الفصل الثاني

3084 Words
الفصل الثانـي فريسـة للمـاضي ــــــــــــــــ أعلن عن اجتمـاع هام والتموا جميعًا لمناقشـة انشاء فرع ثاني حديــث كليًا كالآخر ، ومن بين الحضور بالتأكيـد ماجد ، الذي يرمقه حسام بين الحين والآخر بانزعــاج ، غير راغبًا في شراكة أخري تجمعهم سويًا ، خاصةً عمل زوجته بالشركة وحتمًا مقابلته لها في ظروف مـا ، وانتبه لحديث زين وهو يقترح بعض الأفكار لضمان مشروع سليم و شراكة أجنبية تعينه علي التطور فيما بعد .ثم تشدق ماجد بنبرة دارسة متفهمة : - انا اعرف شركة أجنبية اتعاملت معاها قبل كدة ..وبيتهيألي هينفعونا كتير في مشروعنا ..خصوصًا انه عايز خبرة أجنبيــة فاهمة شغلهـا كويس . نظر له زين مبديًا اعجابه بفـكرته ووافقه : - عندك حق ..ياريت تكلمها وبسرعة ، علشان مشروعنا رد ماجد بعملية : إطمن وسيبلي الموضوع ده . اوما زين برأسه وهتف بجدية محدثًا الموظفين : - تقدروا تمشوا ، الإجتماع إنتهي . نهض الجميع ودلفوا للخارج ، ولم يتبق سوا ماجد وحسام ، فنظر حسام لماجد ، ويقتله فضوله لمعرفة علاقته بتلك الفتاة التي ادعي فيما سبق انها خطيبته وحدثه بتردد : - مقولتش يا ماجد ، هتجوز إمتي ان شاء الله . نظر له ماجد باستغراب ورد بلا مبالاة : - عادي ، ممكن اتجوز في أي وقت ، انا اللي مش حابب دلوقتي حسام بانزعاج : وليه مش حابب ، متتجوز حدق ماجد فيه بتعجب ، وانتبه حسام لنبرته ، وتنحنح قائلاً بهدوء زائف : - انا قصدي يعني ليه متأخر كده ، دا حتي الجواز حلو قوي ، ثم تابع محدثا زين : - مش كدة يا زين ، مش الجواز حلو . زين باستنكار : دا انت من شوية كنت بتلعن في الجواز . حدجه حسام بغيظ ، بينما كتم ماجد ضحكته ،فتحدث حسام بتوتر وهو يبرر موقفه : - دا بس علشان بدور علي خدامة ، متعرفش خدامة يا ماجد.... _______________________ جلست علي الأرضية تلاعب ابنتها الصغيرة التي لم تستطيع الجلوس بمفردها بعد ، وحولها ال**بها الصغيرة التي تناسب عمرها ، تقدم منها زوجها ودنا منهما قائلاً بابتسامة محببة : - حبايبي بيعملوا ايه . لم تجب سلمي بينما هللت ابنته فرحه بوجوده ، وابتسم لها وقام بحملها في احضانه مقبلاً جبينها وحدثها وهو يداعب أنفها بأنفه : - نور الصغيرة حبيبة بابا عامله ايه . ضحكت له الطفلة وقبل هو وجنتها بحنان أبوي ، ثم وجه بصره لزوجته ال**بسة واستأنف بنبرة هادئة معارضًا ضيقها من التخلص من ابنهما : - لسه زعلانة يا سلمي ، انتي بجد عايزة تنزليه . حركت رأسها بنفي ونظرت له قائلة بهيئة كالحة : - انا مش هنزله ، ابتسم معتز بارتياح ، فاستأنفت حديثها بجدية ذات معني : - بس انا عاوزة أشتغل يا معتز ، انا مش متعودة علي قعدتي دي من غير فايدة ، انا كان ليا مكتبي والسنتر بتاعي . ضم شفتاه وتجهمت تعابيره ، وسألها بحذر : - هتشتغلي فين يا سلمي . سلمي باستنكار: يعني ايه فين ، انت تجبلي سنتر خاص بيا. حدق فيها معتز مضطربًا لما تفوهت به ، فرغم عيشته الراقية التي يوفرها لها ، لا يملك ما تطلبه منه ، سلطت سلمي بصرها عليه منتظرة رده ، وعندما تأخر استطردت ناظرة إليه : - ايه يا معتز ، قولت ايه . ازدرد ريقه ورد بتأني : - طيب يا حبيبتي ، أعتلت السعادة وجهها ، وتابع هو بتروي : - شدي حيلك في الحمل واللي انتي عوزاه هعمله . اقتربت منه مُقبلة شفتيه بحب ، ورغم سعادته لذلك ، ظل ذلك الأمر هو الغصة التي غارت بداخله لتهيج اعضاءه مضطربًا مما سيحدث ان لم يوفر لها مطلبها.......... ______________________ توجهت السيدة فايزة لفتح الباب ، عندما سمعت قرع الجرس ، شرعت في فتحه وتفاجئت بابنها الأصغر أمامها ، فهتفت بفرحة جلية : - أمير ، ابني حبيبي . ارتمي امير في أحضانها وربت علي ظهرها قائلاً بحب : - وحشتيني قوي يا ست الكل فايزة بنبرة حنونة : انت اللي وحشتني يا ابني . ثم ابتعد عنها وحدث زوجته الواقفة خلفه : - تعالي يا ديما سلمي علي ماما اقتربت ديما بتقاعس في مشيتها وسلمت ببرود قائلة وهي تمد يدها : - هاي يا طنط . فايزة بابتسامة متعجبة من طريقتها : - هاي يا بنتي ورحمة الله وبركاته . امير متنحنحًا : ايه يا ست الكل ، هنفضل واقفين علي الباب كدة ولا إيه . فايزة لاوية شفتيها من زوجته : لا يا حبيبي ، دا بيتك ثم تقدموا ثلاثتهم نحو الداخل ، وكانت ترمقها فايزة بسخط من ملابسها التي لا تستر سوي القليل منها ، ثم اقترب أمير من والده الجالس وقبل يده قائلاً : - عامل ايه يا بابا . ممدوح وهو يربت علي كتفه : حمدالله علي سلامتك يا ابني . ثم اعتدل أمير ، وتقدمت زوجته هي الأخري وفعلت بالمثل معه قائلة بجمود : - هاي يا انكل . ممدوح وهو يحدق فيما ترتديه : - هاي يا بنتي ، عامله ايه . ردت بابتسامة مُصطنعة : Fine زم امير شفتيه مُدركًا الموقف وهتف بمرح زائف : - انا جعان قوي يا ماما ، يا تري عملالنا ايه ........ _______________________ تدللت في حديثها معه عبر الهاتف كعادتها حينما يود الاطمئنان عليها لوجودها بمفرها وهمس لها بحب : - وحشتيني ، انا بفكر نسكن في الشركة علشان تبقي جمبي وأشوفك قدام عيني . ضحكت نور عاليًا وردت بدلال زائف : - قد كده بتحبني . زين متن*دًا بحرارة : انتي عمري كله ، انتي وبس في قلبي. نور بدلال : دا انا كنت مجنناك وانا مش واخدة بالي . زين بحب : انا مكنتش بعرف انام من غيرك . نور بمعني : انت معندكش شغل ولا ايه زين بتأفف : لازم تخرجيني من المود ، تابع بخبث : - انا هجيب اكل وانا جاي ، هيعجبك قوي . نور بفضول : هتجيب ايه . زين بعبث : مش هقول ، مفاجئة يا روحي . كادت ان ترد ولكنها انتبهت لصوت الحارس من الخارج يصدح باسمها ، فاردفت لزين : - حبيبي ، الحارس بيناديني ، هروح اشوفه عاوز ايه . زين غامزًا : روحي ياجميل . انهت مكالمتها ونهضت لفتح الباب لذلك الرجل .. فتحت الباب واجابته : عايز ايه يا شوقي . شوقي نا**ًا رأسه : فيه واحد عايز يشوف سيادتك يا ست هانم ، بيقول قريب حضرتك . نور قاطبه بين حاجبيها : قريبي مين ده . - انا يا نور . قالها مالك وهو يتقدم امام الباب لتظهر هويته امامها........ _____________________ كانت تتحدث مع أختها عبر الهاتف لمعرفة أخبارها كونها تمكث في مدينة أخري ، ولم يتسني لها رؤيتها سوي مرات قلائل ، وحدثتها محمسة إياها علي خطوتها تلك : - برافو عليكي يا سلمي ، انا افتكرت انك خلاص ، نسيتي كيانك وحبك لشغلك . سلمي محتجة : انسي ايه ، شغلي دا حياتي ، وبعدين معتز وافق انه يشوفلي سنتر . مريم بتساؤل : هتشتغلي عند حد يعني . سلمي بنفي : لا طبعًا ، معتز هيشتريلي واحد . مريم باستنكار : هو معتز فيه يشتريلك سنتر ، تابعت بجدية : - اوعي يا سلمي تكوني بتهدديه ، هو هيجيب سنتر منين ، دا غالي جدًا . زاغت سلمي في تفكيرها ، وادركت عدم مقدرة زوجها لتنفيذ طلبها ولعنت غبائها وردت متأففه بضيق : - طيب يا مريم ، هبقي اكلمك بعدين ، أصل الحمل تاعبني قوي مريم بتفهم : طيب يا حبيبتي ، خلي بالك من نفسك ، ثم اغلقت الهاتف ووجدت زوجها محملقًا فيها ، فنظرت له بضيق قائلة بملامح عابسة : - بتبصلي كده ليه . حسام بانزعاج : عماله تديها في نصايح ، طب انصحي نفسك الأول ، واهتمي بجوزك الغلبان دهون . نظرت له بتقزز وردت بسخط : وناقصك ايه ان شاء الله . حسام بضيق : ناقصني....... قطع جملته شخصًا ما علي الباب يقرع الجرس ، فتأففت قائلة : - ومين ده اللي هيجلنا . نهض حسام قائلاً : هروح أشوف مين . توجه حسام للباب وفتحه ،ثم تجمد مكانه فجأة محدقًا بتلك الفتاة الواقفة امامه ، ثم مرر بصره متفحصًا اياها كليًا ، وازدرد ريقه من هيئتها الجريئة .. لاحظت مريم غيابه ونهضت لتري من الطارق ، ثم وجدته مسلطًا بصره علي أحد ما ، فتقدمت من خلفه وامالت رأسها للجانب لتري من ، وصدمت من رؤيه فتاة ما شبه عارية تقف امامه ، فتجهمت ملامحها ، ثم نظرت لزوجها الواقف امامها وحدجته بضيق ، واقتربت منه مغلولة من نظراته نحوها ، وقامت بلكزه بقوة من ظهره ، وتلقائيًا تقدم للأمام بضع خطوات حتي سقط في احضان الفتاة ، فقفز قلبه من مكانه وهتف بفرحة عارمة وهي متشبثًا بها : - احسن حاجة يا مريم عملتيها من ساعة ما اتجوزنا......... _____________________ جلس مالك علي الأريكه واضعًا ساقًا فوق الأخري وهو يرمقها بنظراته الغير مفهومة ، ثم جاب ببصره المكان متفحصًا إياه ، وابتسم ساخرًا من رغبتها في العيش في مكان كهذا ، نظرت نور إليه منتظرة ان يعلن عن سبب زيارته الغير متوقعة والتي ربما ينزعج زوجها منها ، فنظر لها مالك قائلاً بمكر : - هو ده المكان اللي كان بيجيب فيه البنات . اشتعلت نور غيظًا مدركة انه يثير استفزازها لتفضيله عليه ، وردت بجدية : - جاي ليه يا مالك ، وعاوز ايه ؟ . مالك وهو يخرج علبه سجائره وقداحته ، ليشعل واحدة : - انتي معندكيش خدامين هنا . نور بتأفف : لا معنديش . اشعل سيجارته ونفث الدخان عاليًا واردف بسخرية : - بتغِيري عليه . هتفت نور بنفاذ صبر : - قول يا مالك عاوز ايه قبل زين ما يجي ، انا مش عاوزة مشاكل . اثني ثغره بتهكم ورد بحقد فتاك ، جاهد علي عدم اظهاره ونبرة ماكرة تثير الريبة : - متأكدة انه بيحبك ،وانه نسي البنات اللي كان يعرفهم . ازدردت ريقها ونظرت له بأعين زائغة ، وتفهمت غِيرته ورغبته في ابعادها عنه ، ولكن ما تفوه به لم تجد ردًا عليه ، نظر هو له بنظرات قوية واثقة قادرة علي هلك تلك العلاقة وعازمة علي بذل اقصي جهوده في انهاءها ، حدقت فيه نور ورسمت ثقة زائفة قائلة : - زين بيحبني ، وبيعمل علشاني اي حاجة ، تابعت بمعني : - وعمره ما هيعرف البنات دي تاني ، لأن انا معاه ، وأحسن من اي بنت كان يعرفها . انفجر مالك ضاحكًا محاولاً زعزعة فكرها وتوتر مفهومها ، ونجح في ذلك في تعبيرات وجهها التي تحولت للانزعاج ، واردف بخبث : - انتي مصدقة كلامك ده . لم تتمالك نفسها حتي نهضت وهتفت بصوت حاد : - أتفضل من غير مطرود ، انا جوزي زمانه جاي ، ومبحبش اعمل حاجة تزعله . اشتعل الغيظ بداخله ، ولكنه ظل محتفظًا بقناع الثقة أمامها ، ونهض هو الآخر قائلاً بنبرة معاتبة : - انا مش عارف انتي بتعامليني كدة ليه ، واتغيرتي معايا ، ومتنسيش يا نور أني أبقا ابن عمتك ، وعيب لما تطرديني من بيتك ، بس انا مش زعلان منك ، ثم اقترب منها قليلاً واستأنف وهو يطالعها بنظرات عاشق : - وكل ده علشان بحبك ، وانتي وبس اللي في قلبي . نظرت له نور غير قادرة علي إيجاد ردًا لتطاوله معها ، وتن*دت بارتياح حين رأته يخرج امامها ، وتتبعته بشرود جلي ، فقد بث سمه في اعماق في فكرها ، واقنعت نفسها بحب زوجها الذي دائمًا ما يظهره في قربه منها ، وحدثت نفسها بغيظ : - مهما عملت ، هو بيحبني وانا بحبه .. ______________________ لاحظ صديقه شروده التام في الإجتماع الذي انتهي قبل قليل ، وود معرفه ضيقه الذي طرأ عليه ، لذلك نهض كرم من مقعده ليجلس بجانبه ، وتنحنح قائلاً : - خير يا معتز ، فيك حاجة . نظر له معتز ورد بتردد : لأ مافيش . كرم بعدم اقتناع : - أزاي؟..انت طول الإجتماع وانت مش معانا وسرحان كدة ، زي مايكون فيه حاجة مزعلاك ، ربت علي ظهره وتابع بنبره هادئة جدية : - قولي يا معتز فيه ايه ، مش يمكن أقدر أساعدك . تن*د معتز بعمق ورد بقلة حيلة : - مراتي عوزاني أشتريلها سنتر للأل**ب الرياضية ، وانت عارف حالتي ، متسمحليش بده . تفهم كرم ضيقه وزم شفتيه بتفكير ، ورد بتعقل : - طيب ما تقولها ، وأكيد هتعرف ظروفك وتقدرها ، انت يعني هتجبلها منين . حرك معتز رأسه متحيرًا في أمرها وتحدث بمعني : - انا عارف هي كانت عايشة ازاي ، بس انا مش هقدر اوصلها للمرحله دي ، ومش ذنبي اني حبيت واحدة بالمستوي بتاعها. كرم بتفهم شاعرًا بمدي معاناته : - هدي نفسك انت يا معتز ، وان شاء الله هتتحل من عنده . نظر له معتز بملامح حزينة ، فاستأنف كرم بنبرة جادة عملية : - لازم تصحصح كدة علشان تفوق لشغلك ، وللمهمة الجديدة اللي داخلنها دي ، دول تجار م**رات علي مستوي عالي وعايزين تخطيط مدروس علشان نخلص منهم . معتز بنبرة عملية : انا مصحصح ..وان شاء الله العصابة دي هتقع في اقرب وقت........... ______________________ لم تعطي ميرا الأمر أهمية ، بزيارات صديقتها المتواصلة لها ، ولم تشعر بمدي المكر المُضمر بداخلها ، ورغبتها في الإقتراب من زوجها ، تجرأت نهله وولجت غرفة نومها وأدعت رغبتها في حمل الصبي لحبها الزائف له ، وفرحت ميرا وتحدثت بجدية : - انا هنزل اجيب الببرونة بتاعته ، زمانه جعان . نهله بابتسامة مُصطنعة : اتفضلي يا حبيبتي . دلفت ميرا للخارج ، بينما تمشت نهله في الغرفة حاملة إياد ، وتوجهت صوب خزانة الملابس وفتحتها بكل جراءة متفحصة ملابسه الموضوعة بداخلها ، وبوقاحة مدت يدها وألتقطت كنزته ووضعتها علي أنفها مستنشقة رائحته الرجوليه فيها ، وأغمضت عينيها راغبة في الاقتراب منه ، وبدون سابق إنذار ولج وليد غرفته ورآها بحالتها تلك ، فنظر لها بخبث مضيقًا عينيه ، وشعرت هي بوجوده وادارت رأسها نحوه ، فأضطربت ووضعت ملابسه سريعًا ، بينما اقترب منها متفهمًا حالتها ، وأقتربت هي الأخري ، ثم وقفت أمامه وأدعي هو الامبالاة مما رآه قائلاً : - هاتي اياد أما أشيله ، وحشني قوي . اقتربت منه لتعطيه الصبي ولكنها اقتربت هي متشوقه لقربه منها ، ووضعت يدها علي ص*ره بحركة مغرية لحسه علي نيتها في الاقتراب منه ، واقتربت متمنية لتقبيله وشعرت بارتجافة غير قادرة علي السيطره علي مشاعرها أمامه ، استشعر وليد مدي رغبتها فيه وحاول ال**ود أمامها ، ولكنها باغتته باقترابها الشديد لينهار امامها ، ولكن دخول ميرا عليهم احال تلك اللحظه ، ونظرت لهم بعدم فهم من ذلك الإقتراب ، وكانوا هم الأسرع في الإنتباه لها ، واضطربت نهلة ومثلت أنها تعطيه الولد وحدثته بتوتر : - اتفضل الولد أهو .. تناوله وليد منها محاولاً السيطرة علي انفعالاته ، واقتربت ميرا منهم ، واستطردت نهلة حديثها بتلعثم وهي تلتقط حقيبتها : - انا ..همشي بقي ..يا ميرا . ميرا باستغراب : انتي مقعدتيش حاجة . نهله بابتسامة زائفة : اصلي افتكرت اني عندي مشوار مهم ..استأذن انا . ثم هدجت للخارج عاجلاً ، ثم وجهت ميرا بصرها لوليد الذي حدثها: - خدي الولد ، أنا هدخل اغير هدومي . أخذت منه الولد وزمت شفتيها بلا مبالاة ثم ذهبت لترضع صغيرها .... ____________________ التموا حول مائدة الطعام المليئة بجميع الأصناف الشهية والمعروفة في مصر ، نظر لها أمير بحماس قائلاً : - تسلم إيدك يا ست الكل ، انا حاسس اني النهاردة هاكل اكل بجد . نظرت له ديما عابسة الهيئه ومستنكرة حديثه في تناول مثل تلك الأطعمة المشبعة بالزيوت والدهون والكربوهيدرات العالية ، بينما ردت عليه والدته بفرحة : - بالهنا والشفا يا حبيبي ، انا لو كنت اعرف انك جاي النهاردة كنت عملت اكتر من كدة . تناول امير الطعام بشهية مفتوحة وبدأ في التهامه وهو يتلذذ في طعمه ، ونظرت له ديما بوجه كالح متقززة من حبه الجارف لذلك الطعام ، وانتبهت لها فايزة وحدثتها لاوية شفتيها : - مبتكليش ليه يا حبيبتي ، الأكل مش عاجبك . ديما بابتسامة مصطنعة : اصلي ما ليش في الأكل ده . فايزه بتهكم : اومال ليكي في ايه . رد امير وهو يلوك الطعام بشراهة : - اصلا بتحافظ علي رشاقتها يا ماما فايزة بنبرة مستهزئة : - رشاقة ايه يا بنتي ، دا انتي معصعصة ، شوية عضم علي لحم . ضحك امير عاليًا قائلاً بتأكيد : عندك حق يا ماما . حدجته ديما بنظرات مغتاظة ، فغمز لها بأنه يمزح فقط ، بينما تابعت فايزة في نفسها بنبرة ساخطة : - الله يكون في عونك يا بني ،دي معضمة قوي ، انا عارفه انت بتعمل..........، اقول ايه بس يا دي الو**ة . بعد قليل انتهي امير من تناول الطعام وتحدث بصوت رخيم : - الحمد لله ، انا اكلت كتير قوي . فايزة بحنان أمومي : بالهنا والشفا يا ابني ، مطرح ما يسري يمري . ثم نهض من مقعده وتمطي بذراعيه ، ونهضت ديما هي الاخري قائلة : - انا هروح ارتاح شوية ، اصلي جاية من سفر ، عن إذنكم . تتبعتها فايزة لاوية شفتيها للجانبين ، بينما تنحنح امير قائلاً : - انا كمان يا ماما هخش أرتاح شوية . ممدوح بتساؤل : مش هتلعب معايا طاولة . امير واضعًا يده علي بطنه : معلش يا بابا ، الأصل الأكل كابس علي معدتي ، وهخش اريح شوية . فايزة بابتسامة محببة : روح يا ابني ارتاح براحتك . ثم توجه للغرفة ، وولج للداخل ناظرًا لزوجته المستلقيه علي الفراش ، وتقدم منها بابتسامة فرحة وهتف بمغازلة : - الجميل قاعد كدة ليه . نظرت له بالامبالاة ، ودنا هو من الفراش وجلس عليه واستند بكوعه مقتربًا منها ، ثم مرر يده الأخري علي عنقها ، وأستطرد بنظرات خبيثة متشوقة : - انا النهاردة واكل اكل كله فيتامينات ومخليني واحد تاني ، وعايز ...... زمت شفتيها وتأففت ، بينما اقترب منها راغبًا في تقبيلها ، وهمس لها : انتي دمك تقيل ليه ، مش واحشك انا . كادت ان ترد ولكنه انحني برأسه آخذًا قبلة عميقو متلهفة من شفتيها ، وسرعان ما تجاوبت معه متناسية ضيقها من ذلك الوضع الجديد عليها ، وأجلت الحديث معه لوقت آخر........ ____________________ حاولت جاهدة إزالة أي اثر لوجوده قبل ان يأتي زوجها ، فهي تعلم مدي ضيقه اذا علم بقدومه ، تن*دت نور بارتياح ونظرت حولها متفحصة المكان بنظرة أخيرة ، وانتبهت لدخول زوجها وركضت نحوه وطوقت عنقه قائلة : - حمد الله علي السلامة يا حبيبي . قبل جبهتها ورد : - الله يسلمك يا حياتي ، ثم ابعدها قليلاً ورفع شيئًا ما بيده قائلاً بمرح : - يا تري انا جبت ايه ؟ . نور وهي تفكر : بيتزا .. حرك رأسه نفيًا واردف بخبث : - جبت جمبري ..انا عارف انك بتحبيه . نظرت له مضيقة عينيها وردت بنبرة مغتاظة : - طبعًا علشان مصلحتك جايب جمبري . زين مدعي البلاهة : - أخص عليكي يا حبيبتي ، انتي مخك راح فين . لوت شفتيها بتهكم واشاحت بوجهها ، فابتسم لها وضمها اليه قائلاً بحب : - اسف يا حبيبتي ، تابع غامزًا : - علشانا احنا الأتنين . ابتسمت بخجل ، وقطع حديثهم طرقات علي الباب ، فتوجست نور من عودته مرة اخري ، بينما ذهب زين لفتح الباب وجده الحارس ، فقال بتساؤل : - ايوه يا شوقي . شوقي ماددًا يده بعلبه سجائر : - البيه اللي كان هنا كان بعتني اجبله سجاير . صُدم زين من قدوم أحدًا هنا وشرد لوهله بعقله ، واستدار بجسده كليًا ناحيتها وسألها بتعجب : - مين اللي كان هنا يا نور؟ ..... وقف مالك بسيارته بعيدًا متطلعًا علي العوامة بنظراته الثاقبة ، وابتسم بخبث لإتمام مخططه ، ثم ادار سيارته وهو يدندن ببعض الأغاني معلنًا سعادته في تنغيص حياتهم ............................................... _______________ ___________ _______
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD