bc

حب هندي

book_age16+
22
FOLLOW
1K
READ
drama
comedy
serious
like
intro-logo
Blurb

لم يتوقع راج الشاب الثرى عندما قرر قضاء أجازة بشرم الشيخ بمصر هروباً من ضغوط عمله وأعباء عائلته بالهند أن ينتهي به الأمر في بلد غريب، دون حقائب أو معارف أوحتى أوراق تعرف هويته، دون سكن أو نقود فلا يمكنه التواصل مع عائلته ولا حتى الوصول إلى سفارته بالقاهرة خاصة في ظل ظروف الثورة المصرية ليجد نفسه وحيداً يواجه الدنيا بمفرده، وفي حالته الذي يرثى لها يتقابل مع داليا تلك الفتاة المصرية التي خرجت لتوها من تجربة قاسية جعلتها تترك كل مالها، مهنتها كطبيبة لها عيادتها الخاصة وعملها بالمشفى لتعمل كموظفة إستقبال، تاركة عائلتها التي تحبها للغاية بالقاهرة وتأتي إلى شرم الشيخ وتتطور الظروف بينهما فيضطرا اعلان زواجهما...سوريا

فالي اين ستاخذهم الايام

chap-preview
Free preview
الفصل الاول(بين السما والارض)
مقدمة لا يعرف أحد ما الذي تحمله الأيام له، قد تكون الأمور ساكنة هادئة ، مليئة بالروتين اليومي المعتاد، ذات الأحداث ونفس الأشخاص، فنبدأ بالتذمر، نريد الجديد نريد الأحدث ، نريد شىء يدفعنا للأمام بل إلى أعلى نقطة إلى السحاب فنتسابق لنصل إلى هناك في كل لحظة ولا نستطيع ولكن على الجانب الأخر هذه اللحظة لا يريدها أخر، إنسان أخر أعماه هواه واتبع تذمره، فألقته أمواج الحياة بعيداً بعيداً إلى أعلى ثم لأسفل لكنها عادت وحملته إلى مكانه ليعود معها شاكراً فقط سلامته وقد فقد تذمره هو الأسم : راج ونيتو السن :28 سنة الوظيفة : ممثل لكنه عليه أن يبقى رجل أعمال الجنسية : هندي ....نعم هندي ******** هي الأسم : داليا أمين السن : 27 سنة الوظيفة : طبيبة نساء وتوليد لكنها تعمل موظفة إستقبال......نعم موظفة إستقبال الجنسية : مصرية المكان : شرم الشيخ ..... مصر والزمن : في الشهور الأخيرة من عام 2011 عقب قيام ثورة 25 يناير *************************** "راج أين أنت؟ والدتك تبحث عنك في كل مكان" قال رانبير ، أجاب راج "اسمع رانبير لاتقول لها أين أنا إلا بعد ساعة..أتسمعني؟ لا تخبرها أين أنا...أتعرف الأفضل، سوف أغلق الآن سلام سلام" ثم أنهى المكالمة، وبعد مرور دقائق رن الهاتف مرة أخرى، فنظر إلى المتصل وقال لنفسه "أوووووه رانبير" ثم رد على المتصل " نعم أمي، لا لست في الأستوديو.....نعم إنتهى التصوير الآن " وأكمل مرة أخرى "لا لن آتي اليوم إلى المنزل....لن أكون في مومباي ولافي الهند سأغادر....نعم سأسافر الآن أنا في المطار...نعم يا أمي هذا حقيقي سأسافر إلى مصر سأقضي عطلتي هناك....لا أعلم متى سأعود.....عندما أصل سأتصل بكِ وأخبرك...لاياأمي قد إتفقنا لن أتزوج بسينيه, وانتي ستتركيني أفعل ما أشاء إلى اللقاء أمي" وأغلق الهاتف. راج ونيتو شاب بالثامنة والعشرون من عمره، ممثل ليس منذ وقت طويل، قد قام بتصوير فيلمه الأول لتوه، ومع أن راج هو الأبن الوحيد مع ثلاث أخوات بنات لعائلة ونيتو ريشي أحد أكبر العائلات بمومباي، إلا أنه رفض تولي أعمال والده تارك إياها لعمه لإدارتها، حاولت والدته كثيراً معه أن يذهب إلى عمه ليتعرف على أعماله منذ أن توفي والده على أثر أزمة قلبية أصابته نتيجة لمؤامرة تعرض لها من قبل والد سينيه، إلا أن الرفض كان الجواب الواضح له، وبالرغم من أن جميع مقومات رجل الأعمال الناجح متوفرة براج فقد حصل على تعليمه من أكبر الجامعات البريطانية والأمريكة وحصل على الماجستير والدكتوراة في عدة مجالات من دراسات إدارة الاعمال ونظم المعلومات الإدارية حتى انه يتحدث سبع لغات بطلاقة تامة (من الهندية والانجليزية والفرنسية والايطالية والأسبانية إلى الصينية والعربية) ومع هذا قد كان اصراره على تحقيق حلمه في أن يصبح ممثل كان الهدف الأكيد رغم معارضة والدته، لكنها أخيرا وافقت على مضد ليس لرضاها عن الأمر أو لأنها أصبحت مطمئنة من ترك الأعمال لعمه، لكن لأن راج لديه حلم أخر بالزواج بسينيه إبنة العدو اللدود لوالد راج منذ زمن بعيد، وهذا الحلم هو الأكبر له حيث أحبها منذ عمر السادسة عشر عندما تقابلا صدفة على الطريق عائداً من رحلته المدرسية، ومن حينها وقد نشأت قصة حب بينهما لكن كان لراج النصيب الأكبر في هذه القصة، فسينيه رغم حبها له لكنها لا تجد أن هذا الحب يستحق أن تعادي والدها لأجله. بعد أن أنهى راج تصوير فيلمه والذي حاز على دور البطولة فيه لأول مرة قرر أن يسافر بعيداً فهو لايريد أن يبقى في الهند لفترة، فهو قلق من الأساس على نجاح الفيلم ومن ناحية أخرى لايستطيع أن يعود للمنزل فهو يعلم ماسيحدث ستظل والدته تناقشه في موضوعان فالأن هو قد حقق حلمه في التمثيل وعليه الأن أن ينتبه لأعمال والده المتوفي وكذلك ان يبحث عن عروس توافق العائلة وبالطبع الهدف الثاني أهم حتى لايعود للتفكير بالزواج بسينيه. كان راج يعلم هذا جيداً لذا قرر السفر دون أن يخبر أحد حتى صديقه الأقرب له رانبير لم يخبره إلا وهو في المطار متجهاً إلى مصر..... بالفعل صعد راج إلى الطائرة المتجهة إلى مطار شرم الشيخ بمصر، وبعد رحلة دامت أكثر من عشر ساعات وصل أخيرا إلى مطار شرم الشيخ ، وهناك على الرغم من الإجهاد الشديد الذي شعر به راج من الرحلة إلا أنه بمجرد وصوله شعر أخيرا بأنه حر قد أغلق هاتفه ونسى القلق على فيلمه، ونسى مناقشاته وجداله مع والدته حول زواجه، نسى كل شىء أو قرر أن ينسى كل شىء ونزل سلم الطائرة بنشاط وسعادة بالغين، ثم إتجه إلى بوابة الدخول إلى صالة الإنتظار وبعد أن أتم أوراق دخوله مصر ذهب ليأتي بحقائبه. إنتظر راج إلى جانب السير الموجود عليه الحقائب إلا أنها لم تأتي أبداً، وفي النهاية ذهب إلى المختصين وسأل عنها وبعد إتصالات أجراها المختص قال له أن الحقائب لم تصعد على الطائرة من أساس وأنها لازالت في مطار تشيناي بالهند ....."ماذا لاتزال هناك .... وكيف أجدها" قال راج للمختص الذي أجرى عدة إتصالات مرة أخرى ثم قال له "من الممكن أن نطلب أن توضع على الرحلة القادمة وفي هذه الحالة سوف تدفع فقط ثمن نقلها من هناك وستصل إلى هنا بعد غد على أبعد حد" فقال راج "بعد غد وسأنتظر أنا إلى بعد غد لالا" فرد المختص "إذن من الممكن أن تبقى هناك إلى حين عودتك وهناك سيقوم المختصون بتسليمها إليك" **ت راج لبرهة ثم قال له "حسناً فلتبقى هناك حتى أعود، سأشتري ما أحتاجه من هنا هذا أفضل... شكراً" ثم خرج راج متجهاً إلى خارج المطار. "تا** .....أريد الذهاب إلى هذا الفندق من فضلك" قال راج لسائق سيارة الأجرة وهو يشير إلى إحدى الاعلانات الورقية التي معه "حسناً سيدي هذا الفندق المطل على البحر أليس كذلك" رد سائق السيارة، فأجابه راج "نعم بالضبط" وبالفعل قاد السائق سيارته متجهاً إلى الفندق وفي الطريق كان راج مستمتعا بدفىء الجو في هذا الوقت من السنة وبالسماء الصافية ورائحة البحر التي تنعش من أي إجهاد وتُريح الأعصاب مهما كان هناك قلق وتوتر، ومنظر الصخور والطبيعة الخلابة التي تأثر القلوب و....صوت فرامل قوي وتوقف سيارة الاجرة فجأة حتى أن راج إرتطم بالمقعد الذي أمامه وكاد يقفز إليه فصاح راج "ماهذا فلتحترس" ، فرد السائق"ليس خطئي سيدي انه هو من توقف فجأة" فأجابه راج "حسناً حسناً فلتكمل طريقك"...."أمممممممممم عفوا سيدي مرة اخرى قد حدث ثقب في العجلة الأمامية سوف أضطر لتغيرها إن أمكن أن تنتظر فليكن وإن كنت في عجلة فها هو الفندق على بعد خمس دقائق سيراً على الأقدام.... هاهو هناك" قال السائق وهو يشير إلى الفندق، نظر راج إلى مكان الفندق ثم قال للسائق حسنا سأذهب من هنا تفضل الأجرة" ثم نزل من السيارة وسار نحو الفندق. أخيراً وصل راج إلى الفندق وبمجرد دخوله من الباب شعر بالنعاس الشديد وكأن جسده شعر بقرب غرفة النوم واستعد له وبالفعل قاوم راج حتى وصل إلى موظف الإستقبال وهناك "من فضلك أريد غرفة لشخص واحد ولكن أن تطل على البحر مباشرة ولتكن بإحدى الأدوار المرتفعة" فرد موظف الإستقبال "حسناً سيدي مرحباً بك في مصر أولاً ...... هل تريدها بالوجبات" فرد راج "فقط الإفطار لو سمحت أعتقد أنه يوجد العديد من المطاعم هنا أليس كذلك" أجاب الموظف "بالطبع سيدي .... حسناً قد تم حجز الغرفة وثمنها 300 دولار الليلة الواحدة كم عدد الأيام سيدي الذي تريده" أجاب راج "فلتتركها مفتوحة سوف أدفع مبلغ تحت الحساب" فأومأ موظف الإستقبال برأسه بالإيجاب ثم قال "حسنا من فضلك جواز السفر إذا سمحت .....سيدي جواز السفر إذا سمحت" رد راج "حسناً حسناً...إنتظر دقيقة" وراح راج يبحث بملابسه عن جواز السفر وحافظته و حتى هاتفه إلا أنه لم يجدهم ......... لابد وأنهم سقطوا عندما توقف سائق سيارة الأجرة ...... "حسناً إنتظرني دقيقة سوف أعود" قال راج لموظف الإستقبال وأسرع يبحث عن سيارة الأجرة هنا وهناك، وفي المكان التي كانت واقفة فيه، إلا أنه لم يجدها ولم يجد شىء، وفي النهاية عاد إلى موظف الإستقبال وقال له "عفوا يبدو أنه قد سقط مني هو وحافظة النقود هل من الممكن أن أحجز الغرفة وسأقوم بمكالمة تليفونية حتى يتم إرسال النقود لي" رد موظف الإستقبال "سيدي من الممكن حجز الغرفة دون نقود وتدفع سيادتك عند ترك الفندق لكني لايمكنني السماح لك بدخول الفندق دون إثبات هوية عفواً سيدي" ... نظر راج إلى موظف الاستقبال إلا أنه شعر أنه ليس في يديه حيلة وهنا تحقق هدف راج على أكمل وجه، حيث شعر أنه حقاً حصل على حرية كاملة من كل شىء .... حتى من مكان ليستريح فيه *********** "أخيرا ًانتهى العمل ... أنا متعبة للغاية" قالت إيمان وهي تمرن ذراعاها بعد أن أنهت عملها وفي طريقها للعودة إلى سكن العاملين بالفندق مع زوجها عادل وزملائها في العمل داليا وأيمن، ثم نظرت لصديقتها داليا "بالطبع انتي لاتشعرين بالتعب" فأجابتها داليا "أنا لا أشعر بالتعب من العمل أنتي تعلمين هذا" فردت إيمان "نعم نعم أعلم لذلك الاسبوع القادم سوف أذهب في عطلة ولتعملي طوال اليوم وعندما أعود سنرى إن كنتي لا تشعرين بالتعب أيضاً" إبتسمت داليا لكلام صديقتها وهي تضع يدها في جيوبها فالطقس بدأ يصبح باردا فالأن هو موسم دخول الشتاء على مصر وبرغم دفىء جو شرم الشيخ صباحاً إلا أن ليلا يصبح الجو بارداً وقد تهطل الأمطار أيضاً بالإضافة إلى إرتفاع أمواج البحر. وفجأة قالت إيمان لعادل "عادل أليس الجالس هناك على شاطىء البحر هناك هو ذاك الشاب؟" ، رد عادل "نعم انه هو" فسأله أيمن "أي شاب؟" أجاب عادل "شاب أعتقد انه من الهند لكنه فقد جواز سفره صباحاً فلم أستطع أن أحجز له غرفة" فسألته داليا "ومنذ الصباح وحتى الآن وهو هناك" فقال عادل "أعتقد ذلك" نظرت داليا إلى هناك حيث يجلس الشاب وقد بدا عليه التعب والارهاق الشديد بالاضافة إلى شعوره ببرودة الطقس فقالت داليا لأصدقائها "هل يوجد ما يمكننا فعله لمساعدته" فرد عادل "من سيساعده أنا حقا لا أثق به فلا يوجد معه أي شىء يثبت شخصيته وأنتي تعرفين إنتشار الإرهابين إلى غير ذلك" نظر الجميع مرة أخرى الى الشاب ثم قالت إيمان "هيا بنا فلنصعد نحن، لا تهتموا بشىء من المؤكد انه سيجد حلا هيا هيا" وبالفعل صعد الجميع كل واحد إلى سكنه. "ألو نعم أمي قد عدت إلى المنزل الآن سوف أعد العشاء وأنام سريعاً......غدا سيكون العمل من الساعة الواحدة ظهرا وحتى التاسعة والنصف مساء مثل اليوم أمي....حسناً سأنتبه وسأرتدي ثقيلاً...أحبك أمي...قبلاتي الكثيرة لأخوتي ولأبي...أمي هل أبي مستيقظ.....من فضلك عندما يستيقظ أريد أن أتحدث معه فقد إشتقت له كثيرا جداً.....أحبكم جميعاً....نوماً هنيئاً أمي" هكذا إعتادت داليا منذ أن أتت إلى شرم شيخ للعمل، منذ حوالي ثمان أشهر أن تتحدث مع والدتها صباحاً ومساء على الأقل حتى في فترات الراحة من العمل وعند تناولها الوجبات، لم تعتاد داليا على الإبتعاد عن أسرتها كثيرا فهي مرتبطة بهم جميعاً والدها الأستاذ أمين الموظف بمصلحة الشهر العقاري ووالدتها أم نادر ربة المنزل وأشقائها نادر وأسامة طالبان بالجامعة، نادر بكلية الهندسة قسم إلكترونيات بالفرقة الرابعة، أسامة بكلية هندسة أيضاً ولكن قسم معماري بالفرقة الثانية. أنهت داليا مكالمتها مع والدتها ثم ذهبت إلى المطبخ لتحضر بعض شطائر الجبنة فمشروب ساخن معها في هذا الجو البارد وقراءة في كتابها الذي أخترته لهذا الأسبوع، هو أفضل عشاء لها خاصة مع الهدوء في سكنها بعد أن غادرت شريكتها في السكن أميرة إلى محافظتها قنا لحضور عرس أخيها وستغيب لمدة أسبوع، ومن ثم لاتوجد محادثات طويلة ليلاً كما كانت أميرة تحب فعله. على ع** شخصية أميرة كانت داليا...لم تكن قليلة الكلام لكنها تحب الهدوء، تفكر كثيرا قبل أي كلمة تنطق بها، وتحب أن تتأمل الأمور ولا تحكم على أحد قبل أن تعرفه جيداً وكان قلبها الطيب سبب الآلام الكثيرة لها. ذهبت داليا إلى شرفة غرفتها وجلست لتقرأ كتابها وهي تتناول شطائر الجبنة ومعه كوب ساخن من اللبن الدافىء اللذيذ كعادتها، إلا أن هذه المرة وهي تنظر إلى البحر قبل أن تجلس لاحظت وجود هذا الشاب لازال جالساً هناك على أحد المقاعد التي بالقرب من شاطىء البحر والساعة الآن قاربت على منتصف الليل وبدأت تشتد برودة الليل، لم تستطع داليا أن تتجاهل الأمر...حقاً من المؤكد أنه أمر صعب وأنه يحتاج ولو إلى قليل من المساعدة فقامت داليا ووضعت بعض من الشطائر بعلبة الطعام وجهزت كوباً كبيرا من القهوة وغطاء للنوم صغير ثم إرتدت معطفها وخرجت من منزلها إلى هناك. "أستاذ ....أستاذ .... هل أنت بخير" قالت داليا لراج وهي تحاول أن توقظه وهو جالس على المقعد ويضع رأسه بين ذراعيه ويستند على ظهر المقعد، فتح راج عينيه بصعوبة وقد بدا عليه البرد والإرهاق الشديد ثم نظر لداليا فأعادت سؤالها "هل أنت بخير؟" فرد عليها راج وهو يحاول ان يبتسم "نعم ....في الحقيقة لا لم أتعرض لمثل هذا الموقف أبداً" ثم **ت مرة أخرة، نظرت له داليا وهي تشعر بالأسف لأجله ثم فتحت علبة الطعام وأخذت كوب القهوة وأعطته إياهم وقالت له "قلتتناول هذا الأن ... سوف تشعر أنك أفضل" ثم أعطته الغطاء وقالت له عفواً ليس بإمكاني أن أفعل أكثر....نظر لها راج بعد أن تناول قطمة من شطيرة الجبنة وشرب قليلا من القهوة "شكراً جزيلا لكِ، حقاً كنت في حاجة إلى هذه الوجبة فللأسف لم أبدل نقود قبل مجيئى ولم يتبقى معي الكثير وفقدت تقريباً كل شىء..." وابتسم قليلاً ثم قال "شكراً لكِ مرة أخرى" بعدها إنتظرت داليا قليلاً ثم قالت له "أنا لابد أن أذهب الأن لكن ماذا ستفعل هل ستقضي الليل هنا....البرودة في الليل تصبح شديدة...أتمنى لو كان بمقدوري أن أجد لك مكان لكن لاأستطيع" فرد راج "لالا لاتقلقي سوف أذهب إلى ردهة الفندق وسأقضي الليل هناك أعتقد سيكون أكثر دفىء من هنا وفي الصباح سأرى ماذا يمكنني أن أفعل شكراً لكِ كثيرا"، إستأذنت داليا من راج للإنصراف وبالفعل ذهبت، لم يكن لداليا أن تبقى أكثر خاصة في مثل هذا الوقت وفي مثل هذا الموقف فهي لاتزال تعيش وحدها ولاتريد أن يقول أحد كلمة عنها بغربتها بعيداً عن أهلها وإن كان بضع الكيلو مترات ولاتريد أن يصل إلى عمها أي كلمة خاطئة عنها بعد أن وجد لها العمل هنا خاصة وأن راج بالنسبة للجميع لازال مشكوك في أمره فلا يعلم أحد عنه شىء . ترررررررن، تررررررن ...... ، كانت الساعة تدق الخامسة صباحاً عندما إستيقظت داليا على صوت رنين هاتفها أجابت داليا وهي لاتزال بين نائمة ومستيقظة "ألو .... من" رد المتصل "عفوا حبيبتي...قد أيقظتك" قالت داليا "من أبي...لا لا أنا استيقظت كيف حالك اشتقت إليك كثيراً....أكثر من أسبوعان يا أبي لم تتصل بي هذا ما إتفقنا عليه" فرد والدها "أعلم ياطفلتي لكن أنتي تعلمين أني دائما أذهب إلى العمل في مثل هذا الوقت وعندما أعود تكونين أنتي في عملك" فأجابته داليا "لكن ياأبي..." قطعها والدها "لابأس ابنتي المهم كيف حالك أنتي ..." أجابته أنا في أفضل حال إلا أني إشتقت إليكم كثيرا" فقال لها "ونحن أيضاً...المهم أنا يجب أن أستعد للذهاب للعمل فلتنتبهي على نفسك جيداً" فقالت له "حسناً أبي سأفعل" ثم قال لها "إلى اللقاء طفلتي الجميلة" فقالت له "إلى اللقاء أبي" وأنهت المكالمة. لم تستطع داليا أن تعود إلى النوم بعد مكالمة والدها حقاً كانت مشتاقة لوالدها ووالدتها وشقيقيها وحتى لأصدقائها ولمنزلها بعابدين لكل شىء، فذهبت إلى نافذتها المطلة على البحر وراحت تفكر فيهم وفي ذكراياتها هناك، إلا أن فجأة انتبهت إلى انه لايزال هناك.....إنه نائم هناك...هل من الممكن أن يكون قضى الليل هناك في ظل سقوط الأمطار هل ممكن!!! ؟؟؟؟ أسرعت داليا وإرتدت معطفها وأخذت مظلتها معها ونزلت إلى حيث يجلس الشاب ... ثم قالت له وهي توقظه "أستاذ .... أستاذ ...هل تسمعني" رد الشاب بصعوبة بالغة وبكلمات غير واضحة "نعـ ـــ ـم" فسألته" هل أنت بخير ؟ هل ظللت هنا طوال الليل؟ ألم تذهب إلى الفندق كما قلت" فرد وهو يحاول أن يمنع نفسه جاهداً من إغلاق عينيه "نعم ..لكنهم أخبروني أنه لايمكنني المكوث هناك مادمت لست أحد النزلاء" وفجأة **ت الشاب عن الكلام وسقط على المقعد الذي كان جالس عليه فاقد للوعي. صرخت داليا متفاجأة عندما سقط الشاب مغشياً عليه وحاولت أن تجعله يستفيق إلا أنها ما أن لمسته حتى شعرت بإرتفاع درجة حرارته الشديدة، فأسرعت وإستعانت بأحد المارة لكي يساعدها في أن يسند الشاب معها حتى تصل إلى منزلها وبالفعل ساعدها رجل في حمله إلى هناك، وهناك وضعه الرجل على الأريكة وشكرته داليا ومضى، أما داليا فأسرعت ووضعت عليه غطاء ثقيل وأعطته دواء لخفض الحرارة وقامت بعمل كمادات ثلج له. مر أكثر من ثلاث ساعات والشاب نائم هناك وبالطبع لم تستطع داليا النوم من شدة القلق ليس فقط لحالة الشاب ولكن لحالها هي أيضاً ماذا سيحدث إن أتت إحدى صديقاتها فجأة أو رأه أحد هنا أو حتى إذا إستفاق الشاب وكان كما قال عادل إرهابي .... كل هذا كان يدور في رأس داليا وأثناء خوفها بدأ الشاب يستيقظ، ذهبت داليا إليه وقالت له "كيف حالك الأن"، فقال لها "أنا أفضل" ثم أعطت له حساء ليشربه ورغم أنه شكرها ورفض إلا أنها أصرت وأعطته الكوب، ثم جائها تليفون فذهبت للرد عليه وعندما عادت وجدته قد عاد إلى النوم، لم تستطع داليا أن توقظه فلازال التعب بادياً عليه، لذا فقد تركته لينام قليلاً بعد. كانت الساعة قد قاربت العاشرة صباحاً عندما إستيقظ راج، كانت داليا تقوم بإعداد شىء في المطبخ وتتحدث على الهاتف فلم تنتبه له عندما استيقظ، فتح راج عينيه ليجد نفسه في تلك الشقة الصغيرة المكونة من حجرتان ومطبخ (أمريكي) وحمام وتلك الصالة الصغيرة حيث كان نائماً على اريكة تملأ معظم مساحة الصالة وأمامها تلفاز صغير وبجواره منضدة صغيرة موضوع عليها علاج وطبق به ماء. أنهت داليا تليفونها عندما وجدت راج قد استيقظ ثم ذهبت إليه وسألته "كيف حالك الآن؟" فأجابها "أفضل بكثير حمد لله .....ماذا حدث...وأين أنا" فقالت داليا "لاشىء سقطت مغشياً عليك من شدة البرد وكانت حرارتك مرتفعة وبالطبع لم يكن ممكن أن أتركك خارجاً أكثر من هذا، هذه شقتي الصغيرة بسكن الفندق لكن أرجو ألا تتضايق مما سأقوله لأنه يجب عليك أن تغادر سريعا لايمكنني إستضافتك أكثر" رد راج "شكرا جزيلا لك هذا بالفعل الكثير، أعلم عن العادات المصرية قليلاً وأن وجودي قد يسبب لك الكثير من المشاكل لذا سوف أغادر الآن" ثم همّ ليقف ويمضي إلا ان داليا أشارت له أن يجلس قليلاً وقالت له "إنتظر ... قل لي أولاً ماذا ستفعل؟" فقال لها "حقاً لا أعلم ... المفروض أني سأجري إتصال بأهلي هناك ليرسلوا لي نقود وهويتي الشخصية وأوراق لكي أستطيع أن أستخرج جواز سفر جديد عن طريق السفارة الهندية هنا، لكن المشكلة اني فقدت هاتفي ولا أملك حتى ثمن هذه المكالمة" فقالت داليا "انتظر دقيقة" ثم دخلت إلى غرفتها وعادت وقالت له "هاهو الهاتف وبه شحن بمائة جنيه لا أعلم هل يكفي هذا أم ماذا" إبتسم راج وأخذ الهاتف وقال لها "حقا شكرا جزيلا .... سوف أرجع النقود لكِ عندما يتم ارسال النقود" فقالت له "لا لا لايهم المهم إتصل الآن بهم". بالفعل إتصل راج بصديقة رانبير عبر الهاتف وقص عليه ماحدث وطلب منه أن يخبر والدته بأن ترسل له هويته وبقية الاوراق بطرد وترسل له مبلغ ليس بقليل من المال فهو في حاجة كبيرة اليه الآن لكن رانبير سأل راج "لكن نرسل لك الاوراق على أي عنوان ونحول لك المبلغ وأنت ليس معك فيزا فكيف ستحصل عليه" **ت راج لنصف دقيقة يفكر ثم قال له "انتظرني سوف اتصل بك ثانيا بعد دقيقة" ثم أغلق راج الخط وقال لداليا "أنسة؟..." فأجابت "داليا" هل تسمحي لي بأن تُرسل أوراقي على عنوانك هنا وبأسمك؟" **تت داليا لدقيقة ثم زفرت بعض الهواء لقلقها من الأمر لكنها قالت "حسناً حسناً" ثم أكمل "عفواً مرة أخرى لكن هل لد*ك بطاقة إئتمان؟" نظرت له داليا في تسأل فقال لها "أحتاج أن يتم إرسال المال إلى حسابك لأن ليس لدي ما يمكنني من الحصول على المال عبر حسابي الخاص بي" فقالت له بعد قلق واضح عليها "نعم بالطبع لكن كيف تثق بي في أن أعطيك هذا المبلغ بعد أن تحوله بحسابي" فقال لها "كما وثقتي بي أنتي وها أنا جالس بمنزلك" فنظرت إليه داليا وقالت له "ليس الأمر أني وثقت بك ولكن لنحل المشكلة الآن" وقالت رقم حسابها ، ثم عاود راج الاتصال برانبير وأخبره أنه سيخبر والدته ويحول له المبلغ وسأله كيف سيتأكد أن المبلغ قد وصل هل يتصل به على هذا الرقم وبصوت خافت استأذن راج داليا في ذلك وهي أجابته حسناً ولكن في هذه الحالة أنا من سيجيبه لأنها ربما تكون في العمل عندما يتصل فأخبره راج بذلك. أنهى راج مكالمته مع رانبير بعد أن إتفقا على كل شىء ، واستعدت داليا للذهاب إلى العمل وقالت لراج "سوف أذهب الآن وعندما يصل المبلع سوف أحجز لك غرفة بأسمي بالفندق وسأخبر أصدقائي أنك محل ثقة بناء على كلام صديق قديم لي أنا أعرفه لذا حجزت لك الغرفة بأسمي وأنا في فترة الغداء الخاصة بي سوف آتي إليك لأخبرك ما الذي حدث ولاحقا ستأتي أنت إلى الفندق ولكن إنتبه لا اريد أن يراك أحد وأنت تخرج من هنا من فضلك سيد؟... عفواً ما أسمك؟" ابتسم راج ابتسامة خفيفة وقال لها "راج ...راج ونيتو" فقالت له "حسناً سيد راج اتفقنا؟" فقال لها "نعم إتفقنا" فقالت له "حسناً إلى اللقاء الأن" ثم عادت وقالت له "أه قبلاً هناك طعام بالثلاجة وحساء ساخن بالمطبخ إن أردت أن تتناول شىء، حسناً هذا كل شىء إلى اللقاء مرة ثانية" وإتجهت ناحية الباب لتخرج إلا أنه أوقفها قائلا "عفوا طلب أخير" فسألته "ماذا؟" فقال لها "في الحقيقة أنا أرتدي تلك الملابس منذ أول أمس وحقاً لا أطيقها فإن أمكن بأي ملابس أي شىء سأكون في غاية الإمتنان" فكرت داليا لدقائق كيف يمكنها حل هذا الأمر فليس لديها سوى جلباب والدها الذي تركه عندما جاء لزيارتها من شهرين فقالت له "في الحقيقة ليس لدي سوى الجلباب الخاص بأبي، هو نظيف، فإن أردت أن ترتديه مؤقتاً حتى آتي لك بشىء من إحدى المحلات التي على الطريق... لا أعرف" فقال لها "نعم نعم من فضلك, شكراً جزيلا شكرا جدا" فقالت له "لاداعي للشكر" ثم ذهبت وأحضرته ثم قالت له "سوف أذهب الأن سلام" ورد عليها هو "سلام". ذهبت داليا إلى عملها حيث قابلت زملائها إيمان وعادل وأيمن وهناك أخبرتهم أن صديق قديم قد إتصل بها وأخبرها عن راج وطلب منها مساعدته وأنه محل ثقة وألا تقلق من هذه الناحية وأنها سوف تساعده بحجز غرفة بأسمها له حتى يستطيع الحصول على أوراقه وبالفعل حجزت الغرفة وحوالي الساعة الثانية والنصف رن هاتف داليا وكان الرقم دولياً من الهند . كان المتصل هو رانبير صديق راج إتصل ليخبرها أنه قد قام بتحويل المبلغ، وأنه أخبر والدته أن تعد له الأوراق المطلوبة، لكن المشكلة الأن أن هناك فيضان في الهند، والأمر في فوضى إلى حد ما، ولن يستطيع أن يرسل الأوراق قبل ثلاثة ايام على الأقل بالإضافة إلى أن البريد سوف يأخذ وقت أيضاً لايقل عن ثلاثة أيام أخرى، إستمعت داليا إلى كلام رانبير وأخبرته انها ستخبر راج وهو سيتصل به لاحقاً ، شكر رانبير داليا ثم سألها أن تتحقق من الحساب وأن المال قد وصل، بالفعل خرجت داليا إلى إحدى ماكينات البنك وتحققت من الحساب وسحبت بعضاً منه أيضاً ثم أغلقت الهاتف مع رانبير. مع دقات الساعة الخامسة كان موعد الراحة لداليا قد حان، وأسرعت داليا بعد أن طلبت من إيمان أن تحل محلها قليلاً حتى تأتي بشىء من منزلها، وأسرعت إلى إحدى المحلات المجاورة وإشترت سويت شيرت وبنطلون جينز ثم أسرعت إلى منزلها حتى تعطيه إياهم ويذهب سريعا من منزلها. لم تستطع داليا أن تمنع نفسها من الضحك عندما دخلت من باب شقتها ووجدت راج بجلباب والدها الذي يصل فقط حتى ركبتيه، حتى أن ضحكاتها بدت مسموعة للسائرين في الشارع كان منظر راج يشبه كثيرا الفنان سعيد صالح بمسرحية العيال كبرت، فراج طويل وعريض وبشرته سمراء قليلا من الشمس والجلباب قصير إلى حد ما وأبيض ، وقف راج اولاً وهو متضايق إلا انه بعد سماعه ضحكاتها لم يستطع إلا وإبتسم هو الأخر ثم قال لها "حسنا حسناً فلتضحكي" فقالت له "عفوا لكن حقاً لا أستطيع التوقف" وأثناء ضحكها مدت يدها بحقيبة صغيرة بها ملابسه وقالت له وهي لاتزال تضحك "هاهي الملابس لا أعرف إن كانت ملائمة أم مثل الجلباب...." وأكملت ضحك، أمسك راج بالحقيبة ودخل الحمام ليبدل ملابسه، "حمداً لله الملابس ملائمة" قالت داليا عندما خرج راج بعد أن ارتدى الملابس ثم قالت له "حسناً يجب أن أعود الأن إلى العمل وسأنتظرك هناك... أه قبل أن أنسى" فقال لها "ماذا" فأجابته "رانبير يخبرك أن الأوراق سوف يرسلها بعد أسبوع بسبب الفيضانات أرجو ألا تنزعج بسبب هذا" فقال لها لاأستطيع أن أفعل شىء في الأمر سوى الإنتظار كذلك قد دبرت أمري الأن بفضل مساعدتك فلاداعي للإنزعاج، سأستمتع برحلتي فقط" إبتسمت داليا وقالت له "حسناً إذا" ثم تذكرت منظره بالجلباب فعادت للضحك مرة أخرى وهي تقول "عفوا حقا أنا أسفة" ثم ذهبت إلى العمل بعد أن وضعت المبلغ الذي سحبته لأجله والذي أرسله رانبير من الهند على الطاولة. بعدما ذهبت داليا إلى العمل دخل راج ليرتب شعره أمام المرآة، وهنا نظر إلى غرفة داليا كم كانت صغيرة ولطيفة واللون الاصفر الذي يغلب عليها، بسريرها الصغير الذي لا يسع إلا شخصاً واحد وعليه لعبة محشوة على شكل ضفدع أخضر ضاحك، ومنضدة صغيرة بجوار النافذة المطلة على البحر ونبتة صغيرة موضوعة على النافذة وموضوع على المنضدة كتاب مفتوح على صفحة معينة ومكتبة صغيرة بها عدة كتب وأمام المرأة فرشاة الشعر ذات الضفدع الضاحك والى جانبه قليل من أدوات الميكياج..... كان راج يبتسم وهو ينظر إلى هذا وفي لحظة سأل نفسه ....كيف أمكنه أن يبتسم رغم تلك الظروف التي مر بها .... فهو كاد أن يموت.... ولأول مرة عرف معنى الجوع الحقيقي، وكم كان لذيذ طعم الطعام الذي أعطته إياه داليا رغم أنه كان شطائر من الجبنة العادية، لكن حقاً كيف إستطاع أن يبتسم رغم كل هذا؟ ورغم أنه لايزال متعب؟ وهل كان سيبتسم هكذا لولا ظهور تلك الفتاة أمامه! ثم أمسك بالكتاب الموضوع على الطاولة ليرى الصفحة المفتوحة إلا أنه وجد ملاحظة بهامش الكتاب بخط داليا مكتوب فيها "الحب قوة عظيمة عندما تدخل الجسد تعطي قوة لكافة أعضائه حتى المريض منها يشفى أما إذا خرجت منه حطمته كلياً".

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.3K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1.0K
bc

خيوط الغرام

read
2.2K
bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.9K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
7.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook