زائر غير مرحب به

1257 Words
ارتعدت رنيم خوفا و هي تحاول التفكير بطريقة للفرار من ذلك الوضع الخطير ، لقد كان يخبرها برغبته في خ*فها كما لو كان شيئا يقوم به كل يوم. انتهى ال**ت بضحك فادي الذي كان مستمتعاً بردة فعلها " هل ظننتِ حقاً انني سأقوم بذلك؟! حتى انكِ لستِ جذابة لتلك الدرجة " نظرت اليه باستياء بينما هو اخذ يراقب وجهها بتمعن و ابتسامة لا تزال تتعلق على وجهه . بعد ان فهمت الامر رنيم ، قررت تجاهل وجوده و متابعة سيرها. لكن تلك كانت فكرة غ*ية حيث انها ما ان فعلت ذلك حتى امسكت بها يده و سحبها اليه بلحظة خاطفة لتجد نفسها تصطدم بجسده المفتول القوي الذي جعلها تشعر كما لو كانت مخلوقا ضعيفا تحت رحمة حيوان ضارِ . ارادت ان تدفعه بعيدا لكنه لم يسمح لها بذلك و قال لها هامسا متوترا " اياكِ ان تتجاهليني مرة اخرى ، و الا ..." لم ينهِ وعيده ، و ترك رنيم التي كانت لا تزال مصدومة من الموقف و غادر ببساطة! بعد لحظات تنفست رنيم و قد عادت اليها الحياة و هرولت مسرعة الى شقتها و هي تمسك بقلبها ، الذي كان ينبض بسرعة. هل كان خوفاً ام شيئاً اخر .. هي نفسها لم تدرِ. في اليوم التالي مساء و بينما كانت هي تقوم بعملها في المقهى. جالسة في زاويتها المعهودة ، كانت قد انتهت لتوها من جلسة مع سيدتين كانا كلاهما يشكيان زوجيهما. كان يوماً عادياً يكاد يكون مملاً، حتى قرر فادي ان يعكر صفوه. كانت رنيم تقرأ رواية في يدها عندما سمعت صوته يخترق سلام الموسيقى التي كانت في الخلفية " هأنذا جئت كما اقترحتِ عليّ" قالت تحت انفاسها و هي تغلق عينيها بندم " تباً" علق فادي " لقد سمعت ذلك!.. لماذا ؟ لا تحبين الخلط بين العمل و حياتكِ العاطفية ؟" كانت الطريقة التي يعبر فيها بزهو عن نفسه تستفز رنيم و لكنها كمختصة في علم النفس كان عليها ان تحافظ دائما على هدوئها و ان تتحكم بردود افعالها . قالت و قد قررت ان تعامله كأي زبون " تفضل بالجلوس!" مسحت الابتسامة الزائفة التي اعطته لثانيتين و اخذت تتكلم معه " اذن , هل هنالك شيء استطيع ان اساعدك به ؟" هو " نعم . اريد قتل شخص محدد" نظرت اليه بخوف مغطى بنظرة لا مبالية ، لكنها في سرها كانت تدعو الله انها ليست ذلك الشخص الذي يريد قتله . ثم علقت " و لماذا تريد فعل ذلك؟" هو ببساطة " لانها تستحق ذلك" رنيم " نحن كبشر لا نملك الحق في تقرير من يستحق او لا يستحق العيش ، لكن اخبرني من هو هذا الشخص ؟ و مالذي فعله ليجعلك تفكر بفعل شيء شنيع كذلك ؟" هو " انا مندهش! انتِ تبدين كشخص اخر ! كمعالجة نفسية!" قالت بنفاذ صبر " ربما لانني كذلك.. هل تمانع ان نعود الى موضوعنا ؟" هو " لا اريد .. انه موضوع ممل . اريدكِ ان تخبرينني ، لماذا انفصلتِ عن زوجكِ؟" ادركت انه قد جمع معلومات عنها و ربما اراد بسؤاله ان يشعرها بالخوف ، لكنها بهدوء قالت " لا ارى ان جوابي سيفيدكِ بأي شيء . اخبرني انت، لمٓ اتيت؟" هو " ألم تكوني انتِ من اخبرتني ان آتِ؟" لعنت في سرها مجددا . فتابع " لماذا؟ هل يجب ان ارحل ؟ " توقفت رنيم عن تصرفها الطفولي و كلمت نفسها انها انسانة خبيرة و يجب ان تتصرف بعملية كطبيبة معالجة معه ، بالرغم مما قد جرى قبلها، ففي الاخير ذلك كان عملها. كان قد نهض ليغادر ببساطة. ردت " لا، ابقٓ" جلس هو كما لو كان ينتظرها ان تقول ذلك و في عينيه ابتسامة مختلفة عما عهدته. اخذ يحدق بها و هي تسأله ان يتحدث عما يريد و هو يرد انه يريد ان يستمتع بلحظة من الهدوء و طلب اليها ان تتصرف كما لو انه لم يكن هناك . وبالفعل تناولت رنيم روايتها و اخذت تقرأ ، رغم انه لم يكن شيئا مريحا لفعله بينما شخص اخر يحدق بها الا انه كان افضل من ان يحدقا في اعين احدهما الاخر . و لمدة اسبوع او اكثر قليلا ، ظل يأتِ فادي يوميا دون تخاذل ليحدق في رنيم دون كلام . ظلت المعالجة صبورة معه ، و لم تضغط عليه بأسئلتها رغم ان فضولها كان يلحها ان تفعل. الى ان تكلم اليها اخيرا " ألن تسألي لمٓ قلت ذلك ؟" نظرت اليه رنيم كما لو انها كانت قد نست الامر برمته ثم استدركت و قد علمت ما يقصد ، و تكلمت رنيم بتوتر لم تستطع ان تخفه هذه المرة " بلى. بصدد الشخص الذي تريد قتله .. من يكون؟" هو ناظرا نحو الجهة الاخرى من المقهى " امي" صعقت رنيم ثم فكرت انه قد لا يعني ما يقول ، لكن واجبها تحتم عليها مسايرته " و لمٓ ذلك ؟" هو بنظرات فضولية " ألستِ مهتمة بي اكثر من المفترض؟ اعلم اننا في موعد الا انكِ تسألين الكثير من الاسئلة الشخصية!" انا مصححة " هذا موعد علاجي و ليس غرامياً" هو " لا فرق صدقيني حبيبتي" في ذلك اليوم اخذ فادي يستمتع باستفزازها باسلوبه الغزلي المبتذل الذي كانت ترى نفسها تعتاد عليه. و لم يتكلم كثيراً عن لمّ كان يكره والدته بما يكفي ليفكر في قتلها. لم تضغط عليه رنيم هي الاخرى و انتظرته ان يتكلم بالامر متى شعر بذلك. كانت تعاني مع ذلك الشخص المستفز كثيرا و ارادت ان تطرده خارجا و حمدت لله انه في تلك اللحظة تلقى مكالمة و ذهب للخارج ليجيبها مانحا رنيم بعض الوقت . عاد فادي بعد حين و جلس حيث كان، و بتلك الابتسامة نفسها اخذ ينظر الى رنيم . اغتنمت المرأة الفرصة لتسأل " مالذي قد يدفع شخصاً للتفكير في قتل امه التي بذلت عمرها من اجله ؟" هو اشار بسبابته و هو يركز نظره بجديه عليها " بالضبط ! لقد قلتِ الاجابة بل**نكِ .. هي لم تبذل عمرها من اجلي بل قررت تركي طفلا صغيرا، في غابة مليئة بالضواري و لاذت بجلدها. اخبريني ؟ ألن تودي قتلها ان كنتِ مكاني ؟ " لم تكن تفهم رنيم ما كان يعنيه و تساءلت ان كانت والدته حقا رمته في الغابة.. نظرت اليه و هي تفكر ان اساءة بالغة له في طفولته جعلته الرجل المخيف الواقف امامها في تلك اللحظة. و اثناء ما كانت تفكر بذلك ، تكلم هو بعد ان رن هاتفه مجددا و استقام مغادراً " فكري جيدا ثم اخبريني باجابتكِ عند لقاءنا غداً" ارادت ان تطلب منه ان لا يأتِ مجدداً ،لكن الرجل كان قد ولى مغادرا على عجل و هو يتكلم على هاتفه. في اليوم التالي و كما وعد كان يجلس امامها ينتظر منها رداً . شعرت رنيم بخطورة الاجابة حيث انها لشخص مثل فادي قد تقود لعواقب لا تحمد عقباها لذلك بعناية اخبرته " ان كنت مكانك، ان كانت والدتي قد تركتني طفلة في غابة حقيقة او مجازية فسأحاول اولا ان اعرف اسبابها ، اخبرها بخطأها و اسمح لها ان تبرر وتشرح و تعتذر ،فهي في الاخير -" ارتفع صوته مقاطعا و الغضب يعتريه " كاذبة! . بل و منافقة . هل فعلا ستفعلين ما تقولين ؟هل ببساطة ستتسامحين؟ حتى و ان كان جحيما ما عشتيه فقط لانها لم تأخذكِ معها؟ كاذبة انتِ! جميعكن هكذا ،كائنات وضيعة لا تستحق الشفقة!"وقف الرجل و هم مغادرا فاستدركته رنيم مؤكدة " ربما انت محق بشأنها، فأنا لم اعش تجربتك.. لكن لمٓ لا تسمع منها اولا.. انت لا-" اشار بيده لها ان تتوقف عن الكلام و قد كان نال كفايته . مال على الطاولة و هدد امامها " حسناً. سأعمل بما قلتِ ، و لكن دعيني اخبركِ انكِ دخلتِ في لعبة ستتمنين لو انكِ هربت منها . لكن الاوان قد فات يا حياتي .. عليكِ الان ان تشاهدي و تسمعي كل شيء بنفسكِ" كانت كلماته تبث في نفس رنيم خوفاً من القادم و بينما هو غادر اخذت هي تفكر ان كانت قد تورطت في شيء اكبر منها . شخص لا تستطيع التعامل معه و هي لم تكن طبيبة نفسية مختصة بل معالجة نفسية لا غير . ©ManarMohammed
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD