الجزء الثامن (8)

1804 Words
الجزء الثامن رجعت إيمان لمنزلها بحذر شديد بعد أن تلقت تعليمات بكيفية التعامل مع هؤلاء الملاعين المغضوب عليهم حتى لا ينكشف أمرها خطت داخل منزلها وأغلقت بابها عليها وهي تتنفس الصعداء بعد شعورها بالأمان حتي لو مؤقتا دخلت فوراً إلى حمام شقتها وفتحت المياه الحارة لتغمر بها مغطسها ثم نزعت ملابسها ونزلت به وهى تشعر بتشنج عضلاتها من أثر ما تلقت من كهرباء جمدت الدماء في عروقها بدأت تشعر بالاسترخاء أرجعت رأسها للخلف وهى تأخذ وضع التمدد وراحت تحدث نفسها إيمان : ايه اللي بيحصلي ده معقول إيمان راغب تبقى هى دي حياتها وأنا اللي كان نفسي اطلع دكتورة عشان أحقق حلم بابا ، دمعت عينها عند تذكرها لوالدها وراحت تدعو له بالرحمة ، تألمت كثيرا وهي تحاول تدليك مواضع ألمها إيمان: أه ياني أمال لو مكنتش مدربه تدريب عالي جداً على تحمل الالم كنت عملت ايه ، بصراحة كانت أحسن حاجة عملوهالي ولاد الهرمة دول التدريب اللي دربوهولي فادني جداً ، بعد فترة ليست بقليله نهضت إيمان وارتدت رداء الحمام وصارت لخزانتها تبحث عن بعض مراهم مسكنات الألم اخذتها وذهبت إلى غرفة نومها وجلست على الفراش وراحت تدلك مناطق مختلفة من جسدها وبعد أن أنتهت رفعت غطاء فراشها وأندست تحته ودثرت نفسها جيداً وهى تحاول الوصول لوضعية نوم لا تشعر فيها بألم وسرعان ما ذهبت في ثبات عميق متخليه عن واقعها المرير الذي كتب عليها . في جنوب افريقيا بالتحديد في مدينة جوهانسبرغ جلس أوري في أحد الحانات وبجوارة فتاة فاتنه بمعنى الكلمة ذات بشرة سمراء يتناولان المشروب الوطني للبلاد وهو عبارة عن عدة أنواع من الخمور تخلط معا لتعطي مشروبا ذو مذاقاً قوياً يجعل من يتذوقه يثمل من اول رشفة لكن ليس أوري فهو رجل مخابرات لا يسكر أبداً مهما شربَ جاءه إتصال على هاتفه أنتزعه من تمثيل دور الثمل اتخذ جانباً بعيد عن الفتاة واجاب على الإتصال ، بضع كلمات مقتضبه تلقها فاسرع بعدها بدفع الحساب وغادر الحانة مسرعاً ، بعد فترة من المناورات استطاع أن يفلت أوري من مراقبيه وللحظة شعر بالفخر كونه تأكد من الأفلات منهم مما جعله يذهب مطمئناً إلى أحدي المنازل الآمنة التابعه لهم لكنه غفل عن أنه مازال مراقب من قبل المخابرات المصرية فدائماً وأبداً الذكي يوجد من هو أذكى منه دخل أوري المنزل ملقياً التحية على أحد الأشخاص أوري: مساء الخير يا عذرة ياحبيبي خير جبتوني على ملى وشي في أيه حصل عذرة: موشى جوه عايزك معرفش في أيه أوري: موشى وده جه أمتى يا عذرة على العموم مش مهم جه أمتى أنا داخله بس وحياتك شوفلي أي حاجة تتاكل وحاجة كمان للصداع عذرة: ميتهيأليش هيكون في وقت تاكل شكلك كدا هترجع اسرائيل دلوقتي موشى جاي من إسرائيل عصبي شكل في مصيبة حصلت أوري: يا ساتر أيه يا عذرة كل أخبارك وحشة كدا ليه عذرة مشيراً له بيده بضجر : وانا مالي أدخله وشوفه جوه أوري: ماشي يا حبيبي اروحله أشوف اخبار أيه اللي جابته على ملى وشه كدا طرق الباب ودلف غير منتظراً جواب وجد موشى يقف أمام النافذة مشبكاً يديه خلف ظهره أوري: مساء الخير يا موشى ايه يا حبيبي في حاجة حصلت دي أكيد مصيبة اللي جابتك من إسرائيل من غير ما أعرف التفت موشى بعينين يخرج منهما شرراً يكاد يحرقه : ما هو أنت لو شايف شغلك صح كان زمانك أنت اللي بتبلغني الأخبار مش أنا اللي جاي من إسرائيل عشان أبلغك أوري: في أيه يا موشى ما تتكلم على طول موشى بغضب هادر: المصريين عرفوا يضحكوا عليك يا أوري وجندوا بسمة لحسابهم أوري بجحوظ عين كادا يخرجا من محجريهما : أنت بتقول ايه يا موشى وعرفت الكلام ده ازاي موشى بسخرية: أنا مش نايم على وداني أوري أنا شغال كويس وواخد بالي من كل كبيرة وصغيرة أوري بنفاذ صبر: أخلص موشى قولي أيه اللي حصل موشى: جالي أخبار أن بسمة أتخ*فت من عصابة عايزه تنتقم منها لأنها سحبت فلوس من رصيدههم في بنك في جزر القمر أوري: طب أيه دخل المخابرات المصرية في الموضوع موشى: ما هو لما المخابرات المصرية تدخل وتخلص بسمة من أيديهم يبقى في أنه في الموضوع ولا أيه أوري بفزع: الكلام اللي بتقوله ده خطير يا موشى أيه اللي عرف المخابرات المصرية أن بسمة أتخ*فت الإ لو كانوا مراقبنها موشى: هو ده اللي أنا أقصده يا أوري بسمة متراقبة من زمان وده معناه أنهم عارفين أنها شغاله معانا وأكيد زمانهم جندوها أوري: متقلقش يا موشى أنا هعرف بسهولة أن كانت بسمة أتجندت ولا لأ موشى: جهز نفسك هتطلع من هنا لأسرائيل بعد أربع ساعات أوري : طيب وصفقة الأسلحة البيولوجية أنا تقريباً خلصت وأتفقت على كل حاجة موشى : جهز نفسك وملكش دعوة أنا هخلص كله هنا القيادات هناك منزعجين وعايزين يوصلوا للحقيقة المخابرات المصرية لو وصلت لبسمة وجندتها هتكون مصيبة سامعني أوري أوري وهو يحك لحيته: سامع وفاهم كمان يا موشى متخفش بسمة أنا أعرف اسيطر عليها متنساش أننا ماسكين في إيدينا أهم كارت ممكن تضحي بحياتها عشانه موشى: أنت تقصد أيه قصدك ااااااااا أوري: أيوة هوه إللي في بالي وبالك موشى: مش عارف ليه فضلت محتفظ بيه السنين دي كلها أوري: بصراحة كنت مخليه وسيلة ضغط عشان العميل X لو فكر يلعب بديله كدا ولا كدا نفجأه بيه بس الكارت طلع ليه فايدة تانية كمان وهنضغط بيه على بسمة موشى بضحكة شيطانية: طول عمرك داهية يا أوري يحقلهم يسموك (كوبرا) في الموساد أوري بضحك: ماشي يا ثعلب عايز حاجة من الكوبرا عشان رايح أجهز نفسي موشى: في رعاية الرب يا أوري أمن إسرائيل بين أيديك أوري غامزا بعينه: وأنا فدى اسرائيل أمنا يا موشى بصق موشى خلف أوري بعد خروجه قائلاً في نفسه: قذر حقير واطي مادي جشع نهايتك قربت يا حقير مفكر نفسك ذكي بس خلاص أمرك أنكشف وكل العمولات والفلوس اللي خدتها من ورا شغلك في المخابرات هرجعها تاني ومبقاش موشى الثعلب لو مكشفتكش قدام كل القيادات في القاهرة دخل أحد الضباط الى مكتب رئيس المخابرات مؤدياً التحية العسكرية الضابط ممداً يده بمظروف: تمام يا فندم دي أخر أخبار جات لينا من جوهانسبرغ عبدالقادر أخذ المظروف منه: أتفضل أقعد يا مهاب على ما أقرا الرسالة مهاب جالساً على المقعد أمام المكتب : حاضر يا سيادة اللوا عبدالقادر بعد أن أنتهى من قراءة الرسالة: دي أخر تقارير مراقبة أوري مهاب: ويا تري يا فندم بتقول ايه عبدالقادر: موشى سافر جوهانسبرغ تقريباً كان بيوصل رسالة مهمة لأوري لأن أوري سافر على تل أبيب وموشى خد مكانه هناك مهاب: كدا الوضع ميطمنش يا فندم لأن سفر أوري معناه أن الأمر متعلق ببسمة لأن هو مسؤل عن تجندها في الموساد عبدالقادر: فعلاً يا مهاب شكلهم كدا وصلهم أخبار عن بسمة وأخبار مهمة جداً اللي تخليه يسيب الصفقة المجهولة والمريبة حسب الأخبار اللي وصلت لينا مهاب: أحنا لازم نعرف أيه هى المعلومات اللي وصلت ليهم تخص بسمة عشان نقدر نتصرف ونحذر بسمة عبدالقادر بتفكير: وفرلي أتصال أَمن ببسمة فوراً وخدوا حذركم بسمة من النهاردة هتلاقيها مترقبة من الموساد لأنهم تقريبا عرفوا أننا وصلنا لإيمان اللي يروح ليها يروح متنكر مهاب نهضاً: تمام يا فندم هبلغ فريق النمور بتعليمات حضرتك عبدالقادر مشدداً على مهاب: عايز اكلم بسمة في أقرب وقت ممكن يا مهاب نهضت إيمان من فراشها صباحاً على صوت منبهها قامت بتثاقل مغلقتاً أياه وتوجهت إلى حمام غرفتها لتنظر في المرآة لتجد شعرها مشعث للغاية وأعادة النظر إلى جسدها وجدت نفسها مازالت مرتديه رداء الحمام فركت وجهها ثم نزعت الرداء وتوجهت الي الغرفة الزجاجية وفتحت صنابير المياه الباردة لتنهمر عليها كالشلال تزيدها نشاطاً ويقظه خرجت من الغرفة ولفت حولها منشفة قطنية وتوجهت صوب خزانة ملابسها وارتدت منامة حريرية ثم مشطت شعرها وضفرته على أحد جانبي عنقها خرجت لغرفة أعداد الطعام لكي تعد لنفسها طعاماً سمعت صوت جرس الباب فتوجهت له لتجد عامل توزيع الجرائد ترك نسختها ومضى التقطتها بخفية ودخلت مغلقه الباب خلفها وهي تتصفح أوراقها لتجد ورقة صغيرة وقعت منها أرضاً التقتطها وشرعت تفتحها تقرأ ما بها لتجدها رسالة من طارق يطلب منها تعطيل الكابل المغذي للشبكات الخاصة بقنوات التلفاز ثم الاتصال على الشركة من أجل أصلاحه علمت إيمان أن هناك جديد يريدون أبلاغها به على الفور نفذت ما طلب منها أفسدت الكابل وأبلغت الشركة بالعطل وجلست تنتظر قدومهم في المنزل الآمن ذرع طارق ردهة المنزل ذهاباً وأياباً في أنتظار أخباره بتبليغ إيمان الشركة بالعطل وما هي الإ دقائق حتى جائه أخبار تؤكد تبليغها فأجرى اتصاله على خليل طارق: خليل بسمة بلغت بلغ رجالتك يتحركوا يلا وبسرعة عايز يوفرولي معها أتصال خليل: تمام يا طارق بيه أديني شوية وقت وكله هيبقى تمام أنهى طارق المكالمة مع خليل وجلس ينتظر أتصال إيمان به بقلق بالغ في محيط البناية التي تسكنها إيمان توقفت سيارة تابعة لشركة كابلات التلفاز ونزل منها أثنان من العاملين يرتديان يونيفورم الشركة ويحمل أحدهم علبة معدنية خاصة بصيانة الكابلات ودلف داخل البناية وصعدا الى الطابق المتواجد به شقة إيمان وقام أحدهم بدق جرس الباب ثواني وفتحت لهما إيمان فا اعطاها أحدهم هوية تعريفية له تابعة لشركة الكابلات فسمحت إيمان لهما بالدخول وأغلقت الباب خلفهما والتزمت ال**ت الرجل الأول: الفهد الاسمر بعتلك سلامه إيمان بأرتياح بعد أن سمعت كلة السر : ياريت تبلغة سلام الملكة وتقوله أن شاء الله منتصرين الرجل بابتسامة: أن شاء الله مع حضرتك النقيب ياسر وجاي لكي النهاردة أنا والنقيب حازم لان القيادة في مصر عايزه تتواصل معاكي إيمان: اتفضل شوف شغلك يا سيادة النقيب وقف حازم يراقب الطريق من خلف الستار بينما اسراع ياسر في توفير الاتصال بعد أن شغل جهاز تشويش لصعوبة تتبع الإتصال وتواصلت إيمان شخصياً مع اللواء عبدالقادر وطارق في مكالمة جماعية وفي غضون دقائق بسيط غادر ياسر وزميله محيط البناية متوخييان الحذر من تتبع أحدهم لهما جلست إيمان على أحد المقاعد تفرك وجهها بعصبية بعد استماعها للتعليمات الجديدة من عبدالقادر وطارق وهى في غاية الخطورة تكاد تكون السبب في هلاكها استجمعت نفسها وراحت تدرس ما مرت به خلال الفترة الماضية وراحت تحسبها جيداً إلى أي جهة تنضم إلى المخابرات المصرية أو الموساد الاسرائيلي عليها حسم أمرها جيداً قبل فوات الاوان فهى لن تنفعها تضحيتها في سبيل وطنها أن علم الموساد بحقيقة تواصلها بالمخابرات المصرية خاصة بعد ما علمت من أخبار خطيرة منذو قليل بقيت في صراع ما بين اختيار حياتها وأمنها وما بين واجبها ناحية وطنها ضاقت بها الدنيا فذهبت إلى غرفة أعداد الطعام ووقف خلف الموقد تعد لنفسها طعاماً فهى لم تتناول شيئاً منذو الأمس وبعد تحضير وجبة خفيفة وضعتها بالطبق واخذتها وجلست بها بغرفة المعيشة وهي تعمق تفكيرها بأختيار الأنسب لها حاولت تذوق الطعام لكنها فقدت شهيتها تماماً فالخوف الذي تشعر به أغلق الطريق لمعدتها تماماً تركت الطبق على الطاولة وتمددت على الأريكة لكي توزن الأمور بعقلها لتختار الأنسب لها مضى اليوم دون جديد يذكر ، وبينما هى تفكر في حل لمعضلتها راحت في سبات عميق لم تفق منه الإ على صوت جرس الباب يدق اعتدلت إيمان لتمعن النظر حولها نظرت في ساعة هاتفها لتجد نفسها باتت ليلتها على الأريكة فركت عنقها وقامت بتكاسل لتفتح الباب هوى قلبها أرضاً عندما وجدت أوري يقف خلف بابها وصارت ترتجف وعلى صوت تنفسها بينما أمسكت يد أوري تسحبه داخلاً وأغلقت الباب بعد أن نظرت خلفه جيداً وصارت تشهق بالبكاء ، دفعها أوري برفق ليجلسها على الأريكة حتى تهدأ ويعرف سر بكائها أوري بخبث: أيه يا بسوم مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه كده اللي يشوفك يقول أنك بتحبيني وأني وحشتك جداً رفعت إيمان وجهها الباكي له: أنا في مصيبة يا أوري المخابرات المصرية خ*فتني وعايزني أبقى عميل مزدوج أرجوك الحقني وأنقذني ووديني مكان بعيد عن هنا قبل ما رجعوا تاني أنت عارف أنهم مش هيرحموني وأكيد هيعدموني أنا خايفة قوي واستنيتك كتير بس أنت أتأخرت عليا جداً .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD