وقالي ابويا مات يا بيرو مات
نبرة صوته كانت حزينة
حسيت انه موجوع اوي قولته حبيبي شد حيلك ده اعمار البقاء لله ،
كان ساكت بس كنت سامعة أنينه
سالته انت لسه في البلد ولا رجعت
كنت محتاجة اشوفه
واطمن عليه
رد وقالي لا رجعت وكمل بصوت مخنوق وقال تعرفي اني محتاجلك اوي يا ابرار
رديت وقولت و انا كمان ياوليد محتجالك اوي انت متعرفش غيابك ده عمل فيا اية
رد و قالي ابرار انا مش قادر اعيش من غيرك
انا ممكن اقف في وش اي حد بس اضمن انك معايا ومش هتسبيني
قولتله وانا معاك ياوليد
وعمري ما هسيبك
قالي خلاص احنا لازم نتقابل بكرا ضروري
وقابلته بس كانت حالته صعبه اوي
اول ما شافني مسك ايدي وكأنه يستمد مني القوة ،
قعدنا وفضلنا نتكلم كتير عن أحواله خلال الفترة اللي فاتت
وعرفت من وليد تفاصيل كتير منها انه ورث من باباه ارض كتير ،
وأنه قرر يبيع جزء منها و ياخد قروض بضمان الجزء التاني
عشان يعمل شركة استيراد وتصدير المواد الغذائية ،
لانه عايز يكون الوجهة الاجتماعية المشرفة في عيون بابا ،
بس وقتها طلب مني اني اقف جانبه
كنت فاكرة انه عايز مني فلوس
قولته قولي محتاج اية وانا عليا التنفيذ لو محتاج فلوس اي مبلغ انا مستعدة قولي محتاج كام
رد بعصبية و قالي كام اية انتي فاكرة اني محتاج فلوس ،
وانت تعرفي عني كدا ،
انا محتاجك انتي يا ابرار ،
عايزك جنبي لو انتي معايا
انا اقدر اعمل كتير عشانك
بس اهم حاجة اوعي تسيبني وتتخلى عني
رديت و قولتله اطمن انا معاك وعمري ماهبعد عنك صدقني ،
قالي طب لو فعلا انتي مش هتبعدي
عني وتسبيني في يوم من الايام
يبقي لازم تمضي الورقة ده ،
وطلع من جيبه ورقة جواز عرفى
انا اتصدمت وعنيا وسعت اول ماشوفت الورقة معقولة وليد يفكر كدا
رديت وقولتله ايه ده يا وليد انت عايزنا نتجوز عرفي ،
وأخذت شنطتي وقولتله بغضب عارف لولا اني عذراك عشان الحالة اللي انت فيها بس ؛
كان هيبقى ليا تصرف تاني معاك ، عن اذنك ولسة ماشية
لقيته مسك يدي ومناعني اني امشي
وقالي اهدي انا مقصدش اللي فهمتيه ده
انا اقصد اني اضمن بورقة ده وجودك جنبي و انك ماتبقيش لحد تاني غيري ،
ده مجرد ورقة يعني مش هيكون جواز فعلي ،
انتي هتفضلي في بيتك زي ما انتي
بس هتكون وسيلة ضغط علي ابوكي وقت اللزوم
رديت وقولت انا وعدتك ياوليد اني مش هكون لحد غيرك ، بس مش هيكون بالشكل ده
بابا له اعداء كتير ،
ومش انا السكينة اللي تطعنه في ضهره ،
قالي وهو مضايق خلاص يا بيرو وبجد انا اسف اني فكرت في الحل ده بس هو اللي كان قدامي اسف حبيبتي،
بس ده وعد يا بيرو انك مش هتكوني لغيري مهما حصل
رديت عليه وقولتله وعد ياوليد
وتعاهدنا على كدا
ورجعت البيت وعدت الايام
كانت شركة وليد علي الرغم من انها صغيرة بس كانت ناجحة ،
وليد واخد قرض من البنك بضمان الارض بتاعته في البلد وكبر راس مال الشركة ووسع نشاطها كان عايز يكبر بسرعة ، و يسابق الزمن ،
وكان كل ما ينجح في صفقة يفرح ويقول هانت يابيرو
هقدر اقف قدام ابوكي واطلبك منه بعين قوية ،
بس دايما كده تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن
في الوقت ده حصلت الحاجة
اللي قلبت كل تخطيطنا
في اليوم ده دخل عليا بابا وهو فرحان وقال احلي صباح علي اجمل عروسة في الدنيا ،
استغربته لان علاقتي بيه متوترة بسبب وليد
بس لما كمل عرفت ان السبب ؛
وهو اني كان جايلي عريس معرفة بابا ،
بس انا رفضت وده عصبة جامد
و**م يجوزني هاني غصب عني
لانه راجل اعمال كبير وله وزنه في السوق وكمان كان ابن اعز اصحابه
بس انا **مت على رفضي ،
وقلت شوف يا بابا عشان متتعبش نفسك ،
انا مش هتجوز غير وليد يااما مش هتجوز خالص
رد بابا وعيونه بتطلع شرار
وقال وليد مين ،
هو انتي لسه بتعرفي الولد الضايع ده وعلى علاقة به ،
انتي بتعصي كلامي يا ابرار
قولتله يابابا وليد مش ضايع
ده دكتور في الجامعة
غير أنه بقي رجل أعمال دلوقتي وشركته بتكبر وبكرة هيكون افضل من هاني ده بمراحل ،
باجتهاده وتعبه،
وكملت بنبرة هادية وقلته يابابا انا عمري مقدر اعصيك ،
بس حس بيا انا بحب وليد
هو اول شخص احس معاها الحب الحقيقي ،
بس للاسف بابا وقتها كان غضبان مني جامد ومقدرش يحتوي مشاعري واكتفى برفض والعند والخناق وبس .
حاولت اقنعه كتير لكن مفيش فايدة
اترجيته يسمعني ويدي لوليد فرصتة قلته أنا بنتك اللي بتحبها
ازاي بس تستحمل انك انت اللي توجعني يا بابا
معقول بعد ماكنت انت مص*ر سعادتي
تتحول فجأة وتبقي انت الوحيد اللي واقف في وشي سعادتي بشكل ده ،
رد بعاطفة الأبوة لما شافني متمسكة بوليد ،
وقال اسمعي يابيرو يا حبيبتي ،
الواحد مننا مبيحبش حد يكون احسن منه غير أولاده ،
بيتمني يكونوا أفضل في كل حاجة
انتي لسة صغيرة ومش فاهمة الدنيا كويس ،
ولا شوفتي وشها الثاني ،
في اعتبارات تانية غير الحب المزيف اللي يضحك به على البنات ،
الجواز ده بيت لازم يكون على أسس
أولها : التكافؤ
ومش التكافؤ المادي بس ،
لا لازم تكافيء عقلي ،
وده من واقع خبرتي مش موجود بينك وبين وليد بتاعك ده
وليد ده يستغلك ويستغل قلبك النقي باسم الحب ،
لكن حقيقته مسيرك يوم ح تعرفيها ،
انا حسيته طموحه زياد نفسه يكبر بسرعه ،
ناقم على حياته عايز يغيرها باي شكل من الاشكال
والناس ده بتبقي نفوسها مريضة ،
وانا ماليش غيرك واجبي اني احافظ عليكي من اللي زي وليد ده
واحميكي ،
صدقيني يابنتي انا ادري منك بمصلحتك ومن اي حد تاني
هاني رجل ابن حسب ونسب واخلاق .ويقدر يصونك ويحافظ عليكى
إنما وليد ده شخصية معقدة
عايزك عشان اسمك ومنصب ابوكي هيضفوا ليه ،
هيعملوا له كيان واصل وأساس ،
وده اللي هو عايزه
ده شخصية وصولية صدقيني يابنتي ،
بس انا الكلام معجبنيش وقولتله لا يابابا وليد عمره ماكان كدا ،
انت اللي مش شايفه علي حقيقته ، وليد انسان بجد نضيف وبيحبني
ده انت متعرفش بيشتغل ازاي عشان يقدر يكون مناسب من وجهة نظرك وهو بيتقدملك ،
زعق وقالي انتي ليه غ*ية كدا،
و مش عايزة تفهمي ،
هو عملك ايه غسيل مخ ،
فوقي لنفسك واعرف ان الموضوع ده انتهى
وان كتب كتابك علي هاني الاسبوع الجاي ،
لسة هتكلم وارفض زعق جامد وقالي انتهي الحوار اتفضلي علي فوق
وسابني ودخل اوضة المكتب وقفل على نفسه
وانا طلعت اوضتي وانا منهارة وبعيط اتصلت بوليد وبلغته باللي حصل ،
قالي مفيش قدامنا غير اننا نحطه قدام الامر الواقع ،
سكت وحسيت وقتها انه هو ده الحل الوحيد ،
فكرة ان اتجوز حد تاني غير وليد ، رعبتني خفت من إصرار بابا ،
رديت وقلت له سيبني يا وليد افكر وهبلغك بقراري بكرا الصبح
قالي بحب وقلة حيلة ،
انا عارف انه ابوكي رفضني نهائي بس اوعي تضعفي وتتخلى عني يا ابرار ،
انا من غيرك اموت ،
انا ممكن اقتل لو حسيت انك ممكن تكوني لغيري
قلته وانا بعيط
اطمن انا استحالة اكون لغيرك ياوليد مهما حصل ،
وقفلت معاه ، وانا فى دماغى الف فكرة وفكرة ودعيت ربنا يحلها،
وعدي كام يوم وبابا رافض انه يكلمني او انه يلين دماغه أو حتى يديني فرصة لنقاش معاه ،
لحد ما في يوم كنت نازلة ولسه داخله لبابا المكتب سمعته بيكلم حد وبيقول
انا بقولك اتصرف المهم يترفد من شغله شوفله اي داهيه أي مصيبة يترفد بها وميرجعش تاني ،
واض*ب كل الاسهم اللي البورصة ،
وشوفلي حد يفضل الثلاجات اللي في المخازن ،
عايزة يشحت يرجع بلدهم حافي ،
دخلت على بابا المكتب ،
من غير حتي استئذان وقولتله انت لو فكرت انك تأذي وليد ،
هتكون اذيتني انا شخصيا
زعق فيا وقالي ده انا مش هأذيه بس ، انا هدمره ؛ همحيه من علي وش الارض ؛
هنسفه نسف كدا ؛
عشان يبقى يفكر في بنت اسياده ،
ويبقى يعرف يتحداني كويس .
اتفضلي اطلعي على اوضتك .
حاولت اتكلم معاه
قولتله ايه مشكلته انه يكون في بداية حياته ،
ماهو لو اخد فرصته ممكن يكون حاجة ويبقى افضل من ناس كتير انت شايفهم من خلال أرصدتهم في البنوك ،
رد بزعيق وقالي
ده عايز ي**رني بيكي
بس ده بيحلم وهو اللي جابه لنفسه ،
اتفضلي اطلعي اوضتك
طلعت وانا منهارة من كلام بابا
وعرفت ان مافيش امل من اقناع بابا ،
ومافيش غير اني اخضع للاقتراح وليد،
و اتصلت بوليد وبلغته بموافقتي اننا نتجوز بس رسمي مش عرفي ،
قالي معنديش أي مشكلة ،
بس انتي ادري بابوكي وعلاقته مني،
مش هنلحق نكتب الكتاب وهتلاقيه قدمنا ومش بعيد البس تهمة محترمة ،
كلام ولبد كان مقنع بالنسبالي ،
فعلا بابا اسمه معروف ومرعب
واي مأذون هيخاف يكتب ،
الا لما يبلغه ،
قولتله عندك حق يا وليد ،
لو اتقبلنا تاني يوم ،
وفعلا مضيت على الورقة العرفي ،
ورجعت البيت عادي وكانه مافيش حاجة حصلت ،
بابا عرف اني قبلت وليد ،
زعق واتخانق جامد وحبسني ومنعني من الخروج نهائيا ،
لحد ما جه يوم كتب كتابي علي هاني
دخل عليا وقتها
ولاقني لسه مجهزتش
قالي ايه ده انت لسه ملبستيش فستانك !!!
قولته البس واجهز لي اية ؟
رد و قالي تجهزي لفرحك
رديت وقولتله مافيش افراح يابابا هتتعمل ، مافيش جواز غصب
وكمان مينفعش اتجوز اتنين
رد وقالي انتي بتقولي ايه
خرجت له صورة من العقد العرفي وقولتله اتفضل شوف بنفسك ،
بابا اول ما شاف الورقة
مردش غير انه ولاول مرة في حياتي يعملها ، ض*بني بالقلم ،
اتكلم بجنون وقالي وهو بيحلف وديني لكون مخلي الدبان الازرق ميعرفش له طريق جارة
واخلي امه تاخد عزاه النهاردة
اما انتي فليكي حساب تاني
بس اخلص من الحيوان ده الاول ،
وخرج وهو مش عارف يعمل ايه
بسبب بنت عمره اللي **رته قدام الناس ،
انا هربت في دوشة المعازيم بسرعة وروحو لوليد وقولته برعب خلاص كل حاجة اتعرفت ،
وبابا مش هيسكت
قالى متحفيش انتي مسؤولة مني ،
من دلوقتي مش هيقدر ياذيكي ،
وأخذني بيته ، كانت شقة الصغيرة في حي شعبي ،
بابا جالي شقة وليد ،
لما عرف بهروبي اتجنن اكتر وحرم عليه دخول البيت تاني ،
وقالي انتي اللي اخترتي وحكمتي علي نفسك بعيشة الخدمين ده ، وياريت متجيش يوم وتندمي ،
بس وقتها مش هيكون في وقت للندم اما انت ووجه كلامه لوليد اللي كان قاعد وحاطط رجل على رجل وباصص للبابا بتحدي ونصر ،
ولا تقدر تعمل حاجة خلاص بقت مراتي ، .
وقاله هتشوف إن ماكنت اسففك التراب ،
هخلي امك تفضل تبكي عليك عمرها كله ،
وسبنا ومشي.
وبدأت حياتي مع وليد وكنت اسعد انسانة معاه مكنش ناقص غير رضي بابا عني ،
كنت فاكرة انه هيزعل والموضوع ياخد وقته وان مسير الدنيا تهدي ونرجع لبعض تانى ،
بس بابا خالف كل توقعاتي
وبداء في محاربة وليد في شغله ؛
ووقع كل أسهم الشركة التي كانت معروضة للاكتتاب في البورصة
وده ادى لتراكم الديون واقساط البنوك
حتى الشحنة اللي كانت هتوقف وليد علي رجله من تاني ،
غرقت في البحر
ده غير إن حاربه في وظيفته ودير له مؤامرة ورفده من الكلية ،
بابا عمل حاجات كتير ،
كان فاكر انه بمدا بيضغط عليا ،
ومرت الايام
والديون بقت متراكمة علي وليد
واتحكم عليه بسبع سنين سجن ، والبنوك حجزت على الارض وباعتها في المزاد العلني واللي اشتراها بابا ،.
كنت بشوف في عين وليد الندم
علي جوازه مني
وانا كنت بأنب ضميري لأني أنا السبب كل اللي بيحصل ده ،
المحامي خرج وليد بكفالة واستأنف الحكم عشان يقدر يسدد ديونه قبل تأييد الحكم عليه ،
واهي فرصة تخليه يقدر يفكر ويعيد حساباته ،
لان بابا راح لوليد السجن وقاله تطلق ابرار ،
ارحمك واعوضك عن خسرتك وتخرج من السجن وترجع شغلك
انما لو فضلت راكب دماغك تبقي انت الجاني على نفسك ،
وسابه ومشي ،
بعد طبعا ما قدر بنفوذه انه يوصي عليه الناس اللي جوا السجن عشان يتعمل معاه بمنتهى الإهانة ،
وليد كان خارج م**ور وموجوع والدنيا سوده في عينه ،
انا اول ما شوفته مكنتش مصدقة ان ده وليد جوزي ،
حسيته شخص تاني
كان مكتئب وما مبيتكلمش خالص .على طول قافل علي نفسه اوضته ، ورفض أي حاجة ،
رافض حتي انه يعيش .
المحامي بتاعه اقناعه انه لازم يتصرف في مبلغ يقدر يسكت به البنك كنوع من أنواع التصالح ،
ويعمل اعادة جدولة الديون
وفعلا وليد قرر يسافر البلد عشان يتصرف ،
وانا قررت اروح لبابا اترجاه
انه يسيبنا في حالنا وفاجأة
لمعت في دماغي فكره ،
اللي بيها اقدر احل مشكلتنا خالص ودخلت المطبخ واخذت سكينه ؛ومشيت وانا حاسمة امري
وعارفه هابعد بابا عننا نهائي ازاي ،