الجزء الثالث (3)

1730 Words
الجزء الثالث في منزل حسين الفيومي: رجاء: وبعدين يا حسين هنفضل كدا مش عارفين حاجه عن بسمة انا قلبي واكلني عليها حسه أن هي في ضيقه حسين: أنا مش ساكت يا رجاء انا بعمل اللي في جهدي عشان أعرف هي قافله تليفونها ليه ومنتظر تليفون من واحد صاحبي عايش في امريكا أتصلت عليه واديته عنوانها عشان يروح لها ويطمني عليها رجاء: أن شاء الله يطمنا عليها هو قالك هيتصل عليك أمتي حسين: لأ هو قالي اول ما يوصل ليها هيكلمني رجاء: يارب يتصل بسرعه يطمنا ٣ ايام النهارده منعرفش عنها حاجه دي حاجه تقلق قوي حسين: أن شاء الله خير صدح صوت هاتف حسين معلنا عن مكالمه هاتفيه تناوله حسين في قلق وجده رقم خاص أجاب حسين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المتصل: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته حسين باشا الفيومي حسين: ايوه أنا مين حضرتك المتصل: المكالمة دي مكالمة خاصة ياريت محدش يعرف بيها وده لسلامتك انت وبنتك حسين بقلق: خير يا فندم في حاجه المتصل: أحنا عاوزينك تشرفنا شويه هبعت ليك عربيه تجيبك لغاية عندنا ولتاني مره محدش يعرف انت رايح فين هتلاقي عربيه منتظراك عند الباب الخلفي لقصرك بعد نص ساعة حسين مستفسرا: أنتم مين اللي عوزيني أجيلكم المتصل: جهه أمنية مهمة أنهي المتصل المكالمة قبل أن يتمكن حسين من الرد عليه وشرد حسين يفكر لما يريدونه وما هي تلك الجهة الأمنية المهمة تملك القلق منه عندما تذكر أن المتصل ذكر اسم ابنته في المحادثه يقصد من هل هي بسمة ام مروة لكن أحساسه يؤكد أنه يقصد بسمة فاق من شروده علي يد رجاء تربت علي يده لتفيقه من شروده رجاء: خير يا حسين مين اللي كلمك حسين بأرتباك: هه لأ مفيش دي مكالمه تبع شغلي متشغليش بالك أنتي في المبني المحتجزه به إيمان تثأبت إيمان وهي تفرد ذراعيها ثم نهضت ببطئ تنظر حولها سرعان ما تذكرت ماهية المكان المتواجدة به استقامت من فراشها وتوجهت ناحية المرحاض دخلته وأغلقت بابه خلفها وبعد فترة خرجت وهي مغتسله منتعشه يبدو عليها الإرتياح بعد أن أخذت شورها الصباحي المعتادة عليه قبل مجيئها لهنا حيث وجدت ملابس نظيفة بداخل المرحاض مما شجعها على أخذ شور تجدد نشاطها به خرجت وجلست علي الطاولة في إنتظار عبدالقادر بعد أن صلت فرضها ما هى إلا دقائق قليلة ودخل عليها عبدالقادر وهو ينوي على عدم مغادرة الغرفة قبل معرفة سر تلك الفتاة عبدالقادر: صباح الخير يا بسمة أيه الحلاوة دى ايوه كدا عايزك تصحصي معايا إيمان بخجل: صباح الخير يا فندم حاضر أنا مصحصه معاك أهوه عبدالقادر : نمتي كويس إيمان بأبتسامة: مكنش في داعي للمنوم حضرتك لو كنت زقتني من علي الكرسي كنت لقتني نمت لوحدي عبدالقادر بقهقهه: أنتي ذكية جداً وواضح أنك مدربة كويس قوي لو كنتي قولتيلي أنك عايزه تنامي مكنتش هرفض على فكرة بدل ما تغرميني تمن المنوم من جيبي إيمان: ههههههههههه ما هو حضرتك مسألتنيش عبدالقادر: وهو لازم أسألك الأول إيمان: أكيد وأيه اللي يعرفني حضرتك عايز تعمل أيه أو هتسألني في أيه عبدالقادر: عاوز اعرف كل حاجه عنك من يوم ما أتولدتي لغاية الساعة دي ممكن إيمان بأبتسامة: ممكن طبعا أنا كنت محتاجه حد كبير وهادي زي حضرتك يسمعني عبدالقادر: وعشان كدا أنا جيت بنفسي عشان أسمعك أحكي إيمان بعد أن سحبت نفسا طويلا: حكايتي زي حكاية أي بنت مصرية عاشت وتربت علي أرض بلدها وشربت من نيلها وتمرمغت في ترابها كنا عيلة سعيده جدا فوق ما حضرتك تتصور مكناش أغنيه بس كنا مستورين بابا الله يرحمه كان مكفي كل طلابتنا من وظيفته عبدالقادر: بس اللي أعرفه أن حسين الفيومي عمره ما كان موظف أنا عايز حقايق ملموسة مش قصص مؤلفة وكدب إيمان: ممكن حضرتك تسمعني ولما أخلص من حكايتي هتعرف أني مش بألف ولا بكذب علي حضرتك عبدالقادر وهو يهز رأسه بالموافقة: ماشي كملي إيمان: بابا كان موظف في مصلحة حكومية اللي بتختص بتمليك الأراضي للأفراد والمؤسسات والشركات وبرغم أنه مكانه ده كان ممكن يغتني من وراه وحضرتك تعرف أزاي بس كان طول عمره رمز للشرف والأمانة عمره ما مد أيده لقرش حرام والحمدلله ربنا كان مبركله في مرتبه وبيكفينا ويفيض . **تت إيمان تبتلع مرارة تذكرها والدها وأهلها ودمعت عينيها حزنا على فراقه هو وباقي عائلتها اخفضت رأسها تهزها بألم عبدالقادر: أهدي ولو مش قادره تحكي مفيش مشكلة حاولت إيمان التماسك كي لا تبكي لكنها عجزت عن ذلك وفرت دموعها أمامهم مما ألمها كثيراً فهي عاهدت نفسها سابقا منذو أمدٍ بعيد علي عدم نزول أي دموع من عينيها أمام أي أحد كان ولكنها فاض بها الكيل وأنفجرت باكية غير عابئه لأي غريب تعبر عن ألم قلبها الذي أضناه فراق الأهل صغيراً ، رفع عبدالقادر كوب الماء إليها في **ت ، تناولته إيمان وأرتشفت منه بعض القطرات ، جففت دموعها وهي تتماسك كي لا تنهار مجدداً من الغرفة المجاورة وقف مازن مع طارق خلف الزجاج العا** يهز رأسه بسخرية معت** : مش عارف ايه اللي مصبر سيادة اللوا علي البت دي مع أن كل حركاتها تمثيل في تمثيل لغة جسدها بتقول كدا طارق: مش شايف أنك متحامل عليها زياده وبعدين أنا مش شايف تناقض مابين كلامها ولغة جسدها راجع نفسك وحاول تهدى شوية يا معت** أنت كدا هتضيع مننا البنت دي وأحنا ممكن نستفيد منها جداً معت**: صدقني أنا هادي جدا ومش متحامل ولا حاجه بس بكره وبشمئز من الواحدة اللي تسلم نفسها لواحد غريب عنها وكمان مش من ديانتها هى في نظري مش أكتر من ع***ة وكل كلامها كدب وتمثيل مهما تقول ومهما تتعاطفوا معها طارق: واحنا لازم نسمعها وناخد منها المعلومات اللي هتقولها ونشوف هي كدابه ولا صادقه وانت عارف النظام عندنا أيه وبعدين كل واحد حر في تصرفاته ويمكن هى تكون أجبرت على ده معت** وهو يهز رأسه: مهما كانت الظروف يا طارق مكنش لازم تسلم نفسها أبداً لراجل غريب عنها وكمان يهودي بس زي ما أنت قولت خلينا نسمع هي بتقول أيه الاول وبعد كدا نحكم أن كانت خاينة وبتدعي البراءة ولا بريئة فعلاً طارق وهو ينظر لهما من خلف الزجاج : فعلا اللي احنا عاوزينه دلوقتي أننا نسمع وبس وضعت إيمان كأس الماء من يدها بعد أن شربت منه القليل لتستطيع أكمال حديثها عبدالقادر: كملي يا بسمة حصل ايه لباباكي إيمان : مش بابا بس عيلتي كلها كنا في الأجازة يدوب أخواتي أسلام وأسراء لسه مخلصين أمتحانات آخر السنة وجه بابا حسين عندنا في البيت يزورنا هو صاحب بابا جدا من أيام ما كانوا في أبتدائي كان متجوز من فتره كبيره ومخلفش علي طول أكبر أبناء له توأم ولدين أكبر مني بشهور فا كنت أنا ومروان ومعاذ ولاده متعلقين ببعض عشان كنا قريبين من بعض في السن وفي اليوم ده لما جم يزورونا هو وماما رجاء ومروان ومعاذ أنا أتشعلقت فيهم وروحت معاهم عشان العب أنا ومروان ومعاذ في أوضة الأل**ب بتاعتهم والجنينيه كمان بابا كان رافض يخليني أروح بس بابا حسين أصر وخدني معاهم ووعدهم أنه هيرجعني بعد يومين تلاته عبدالقادر: معلشي أسمحيلي أسألك سؤال إيمان: تفضل اسأل طبعا عبدالقادر: أنتي قصدك أن حسين الفيومي مش باباكي الحقيقي إيمان: بابا حسين صاحب بابا بس وهو اللي رباني بعد موت أهلي عبدالقادر: ممكن أعرف أسم باباكي الحقيقي إيمان: عبدالله أسلام راغب عبدالقادر: أوعي تقوليلي أنك بنت عبدالله راغب إيمان : حضرتك تعرف بابا عبدالقادر: مش هو ده موظف هيئة تمليك الأراضي اللي لقيوه مقتول هو وعيلته في شقته إيمان ببكاء: قصدك مدبوحين ومتقطعين عبدالقادر: القضية دي شغلت الرأي العام لأكتر من سنة لدرجة أننا أدخلنا فيها لكن للأسف موصلناش لحاجة لأن اللي قتلهم محي أي أثر يدل عليه وعلي الأغلب ده شغل عصابات مافيا أو مخابرات إيمان: و للأسف القضية تقيدت ضد مجهول عبدالقادر بأسف: للأسف فعلاً لعدم العثور على دليل قاطع يدين أي طرف بس أنتي كان عندك كام سنه وقتها إيمان: ٧ سنين عبدالقادر:يعني كنتي واعيه لكل حاجه إيمان: واعية لدرجة أن منظر ابويا وأخواتي وأمي وهما متقطعين محفور في دماغي وهيفضل في دماغي لغاية ما أموت عبدالقادر: بس اللي انا فاكره أن عبدالله وولاده التلاته ومراته كلهم ماتوا تبقي أنتي مين ولو بنته مامتيش معاهم ليه إيمان: عشان ساعة الحادثه ما حصلت كنت في بيت بابا حسين عبدالقادر: كملي أنا لازم أعرف كل حاجه إيمان: أنا وبابا حسين أول أتنين يكتشفوا جريمة قتل أهلي زي ما بابا حسين وعد بابا رجعني بعد تلات أيام وساعة ما رجعنا فضلنا نخبط محدش فتح لينا ولما سألنا البواب أكد لينا أن مفيش حد من أهلي خرج من البيت وفتح لينا بالمفتاح اللي معاه ولما دخلنا شوفت الجريمة (قالتها إيمان باكية ) كلها بابا راسه مفصوله عن جسمه ووشه مش*هينه من كتر الض*ب وماما مدبوحه ووخده طعنات كتير في جسمها هي وأخواتي كلهم كانوا في الصالة الدم علي كل حاجه كل حاجه الفرش الأرض الحيطان مقدرتش أتحمل وقعت من طولي لما فوقت بعد كدا عرفت أنه عدي شهور علي الحادثة وأنا دخلت في غيبوبة رافضة الواقع والحياة . مسحت إيمان دموعها لكنها عجزت عن التوقف عن البكاء فعلي صوت بكائها بوجع يمزق أحشائها حسرةً علي ما فقدت أسترأف عبدالقادر بها كثيرا خصوصا أنه كان أحد الشهود علي فظاعة تلك الجريمة فعلا جريمة يندي لها الجبين ض*ب عبدالقادر جرس الساعي فجاء مسرعاً ملبيا نداء عبدالقادر طارقاً الباب عبدالقادر للساعي: أعمل أتنين ليمون بسرعة خرج الساعي واغلق الباب خلفه ليأتي ما طلب منه من الغرفة المجاورة طارق بتأثر: لو البنت دي صادقة في كلامها يبقي الله يكون في عونها حقيقي معت** بسخرية: ههه شاطره قوي في التمثيل قدرت تأثر عليكم لكن أنا لأ طارق: أنت أتغيرت قوي يا معتصم معت** بجمود: قصدك عقلت وبوزن كل حاجه بميزان عقلي طارق: عقل أيه اللي يخليك تلغي صوت قلبك واحاسيسك مهما العقل سيطر بيجي ساعة الواحد ميقدرش يقاوم وأحساسه بيغلب عليه وأنا احساسي بيقولي أنها بريئة معت** : وأنا أحساسي بيقولي أنها كدابة خرج حسين من باب قصره الخلفي وجد سياره سوداء تنتظره اقترب منها فخرج سائقها منها سائلا حسين عن هويته السائق: حضرتك حسين باشا الفيومي حسين: ايوه أنا وحضرتك مين السائق: معاك مقدم ياسين الأنصاري حسين: ممكن أعرف رايحين فين ياسين: حضرتك هتعرف اول لما نوصل تفضل عشان منتأخرش علي سيادة اللواء حسين: لواء مين ياسين: هتعرف لما توصل مش مسمحولي اقول لحضرتك اي معلومات حسين ويهز رأسه بتفهم : ماشي يلا بينا ركب حسين السيارة بعد أن فتح له ياسين بابها الخلفي وأغلقه بعد ركوبه ثم ركب امام عجلة القياده وتحرك بها سريعا من أمام القصر في المبني المحتجزه به إيمان وضعت الكوب من يدها علي سطح الطاولة بعد أن تجرعت منه بعض قطرات فقط تحت أصرار عبدالقادر فهي غير قادره علي ابتلاع أي شيء وهي بهذه الحالة عبدالقادر: كملي الليمون عشان تهدي يا بسمة إيمان: مش قادره صدقني انا شويه وههدي لوحدي عبدالقادر: بسمة أنا عارف أن اللي مريتي بيه صعب بس حاولي تتماسكي إيمان: إيمان عبدالقادر: أيه إيمان ده إيمان: أسمي إيمان عبدالله أسلام راغب عبدالقادر: وبسمة ده يبقي أيه إيمان: ده الأسم اللي أدهولي بابا حسين بعد أهلي ما ماتوا عشان يحميني من اللي قتلوا أهلي عبدالقادر: وبعدين ايه اللي حصل إيمان: بعد اللي حصل وبعد ما فقت من الغيبوبة بابا حسين خدني عنده وعملي شهادة ميلاد جديدة بأسم بسمة حسين عزيز الفيومي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD