الفصل الأول

3387 Words
الفصــل الأول فـريسة للمـاضي ـــــــــــــــــــ وقفت امام المرآة متعمدة التأخـير عليه حتى ألهبت حواسه للتطلع عليها برغبة ،ونجحت في ذلك عندما حدق فيها متيمنًا لقربها منه ، خاصةً بروز بعض حبات العرق علي جبينه متلهفًا لأخذ مبتغـاه في اشباع رغباته التي تأججت بداخلـه بفعل حركاتها الجريئـة امامه ، ثم وضعت هي أحمر الشفاة بكثره علي شفتيها لزيادة شوقه في التهامهما ، لم يتحمل زين كثرة تدللها عليه خاصةً حبه لها ورغبته الدائمة فيها وحدثها من بين انفاسه ورغبته الطاغية علي تعبيرات وجهه : - نور تعالي بقي ، كل اللي بتعمليه ده ملوش لازمة ، والأحمر ده هيتمسح دلوقتي . ضحكت بخفة ثم نهضت من امام المرآة متعمدة التدلل في مشيتها وهي تقترب منه ، فابتلع ريقه وانتفض قلبه من اقترابها ، لم يشيح زين بصره من عليها ولم يخفي امامها نظراته المتلهفة عليها مما جعلها تتدلل اكثر بذلك الثوب الشبه عاري والمظهر لمفاتنها الانثوية التي تثير الرجل ، صعدت نور علي الفراش من ناحيته متعمدة المرور من فوقه ، ولم يتواني زين في جذبها اليه وهمس لها برغبة جلية : - كل ده ليه ، انا بحبك وعلي طول عاوزك اقتربت من وجهه قائلة بنبرة متمايعة : - بتحبني قوي كده ، انا لازم ادوخك زي ما عملت معايا . هتف زين من بين انفاسه : - اعملي اللي انتي عوزاه ، بس انا عايزك دلوقتي . لم يلبث حتي استقي من شفتيها لتهدئة مشاعره المتعطشة لها ، واضعًا يديه عليها تواق للمزيد منها كمن يراها اول مرة ، ولم تعارض لهفته الجامحة فيها والتي تشعرها بمدي سيطرة حبها عليه ، بدا عليه التهدأه قليلاً بعدما انتهت مشاعره من الإرتواء من حبه لها ، وابتعد عنها قليلاً قائلاً بنبرة شبه هادئة : - بحبك قوي . ابتسمت نور وهي تتطلع عليه وردت بأنفاس متقطعة : - انا أكتر .. استلقي علي ظهره لتهدئة أنفاسه ، واستدارت نحوه ووضعت رأسها علي ص*ره وتابعت بحب : - انت حبيبي ، ومش هسمح لأي حد يبعدنا عن بعض تاني .... _________________________ في الصبـاح ...... خرجت من المرحاض ممسكة بتلك المنشفة الصغيرة تجفف بها فمها بعدما افرغت ما في معدتها ، وضعت سلمي يدها علي رأسها من دوران سيطر عليها وارتمت علي الأريكة غير قادرة علي الوقوف ، شعر بها معتز وتفهم ما تمر به ، خاصةً انه بالأمر الطبيعي ، ونهض من علي الفراش متجهًا اليها ، دنا منها محاوطًا إياها بذراعيه قائلاً بقلق : - سلمي يا حبيبتي ، انتي كويسة . نظرت له بأعين مجفلة مرهقة وقررت مفاتحته في ذلك الأمر ، خاصةً انه ليس بالهين ليتقبله وتوجست من ردة فعله ولكنها أعتزمت إخباره وردت بصوت ضعيف : - معتز ، البيبي ده انا مش عوزاه تجمدت انظار معتز عليها مصدومًا وحرك رأسه معارضًا قرارها الغير صائب في تخلصها من ابنه ، وأحتقن وجهه وقست انظاره عليها ونهض قائـلاً بانفعال : - انتي اتجننتي يا سلمي ، عايزه تقتلي ابني ، جالك قلب تقوليها . انكمشت سلمي في نفسها غير قادرة علي مناقشة تلك المسألة خاصةً وعكتها الصحية ، وبررت مقصدها بـ : - معتز انت مش فاهمني ، حدق فيها منتظرًا تبريرها الوخيم الغير مرضي له ايا كان ، واستطردت موضحة : - معتز انا عاوزه اشتغل ، مش متعوده اقعد كدة ، وانت عارف قد ايه بحب شغلي . ابتسم بتهكم ورد عليها بنبرته القوية وفكره الرجولي البحت : - شغلك هو جوزك وبيتك يا هانم .. نظرت له مستنكره حديثه وضغطت علي نفسها ووقفت امامه منزعجة من طريقة تفكيره وهتفت بغير رضي : - قصدك ايه يا معتز ، انت اتجوزتني علشان اقعد في البيت زي الخدامين ، وميبقاش ليا اي قيمة وقتها قدامك . معتز بعدم اقتناع ونظرات ساخرة : - هو انتي لما تخلي بالك من بيتك وجوزك وبنتك تبقي خدامة يا سلمي ، استأنف بحيرة : - انا مش عارف ناقصك ايه علشان عاوزه تشتغلي ، ايه طلبتيه واتأخرت فيه ، انا فاهم كنتي عايشة ازاي وبحاول اعمل علشانك المستحيل ، وكل ده علشان بحبك .. ضغطت سلمي علي شفتيها مسيطرة علي حدة الإعياء نتيجة حملها في شهرها الأول والتي تقاسي المرأه آلامه وتن*دت بضعف قائله : - انا مش قاسية يا معتز ، دا ابني وانا خايفه اظلمه وانا مش جاهزة استقبله والبخ نفسي وبنتي لسه صغيرة مكملتش خمس شهور ، لازم تحس برغبتي . ضجر معتز من الحديث الغير هادف معها ورد بنفاذ صبر : - انا رايح شغلي ، واتمني تفكري كويس . ثم توجه للمرحاض وتتبعته نادمة علي تصرفها الأهوج في فتح مسألة حساسة كتلك ، ولكنها لن تمحي فكره عملها فطالما عشقته... ______________________ ارتدت ملابسها وتقدمت منه وهي تطوق عنقه : - وديني عند سارة ، بما ان معنديش حاجة أعملها ، وهي كمان قاعدة . انحني طابعًا قبله علي شفتيها قائلاً : - انتي تؤمريني . ابتسمت بفرحه وزمت شفتيها قائله بنبرة حماسية جريئة منها : - عايزة يبقي عندي بيبي منك . زين بضحكة متعجبًا من حديثها : - احنا لسه متجوزين ، وبكرة يبقي عندنا ولاد . نور بنبرة حالمة : - نفسي يبقي عندي ولد ويكون شبهك، وانا هبقي مامي تجنن . زين بضحك شديد : - وقتها مش هتبقي بالشكل اللي واقف قدامي ده ، هتبقي متشردة . نور باستنكار : - ليه ، انا مش ممكن اهمل في نفسي ، انا حلوه وهفضل . زين بعدم اقتناع : - اما نشوف ، تابع بعبوس طفيف : - انا جعان ، مش هتحضري الفطار بقي . هتفت نور وهي تقفز فرحًا : - ثواني يا عمري ، دا انا النهاردة هعملك فطار اتعلمته من علي النت يجنن . زين مدعي السعادة : اجري بسرعة وريني ابداعاتك ركضت نور للمطبخ بهمة لتحضير الإفطار ، بينما ضغط زين علي نفسه لتناول إفطارها المقزز حبًا فيها ، ثم دلف للخارج ليتطلع عليها .. ولج المطبخ عليها وجلس علي الطاولة الصغيرة به ، وشعر بسعادة عارمة لمدي تفانيها في إرضائه ، وذلك ما يهون عليه ابتلاع طعامها رغمًا عنه .. وضعت نور بعض الأكلات امامه مبدية فرحتها بما انجزته وهتفت: - يلا يا بيبي افطر . مد يده ليلتقط الطعام ووضعه في فمه علي غير رضي ، ونظرت له نور كاتمة ضحكتها ، فهي تعلم عدم إجادتها في تحضير الطعام ولكنها تسعد بتناوله من اجلها ، بينما تحدث زين بوجه عابس نتيجه طعامها السيئ : - ليه مش بتفطري معايا . ردت بتوتر مبررة : اصلي بعمل رجيم . زين باستنكار : رجيم ايه ، ما انتي كويسة اهو . نور بتلعثم : ا..يلا افطر.كده هنتأخر . زين بضيق : - ما هو انتي لو تسمعي الكلام ونجيب شغالة ، كان زمانا حلوين . نور محتجة بشدة : - ممنوع واحدة تيجي هنا ، انا وبس اللي هبقي هنا زين بتذمر : طيب .. نور وهي تداعبه : يلا يا قلبي ، عايزاك تخلص الأكل ده كله اومأ برأسه واكمل افطاره علي مضص ........ ______________________ حملت طفلها بين ذراعيها لتسكت بكاءه المتواصل وظلت تربت عليه كي يهدأ ، تأففت مريم فهي لم تحظي بنومة هنيئة منذ ولدت ، واضطرت لأخذ أجازة من عملها لتبقي بجانبه خاصةً بعد طردها للخادمة التي كانت تتغازل في زوجها وتتمايع بحركاتها امامه ، واجبرت نفسها علي البقاء لتحصل علي أخري ربما تكون امينة وتقتنع هي بها ثم حدثته ابنها متن*ده بضيق : - إهدي يا حبيبي بقي ، مش انت رضعت وخلصنا.. ثم هدهدته مرةً أخري متمنيه نومه كي يريحها قليلاً وجلست علي الاريكة محاولة تهدأته .. دلف حسام من المرحاض وهو يجفف شعره بالمنشفة ، ثم رآها متذمرة وعابسة الوجه ، فضحك عليها عاليًا ، واغتاظت هي منه ، بينما تشدق هو غامزًا بعينه : - كان فيها ايه لو سبتي الخدامة ، دا حتي كانت شايفة شغلها كويس . شهقت مريم وقذفتة بالوسادة التي بجانبها ، فتحاشاها بذراعه واستطرد بضحكته التي تثير حنقها : - شكلك حلو وانتي مبهدلة كدة ، شبه الخدامين . نهضت مريم حاملة ابنها وردت بانزعاج : - انت تشوفلي واحدة تانية ، انت سامعني ، انا مش هستحمل كدة ، طول عمري مبعملش حاجة . تافف حسام ورد بنفاذ صبر : - مش انت اللي طردتيها ، اجيب تاني منين انا . مريم بنبرة حادة آمره إياه : - اتصرف يا حسام ، لازم تشوفلي واحدة وبسرعة ... توجه لارتداء ملابسه وهتف بامتعاض : - طيب ، هبقي اكلم زين يشوفلي واحدة .... _____________________ صعدت الدرج متجهه لغرفتها التي استوطنت فيها منذ اتت بصحبه والدتها لتستقر هنا ، طرقت نور باب غرفتها بمرح وولجت للداخل ، وتفاجئت بها سارة وهمت نور باحتضانها قائله : - وحشتيني يا سارة ، ليه مش بتيجي العوامة عندي . بررت ساره بابتسامة زائفة : - معلش يا نانو ، اصلي بقيت بشتغل ومشغولة قوي . نور باستنكار : بتشتغلي ليه ، انتي لسه بتدرسي . ساره موضحة بمعني : - انا بشتغل عند مهندس د*كور ، وبتعلم منه حاجات هتنفعني في الدراسه . نور مومأه رأسها بتفهم : طيب كويس امسكت سارة يدها وسحبتها لتجلس معها واردفت بشغف : - قوليلي عاملة ايه انتي وزين . نور بضحكة فرحة : مبسوطة قوي ، اخيرًا انا وهو وبس . ساره غامزة : ايوه بقي يا بختك ، معاكي مز . نور بضيق زائف : انتي بتعا**ي جوزي ولا إيه . ضحكت سارة وتمنت بتنهيدة حارة : - عقبالي اما اتجوز واحد يحبني ، **تت قليلاً وتابعت بمغزي : - علي فكرة مالك شكله مش مريحني . نور بلا مبالاة : ودا ماله ده . ساره بمعني : حاسة انه لسه بيحبك . تاففت نور وردت بعدم إكتراث : - سيبك منه ، دا واد أهبل ، تابعت بتساؤل : - انا سمعت انه قاعد في فيلتهم لوحده ، ورافض يقعد عند مامته ...... ______________________ جلست في شرفة الغرفة شاردة في حال ابنها الذي تغير في ليله وضحاها ومعارضة افعاله المستهترة والهوجاء التي بات يفتعلها بجهل دون اكتراثه بأحد ، نظرت ثريا للخادمة وهي تضع امامها الفطور وتتبعتها حتي غادرت ، بينما تقدم منها فايز وجلس بجانبها ولاحظ جموحها وحدثها بنبرة هادئة : - مالك يا ثريا ..سرحانة في ايه يا حبيبتي . تن*دت ثريا بقوة وردت بحيرة : - مالك ابني ...اتغير قوي ، وتصرفاته مبقتش عجباني . حرك رأسه متفهمًا واردف بنبرة متحمسة : - ايه رأيك لو خليتو يجي يشتغل معايا ، منها افهمه الشغل ، ومنها يعرف املاكه ايه ويتابعها . ثريا بتعبيرات فرحة : - بجد يا فايز ، ياريت ، كده هطمن عليه . فايز بابتسامة محببة : - وانا يهمني ايه غير اشوفك مبسوطة يا حبيبتي . ثريا بامتنان : - مش عارفه اقولك ايه علي اللي بتعمله معانا . فايز غامزًا بعينه : قوليلي بحبك بس ثريا بابتسامة عذبة : ربنا ما يحرمنيش منك .......... ______________________ افاق من نومه واعتدل بتقاعس جم وظل يفرك مؤخرة رأسه لا إراديًا ووجه بصره للفتاة التي اتت بصحبته ليلة امس ، ثم تأفف ولكزها بقوة قائلاً بعبوس : - قومي . ارتعدت الفتاة وافاقت من نومها عابسة وردت : - ايه في ايه يا بيبي . نظر لها شزرًا وهتف بضيق : - يلا امشي ، ازاي تفضلي نايمه جمبي . تمايعت الفتاة عليه واقتربت منه ومررت يدها علي جسده بحركاتها الجريئة لجذب الرجال وأردفت بنبرة موحية : - انت كنت انبارح ايه ، مكنتش مفكراك كده . ابعدها عنه بعنف وصرخ بانزعاج : - قولتلك قومي أمشي ، مبقاش غيرك انتي كمان . انكمشت الفتاة في نفسها وارتدت للخلف مستنكرة تغيره المفاجئ ، وأضطرت للنهوض لإرتداء ملابسها ، راقبها مالك متأففًا من وجودها ونهض هو الآخر لإرتداء ملابسه .. بعد قليل انتهت هي من ارتداء ملابسها واقتربت منه بحذر ، فتفهم ما تريده وتوجه لحافظه نقوده الموضوعة علي المرآه واخرج منها حزمه ورقية والقاها في وجهها وحدجها بتقزز ممزوج باحتقار منها ، التقفتها الفتاة وكتمت ضيقها لتعودها علي تلك المعاملة المهينة عندما تكون بصحبه احدهم ، ثم استدارت ذاهبه حيث اتت وهي تهمهم : - ناقصة عيال هيه . زفر مالك بقوة منزعجًا من افعاله ، ثم توجه لشرفة غرفته لتنفس بعض الهواء ليريح مشاعره الجامحة التي باتت متربصة به وتمني ان تكون لها فقط ، نظر مالك أمامه بحقد جلي علي فوزه بها وحبها له ايضًا ، واقسم علي التفريق بينهم وإبعاده عنها مهما كلفه الأمر ، وحدث نفسه بوعيد ضروس : - ماشي يا زين باشا ...الأيام بينا كتير ...وعندك مالك جديد..... ______________________ ولج مكتب صديقه كعادته القديمة ، وتقدم للداخل جالسًا امامه بملامح متشنجة ، فحدجه الأخير بتعجب ، بينما هتف بانزعاج : - الله يخرب بيت الجواز ، علي اللي عايزين يتجوزوا ، علي ابو الواد زين الصغير . ضحك زين بشدة عليه ، فرمقه حسام بحقد واستطرد : - طبعا مين قدك ، الكتكوتة مظبطاك ، واختك مشيلاني الهم والنكد . زين بامتعاض وهو ينظر إليه : - ايه يالا ، انتي هتنق عليا ، ايه اللي مضايقك كده ، واختي عملتلك ايه . حسام محركًا رأسه بقلة حيلة : - جبت خدامة واتنين وابص الاقيها طردتهم ، وتيجي تاني وتقولي عاوزه خدامة ، قال ايه ، بتغير عليا ، وبيتحرشوا بيا، قولي اعمل ايه ، انا تعبت . زين بتفهم : - خلاص انا هشوفلك واحدة مضمونة من مكتب العمل وهتبقي كويسة ان شاء الله . حسام بفرحة : بجد يا زين .. زين مؤكدًا : بجد ، ثم مرر يده في شعره متابعًا بتنهيدة حارة : - بفكر أخد نور ونسافر يومين نتفسح سوا . حدق فيه حسام كاتمًا غيظه وبينت نظراته نحوه متي حسده عليه التي فطنها زين واستطرد بتعنيف : - يلا قوم شوف شغلك ، هي ناقصه عنيك دي كمان......... _______________________ جمعت متعلقات طفلها في حقيبته الصغيرة عازمة علي الذهاب للنادي ، اتي هو من خلفها وحاوط خصرها ثم طبع قبلة حارة علي عنقها ، فابتسمت له واستدارت اليه وقامت بتطويق عنقه ، نظر لها وليد مبديًا رغبته فيها وحدثها : - وحشتيني يا ميرا ، الواد ده خدك مني . ميرا بدلال : بتغير من ابنك . ضمها اليه قائلاً : انا عاوزك ، متخرجيش . ميرا باستنكار : وشغلك ، المفروض تروح دلوقتي . وليد بتأفف : في ستين داهيه الشغل ، انا عايز مراتي . ميرا وهي تفلت يدها بتردد : - مش هينفع يا وليد ، لازم افسح إياد حدجها وليد بضيق وهتف : - وانا فين يا ميرا ، مش المفروض تشوفي جوزك عاوز ايه .. اقتربت منه وحاوطت خصره وبررت : - انا بس مشغولة بالولد وطلباته كتيرة ، ثم وضعت قبلة مغرية علي شفتيه وتابعت : - اوعدك الليلة هنبقي سوا . اثني ثغره للجانب بعدم اقتناع ، ثم ابعدها قائلاً : - طيب ..انا رايح الشغل . امتعضت ميرا من رؤيته هكذا ، ولامت نفسها علي انشغالها التام بطفلها ، وتتبعته بضيق وهو يدلف من الغرفة ، ثم زفرت بقوة ووجهت بصرها الي طفلها الجالس علي الفراش وتوجهت اليه وقامت بحمله قائله بابتسامة فرحة : - حبيب مامي ...يلا نروح النادي ..... ______________________ هاتفه زوج والدته بأنه يريد رؤيته ، فأضطر هو للذهاب اليه رغم بغضه من تلك الزيجه ، ولج داخل شركته ذاهبًا لمكتبه وحينما وصل تفاجئ بوالدته هي الاخري جالسه معه ، فابتسم ساخرًا وتقدم بلا مبالاة تعمد رسمها وجلس قائلاً : - كنت عاوزني في ايه . ثريا وهي محدقه فيه بانزعاج : - ايه ده يا مالك ، دي طريقة تتكلم بيها ، قبل كده كنت صغير ، انما انت دلوقتي انت راجل وكبرت . وضع ساقًا فوق الأخري ورد بتأفف ملحوظ مثير للاستفزاز : - دي طريقتي ومش هغيرها ، ومش هرجع اتكلم تاني في الجوازه اللي انا مش مقتنع بيها . نظرت ثريا لفايز ، فتفهم الاخير قائلاً : - خلاص يا مالك انسي الموضوع ده ، وخليني في الموضوع اللي طلبتك علشانه .. مالك بتنهيدة عميقة : خير فايز بنبرة متعقلة : - مش آن الآوان بقي تشوف املاك والدك وتابع كل حاجه بنفسك ، انت دلوقتي كبرت ولازم تشيل المسؤلية ، ولا ايه . انصت له مالك ورد بعدم فهم : - انا لسه بدرس ، انت عايزني اسيب دراستي واشتغل في حاجة مش فاهمه . ثريا متدخله بضيق : - علي الأقل تعرف ايه ليك ايه ، انت كل حاجه بتاعتك انت مالك بملامح ساخرة : - ما حضرتك موجودة انتي وجوزك وشايفين الشغل ، لزمتي ايه بقي اتدخل فيه . عنفته ثريا بانفعال : - ولد قليل الأدب ، ايه انتي وجوزك دي ، احترم نفسك شوية ، تابعت بتهكم : - ولا صحوبيتك مع البنات القذرة اللي بتدخلهم الفيلا خلوك زيهم ، ومتفكرش اني نايمة علي وداني ومش عارفه عنك حاجه . نهض مالك وحدجها باهتياج داخلي فتاك ورد بنبرة قوية : - انا حر ، واعمل اللي انا عاوزو ، اجيب بنات اجيب عفاريت محدش ليه دعوة ، انتي واحدة اتجوزتي وعايشة حياتك، وسايبه ابنك لواحدو ، حتي مفكرتيش ايه مضايقني ولا ايه مزعلني ، حتي اللي بحبها راحت مني ، وكل واحد راح لحياته ومحدش سأل انا حاسس بأيه . احتقن وجهه وتشنجت تعابيره وهو يتحدث، ونظرت له ثريا مبدية حزنها علي ما يشعر به ابنها الوحيد ونهضت واقفه امامه ، وردت بنبرة مشفقة : - مالك يا حبيبي، انت قد كدة زعلان ، انت منستش نور . نظر لها بملامح متجمدة ولم يجب عليها ، فاستطردت بحيرة : - بس انا افتكرتك نسيت وعقلت و.... قاطعها متأففًا بنفاذ صبر : - سيبك من جو الحنان ده ، انا نسيته ومش محتاج عطفك عليا ، انا خلاص اتعودت علي حياتي الجديدة ، وان كنت بعرف بنات ففي غيري كان بيعرفهم وعايش ومبسوط دلوقتي .. قال جملته وهدج للخارج سريعًا ، وتتبعته ثريا مصدومة ، ونظر لها فايز مدركًا حزنها علي افعال ابنها الغير مسؤلة ، وحدثها محاولاً تهدأتها : - هو برضه لسه صغير يا ثريا ، بكره يعقل ويفهم ان اللي بيعمله ده غلط . انسابت عبراتها علي خديها دون بكاء حزنًا علي ما اصاب ابنها ، وعدم شعورها بما يعانيه وحدثت نفسها : - ربنا يهد*ك يا ابني ، يا ريتني ما اتجوزت وسيبتك توصل للحاله دي ............ _______________________ توجهت ميرا للنادي بصحبة ابنها إياد ، ورأتها صديقتها نهله وتقدمت منها قائله بابتسامة غير مفهومة : - اهلا يا ميرا ، وحشتيني احتضنتها ميرا وردت بابتسامة هادئة : - وحشتك ايه بس ، احنا تقريبًا علي طول سوا . نهلة بابتسامة زائفة : اصلك بتوحشيني ، ثم وجهت بصرها لإياد وتابعت بخبث داخلي : - وايوده كمان بيوحشني وبحب اشوفه ، امور شبه باباه ميرا بضحك : عندك حق ، كله وليد ، مش واخد مني حاجه ابدًا . نهله بتردد : تلاقيه مجنن وليد ، ومبيعرفش يرتاح منه . ميرا بضيق : تصدقي انه بيغير منه ، وبيقولي اني مهمله في علاقتي معاه . تن*دت نهله بارتياح ، ونظرت لها بخبث قائله بنبرة تشجيعية لئيمة : - ويغير منه ليه ، المفروض دا ابنك ، ولازم تهتمي بيه . ميرا ناظرة امامها بحيرة : عندك حق ، انا مش عارفه ايه اللي يخليه يضايق اني بهتم بابننا. نهله بمكر : سيبك منه ...المهم تهتمي بابنك.......... ______________________ حاوطت جسدها بالمنشفة ودلفت خارج المرحاض ، ثم توجهت لارتداء ملابسها وسط نظراته الثاقبه لها ، وبدأ هو في التقدم منها بحذر ، شعرت نور به وتعمدت جهلها بوجوده ، وابتسمت داخليًا لفرض سيطرتها عليه وتملكها من قلبه بمفردها ، ولكنها فاجأته بأن استدارت نحوه سريعًا ولم تجده خلفها ، شهقت مصدومة وانتفض قلبها وخشيت وجود احد ما معها علي العوامة ، ثم احكمت المنشفه عليها وتوجهت بحذر للخارج مضطربة مما استشعرت به للتو وازدرت ريقها ، واستحوذ عليها رعب داخلي مجرد الفكرة في وجود أحد ما بالداخل .. تقدمت للخارج ناظرة حولها وهي ترتجف ، ولكن الأخير باغتها بانه حملها من الخلف ورفعها عاليًا وهتف بضحك : - خوفتي صح ركلت بقدميها في الهواء وصرخت معنفة إياه : - اخص عليك يا زين ، انا كنت هموت من الخوف . ضحك عليها وقام بانزالها وادارها اليه قائلاً : - عامله مش حاسة بيا ، بس مش عليا انا . خبطته عده مرات علي كتفه بقسوة قائلة : - انا خوفت بجد ، فكرت فيه حرامي . زين وهو يمسك يديها : - اومال اللي واقف بره دا بيعمل ايه ، دا انا اوديه ورا الشمس لو مفتحش عينيه . زمت شفتيها في ضيق ، ونظر لها نادمًا علي إرهابها بتلك الطريقة ، ثم ضمها اليه بهدوء قائلاً بأسف : - انا أسف يا حبيبتي ، انا كنت بهزر معاكي ، مش قصدي اخوفك يا عمري . تن*دت بهدوء واخفت ابتسامتها ، بينما استطرد بمرح : - عكيتي ايه النهاردة ، قصدي طبختي ايه النهاردة . شهقت بخفة وخبطته بقوة علي ص*ره ، فاستأنف بضحك : - اصل بصراحه معدتي وجعتني ومعتش قادر استحمل اكتر من كده . ضحكت هي الأخري قائلة : - يا حبيبي كنت بتستحمل علشان بتحبني . حرك رأسه بنفي ورد هامسًا : علشان بموت فيكي ، احتضنته بقوة فتابع : - انا جبت أكل معايا ، يلا علشان ناكل سوا . اومأت برأسها قائلة بمعني : هلبس وآجي علي طول . تفحص جسدها ورد بتوتر : كده حلو قوي ، خليكي كده . اظلمت عينيها نحوه وتفهمت مقصده ، ونظرت خلفه قائله بدهشة زائفة : - ايه اللي وراك ده . لم يرمش له جفن وظل يطالعها بنظراته العاشقة ورد غامزًا : - قديمة وحفظتها . ضغطت علي شفتيها قائله بتوتر : - عايز ايه . زين بنبرة موحية خبيثة : انا عاوز احلي قبل الأكل............... ___________________ _____________ _________
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD