الفصل الثاني

1085 Words
إحمر وجهها غضبا و قبضت على يديها حتى إبيضت مفاصلها لتدمدم بحنق و هي تتجه نحو الخارج بعد أن أغلقت باب الغرفة وراءها بغضب. رمقت صفية بازدراء قبل أن تواصل سيرها خارج الفيلا بأكملها متجهة نحو سيارتها، ض*بت مقود السيارة بغل عدة مرات و هي تتنفس بقوة قبل أن تفتح حقيبتها و تخرج هاتفها لتتصل بوليد الشافعي إبن عم زين. جاءها صوته الناعس الذي يدل على أنه إستيقظ من نومه للتو: - ألو.. تثاءب بصوت عال ليزيد من غضبها لتصرخ فيه بانفعال: -إنت أكيد بتهزر نايم لحد دلوقتي،إنت عارف الساعة كام؟ أجابها وليد ببرود دلالة على عدم إهتمامه متجاهلت عن عمد نبرة التكبر التي غلفت صوتها: -عاوزة إيه يا ميرهان، خلصي أنا مش ناقص جنانك عالصبح. نظرت ميرهان حولها لتتأكد من عدم وجود أي شخص قريب بعد أن إكتشفت أنها كانت تصرخ بصوت عال: -أنا رحت لزين النهاردة عشان يمضي على الورق بس هو. توقفت عن الحديث عندما قاطعها وليد الذي إنفجر على الفور يأنبها: -بس إيه؟ إنطقي. اجابته بغل: -رفض يمضي من غير ما يدقق في الورق أنا قلتله إنه عقد عربية بس هو **م إنه.... قاطعها وليد هاتفا بانفعال بعد أن فهم بقية حديثها : -كالعادة بقالك شهرين و إنت بتجري وراه زي الكلبة، مقدرتيش تخليه يمضي على حتة ورقة؟ شعرت ميرهان بدماءها تغلي داخل عروقها سبب إهانته الصريحة لها فهي أبدا لم تتعود على أن يقلل من إحترامها أي شخص مهما كان لترد له الإهانة دون خوف: -أنا مسمحلكش تكلمني بالطريقة دي إنت فاهم، دي آخر مرة يا وليد و أقسم بالله لو عدتها ثاني لكون مطربقة الدنيا على دماغك يلا غور من وشي . رمت الهاتف بجانبها ثم أمسكت المقود من جديد بيديها المرتعشتين و هي تشتم وليد بكل الشتائم التي تعرفها متوعدة إياه بالانتقام هو الآخر، لكن كيف ستنفذ تهديدها الذي كان مجرد كلمات تنطق بها فقط دون أن تستطيع تنفيذها بأن حياتها رهن إشارته فهو هددها أكثر من مرة بأنها إن تراجعت عن إتفاقها معه أو حاولت الخروج عن سيطرته فلن يتردد في إخبار زين بإتفاقها معه. في الداخل.. نزل زين الدرج بخطوات سريعة يرتدي ملابس رسمية باللون الأ**د و التي زادت من هالة الثقة و الجاذبية حوله. إنحنى ليقبل جبين والدته باحترام و هو يحييها: -صباح الخير يا أمي. إبتسمت له صفية بحنو و هي ترد عليه متفرسة بعيون ثاقبة ملامحه المتعبة: -صباح الخير يا حبيبي، إيه اللي صحاك دلوقتي كنت إرتحتلك ساعتين كمان داه إنت راجع الصبح من الشغل. جلس زين بجانبها ناظرا إليها بحنو: -عندي شغل مهم و لازم اروح الشركة، أمال فين ميرهان مش شايفها هنا. لوت صفية ثغرها بإنزعاج قائلة بكره واضح يدفق بسخاء من خلال كل كلمة تنطق بها: -خرجت، أنا مش عارفة إنت ليه متمسك بيها دي واحدة أنانية و مش همها غير المظاهر و الفلوس،أنا حاولت امنعها لما كانت عاوزة تطلعلك و قلتلها إنك تعبان و رغم كده مسمعتنيش قال إيه عاوزاك في موضوع مهم، هو إيه الموضوع المهم اللذي هيشغل بنت تافهة زي ميرهان غير الفلوس. قهقه زين بخفة على ملامح والدته المتذمرة ليأيدها قائلا: -كانت عاوزة تغير العربية بتاعتها. شهقت صفية بصدمة قبل أن تنبس بنبرة حانقة: -هي البنت دي إيه مبتشبعش بقالكوا سنتين مخطوبين و لحد دلوقتي لاهفة منك يجي خمسين مليون جنيه عربيات و ألماس و سفر و فلوس امال لما هتبقى مراتك هتعمل إيه؟ ربنا يهد*ك يا حبيبي إنت م**م ترتبط بيها رغم إنك عارف و متأكد إنها مش دي الست المناسبة اللي هتكون أم عيالك دي مش بعيد تقلك مش هخلف عشان مبوزش جسمي، سيبها يا حبيبي و شوفلك واحدة غيرها انا قلبي مش مطمن من ناحيتها. ضحك زين على افكار والدته التي ظن انها محض مخاوف عادية و لكنه لم يعلم أن قلب الام لا يخطئ أبدا و سيندم لاحقا ندم السنين على أنه لم يعط لنصيحتها أي أهمية، جذب يدها ليقبلها قبلة طويلة قبل أن يقف من مكانه قائلا: -أنا تأخرت و لازم اروح الشركة. نظرت له صفية بعتاب قائلة: -عارف إن كلامي صح عشان كده بتتهرب مني. رد عليها زين و هو ينظر لساعته الثمينة التي كانت تزين مع** يده: -يا ماما إحنا تكلمنا في الموضوع داه كثير و قلتلك إني بحبها و مقدرش أسيبها و بالنسبة للفلوس ماهي هتبقى مراتي يعني مش هقدر أحرمها من حاجة لاهي و و لا عيالي اللي جايين، ريحي دماغك إنت بس يا ست الكل و متشغليش نفسك بيا أن مش صغير يلا عن إذنك انا تأخرت و عندي إجتماع مهم بعد ساعتين. صفية بلهفة: -طب أقعد إفطر على الاقل. أشار لها رفض قائلا: -لا انا هفطر في الشغل، كلي إنت و متنسيش الدواء و ريحي نفسك عشان متتعبيش يلا سلام. تمتمت وراءه صفية بدعاء راجية من الله ان يحفظ لها وحيدها و أن يحميه من كل اذى و شر حتى غاب عن ناظريها وراء باب الفيلا. مساءََ في الشركة. إبتلع زين قرص الدواء بعد أن شعر بآلام شديدة في رأسه بسبب تركيزه لساعات متواصلة في العمل، رفع رأسه عن الأوراق سامحا للطارق بالدخول و الذي لم يكن سوى مساعده طارق الذي أحضر له باقي الملفات التي تخص ثلاثة عقود عمل مع شركات أجنبية كبيرة كان يتعامل معها منذ سنوات و التي أرسلت له تعلمه فيها بإلغاء الشراكة معه بسبب إرساله لمواد بناء منتهية الصلوحية و هذا يعتبر غشا علنيا و بذلك فإن شركات المنشاوي مطالبة بدفع تعويضات كبيرة لهم. مسح زين وجهه بعصبية و هو يدقق في باقي الملفات هاتفا بذهول: إزاي داه حصل و إمتى؟ أحابه طارق بتوجس: هما بعثوا الاستاذ شوقي الدمنهوري العميل بتاعهم في مصر النهاردة الصبح و أنا حاولت كثير أتصل بحضرتك بس مردتش عليا فأنا خذت منه الورق و إتفقت معاه إننا هنجتمع معاه الساعة إثنين الظهر. زين و هو يشعر بالعالم حوله ينهار: -هنجتمع نقله إيه ؟ دي البضاعة وصلت عندهم في إيطاليا و شحنوها ثاني عشان يرجعوهالنا هنا...و يومين بالكثير و توصل دي مصيبة يا طارق مصيبة و حلت على الشركة إنت عارف يعني ثلاث شركات تلغي عقودها معانا مرة واحدة يعني إن إحنا خلاص إنتهينا داه غير سمعتنا اللي هتدمر في السوق. تحدث طارق محاولا تهدأته: -زين بيه حضرتك لازم تهدأ عشان تفكر في حل توسعت عينا طارق بخوف و هو يرى زين قد تملكه غضب أعمى ليقلب المكتب بكل ما فيه لتتناثر الأوراق هنا و هناك و يتهشم جميع الأجهزة التي كانت عليه كالحاسوب و الهاتف و هو يصرخ بغضب عارم من برود الآخر : -أهدا إيه، إنت غ*ي مبتفهمش بقلك إحنا بنفلس عارف يعني إيه، يعني شقايا و تعبي سنين طويلة ضاع، إتبخر إنت عارف إن السوق عامل زي الغابة و اللي بيوقع محدش بيرحمه، كلم الأستاذ شوقي خليه يجيني حالا و جهز الطيارة عشان هنسافر إيطاليا، أنا لايمكن أسكت على المؤامرة دي و أي حد مشترك فيها هيتحاسب أقسم بالله ما أنا راحم حد. أومأ له طارق و هو ينظر بقلق لزين الذي تحول فجأة إلى وحش كاسر مستعد بالفتك بأي شخص يحاول إيذاءه.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD