الجزء التاسع
في منزل إيمان
جلسا يحتسيان القهوة التي أعدها أوري مسبقاً وهو يحاول سبر أغوارها حتى يتأكد أن كانت صادقة فعلاً أم كاذبة تحاول تضليله
أوري: أهدي يا بسمة يا حبيبتي وقوليلي اللي حصل بالتفصيل الممل
إيمان وهى ترتجف ببكاء : أنا مفياش اعصاب أحكي أوري أنا خلاص ضعت طالما المخابرات المصرية عرفت طريقي مش هيسبوني
أوري بخبث: وهما لو عاوزين يعدموكي كانوا هيسبوكي تاني ليه يا حلوة
إيمان بحدة: سابوني عشان عايزني أبقى عميل مزدوج عارف يعني ايه
أوري ببرود : وأيه المشكلة هنلبي ليهم رغبتهم ونخليكي تبقي عميل مزدوج بس لصالحنا مش زي ما هما عاوزين
إيمان: أنت بتقول ايه يا أوري
أوري بلئم: أحكيلي بس أيه اللي حصل بالظبط عشان اعرف أتصرف واقولك هنعمل أيه
قصت إيمان عليه كل شئ من لحظة أختطافها إلى لحظة جلوسها معه بكل صدق
أوري وهو يحك لحيته بخبث: مممممم كدا عبدالقادر عايز يلعب على المكشوف وماله نعمله اللي هو عايزه
إيمان: قصدك ايه أنا مليش دعوة ومدخلنيش بينكم أنا ههرب لمكان بعيد وأغير اسمي واوراقي وكل حاجة أنا لا يمكن أبقى كبش فدا ليكم أنتم الأتنين فاهمني يا أوري
أوري ببرود: أهدي يا بسوم وبعدين فيها ايه ما هو أنتي ياما جبتلنا أخبار عن مصر
بسمة بغضب: أوري متعصبنيش ألاخبار دي كنت بجمعها من النت من الجرايد اليومية والأسبوعية عادي يعني زي أراء الناس في حال البلد اسعار العملات الدهب اسعار رغيف العيش اسعار المواد الغذائيه حاجات بتبقوا أنتم عرفينها أصلاً لكن هدخلني بقى في اخبار عسكرية لأ ده مليش فيه
أوري بحدة : قولتلك أهدي يا حبيبتي عشان أعرف أقنعك
إيمان: مهما تحاول يا أوري أنا مش هشتغل في ده لو عايزني أشتغل معاك زي الأول أهكر حساب شخصي أفكلك شفرة موقع اسحبلك رصيد من حساب حد ماشي غير كدا لأ وكل ما تفهم ده بسرعة هيكون أريحلك وأريحلي
أوري بخبث : طب لو عرضت عليكي تسافري اسرائيل توافقي
أنتفضت إيمان واقفه بذعر: أنت بتقول ايه يا أوري اسافر اسرائيل ليه
أوري: بصراحة كدا القيادات هناك أرسلوا ليكي دعوة تزوري إسرائيل لو مش موافقة مفيش مشكلة
إيمان: مش حكاية مش موافقة أنا خايفة أكيد المخابرات المصرية هيمنعوني وهيقبضوا عليا تاني والمرة دي مفيهاش رجعة
أوري: وافقي أنتي وملكيش دعوة بحاجة تانية
إيمان بتفكير: سبني أفكر يا أوري
أوري: أنا هسيبك دلوقتي تفكري على راحتك
إيمان بفزع: أنت بتقول ايه هتسبني لوحدي تاني لأ أنا خايفة أنا ما صدقت أنك رجعت
أوري مطمئناً لها : متقلقيش أنا هروح عشان أجهزلك جواز سفر عشان لو وافقتي تقدري تسافري بيه لإسرائيل من غير المخابرات المصرية ما تعرف أنك سافرتي اصلاً
إيمان: أرجوك أوري متغبش عليا أنا مش عارفه هعمل ايه لو حد منهم جالي ولا اتصلوا بيا
أوري: متبينيش حاجة خالص وسايريهم لغاية ما نسافر
إيمان: طيب لو سألوني عن مقابلتي ليك أقول ليهم أيه وايه المعلومات اللي هقولها ليهم وخصوصاً أنهم عارفين أنك كنت مسافر
أوري بتفكير: بصي قولي ليهم أنك عرفتي مني أني كنت مسافر جنوب أفريقيا لأن هما كدا كدا عارفين أني كنت هناك ولو سألوكي على حاجة تاني قولي مقلش أكتر من كدا
إيمان وهى تومئ برأسها: حاضر يا أوري هقولهم كدا بس أرجوك متتأخرش عليا
أوري : مش هتأخر عليكي مجرد ما أخلص أجراءات السفر هاخدك وأطير من هنا لإسرائيل وتشوفي جنة الرب على الأرض أرض الميعاد الحلم اللي بقى حقيقة
أنصرف أوري تاركا إيمان خلفه ترتعد خوفاً من مستقبل بات ينتظرها بأيام عجاف لا أمل لها في النجاة من براثن ذئاب وضعت نفسها بينهم بهدف الثأر لذويها لتجد نفسها باتت خائنة لوطنها ووسيلة أنتقام لمخابرات كلا الطرفين وكبش فداء في حرب ستظل الى نهاية الحياة بين م***ب لعين وصاحب حق مناضل لن يتنازل عن حقه ، لكنها تأكدت أن أقل الخسائر التي ستخرج بها من تلك الحرب هى هلاكها لا محال
في القاهرة في مكتب عبدالقادر
أجتمع عبدالقادر بمعت** لمناقشة بعض نقاط العمل في قضية أخرى يعمل عليها وبعد الإنتهاء من المناقشة رغماً عنه وجد نفسه يسأل عبدالقادر عن أخر تطورات قضية إيمان
معت** : ممكن أسأل حضرتك على حاجة
عبدالقادر بنظرة ذات مغذى: أتفضل اسأل
معت** بضيق: أيه أخر أخبار عملية النمور وطارق ماشي فيها كويس
عبدالقادر : أكيد طارق ماشي فيها كويس جدا أنت عارف أن طارق من أكفئ الظابط اللي عندنا هنا
معت** بحزن : المفروض أنا اللي كنت أكمل القضية مش طارق دي قضيتي من الأول يا فندم
عبدالقادر: أنا كان ممكن اخليك أنت اللي تكمل القضية يا معت** لكن أنا خفت من تطور مشاعر إيمان ناحيتك
معت** متفجاءٍ : حضرتك بتقول ايه بس يا سيادة اللوا
عبدالقادر موضحاً : إيمان بتحبك يا معت** وقربك منها في نيويورك خلى مشاعرها تقوى من ناحيتك وممكن في لحظة ضعف منها تاخد قرار تبوظ بيه الدنيا مش بس القضية
معت** مؤكداً : أكيد حضرتك فهمت غلط يا فندم استحالة إيمان تكون لحقت تحبني
عبدالقادر موضحاً: إيمان حبتك من قبل ما تشوفك كمان من صورتك اللي شفتها مع أوري وهو بيحذرها منك لقيت فيك الفارس النبيل الراجل الشجاع اللي مبيخفش من حد غير الله اللي زرع في قلب أعدائه الخوف لغاية ما بقى بالنسبة ليهم كابوس مزعج نفسهم يخلصوا منه ، أنت بالنسبة ليها الحلم كل بنت بتحلم بيه وده اللي خلاها كانت هتتجنن عشان توصل لينا لما لقيتك على قايمة اغتيالتهم
معت** بعناد : لا يا فندم مش حقيقي مش قادر أصدق ولا أقتنع حقيقي مش قادر
عبدالقادر مفجراً قنبلة الحقيقة في وجه معت** : وأنت كمان بتحبها يا معتصم
معت** منتفضا من مقعده: أيه اللي حضرتك بتقوله ده يا فندم مش صحيح صدقني
عبدالقادر : راجع نفسك يا معت** غضبك منها وثورتك عليها في التحقيق لأنك كل ما تفكر أنها سلمت نفسها لواحد غريب عنها سببه أيه
معت** باضطراب : عادي يا فندم سواء هى أو حد غيرها دا غضب من خيانتهم مش أكتر
عبدالقادر نافيا برأسه : لأ يا معت** أنا عمري ما شوفتك محتد على حد كدا سبب حدتك دي الغيرة اللي نهشتك وشعللت النار جواك ومقدرتش تخبيها وعشان كدا أنا كلفت طارق بالمهمة عارف ليه لأنك مش هتستحمل تشوف إيمان وهي في خطر أو هى مع راجل تاني وممكن في لحظة غيرة تقتلها وتقتله
معت** بعناد : لأ يا فندم حضرتك تخيلت ده مش أكتر لكن أنا محبتش إيمان أنا قلبي أتقفل خلاص بعد شروق هي الوحيدة اللي قدرت تدخل قلبي مفيش واحده هتدخله بعدها وبعدين أنا عمري ما قصرت في شغلي حتي لو على حساب نفسي وحضرتك عارف كدا كويس
عبدالقادر : عارف يا معت** أنك أكفئ ظابط مخابرات أنا اشتغلت معاه وعارف كمان أنك عنيد جداً بس أنا عايز أقولك لمعة عينيك كل ما تيجي سيرة إيمان أكدت ليا أحساسي وعلى العموم برحتك تعترف أو لأ هتيجي الساعة اللي تخليك تعترف غصب عنك
معت** زافراً بقوة : بعد أذن حضرتك هروح أشوف شغلي
عبدالقادر : أتفضل يا سيادة المقدم
في نيويورك في المنزل الآمن
جلس طارق يراجع بعض النقاط المهمة في القضية مع أحد الضباط المراقبين لإيمان
طارق: وبعدين يا صفوت أوري قعد عند إيمان وقت قد أيه
صفوت: قعد بالظبط يا فندم ساعة ونص وخمس دقايق
طارق بتفكير : قولي لاحظت عليه حاجة وهو نازل تعبيرات وشه باين عليها ايه
صفوت : نازل هادي جداً يا فندم وكان بيصفر دليل على أنه نازل سعيد
طارق بقلق : مش عارف ليه قلبي مش مطمن حاسس أن هو جاي من اسرائيل عارف كل حاجة
صفوت : بسمة لو بان عليها أضطراب أو لاحظ أنها مرتبكة ممكن تبوظ لينا كل حاجة
طارق : أنا وسيادة اللوا أكدنا عليها في الحتة دي بالذات ووصينها أنها تحافظ على ثبتها الانفعالي قدامه على قد ما تقدر
صفوت وهو ينظر في ساعته : ربنا يستر يا فندم ، أنا مضطر أمشي معاد تبديل المراقبة بعد نص ساعة في أي تعليمات جديدة
طارق : حالياً مفيش أنصراف انت دلوقتي
صفوت مؤديا التحية العسكرية: تمام يا فندم
دخلت الطبيبة رانيا بعد مغادرة صفوت وهى تحمل في يديها كوبان نسكافية أعطت إحداهما لطارق وجلست تحتسي كوبها معه
رانيا: مفيش أخبار جديدة يا سيادة المقدم
طارق وهو يرجع رأسه للخلف : حالياً مفيش أخبار لسه ربنا يستر وإيمان تعرف تتخطى اول لقاء ليها مع أوري
رانيا: أن شاء الله تتخطاه الخطة اللي حضرتك حاططها عبقرية وأن شاء الله تنجح وترجع مصر وأنت رافع راسك
طارق ناظراً لرانيا : يارب يا رانيا نقدر نحقق هدفنا ونرجع بلدنا وأحنا راسنا مرفوعة
رانيا : أن شاء الله ، أهم حاجة حضرتك تريح شوية أنت من ساعة ما جيت وأنت منمتش ساعتين على بعضهم وعلى طول شرب قهوة ونسكافية وده غلط على جهازك العصبي
طارق: متخافيش عليا أنا متعود على قلة النوم شعلنا عودنا على كدا
رانيا بنظرة أعجاب لاحظها طارق جيداً : طول عمري بسمع عن ظباط المخابرات وبقرا قصص كتير عنهم بس أول مرة يكون ليا تعامل معاهم حقيقي من ساعة ما أشتغلت معاكم وشوفت قد أيه أنتم بتتعبوا وبضحوا براحتكم ونفسكم عشان أمن مصر مهما يتكتب عنكم مش هيوفي حقكم أنتم درع البلد الخفي اللي بيحميها من أي خطر بيداهمها حقيقي أنا معجبه جداً بحضرتك ، ااااااا قصدي بشغل بحضرتك و وو وكل ظباط المخابرات عامتاً يعني
طارق بنظرة فاحصة أخجلت رانيا : لأ خلي أعجابك ده بواحد بس بلاش كل الظباط والواحد ده أنا عشان أنا كمان معجب بيكي جداً قصدي سعيد جداً بشغلك معانا
رانيا بخجل: ميرسي يا سيادة المقدم
وقفت رانيا لتغادر الغرفة لكنها فوجئت بطارق يمسك مع**ها ويقف خلفها ثم جذبها ناحيته ناظراً بعينيها مما جعلها ترتبك كثيراً وأحمرت وجنتيها خجلاً
طارق : ممكن تقوليلي طارق من غير ألقاب زي ما أنا بقولك رانيا من غير دكتورة
رانيا بأنفاس مضطربة : ممممم ...... مقدرش يا فندم
طارق مقربا أيها أكثر : قولي ورايا طارق
رفعت رانيا عينيها له بخجل لتهيم عشقاً فوق عشقها لعينيه الحادة التي تتفرس معالم وجهها لتستقر على عينيها لتجد بهما نظرة لامعة جعلت قلبها يفرط في أنتاج دقاته وصارت أكثر من أن تحصي ، شعرت رانيا بأرتجاف قدمها وكأنهما أصبحتا رخوتين مثل الهلام فلم يعدان يحملها مما جعلها تترنح ليشدد طارق من الأمساك بها خوفاً من سقوطها
طارق : مالك حصلك أيه كل ده عشان بقولك قولي طارق بس مممممم أمال لو قولتلك مثلاً خديلي ميعاد من الحاج لما نرجع مصر هتعملي أيه
رانيا بعينين لامعتين : ااااااا مممم معاد ععع عشان أيه
طارق ممسكاً يدها ومجلسا أيها على الأريكة وجلس بجانبها : تعالي بس الاول هنا لأنك شكلك كدا رجليكي مش شايلاكي
طارق : بصي يا ستي أنا معجب بيكي جداً من أول مرة اشتغلتي معانا فيها لما كنا في الالسكا ورجعت مصاب وفضلتي جنبي لغاية ما عرفت أقف على رجليه تاني فاكرة
أومئت رانيا براسها دون كلام
طارق : والأعجاب ده تحول لحب وحاسس من نظرة عينيكي أنك كمان معجبه بيا صح ولا أحساسي غلط
لتخجل رانيا وتضع عينيها أرضا ، رفع طارق وجهها لكي تنظر له منتظراً منها أجابة تريح قلبه الملتاع بحبها ، لتغمض رانيا عينيها ضعفا من مواجهة حدة عينيه ، فبماذا ستنطق وهى كل خلية بها تصرخ بحبه وتذيبها عشقاً فيه
طارق : أتكلمي يا حبيبتي جاوبيني
لتحدق بعينيها في عينيه غير مصدقة ما نطقه توا هل قال حبيبتي فعلا أم خيل لها
طارق مؤكداً لها: أيوه حبيبتي هو الوقت مش مناسب والواحد زي أي مهمة مش ضامن أن كان هيرجع على رجليه ولا مستشهد
لتسرع رانيا دون وعي منها تضع يدها على فمه تمنعه من نطقها فهي ما كانت تتخيل حياتها بدونه
رانيا باكية: أرجوك متقولهاش أنا مقدرش أتخيل حياتي وأنت مش موجود فيها
أغمض طارق عينيه براحه كبيرة فا أخيراً أعترفت له بحبها قبل جبينها مبتعداً عنها
طارق: لو ربنا كتب ليا الرجوع من المهمة دي أن شاء الله في خلال شهر هنكون متجوزين
تصارعت أنفاس رانيا خجلاً وفرت من أمامه بأقدام هلامية عجزت عن تحمل جسدها كادت تسقط أكثر من مرة وأخيراً نجحت في بلوغ غرفتها بصعوبة بالغة فتوارت داخلها مغلقة الباب خلفها لتسقط خلفه وهي تدعي الله أن يتم تلك المهمة على خير لتظفر بحب عمرها الذي حلمت به كثيراً
في الخارج جلس طارق يضحك على رانيا وخجلها المضطرب فهو لأول مرة يرى فتاة تخجل الى هذه الدرجة أراح رأسه على مسند الأريكة يتمني أن تتم هذه المهمة في اسرع وقت فهو لن يحتمل أكثر من ذلك ، نزعه خليل من شروده وهو يقف أمامه متعجباً منه
خليل: مالك يا سيادة المقدم مبتسم ليه أكيد في أخبار حلوة
طارق متملكا نفسه:لأ مفيش أخبار لسه جت يا خليل أنا بس أفتكرت حاجة فرحتني قولي أنت أيه الاخبار
خليل بعد أن جلس في المقعد المجاور لطارق: أوري نزل من عند بسمة وراح عند ميشيل أهارون
طارق: أهارون المسؤل عن تزوير الورق ليهم يبقى أكيد أوري هيسافر قريب
خليل: فعلاً ده استنتاجي يا فندم
طارق: أوري ميغبش عن نظرك وعن نظر رجالتك لحظة واحدة فاهم يا خليل لغاية ما نعرف هو ناوي يسافر فين تاني
خليل : حاضر يا فندم في أخبار جديدة من جوهانسبرغ
طارق : لأ لغاية دلوقتى مفيش أخبار مؤكده بتدل أن أوري كان في جنوب أفريقيا بيتعاقد على سلاح لأن أوري كان حويط المرة دي زيادة حتى لما سافر وموشى كمل بداله بردو عناصرنا هناك مقدروش يوصلوا لحاجة
خليل : هما مش المفروض كانوا هيقبلوا خبراء صينيين وروس
طارق : تقريباً كدا الموضوع كان مجرد تمويه عن الهدف الحقيقي
خليل : أحنا لازم نعرف أوري وموشى لاتنين كانوا في جوهانسبرج ليه لأنهم مبيجتمعوش في مكان غير ويكون في كارثة هتحصل
طارق مؤكداً : عندك حق وأن شاء الله بسمة تقدر تعرف وتقول لينا
خليل : أن شاء الله ربنا يوفقها وتقدر تعرف أيه هو سر زيارتهم لجنوب أفريقيا .