◇2◇

2268 Words
فرولاتي ? . . . . . . . كان ذو الخصلات السود كالفحم متكئًا فوق مقعده الجلدي أمام مكتبه بينما ضيفه أ**ل يقا**ه جالسا هو الآخر " سيد جيون عرضي لك لا يعوض ، سأملئك بأموالي و سأجعلك سياسيا ديبلوماسيا هاما في الدولة و أي خدمة تريدها فقط قم بإبادته " حدثه زبونه ذو اللكنة الألمانية المطلقة بنبرة حقودة بينما قبضة يده المحكمة بغضب تضغط على فخذه من تحت المكتب ب*عره الأشقر و عينيه الزرقاوتان التي تنظران ناحية كحليتا الآخر جالس ينتظر رده بالموافقة فهو يحاول إقناع من أمامه بعروضه المستمرة و الكثيرة منذ عدة أيام جونكوك كان يرفض في كل مرة لكنه لا ينكر أنه أغراه بعرضه اليوم جونكوك لا يهمه المال فهو يمتلك قدرا مبالغا منه بل تهمه السلطة و النفوذ و إن قدمها هذا الشخص له يمكنه تحقيق العديد من مخططاته المستقبلية بسهولة تامة " أنت رئيس مافيا أ**ِل ، كيف ستمنحني منصبا سياسيا في الدولة و أنت خارج عن القانون ؟! " جونكوك نطق بنبرة هادئة يتخللها التعجب المصطنع مع ارتفاع حاجبه الأيمن كأنه يستهزء به من خلاله هو فقط لا يستطيع الثقة بهذا الشخص و يشعر بأنه يحاول إسقاطه بأحد مكائده لذا يحاول إخراج بعض الكلمات التي يمكنها كشف غاياته تحت طيات عرضه " لا أعلم سأجد حلا فقط أقتل ابن الع***ة سباستيان " ض*ب المكتب الذي أمامه بقبضة يده ، يبدو أنه تحمس و هذا أزعج الآخر و بشدة " عندما تجده تعال إلي ، يمكنك اعتبار عرضك مرفوض حاليا " نهض جونكوك و هو يمسد مقدمة رأسه بتعب يكره أن يصر عليه شخص بعد أن تم رفض الإتفاق كان ينوي مغادرة المكتب لكن أوقفه صوت الآخر الذي يطلب منه الإستماع " انتظر لحظة ، سأحادث رئيس الوزراء أمامك على الهاتف و أطلب منه ذلك فقط وافق " " أنا حتى لا أفهمك ! كيف تأتي و تعرض علي هكذا عرض و أنا قاتل حبيبتك ؟! " جونكوك كان غاضبا لا يفهم ما يحدث معه و تساؤلات عدة تغزو رأسه و تشوشه و أول هذه التساؤلات كيف له التفاوض معه و هو أحرق قلبه بقتل حبيبته التي كان يعشقها ! تقدم بخطوات متباعدة ناحية جسد زعيم مافيا برلين يشد على ياقته بقسوة اصرار الآخر المزعج و الدبق من حثه على هذا ! أ**ِل نفض بيديه ذات الإسمرار القليل الكفين التي تحكم القبض على ياقة قميصه الأ**د و بقي هادئا رغم الغضب الذي ي**ر عظامه في الداخل " تلك المرأة أصبحت لا تهمني ، كما أني أتفهم بأنك قتلتها خطأً " جونكوك حقا أصابها بطلقة نارية خاطئة عندما كان مراده قتل صديقها المتمرد هي حمته خلف ظهرها و ضحت بحياتها قبل وصول البارود ذاك " كما أني أثق بأنك لن تغدر بي كما فعل الكثيرون و أعلم أن عملك متقن و لا يعلم أحد عن موت الشخص إلا بعد ملاحظة غيابه " كان سيكمل لكن جونكوك أوقف ثرثرته المؤلمة لرأسه يجيب الآخر ، يريد التخلص منه فقط " حسنا انا موافق على عرضك ، سأجد وقتا مناسبا و أصعد روحه للسماء " جونكوك فقط يريد الإختلاء و إراحة رأسه لذا وافق ليتماشى مع الآخر و يذهب من هنا تقدم منه أ**ل بابتسامة ليمد يده بنية مصافحته حتى بادله الآخر و وضع كلتا يديه عليها " و أخيرا جونكوك ! و أخيرا وافقت " كان يكلمه باستعمال نبرة مرتاحة بعد أن جف حلقه لإقناعه " لكن المرة القادمة إذا وجدتك جالس هنا تأكد من أن رأسك سيقطع " أومأ الآخر و لم تزل تلك الإبتسامة ، هو فقط أراد التشابك مع جونكوك و عند موافقة الآخر قد أخذ مراده جونكوك ترك يده ليمسح وجهه بكفيه و يبعثر شعره الأ**د ثم يخرج من مكتبه بسرعة كان مساعده هاري متكئا على الباب في حال احتاجه سيده و حالما رآه خارجا أخفض رأسه و مشى وراءه بجسده المعضل الضخم " هاري أخرج أ**ل من مكتبي و اتصل بي في حال أتاك اتصال مهم سأعود متأخرا الليلة للمنزل " " حاضر سيدي " و فورما نطقها هاري عاد أدراجه ليخرج كبير المافيا يطلب منه المغادرة أكمل جونكوك سيره باتجاه سيارته السوداء الفاخرة المركونة أمام مكان شركته أجل ، هو لديه شركة استثمار لكنه لا يعمل بها بل قام بها للتمويه على أعماله الغير قانونية لكي لا يكون عرضة للشبهة وضع نظاراته الشمسية السوداء لكي لا تتسرب تلك الأشعة الدافئة إلى عينيه كونه وقت الغروب تقريبا ليمسك المقود بعد دلوفه داخلها يقود إلى وجهته القادمة أما عند تاي عند وصوله و أخذه لأمتعته خرج من مطار باريس 'شارل ديغول' بتعب واضح من سفره رغم أن المسافة لا تستحق بدأ في تمديد عضلاته التي تؤلمه ثم ض*ب وجنتيه بخفة ليستفيق من خموله عضلات جسده متشنجة من جلوسه المطول بينما رغبته بالنوم في ازدياد فهو لم ينم حتى الآن ركب سيارة أجرة ليدل السائق على وجهته الأولى و التي لم تكن سوى المستشفى فهو يريد زيارة والده ثم يشق طريقه ناحية المنزل يرتاح و بعدها يرجع إلى برلين في أقرب وقت ممكن لأنه اشتاق لمتجره الذي صنعه بيديه هو كل ما يملك إضافة إلى مصنعه الذي هو مقر صناعته للأسلحة التي تباع في المتجر توقفت سيارة الأجرة أمام المشفى ليشكره بالفرنسية و يدفع ثمن تنقله ثم يخرج اتجه ناحية مكتب الإستقابالات الخاص بذلك المشفى المؤلوف بالنسبة له فكلما حدث شيء لأبيه يتم نقله إلى هذه المقاطعة بمهارته تفنن في نطق سؤاله للممرضين الجالسين هناك أمام الحواسيب عن مكان غرفة أبيه هو معتاد على الذهاب إلى فرنسا ، رغم أنه منذ سنوات يعيش في برلين إلا أنه لم ينسى لغته الأم " excusez moi , quelle est le numéro de chambre de tayan kim ? " " عذرا ، ما هو رقم غرفة السيد تايان كيم ؟ " " la chambre 304 au 5eme étage " " الغرفة 304 في الطابق الخامس " أجابته أحدى الممرضات بعد بحثها في الحاسوب ليشكرها تاي ثم يقود قدميه ناحية غرفة والده عندما وصل إليها كان مبتسما واضعا كفه على مقبض الباب مستعدا لفتحه لكن ابتسامته تلاشت عند سماعه صوتا في الغرفة تنفس بعمق يحاول تهدئة نبضات قلبه الهلعة عند سماع صوت بكاء داخل الحجرة و الذي كان مألوفا لدى تاي " هذا صوت أمي ، إنها هي " حادث نفسه بتفاجئ فصوت بكاءها الحاد في ازدياد وضع يده على فمه يغلقه متفاجأً ، و حاليا تفكيره فقط حول والده و هل حدث له شيء لتبكي عليه أمه لهته الدرجة تشجع و مع إغماض عينيه فتح الباب بسرعة و فورما سمع صوت والدته الناطق لإسمه كشف عن مقلتاه التي ما إن فتحت جالت في الأنحاء ينتظر رؤية والده هناك لكنه غير موجود كان السرير الأبيض خاليا و يحمل طيات تدل على أن شخصا كان مستلقيا عليه حول نظره ناحية أمه التي لازالت تبكي لكن هدء انتحابها عند رؤية ولدها و فلذة كبدها فهو أتى و سيبقى معها اقترب من الأريكة التي تجلس فوقها ببطئ ليتكلم من بين خطواته بهدوء " أمي ماذا حدث ؟ أين أبي ؟ و لما أنتِ تبكين بهذه الطريقة ؟ " عند وصوله أمامها سحبت يده نحوها ليجلس جنبها ، كان ينظر للفراغ يفكر و يفكر داهم تفكيره جميع الإحتمالات المتوقعة و المؤلمة و ذات أسوء مذاق هي موت والده مسكت أمه بيديها البيضاء الشاحبة و الرقيقة و ذات الأظافر الشبه طويلة كلا وجنتاه لينتبه لها " بني لقد كان بخير و بصحة جيدة ، لا أعلم لما حدث ذلك " " ماذا حدث أمي ؟ سأصاب بالجنون أخبريني بسرعة " كان يخلل أصابع يداه في شعره يحاول اقتلاعها ، يريد أن يعلم لأن رأسه سينفجر من احتمالاته الكثيرة و استنتاجاته التي تنتهي فقط بأب*ع الأمور و الأم لرؤية ألم ولدها هكذا لم تلبث حتى دموعها بقيت في تزايد مستمر تحاول نزع يدي ابنها عن شعره لتحتضنها بين خاصتها تهدئه " هو لم يمت ، لكنه ليس حيا هو شبه ميت تاي ، والدك في غيبوبة " تايهيونغ حاول أن يستوعب كلمات أمه لتنتهي فقط بعناق من آلمت روحه ببكائها " و لما هذا البكاء خلته تركنا و ذهب دون عودة ، هو لايزال بامكانه الإستيقاظ لا تنسي أنه مذرع " رغم علم تاي أن الغيبوبة تنتهي بفصل الأجهزة و موت الشخص إلا أنه يحاول تهدئة أمه و نزع ألمها و لو قليلا " و إذا لم يستيقظ سأكون وحيدة دونه ، أنا لا أستطيع العيش بلاه هو حبيبي تايان " " حبكما قوي أمي ، أبي لن يستطيع ترككِ لذا دعينا لا نفقد الأمل و نأمل أن لا يغادرنا و يستيقظ في أقرب وقت ، همم ؟ " قبل رأس والدته و كفيها ثم عاود حضنها بدفعه لها و هو يتن*د بألم ، لما حياته تؤول بهذه الطريقة بعد كونها كانت تقريبا مثالية ؟ و بكاء أمه لم يزده سوى ألما و حزنا و رغبة في مشاركتها " اهدأي جميلتي سيكون كل شيء على ما يرام ، هيا أزيلي دموعك المؤلمة لقلبي أمي " كان يهمس لها بحنان بينما يداعب شعرها المنسدل على ظهرها بلطف بين أنامله علها تسترخي و تخف عباراتها عن النزول لحسن الحظ هدأت قليلا ليقبل لها يدها ثم ينهض ينظر لها كانت تبادله باستفهام ليبتسم قليلا بغية التخفيف عنها و يجيبها " أمي ، سنمسك يدي بعضنا و نرى أبي نتكلم معه قليلا و نعود للمنزل حسنا ؟ " أومأت والدته تمسح تلك المياه المالحة عن وجنتيها ثم تمسك يده يمشيان بهدوء متجهان ناحية غرفته في العناية المشددة في طريقهما حيث كانت تقوده أمه إلى تلك الغرفة بسبب عدم معرفته موقعها سمع صوت رنين هاتفه ليلتقطه من جيبه فور ملاحظة اسم جيمين و صورته الطاغية على الشاشة أجاب و هو لا يزال يمسك تلك اليد الرقيقة المتشابكة مع خاصته " نعم جيمين " " كيف الحال لد*ك تاي ؟ " كان جيمين يعبث بتفاصيل محل صديقه بينما يسأله الملل طاغ عليه خاصة أن الوقت مبكر على دلوف الزبائن فهم يفضلون منتصف الليل فما فوق توغل إحساس بالقلق في أوردة جيمين عند ملاحظة **ت الآخر و سماعه لتنفسه المهزوز ليسأله مجددا بقلق ظاهر في نبرته " هل كل شيء بخير عندك ؟ " تاي بقي يتنفس فقط دون الإجابة حتى وصلوا الى غرفة والده هو فقط يريد التكلم بعيدا عن والدته " أمي اسبقيني قليلا لرؤيته سآتي بعدك " أومأت له أمه بملامحها الحزينة لتفصل يدها عن خاصة ابنها و تتجه بخطواتها المثقلة الى تلك النافذة الزجاجية التي تمكنهم من رؤية تايان " جيمين الوضع ليس جيدا أبدا هنا " عند ملاحظته ابتعاد أمه و تأكده من عدم قدرتها على السمع أجاب جيمين " ماذا حدث تاي ؟ أنا قلق حد الجحيم تكلم !" " أبي دخل في غيبوبة " " يا الاهي " لم يسع جيمين سوى التألم و التفاجئ في الوقت نفسه ، حقا هو غير مستوعب لا يعلم بماذا يواسي صديقه و ماذا يفعل من أجله بعد **ت دام ثواني أقفل جيمين الخط يحجز تذكرة لفرنسا ليقف مع صديقه هو يعلم أن تاي على الحافة ، بضعة ملمترات و سيهوي للأسفل و ينهار لذا يجب أن يكون معه لتقويته تاي ربما اكتسب برودا في قلبه بعد عمله ذاك لكنه يبقى وحيد أبيه و أمه اللذان يحبانه و هو يعشقهما لذا الألم ينهشه من الداخل ! . . . . . . . . قاد سيارته إلى ذلك المكان الخالي من البشر حيث يقبع المحل الذي يقتني منه أسلحته جونكوك أتى بعد أن تذكر أن عدد سكاكينه نقص و هذه لم تكن سوى حجة ليرى تايهيونغ فرؤية ملامح الآخر تريح أعصابه بشكل من الأشكال بغرابة وصل و ترجل في ذلك المكان الذي يقبع في وسطه المتجر و الذي أقل ما يقال عنه مهجور كان يتمشى في الرواق و صوت كعب حذائه الكلاسيكي يض*ب الأرضية السوداء المؤدية له كيف بمكان موجود في منطقة كهذه أن يكون بهذا الرقي ؟ كان هذا سؤال جونكوك و هو يتأمل المتجر ككل مرة يقدم فيها يرى الذوق الملكي و الفخم يطغى هناك و رائحة الرقي تفوح بين تلك الجدران تقدم ناحية تلك البوابة التي تفصل بينه و بين حجرة الأسلحة ليخطو هناك اتكأ في مقدمته ليتأمل جمال أخضر العينين لكنه وجد شابا شاحبا ذو شعر أ**د بداله لقد تفاجئ فكلما يأتي إلى هنا إما يجد تايهيونغ أو جيمين و شعر بالإحباط كونه لم ير ذلك الجمال الآسر ككل مرة يتوافد إلى هنا عندما لاحظ جونكوك نظرات يونغي خطى للداخل بهدوء جيمين كلف يونغي بادارة محل صديقه ريثما يعود من سفرته إلى فرنسا " أهلا و سهلا بك ، هل يمكنك اعطائي اسمك ؟ " سأله يونغي ليرى إن كان مسموحا البيع له " جيون جونكوك " كان يحمل بين يده ورقة مكتوب عليها قائمة العصابات التي لابأس بالبيع لها يبحث فيها عن اسم الواقف أمامه عندما وجده في الأسفل مكتوب أمام خاصته الزبون المفضل ابتسم له و أشار له بالدخول و اختيار ما يشاء " لا داعي أريد بعض السكاكين السوداء ، أريد مجموعة ذات أنواع مختلفة منها " أومأ له يونغي و غادر بصدد البحث عن هذه السكاكين و جلبها له جونكوك كان ينتظر و يتأمل المتجر بملل فذلك البائع تأخر فوقعت على أنظاره تلك المقصلة الذي كان مصرا على شراءها و يريدها بشدة نفسه شرعت بالهمس في أفكاره ' هذه فرصتك جونكوك يمكنك شراءها فلا وجود لتايهبونغ لمنعك ' قاطعه عودة يونغي الحامل لعلبة بنفسجية ممتلئة بالسكاكين السوداء الصغيرة الحادة كما يريدها بالضبط و بعد تردد كبير و صراع داخل جونكوك نطق " أريد كذلك تلك المقصلة " عندما أومأ له يونغي عرف جونكوك أن الآخر لا يعلم بأن تلك موضوعة للزينة فقط و ليست للبيع ربما حالفه الحظ في شراءها هذه المرة " كيف ستنقلها ؟ هل أستدعي الحراس لتوصيلها؟ " سأله يونغي كون ثقلها كبير و يحتاج لأشخاص ذوي بنيات ضخمة لحملها " لا داعي ، سيأتِ مساعدي بعد قليل مع بعض الحراس لنقلها " أومأ له يونغي ليعاود الجلوس أمام تلك الطاولة المستديرة " أنت تعلم كم ستدفع أو أتصل على صاحب المحل ؟ " " لا تزعجه ، أنا معتاد على الشراء منه فيمكنني الدفع بالسعر اليومي " أخرج جونكوك الكارت ليضعه على تلك الآلة و يحول مبلغا هائلا من المال كونه حصل على المقصلة دون موافقة تاي كانت مشبعة بالمعادن التي تجعلها لامعة و لافتة للنظر و كم فكر جونكوك كيف ستلمِّع كل جزء من حجرة القتل الخاصة به كان ينظر لها و يتخيل ردة فعل الآخر عندما يعلم بالأمر ليهمس بينه و بين نفسه مع تن*ده " أتمنى أن لا أقتل عند علمه ! " . . . . . . .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD