلام ولو لهذه الليلة. بالرغم من النوم بحضن أمي أو بصيغة أخرى الإسترخاء بحضنها لأن النوم لم يعد مقدرا لي ، عيني مغمضتين محاولتان إيهامي بذلك إلا أنني أشعر بكل شيء يحصل بالغرفة ، صوت رياح قوي مصحوب بهزات أرضية مخيفة ، ستائر ترتفع للأعلى بحيث خيالها يتربص نحو عيني المغمضتين ، رائحة نسيم الهواء مختنقة مليئة برائحة مقززة تجعلني أرغب بالتقيء لكن أين هم القدمان اللتان ستحملالني إلى الحمام ، أيقظت أمي التي بجانبي ببطئ ، نظرت إلي بعين شبه مستيقظة والآخرى نائمة ، همست بالقرب من أذنها ” أماه هل يمكنك مرافقتي إلى الحمام ؟ “ _سألتها بتودد ومحبة_ فركت عينياها وهي تمدد جسدها ثم مسحت على رأسي ” هل هناك شيء يقلقك عزيزتي ؟ ” سؤالها جعلني أتوه بحيرة بين إن كنت خائفة فعلاً أم أنه مجرد قلق ينتابني من قلة النوم ، أومأتُ لها برأسي فلم أستطع تحريك شفتاي ، قبضَتْ على يدي بقوة ” لا تقلقي صغيرة كل شيء سينتهي قريباً فقط تحملي القليل بعد ” كلامها زر شكاً بقلبي وتساؤلات تتخبط داخل عقلي ، هل أمي تعرف ما أمر به ؟ أم إنه مجردد إحساس أمومة لا غير ؟ مسحت فوق رأسي مجدداً مهمسة ” هيا لنذهب إلى الحمام سوياً “ قمت من السرير متشبثة بطرف ملابس أمي …عند وصولنا إلى باب الحمام فتحته لي منتظرة دخولي ، ” أوماه ألن تدخلي معي“ _تكلمت بدون تفكير مسبق _ جعدت هي أنفها ” أيغوو…هل مازلت طفلة ؟ أرافق إلى داخل الحمام ، هيا ادخلي بسرعة ،بالي ، بالي ” إنحنيت رأسي وأنا أدخل بإحباط ، أقفلت الباب خلفي بينما تركت أمي تنتظرني أمامه ، إقتربت من المغسل الذي يوجد تحت المرآة ، سكبت الماء بعشوائية على وجهي ، شعري ، يدي ، لقد جعلني أشعر بتحسن كبير ، فتحت كرسي المرحاض ، جلست على ركبتي موازية مع الكرسي محاولتاً الاستفراغ ، استفراغ تلك الرائحة ،استفراغ خوفي ، ذكرياتي ، كل شيء ، هناك دخان ما يتصاعد من الكرسي أبعدت وجهي بسرعة وبدأت أحدق باندهاش ، لتخرج إمرأة ، طويلة الشعر وكالعادة ب*عة المنظر ، إنقطعت أنفاسي وهي تنظر إلي بابتسامة ، ابتسامتها شبه فارغة من الأسنان ،تبدو كمغارة تملأها السواد ، بدأت تخرج تدريجياً من الكرسي ، مما جعلني أزحف قرب الباب ، أردت الصراخ لكن ما الذي حصل لصوتي إنه لا يستمع بشكل جيد ، حولت نظري إليها لأجدها ترمقني بنظرة شريرة وهي تضع سبابتها على فمها لكي أ**ت ، حاولت التمسك بحشائش الأرض لأنه لم يعد لي مهرب ، إقتربت من وجهي وبدأت بتحسس شعري ببطئ وهي تهمس بصوت غريب يشبه صدى الجبال ” دعيني أسرح لك شعرك فهو مجعد قليلاً ” توسعت عيناي لاستغرابي للأمر ، أومأت لها فقط ، جلست خلفي وبدأت بتسريحه ، انها تسرح بمخالبها يا إلهي إن رأسي ينزف من كل الجهات ، لما أمي لم تتفقدني بعد ؟ ماهذا المرأة الب*عة تدندن آاه أشعر أن الموت يدور حولي هذه الأيام ، ماهذا لقد توقفت من لمس شعري ، وقفت امامي كالبرق لتهمس مجدداً ” لقد حان موعد رحيلي الآن لكن سنلتقي فموعدنا قريب “ ثم إختفت هي الآخرى ولم يتبقى سوى بعض الدخان الأ**د متصاعد نحو سقف الحمام ، جمعت قوتي وشجاعتي لأنظر بالمرآة خوفاً من أن تقتلع شعري ، ماهذا إنه كما كان كما لم تلمسه ، لكن ماذاك الدم الذي رمقته سأجن ، فتحت باب الحمام ببطئ ويداي ترتعشان حاولت التغطية عن الأمر لكن أمي بدأت تشك بما يحصل لي ، مسكت ذراعي ثم إحتضنتي بقوة مما جعلني أمسك بخصرها بشدة ، ” إهدئي صغيرة كل ما يحصل سوف ينتهي قريباً ” ابتعدت عن حضنها بسرعة لأصرخ ” أوماه ما الذي تعرفينه ها الشيء الذي يحصل لي لن يختفي أو يتعالج أو حتى يمكنني البوح به ،لقد أصبحت أضعف تدريجياً فأنـ…” وضعت يدها على فمي محاولتاً إسكاتي بكلامها ” أ**تي لا داعي للكلام ، هيا لنعد إلى النوم سوف تشرق الشمس قريباً “ أومأت رأسي متوجهة إلى السرير لتستلقي هي الأخرى بجواري . حل الصباح ليعلن عن بدأ يوم جديد ، فتحت عيناي بعد أن تسللت أشعت الشمس عبر النافذة ، جلست لأفرك عيناي المليئتان بالنعاس ، مددت جسدي وأنا أنظر بكل ركن بالغرفة ،غيرت ملابسي ونزلت لتناول الفطور كالعادة … ها أنا الآن أتكئك على نافذة الحافلة مجدداً ب**ت وكل ما أفكر به تلك الأشياء المريبة التي بدأت تحصل معي ، فجأة ومن حيث لا أدري وقف بجانبي ، إنع**ت صورته على النافذة ، إبتسمت بداخلي لرؤيته ، إنه يناديني باسمي هل ألتفت أم لا لكن أنا خائفة من وجد شيء مريب في ذلك ، اوه انه يلمس كتفي لالتفت ، أدرت رأسي نحوه بملامح متفاجئة ، ابتسم لي وهو يلوح بيده ” مرحباً “ ، أومئت برأسي له مع ابتسامة ، وضع حقيبته أمامه وهو يجلس بالمقعد الذي بجانبي ، شعرت بنبضات قلبي تتساع تدريجياً ، إنه ليس تسارع الخوف الذي اعتدت الشعور به ، انه مختلف ، يجعل قلبي يرقص على الحان نبضاتي ، كلانا ظل صامتاً لذا بادر هو بالحديث ” كيف وصلت ليلة البارحة كنت اريد الإطمئنان عليك لكني لا أملك رقم هاتفك “. حركت رأسي بدهشة ” أه اجل لقد عدت بسلام ” ” جيد هل يمكنني أخد رقم هاتفك فأنا آمل أن نصبح أصدقاء ” كلامه هذا جعلني أشعر بأنني فتاة طبيعية ويمكنني الحصول على اصدقاء و ان أحب لذا قمت باعطائه له بدون تردد ، لقد كانت المسافة قصيرة بجوده معي بالحافلة لم أشعر بالطريق ، عند نزولنا رأيت تلك العجوز مجدداً تمر بجانبنا همست ل تشانيول ” تشانيول تنحى جانباً لتمر الأجوما ” نظر الا جانبه تم اعاد نظره الي بملامح مندهشة ” أي أجوما أنا لا أراها “ بتلك اللحظة علمت أنها ليس إمرآة عادية وانما كائنة من تلك الكائنات وهذا جعلني أستاء وأحرج احرج كثيراً لرؤيتي أشياء لا يمكنن للآخرين رؤيتها لكن السؤال لما أصبحت أراها فجأة من دون باقي البشر ؟ إنتهى البآرت ……………… _________________________
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD