1788 Words
حكمت المحكمة حضوريا بإحالة أوراق المتهمة إلى فضيلة المفتي ابتسمت وقلت الحمد لله اني هلحق باحبابي واكون معاهم صحيح الانسان ممكن بغلطة يهلك نفسه واللي حواليه كمان قالوها زمان في الأمثال اللي ما يسمع كلام والديه يستاهل ما يجري عليه وإن أهلك لتهلك وفي لحظة مر قدام عيني شريط حياتي كله ، وكنت فين ووصلت لفين انا ابرار واصحابي بيقولي يا بيرو سني حاليا 30 سنة خريجة اداب ، وبنت شخصية مهمة في البلد قصتي بدأت من عشر سنين تقريبا كنت قاعدة في مدرج الكلية لان النهاردة يوم مهم يوم إعلان نتيجة البحث اللي كان مطلوب مننا واللي كنت شغالة عليه لمدة اسبوعين كاملين سهر وتعب وكنت متاكده اني هكون الاولى ، بس فجاة اتصدمت لما سمعت الدكتور قال اسم الفائز الاول وليد عمران ، برقت من الصدمة وحزنت وبصتله باستنكار وقولت ده يبقي الاول عليا انا ، وليد كان طالب لسة متحول من جامعة قنا ، وحسيته انه شايف نفسه كدا معرفش على ايه ، من يوم ما جه وهو عايش دور دحيح الدفعة وأنه اللي مافيش منه ومن يومها وهو لا بحث ولا امتحان ألا وهو ياخذ المركز الاول ، الصراحة كنت متغاظة اووي كنت بطلع نار من وداني ، علي الرغم اني اخدت المركز التاني بس انا كان نفسي اخد مركز اول خرجت وانا مش شايفة قدامي من العصبية اللي كنت فيها ، خرجت ورايا نسمة صحبتي وقالتلي في اية يابنتي مالك واخدة في وشك كدا ليه وشكلك مولعة اهدي شوية مش كدا ، قولتلها يعني انتي مش شايفة اللي عمله الزفت اللي اسمه وليد ده من يوم ماجه وهو مكتسح ومحدش عارف ياخد منه المركز الاول ابدا ، مع اني كنت مظبطة البحث ده اوي وتعبت فيه جدا ، يقوم يجي الاستاذ الجلنف ده ويطلع الأول كالعادة نسمة كانت بتضحك و تشوري عشان ابص ورايا ، وقتها لاقيت حد خبط علي كتفي ولسه بلتفت اشوف مين ، لقيته هو ، بيقولي مش عيب تبقى انسة كيوت ومهذبة كدا و تشتم زميل لها وتغتابه بشكل ده ، كنت هموت من ال**وف والغيظ في نفس الوقت ، قولتله وانا متلخبطة وبزعق وخايفة يبان عليا الاحراج، وقولته ومش عيب حضرتك تقف تتجسس علينا واحنا بنتكلم ، ولا هما معلموكش في بلدكم انه ده عيب وغلط رد عليا بمنتهى الذوق وقالي لا علموني الأدب والأخلاق والاحترام واكيد طبعا عارف ان التجسس حرام ، ومش من أخلاقي اكيد ،. بس فين التجسس ده يا انسة يظهر انك انتي في وسط اندفاعك ماخدتيش بالك ان صوتك عالي جدا وكفيل انه يسمع الكلية والزملاء كلهم ، انتي اللي غلطتي المفروض تتأسفي مش تكملي غلط بغلط اكبر، يظهر الحج الوالد نسي يعلمك حسن التعامل مع الناس وانك لما تتكلمي توطي صوتك و انه ما ينفعش تجيبي سيرة زميلك بسوء لأنها غيبة ونميمة ، وانه مفيش داعي للحقد والنفسنة بشكل ده ، كل واحد بياخد نتيجة تعبه. بس علي مايبدو انه اكتفي بتعليمك جنون العظمة وانك تشوفي الناس من فوق قولتله انت اتجننت انت ازاي تقولي الكلام ده ، يظهر انك مش عارف انت بتتكلم مع مين ، رد وقالي لا طبعا عارف وهل يخفى القمر ، حصلنا الرعب و التهديد يا انسة . عن اذنك يا بنت سعادة الباشا ، وسابني ومشي وانا تقريبا بولع من الغيظ وبطلع شرار عديت الايام وكل يوم يحصل موقف او اتنين بيني وبين وليد وبقينا ولا القط والفار ؛ لدرجة انه وصل بيا الحال اني بقيت اتعمد مضيقته وإثارة غضبه بشكل مباشر ، لحد ما لقيت نفسي غصب عني بفكر فيه ليل نهار وابتسم اوي وعنيا تلمع لما المحه وهو متضايق مني أو وهو بيتكلم ويتلخبط عشان عينه بتقابل عيني ، كنت ببقي عارفة انه متابعني وموجود في أي مكان بروحه جوا الكلية ، كان بمثابة ظلي وقدر وليد يشغلني به واكتشفت فيه حاجات كتير ، ذكي وطموح ولبق ده غير جان وكله كوم وضحكته الحلوة كوم تاني برغم انه كانت حالته مش قد كدا ، الا انه كان حريص علي حسن مظهره قدام زميله وانه ميبانش اقل منهم في حاجة ، كنت محتارة هو ليه شغال تفكيري بشكل ده ، كل ما افتح كتاب اش*ه جوه، قفلت الكتاب بغيظ ووقفت قدام المرايا وكلمت نفسى وبغني واقول ياواد ياتقيل ياه ياه يامجنني ، يااااه انا بالي طويل وانت انت عجبني ، ورحت ساكته مرة واحدة ، واتكلمت مع صورتي المنع**ة في المرايا ، و قولتلها مالك يا بت يا بيرو مش علي بعضك كدة ليه ، ومالك مبتسمة و منشكحة اوي كدا ، ولا قلبك اللي نبضه بيسمع الدنيا كلها اول ما يعدي من قدامك ، ولا نفسك اللي بيتقطع في وجوده شكلك بتبقي هبلة اوي علي فكرة اوعي يابت يا بيرو ليكون حصل ، والواد فالنتينو سكن القلب والعقل ! رجعت بسرعة لعقلي وقلت لا طبعا هو مين ده اللي يشغل بيرو هو بس بيضحكني مش اكتر اكمنه دمه خفيف شوية ولطيف شويتين ، هو ايه اللي انا بقوله ده ده دمه يلطش قال لطيف قال ، ورحت اخدت السرير بالحضن وحطيت المخده علي راسي عشان امنع التفكير في روميو زمانه ده ، وقررت اني استخدم سياسة التجاهل ده اسلم حل لحالتي الغريبة ده ومرت الأيام ووليد كان هيتجنن من عدم المبالاة اللي بحاول أظهرها ، وفي يوم كان عندنا امتحان الترم بس الغريبة بقى ان وليد مجاش ، خلصت الامتحان وانا تقريبا مش بفكر غير فيه وايه سبب غيابه ، ليكون حصله حاجة في الطريق ، انا خرجت من الامتحان وانا معرفش انا كتبت ايه في الورقة ، وكانت الحيرة مجنناني وكان نفسي اطمن عليه او اسمع عنه اي خبرلكن مافيش حد عارف عنه حاجة ، نسمة صحبتي لاحظت عليا قلقي سألتني مالك يا بنتي ايه اللى شغلك كده ، ومش فى المود ليه ده انا قولت انك هتكوني مبسوطة خصوصا النهاردة اهو فرصة ليكي، عفريت العلبة اللي كان مطير النوم من عينك مجاش وشكلك كدا انتي اللي هتكتسحي الترم ده بس انا مكنتش مركزة معاها خالص ، انا كنت في عالم تاني نسمه قالتي مالك يا بيرو انا برغي بقالي ساعة وانتي في دنيا تانية ومش معايا اصلا في حاجة ولا اية ، رديت بعدم واعي و قولتها تفتكري مجاش ليه ، قالتلي باستغراب هو مين ، اوعي تكوني قصدك فلانتينو ، قولتلها اه هو ردت وقالت هو ايه يابنتي هو القط ما يحبش الا خناقه ولا ايه ، قولتها ها لا ابدا بس غريبة ده مش بيفوت محاضرة ازاي يفوت امتحان ، قالتلي عادي الغايب حجته معاه ، تلاقيه تعبان ولا حاجة ، كلام نسمة قلقني اكتر وفكرة انه تعبان او انه عنده مشكلة خوف*ني زيادة ، نسمة سابتني ومشيت وانا كملت لحد شون الطالبة واخدت عنوان وليد ورقم تلفونه ، واتصلت به الاول ، رد علي وصوته كان باين عليه التعب الشديد ، قولتله الووو وليد معايا رد وقالي ايوه مين معايا قولتله انا بيرو زميلتك قالي اهلا يا انسة ابرار ، قولتله هو انت مال صوتك فيك حاجة ولا اية . قال الحقيقة اني تعبان شوية رديت بلهفه معرفتش أداريها .قولتله خير مالك ، انا ممكن اساعدك في حاجة طيب ، قالي لا شكر انا طلبت الاسعاف قولتله بنفس اللهفة ليه مالك فيك ايه قولي حاسس بايه قالي ابدا متتخضيش كدا ده مغص كلوي عادي واخد عليه بس المرة ده مطول شوية ، وقتها محستش بنفسي غير وانا بتحرك بعربيتي الإسعاف كانت ووصلت قبلي ، انا اول ما وصلت كان وليد نايم علي النقالة وحالته صعبة اوي ، بس اول ما شافني ابتسم وقالي اسف انى تعبتك معايا ، ابتسمت بدموع وقولتله متقولش كدا . اهم حاجة دلوقتي اننا نطمن عليك وتحركت الإسعاف وانا طلعت وراهم بالعربية ، وهناك اكبر الدكاترة قاموا بفحصه لما عرفوا انا مين وقالوا انها التهاب في الزائدة الدودية وكانت على وشك الانفجار و انه جه في الوقت المناسب و تعملوا معاه بكل اهتمام وعمل العملية وخرج وانا فضلت معاه لحد ما حالته اتحسنت وأول ما فاق ، ابتسم وقالي انا مديونلك بحياتي قولتله لا ابدا متقولش كدا حمدلله علي سلامتك ، معقول كده يا عم الشباب تقلقنا عليك ، الامتحان مكنش له طعم من غير منافستك كل زميلك اتخضوا لما دحيح الدفعة محضرش الامتحان ، كبيرة برده مش هينه ، ضحك وقالي غصب عني ، .واهوجتلك فرصتك استغليها بقي مش كنتي زعلانة انك مش عارفة تبقى الاولى من يوم ما جيت ،. اهو تعبي جالك على طبق من ذهب وفضلنا نهزر ونضحك ومن اليوم ده .ونشٱت بينا مشاعر حلوة مبقناش بنفارق بعض ابدا طول مااحنا في الكلية واول مانروح نكمل بالموبايل ومرت سنين الكليه وبقينا في آخر سنة وفي يوم لقيت وليد بيعترفلي بحبه ، وانه لازم يتقدملي ، قولتله ايه ! تتقدملي ازاي رد وقالي هو ايه اللي ازي ده الأمر الطبيعي في الوضع اللي احنا فيه ده ، ولا انتي شايفة نهاية غير ده مكنتش عارفة انا فرحانة ولا زعلانة حالة كده ملخبطة ، .وليد كا شخص ما عليهوش اي علامة استفهام بالنسبة ليه كونه شاب علي قد حاله ده ميعبوش ابدا هو مكافح وطموح ومستقبله قدامه بالنسبة لبابا له رأي تاني خالص له اعتبارات تانية ، ازاي واحد زي وليد ده اساسا يقرب من بنته انا بالنسبة لبابا مش بس بنته الوحيدة لا انا اخته وصديقته وحبيبته وكل حاجة له بعد وفاة ماما وانا بقيت كل حاجة في حياته واكيد مش هيفرط فيا كدا بسهولة ، طلبت من وليد انه يستنى عليا امهد لبابا الموضوع واهو نكون خلصنا الامتحانات وسيبته وروحت ، وخلصنا كليتنا ، وفي يوم قعدت مع بابا وبلغته ان فيه زميل ليا حابب يتعرف عليه ومبلغتوش سبب الزيارة ، وحدد يوم الجمعة عشان وليد يجي يقابل بابا في الوقت ده كانت النتيجة طلعت وكالعادة وليد طلع الاول على الدفعة و اتعين معيد في الجامعة كمان وقولت يمكن كونه معيد ده يشفع له عند بابا بس للاسف اللي عملت حسابه لقيته بابا اول ما سمع طلب وليد ثارة وبهدل الدنيا وزعق كٱنه اجرم انه طلب ايدي وطرده وقاله أنت يا صعلوك ازاي تفكر اصلا انا ممكن اقبل واحد زيك لبنتي انت يظهر عليك مجنون ، أو مغيب ، انت تكون مين ولا تبقي ايه عشان تجرؤ على طلب زي ده وليد حس بالاهانة من طريقة بابا وكرمته وجعته اوي وعينه احمرت وقاله انا عبد من عباد الله ، شاب عصامي بدائها من تحت لا اعتمدت على حد ولا طلبت واسطة من حد معتمدتش غير على نفسي وبس لحد ما بقيت معيد في الجامعة وابن ناس شقيوه وتعبوا عشان يشوفوني راجل يملا العين ، صحيح مش مولد وفي بوي معلقة دهب ولا بتحمي في كرسي ولا سلطتي ونفوذي ، زي ناس كتير ، بس انا حبيبت بينتك ، ودخلت البيت من بابه ، زي اهلي ما ربوني ، وزي اي شاب محترم ، بابا كان حالته صعبه جدا، قاله طلبك مرفوض وكلامك ده هتدفع تمنه غالى اوى وطرده من البيت ، خرج وليد ، وانا الدنيا اسودت في عنيا ، وبابا زعل مني وقاطعني وحبسني في البيت عشان مشوفش وليد اللي من يومها وهو اختفي ، اكتر من شهر لا موبايل ولا رسايل ، لحد مافي يوم رن عليا الموبايل اخده بلهفة لما لاقيته وليد واللي كان واحشني اوي اتكلمت بلهفة وقولتله كدا يا وليد تبعد عني الفترة دة كلها ، ممكن اعرف كنت قافل موبايلك ليه وكنت فين بس وليد كان ساكت مبيردش وكانه رافض يتكلم او مش قادر يتكلم ، وده رعبني عليه بس او ما تكلم سمعته قال
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD