الفصل الثالث

3244 Words
الفصـل الثـالــث فريســة للماضـي ــــــــــــــــــــ تعالت أصوات بكاؤها وهي تشتكي لأخيها من حالـة ابنها السيئة وافعاله الجهولة ، ونبرته الجديدة في الحديث معها ، وخشيت ارتكابه لشيئًا ما مُستهجن خاصةً بعد اعترافه بعدم تخليه عن حبه لأبنة خاله ، فتفهم فاضل موقفها وحدثها بنبرة هادئة رغم ثورة انزعاجه المشتعلة بداخله : - أنا هكلمه يا ثريا ، وهخليه يجي عندي وأشوف هو بيفكر في ايه . ثريا بنحيب ونبرة مهزوزة : - ابني هيضيع مني ، اتغير قوي يا فاضل ، انت لو شوفت بيتكلم ازاي هتخاف منه . فاضل متن*دًا بضيق : - اهدي يا ثريا ، انا هبعتله وأخليه يجي عندي ، وهفهمه كل حاجة ، تابع بقلة حيلة : - أنا لو بإيدي كنت خليته يفضل عندي ، بس انتي عارفه ان سارة هنا ، وفاطمة مكنتش موافقة علي قعاده هنا اكتر من كدة ، معرفش ليه اتغيرت ثريا بتفهم : - عارفه يا فاضل ، وانت ملكش ذنب في كل ده ، انا اللي غلطانة لما اتجوزت واهملت ابني ومحستش بيه . حزن فاضل علي حالة أخته وهدأها : - خلاص يا ثريا ، انتي مش اول واحدة تتجوزي ، وانا بنفسي هشوف مالك وهتكلم معاه ، متعيطيش بس يا حبيبتي ، انا مش عايز أشوفك زعلانة.... ولجت فاطمة حاملة بيدها صينية صغيرة عليها فنجانين من القهوة ، وتقدمت من فاضل الذي طالعها بابتسامة عذبه واشار لها بأن تجلس ، ثم أكمل حديثه مع أخته ليختمه بــ : - خلي بالك من نفسك يا ثريا ،ومش عايزك تشيلي هم حاجة وأنا موجود. أنهي إتصاله ووجه بصره لزوجته الجالسة في مقابيله وحدثها : - ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي . فاطمه بابتسامة ودودة : - ربنا يخليك ليا ، تابعت مستفهمـة : - هي ثريا مالها . رد فاضل بحيرة : - الواد مالك متغير قوي ، وثريا ندمانة انها أتجوزت وسبته لوحدو . هتفت فاطمة بتعقل : - وليه ميقعدش مع مامته ، علي الأقل فايز بيه راجل محترم قوي ، كفاية اللي بيعمله علشانهم . فاضل زاممًا شفتيه : - انا هكلمه وأخليه يجي ، لازم أتكلم معاه ، ثم شرد في حديث أخته بأنه مازال يكن لنور بعض الحب ولم يتناساه قط ، ثم تابع بضيق : - وأشوف الواد ده بيفكر في ايه ...... _________________________ انحنت الفتاة بجسدها لتضع الطعام أمامهم ، وسلطت مريم بصرها عليها متفرسة ملابسها الفاضحة والكاشفة عن مفاتنها ، ثم وجهت بصرها لزوجها ولمحته يختلس لها النظرات ، ولكن إضطرارها للموافقة علي عملها جاء بمدي معاناتها في الفترة المـاضية خاصةً انها لم تنعم بنومـة هنيئة ، كتم حسام ضحكتـه مدركًا أنزعاجها من الخادمة ، ولكنه شعر بأريحية لغيرتها عليـه ، وتعمد أختلاسه للنظرات للفتاة ليهيج بداخلها الغِيرة الأنثونية التي يتمني ان تمنحها له زوجته ، ثم حملت الفتاة الولد واردفت بعملية وهي تنظر لمريم : - انا هروح افطر الولد يا مدام . اومأت مريم برأسها ، وتتبعتها وهي تتغنج في خطواتها بطريقة مثيرة،ثم بادرت بالنظر لزوجها وهتفت بامتعاض : - عجباك سيادتك ، عينك ما اتشالتش من عليها . حسام بضيق زائف : - ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا مريم ، انا هبص للخدامة . مريم بوجه غاضب : - ما انتو الرجالة كدة ، ميهمكوش خدامة ولا زبالة ، اي حاجة تشبطوا فيها . القي شوكته امامه ونهض قائلاً باحتجاج زائف : - مسمحلكيش تقارنيني بالرجالة دول ، وعلشان ترتاحي انا سيبهالك وماشي. ثم سار للخارج راسمًا هيئه منزعجة ، وما ان أغلق الباب خلفه حتي انفجر ضاحكًا وصفق كالأطفال فرحًا وهتف : - حلاوتك يا زينو يا مظبطني . ______________________ اوقف سيارته وترجل الإثنان منها ، اسرعت نور بالتشبث بذراعه وولجوا سويًا للداخل ، وقابلتهم عزيزة مرحبة بحرارة ، واردف زين بابتسامة عذبة : - عاملة ايه يا دادة . عزيزة بامتنان : حلوه اكيد يا زين بيه . نور بتساؤل : فين سارة ؟ عزيزة مشيرة بيدها للأعلي : فوق في أوضتها . زين مستفهمًا : هو بابا لسه نايم . عزيزو بنفي : - لأ..دا في أوضة المكتب ، هو والست فاطمة . أومأ برأسه وحدث نور : - انا هروح اسلم علي بابا وأمشي ، وانتي أطلعي لسارة . نور بانصياع : حاضر يا حبيبي ، ثم رفعت نفسها لتقبله ، فابتسم لها ،وصعدت هي للأعلي .. توجه زين لغرفة المكتب ، بعدما طلب الإستأذان ، وفرح فاضل لرؤيته واردف وهو ينهض : - زين حبيبي أحتضن بعضهما بحرارة ، واستطرد فاضل بعتاب : - ازاي المرة اللي فاتت تجيب نور ومتعديش عليا . زين مبررًا : قالولي ان حضرتك نايم ، ثم وجه بصره لزوجه والده وتابع : - صباح الخير يا طنط . ردت فاطمة بنبرة هادئة : صباح الخير يا ابني ، تابعت بمعنى وهي تنهض : - هسيبكم انا تاخدوا راحتكم . دلفت هي للخارج ، وهب فاضل قائلاً بفضول : - اخبارك ايه انت ونور ، كويسين مع بعض . زين باستنكار : خلاص يا بابا ، علاقتنا عادي ، مش زي الأول . فاضل وهو يوضح مقصده : - مش قصدي يا زين ، اقصد بتتخانقوا ، حياتكم ماشية كويس . زين باستغراب : بتسأل ليه يا بابا . فاضل بتردد : - يعني بلاش اطمن عليكم ، كل اللي يهمني اشوفكم مبسوطين وعايشين حياتكم . زين مؤكدًا : أطمن يا بابا ، احنا كويسين . فاضل متن*دًا بارتياح : - ربنا يحميك يا ابني انت ومراتك...... ______________________ توجه للمرآة ليكمل ارتداء ملابسه ، وزاغ فيما حدث بالأمس ومدي قربها وتدللها عليه الذي أفتقده من زوجته ، وشعر بكومة من الهموم تجثو علي ص*ره ، لائمًا نفسه اذا فكر في رغبته فيها ومدي أحتياجاته كرجل ، والتي لم توفرها له زوجته ، اغمض وليد عينيه محاولاً ترك تلك الأفكار التي تخللت رأسه ، وبالتأكيد نتائجها وخيمة ، وستتسبب حتمًا في انهيار أسرته ، اقتربت ميرا منه حينما طال وقوفه امام المرآة ، واحتضنته من الخلف قائلة : - ايه يا حبيبي ، زعلان علشان نمت وسبتك ، اثني ثغره بسخرية ، فاستأنفت ميرا مبررة : - اسفة يا حبيبي ، اياد مسهرني طول الليل ، ونمت ومحستش بنفسي . استدار وليد بجسده اليها ورد بهدوء زائف : - عادي يا حبيبتي ، انتي برضو بتتعبي ، خلي بالك من الولد . نظرت له ميرا بعدم فهم واحست بضيقه رغم أخفاءه له، وأقتربت منه واضعه يدها علي وجنته ، واردفت بحب : - انت كمان وحشتني قوي ، خليك يا وليد انا عوزاك ، بلاش تروح النهاردة . رد وليد بابتسامة باهتة : - ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي ، انا عندي شغل النهارده مهم قوي ، ولازم اروح ، خليها لما آجي . طوقت عنقه وقامت بتقبيله بحب بائن ، وتجاوب معها مسالمًا لظهور رغبته فيها ، وضمها اليه متعمقًا فيما يتمني......... _______________________ - أيه !... قالتها سارة بصدمة ممزوجة بالضيق عندما اخبرتها نور بزيارة مالك لها ، وتحريضه لها علي زوجها . فأكدت نور لها ما حدث بانفعال داخلي : - زي ما بقولك يا سارة ، مالك اتغير قوي ، تابعت بغيظ : - وبعت الحارس يجبله سجاير ، علشان لما زين يرجع ، يفهمه انه كان هنا . سارة بانزعاج : وزين عرف انه كان عندك . حركت رأسها نافية وهتفت موضحة : - اول ما سألني كنت مرعوبة ، لاني عارفة انه هيضايق ، بس اتصرفت بسرعة ، قولت دا عم ابراهيم كان جايبلي شوية حاجات . سارة بابتسامة زائفة : طيب الحمد لله . نور بضيق : - انا مش عارفه هيعقل امتي ، اتغير خالص وبقي بيشرب سجاير . سارة بنبرة ساخرة : - سجاير بس ، دا خمرة كمان ، والله أعلم بيعمل ايه تاني ، ما هو ساب هنا وراح قعد لوحدو ، واكيد عايش حر ومش همه اللي حواليه . كلحت تعابير نور واردفت بقلق : - انا خايفه من مالك قوي ، قال انه بيحبني لسه . نظرت لها سارة بحقد داخلي ، فرغم صداقتهم القوية ، فهي تحقد عليها لا إراديًا وليست فطرتها ، كونها تكن لمالك مشاعر ما ، نبتت حينما كان يستقر معهم ، ولم تخبر احدًا بها ، وفطنت ان والدتها شعرت بها ، وكانت السبب في تركه للفيلا.. دُهشت نور منها وتسائلت : - مخك راح فين يا سارة ، هو انا بكلم نفسي . نظرت لها سارة بهدوء قاتل وردت عليها محاولة ازاحة الشكوك التي وضعها مالك في رأسها : - المهم تخلي بالك من جوزك ، ومتخليش كلامه يأثر فيكي ، زين بيحبك قوي يا نور ....... _____________________ ولج مكتبه بَغَتةً وركض تجاهه ، وانتفض الأخير من فزعه له ، بينما دنا هو منه محاولاً امساك يده ، دُهش زين مما يريده ، ولكن الأخير اصر قائلاً بفرحة جلية : - ايديني أيدك دي ابوسها . زين وهو يبعد يده منزعجًا : - ايه اللي بتعمله ده ، كل ده علشان ايه . حسام بنبرة خبيثة : - المزة اللي بعتهالي ، شايفة شغلها علي أكمل وجه . تسائل زين بعبوس : قصدك علي مين ؟ . حسام متن*دًا بحرارة : - الشغالة ، لأ شغالة ايه ، ست الكل اللي انت بعتها تهتم بيا . زين بضيق : ما تتعدل يالا ، انت ناسي انك متجوز أختي . حسام متذمرًا : طيب يا عم ، انا مش قصدي ، تابع مبررًا : - اصلها حركت اختك ، نظر له زين بعدم فهم ، فتابع بابتسامة واسعة : - خلت اختك تغير عليا . نظر له زين شزرًا وبتأفف ملحوظ ، بينما غمز له حسام وأستطرد مضيقًا عينيه : - بس ايه الحلاوة دي ، الكتكوتة باين بسطاك قوي ، احلويت عن الأول ، لأ وصغرت كمان .. حذره زين بانزعاج : - انت عارف لو مبطلتش اللي بتعمله ده ، هقلب مريم عليك ، فاهم ولا لأ . حسام قاطبًا ملامحه : ليه بس ، الطيب احسن . زين بجدية : - ماجد كلم الشركة الأجنبية واتفق معاهم ، مش باقي بس غير انهم يوصلوا ونمضي العقود . حسام بضيق : ماجد دا عامل نفسه عارف كل حاجة . زين باستنكار : بالع** دا تفكيره سليم جدًا ، وعارف هو بيعمل ايه . ابتسم حسام بسخرية وهتف علي مضض : - طيب .............. _____________________ أتي علي غير رغبه لمقابلة خاله الذي أصر علي رؤيته ،طرق هو باب مكتبه بخفة وولج للداخل ، فنظر له فاضل بجمود ، ثم اشار له بيده علي المقعد المقابل له قائلاً : - اقعد . لوي ثغره للجانب وجلس بلامبالاة ، فاستطرد فاضل ناظرًا اليه بعدم رضي : - ايه اللي امك بتقوله ده ، انت صحيح بتشرب وبتجيب بنات عندك في الفيلا . نظر له مالك بملامح ساخرة من حديثه ، ثم رد بمغزي : - علي اساس ابنك كان ايه ، ودلوقتي متجوز ومبسوط ، انا هعمل زيه ، يمكن اعيش سعيد مع اللي بحبها . تصلبت انظاره عليه مدركًا لغيرته العنيفة التي لم يخفيها في نبرة صوته ، وتفهم تصرفاته الغير مسئولة ورد عليه بنبرة متعقلة : - مش معني يا مالك انك شوفت حد بيعمل غلط ، انك تروح تقلده ، وان كان زين عمل حاجة فهو كبير ومسئول عن افعاله ، **ت قليلاً واستأنف بجدية : - وهو متجوز واحدة بتحبه ، وهو بيحبها ، مش علشان كان بيعمل غلط حياته بقت حلوة ،انت فاهم غلط يا مالك . **ت مالك وأنطفئت تعابير وجهه ، وادرك فاضل حبه لها ، ومدي معاناته ، فالحب شئ فطري لايمكن ردعه بسهولة ، ولا يمكن ابعاد الشخص عنه ، وتأني فاضل في بداية أقصاء تلك الفكرة عن ذهنه وأستكمل بنبرة هادئة ظاهريًا : - انا عارف يا مالك حبك لنور ، بس هي متجوزة ابن خالك ، وبتحبه وهو بيحبها ، واي غلط ممكن تعمله ، هيدمر الكل ، مش زين ونور بس ، الكل هياخد موقف ، لأن كده مينفعش ، وانت كمان كنت شاهد علي ان زين اتعذب قوي معاها علي مبقت مراته دلوقتي ، الحب حلو ، بس لما يكون في مكانه الصحيح ، وان الشخص اللي بنحبه يحبنا .. نظر له مالك وأخفي بغضه وكرهه ورد باعتراض مصطنع : - انا مبقتش افكر في نور ، هي زي اختي ، وحضرتك غلطان لو اتخيلت اني لسه بحبها الحب القديم ، انا بحبها زي أختي . حدق فيه فاضل بعدم اقتناع ، وخشي فعله لكارثة ما تدمر حياه ابنه وزوجته بسبب طيشه في أفعاله الغير مرضية . تن*د فاضل بعمق واردف بمعني : - انا هصدقك يا مالك ، لأنك بقيت راجل ومافيش راجل بيعمل غلط ، ولا أيه . لوي ثغره بابتسامة جانبية ساخرة ورد : - فعلا ، ما فيش راجل بيعمل الغلط......... _______________________ امسك بقطعة قماش صغيرة وبدأ في تنظيف سلاحه الناري بحذر جم ، أتت زوجته من الخلف وأحتضنته بقوة ، ثم تن*دت بحرارة وحدثته : - وحشتني . ابتسم تلقائيًا وأستدار إليها ثم سحبها اليه محاوطًا خصرها ، ورد بحب : - انتي اللي وحشتيني يا حبيبتي . ثم انحني برأسه مقبلاً شفتيها بعمق كبير ، وطوقت عنقه وقبلته هي الاخري مستسلمة للمساته التي تثير مشاعرها الأنثوية ، حملها معتز وهي في أحضانه وطرحها علي الفراش معلنًا أكمال الأمر معها ، ولكنها منعته قائلة : - انا حامل يا معتز ، والدكتورة نبهت عليا . زفر معتز بقوة ونهض من علي الفراش ، ونهضت سلمي خلفه قائلة وهي متشبثة بعنقه بدلال : - انت كمان وحشتني ، بس مش بإيدي ، ابنك مانعنا نقرب من بعض . ابتسم معتز ورد بتمني : نفسي يكون ولد . سلمي بضيق : ولو جات بنت يعني ، هتعمل ايه . هتف معتز مبررًا : - انا مش قصدي يا حبيبتي ، انا نفسي يبقي عندنا ولد وبنت ، مش تفضيل خالص . نظرت له سلمي فهي تريد مفاتحته في امرها، واردفت متفهمة ضيقه : - انا اسفه اني طلبت منك حاجة صعبة زي دي ، انا ازاي مخدتش بالي ، انا كنت غ*ية وانا بطلب منك تجبلي سنتر ، وأكيد تمنه خيالي ، سامحني يا معتز . حدق فيها معتز ورد بتوتر : - عادي يا حبيبتي انا هتصرف وهجبلك واحد . أحتضنته سلمي بحب قائلة : يا حبيبي ، انا مبسوطة انك عايز تعمل المستحيل علشاني . معتز بتردد : مش مستحيل ولا حاجه . سلمي بابتسامة ذات مغزي : - وانا عمري ما هسمح انك تشيل المسئولية دي لوحدك ...انا هكلم بابي يشوفلي واحد هنا و..... قاطعها معتز وهو يهتف بحدة : ايه الكلام ده ، انتي عوزاني اسمح بالهبل ده . سلمي باستنكار : هبل ايه ، وفيها ايه لما بابي يساعدني . معتز بانفعال : ليه ، مش راجل انا ، واقدر أصرف علي بيتي . سلمي بضيق : وانا عاوزة سنتر يا معتز ، وانت مش في ايدك تحققلي طلبي . نظر لها معتز بان**ار لما تفوهت به ، ورجع للخلف خطوة ورد بخيبة أمل : - انا هجبلك اللي انتي عوزاه ، بس مش هسمح لحد يهين رجولتي ، او انه يدخل في مسؤليات بيتي . ثم سار ليلتقط سلاحه وسترته ،ونظرت له سلمي بندم ، وأنطلق للخارج سريعًا ويبدو عليه الضيق . جلست سلمي علي طرف الفراش وعنفت نفسها : - ايه اللي انا قولته ده ، مكنش ينفع اتكلم كدة معاه... ____________________ كان مستلقي علي الفراش ، وتفاجئ بها أمامه بتلك الملابس الفاضحة ، نهض أمير علي الفور ووقف امامها وهتف بانزعاج: - انتي رايحة فين كدة . ردت ديما بلا مبالاة : خارجه ، ولا انت عاوزني افضل محبوسة هنا . أمير بضيق وهو يؤشر علي ما ترتديه : باللبس ده . ديما باستنكار : - ماله اللبس ده ، اول مره تشوفني بيه ، دا علي طول لبسي ، وانت عارف كدة ، ايه الجديد .. هتف أمير باهتياج : - الفرق انك هنا في مصر ، وفي وسط أهلي ، اللي اول ما هيشوفوكي كدة ، هيقولوا مش راجل . ردت ديما بابتسامة ونبرة ساخرة : - انت راجل في اماكن معينة ، مكنتش راجل ليه لما كنا في تركيا وبلبس عريان أكتر من كدة . نظر لها أمير مقتنعًا بحديثها ، ولذلك عزم بجدية : - عندك حق ، ومن هنا ورايح اللبس ده مش هيتلبس في اي مكان ، وانا راجل علي طول يا ديما . هتفت ديما بضيق جلي : - انت هتبتدي تتحكم فيا ، انت متجوزني وعارف طريقة حياتي ، وانا عايشه ازاي ، وبلبس ايه ، تابعت بتهكم : - نسيت ان اول مرة شوف*ني فيها كانت فين ، ووقتها عجبتك وكنت هتتجنن وتتعرف عليا . سلط امير انظاره عليه بقسوة ، ثم امسك ذراعها بقوة وضغط عليه بعدم إكتراث لتشنج تعابيرها وهتف بحدة : - من هنا ورايح ، اللبس ده مش عايز أشوفك لبساه غير في اوضة نومي ، ومن النهاردة فيه نظام جديد معايا ، وتنسي ايام الطيش اللي كنتي عيشاها دي ، ثم ترك يدها ونظر لها بملامح صارمة وسار للخارج موصدًا الباب خلفه . تتبعته ديما بانزعاج جلي وهتفت : - وانا مش هستحمل العيشة دي ............ _______________________ علم من الدادة وجودها في الفيلا ، وبدا عليه فرحة ظاهرة ، ثم ركض صاعدًا الدرج بخفة متجهًا اليها ، ولج مالك الغرفة عليهم مسلطًا انظاره عليها ، ادارت نور رأسها تجاهه ثم تأففت وأشاحته مرة أخري ، لم يبالي بضيقها وانشغل برؤيتها امامه ، حدجته سارة بانزعاج مهلك وودت الفتك به ومن حبه لها الذي لم يتراخي في إظهاره علي هيئته العاشقة التي تقتلها ، اقترب مالك منها وحدثها بهدوء : - نور انتي هنا ، انا مبسوط قوي اني شوفتك . نظرت له وردت بسخط : - علي اساس انك انبارح مشوف*نيش ، ثم نهضت من مكانها واستأنفت بتحذير جاد : - لو جيت عندي تاني يا مالك مش هيحصل كويس ، ومتفكرش انك ممكن تخليني اشك في زين ، زين بيحبني ويعمل اي حاجه علشاني . ابتسمت سارة بتشفي لرؤيه تعابيره المنزعجة والغاضبة لحديثها الصارم في وجهه ، بينما رد مالك بامتعاض : - انا بقول الحقيقة ، وانتي حرة تصدقي ولا لأ ، تابع بنبرته المقلقة : - والأيام بينا ، وهتثبتلك كلامي ده ، وهتشوفي ، وبكرة تقولي كان عندي حق .... وصل زين بالأسفل ليأتي بها معه ، فقابلته عزيزة وسألها : - نور فين يا دادة ؟. اجابت عزيزة : عند ساره هانم فوق . اومأ برأسه وقرر الصعود اليها ، سار بالرواق الخارجي متجهًا لغرفة سارة وكاد ان يطرق الباب ، ولكن صوتها استوقفه ، وبدت انها تتحدث مع احدهم بعصبية ، لذلك فتح الباب ليعرف ماهية الأمر وولج للداخل ، تصلبت انظارهم عليه ، وتوجست نور من معرفته لما يحدث ،او قد استمع لحديثهم وادرك قدومه للعوامة وكذبها عليه .. تقدم زين من ثلاثتهم وهو يقول بعدم فهم : - انتوا بتتخانقوا ولا ايه . ازدردت نور ريقها ، والجم ل**نها في الرد عليه ، بينما نهضت سارة وردت هي بنبرة واثقة لتثير حنق مالك وان لا تعطيه الفرصة في زعزعت علاقتهم : - اصل يا زين مالك مش عاجبه القسم اللي اختارته نور في الكلية ، ونور اتضايقت منه قوي . وجه زين بصره لهما ، ثم حدث مالك بتفهم : - ليه يا مالك ، هي بتحبها ، ودخلتها علشان عوزاها ، وانا شايف انها كويسة . رد مالك بضيق داخلي من تقلب الأمر وعدم سماعه لحديثهم : - عادي ، وجه نظر . تدخلت نور قائلة بتوتر : يلا يا حبيبي علشان نمشي . ثم اقتربت منه وتشبثت بذراعه ، فابتسم زين لها وربت علي كف يدها وحدثهم : - طيب احنا هنمشي بقي . ابتسمت له سارة بتصنع ، ثم أخذها زين وذهب ، وتعقبهم مالك بغضب ونظرات شرسة ، وجهت ساره بصرها له وحدجته هي بنفس نظراته لتعلقه الإباحي بها رغم معرفته بحبها لغيره ، ولم يغفل عن اعلانه امامها .. استشاط مالك غيظًا وتوجه للشرفة وسط نظرات سارة الغير متفهمة له ، وسارت خلفه للشرفة . وقف مالك في الشرفة ناظرًا لهم معا بتعابير متصلبة ، وفتكت به الغِيرة لملاطفتها له وتحببها فيه . تقدمت سارة بحذر من خلفه لرؤيه ما يراه ، وابتسمت بتشفي جامح لرؤيه ذلك المنظر امام عينيه لتنتهي مسألته بها. وقفت نور بالأسفل امام زين مطوقه عنقه بدلال يعشقه ، وحاوطها هو من خصرها وضمها اليه لينحني براسه مقبلاً شفتيها بحب ، وبادلته حبه وهي تتعمق في قبلته لها ، وسط نظرات مالك المهلكة التي وصلت لقمتها معه وكادت ان تنفجر لتعلن مدي اهتياجه الداخلي من رؤيتها بين أحضانه وينعم بالحب معها . لم تفارق الإبتسامة المتشفية وجه سارة التي تتابع الموقف بانتصار ، ونظرت لمالك بانزعاج وقررت هي الاخري ابعاده عنها، لعدم احساسه بها وبحبها له............................. _________________ ______________ __________
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD