بسم الله❤
دق هاتف سعاد وعندما اجابت وجدت صوت رجل غريب.
سعاد: مين معايا؟
الرجل: حضرتك احنا من مستشفى (.....) و بنتصل عشان الأستاذ عبد العال حصلتله حادثة و حضرتك آخر رقم هو كلمه
شهقت سعاد ثم قالت بفزع: يا مصبتي .. طب انا جاية اهو.
تركت سعاد الهاتف من يدها لترتدي عباءتها و حجابها و تخرج على عجلة من أمرها.
قابلت سعاد ابتسام على الدرج.
ابتسام: مالك يا ست سعاد؟
سعاد بقلق: الضاكتور اتصل بيا من المستشفى و بيقول ان ابو قمر تعب اوي.
شهقت ابتسام ثم قالت: طب استني اجي معاكي.
سعاد: لا خليكي عشان لو البت قمر رجعت تقوليلها لحسن طلافونها مقفول.
ابتسام: طيب باختشي ربنا معاكي.
خرجت سعاد بسرعة من البناية لتتجه الى المشفى.
......
ودعت قمر شروق ثم توجهت الى منزلها وهي تفكر في موضوع العمل و عندما وصلت الى منزلها
طرقت باب المنزل فلم تجد شخص ليجيب.
قمر بنبرة قلقة وهي تطرق الباب: ماما...ماما افتحي.
ابتعدت قمر عن الباب لتتصل بأمها فوجدت البطارية قد نفذت.
اعادت قمر الطرق على الباب وهي تكاد تبكي حتى فتحت السيدة ابتسام.
قمر بقلق: طنط مشوفتيش ماما؟ ديه الساعة ٧ وهي مش بترد.
ابتسام : اه يا حبيبتشي هي مش هنا.
قمر: امال فين؟
ابتسام: راحت المشتشفى .
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت بتوتر: مستشفى! طب ليه؟
ابتسام: بصراحة كده في ضاكتور اتصل بيها عشان يبلغها ان ابوكي الحاج تعبان شوية.
قمر بصدمة: ايه؟
***في منزل شروق***
ارتدت شروق الإسدال (الشرشف) ثم توجهت الى باب المنزل وهي تقول : ايوة ياللي ع الباب الدنيا مش هتطير.
فتحت شروق الباب لتجد قمر تقف امامها و تقول بزعر: ش .. شش.شروق...ال..الحقيني.
شروق بتوتر من حالة قمر: ايه اللي حصل ؟ اهدي كده و قوليلي.
دخلت قمر المنزل ثم اخذت نفسا و قالت بسرعة وهي تبكي: ماما...م...ماما راحت المستشفى لبابا وانا مش عارفة اوصلهم و تلفوني فاصل.
شروق: طب اهدي طيب.. انتي مين اللي قالك؟
قمر: طنط ابتسام.
شروق : هي ولية بومة طبيعي هتقول اخبار زي وشها.
نهضت شروق ثم قالت : هجيبلك مية عشان تهدي عقبال ما تكلمي خالتو من تليفوني تشوفيها فين.
اماءت لها قمر بينما ذهبت هي لتحضر الماء.
اتصلت قمر بأمها لتجيب الأخرى بعد لحظات.
قمر بقلق: ماما انتي فين؟
سعاد: بت يا قمر تعالي الحقيني اخدوا ابوكي و مش عارفه ودوه فين.
قمر: بابا حصله ايه يا ماما؟
سعاد: انتي هتلكي ف الطلافون؟ تعالي مستشفى (.....) بسرعة.
قمر: حاضر انا جاية اهو.
اغلقت قمر الهاتف لتنهض بسرعة.
شروق: عرفتي حاجة؟
قمر: بابا تعبان في مستشفى(....) .
شروق: طب استني هلبس واجي معاكي.
قمر: لا خليكي انتي عشان خالتي.
شروق: ماما واخدة دوا بينيمها و مش هتقوم لحد بكرة.
دخلت شروق لتبدل ملابسها بينما ظلت قمر تفرك يديها وهي تقول: لعله خير... لعله خير.
لحظات وكانت شروق قد بدلت ثيابها ثم نزلت هي و قمر الى الشارع.
***في المستشفى***
دخلت قمر الى المشفى او بمعنى ادق مستوصف و ظلت تبحث عن امها بعينها هي و شروق حتى رأتها.
ركضت قمر تجاه امها ثم قالت بقلق: ماما؟! بابا ماله؟
نظرت لها سعاد ثم قالت بحسرة: والله معرف انا هنا من بدري و محدش عاوز يقولي حاجة ولا يفهمني.
شروق بغضب : يعني ايه محدش بيقولك حاجة؟ انا هتصرف.
قمر: شروق بالله عليكي شوفي الدكتور فين.
ظلت شروق تنظر بعينها بحثا عن اي شخص لتسأله حتى وجددت ممرضة تخرج من غرفة ما.
شروق: لو سمحت.. يا آنسة.
انتبهت لها الممرضة فقالت: ايوة حضرتك خير؟
شروق: في واحد جه هنا اسمه الحاج عبد العال متعرفيش هو فين ولا ايه اللي حصل؟
الممرضة : بيقولوا وقع عليه لوح ازاز وهو دلوقتي في الطوارئ ده كل اللي اعرفه.
لطمت سعاد على وجهها ثم قالت: يا مصيبتي ! لوح ازاز؟
قمر بفزع: طب وهو كويس بالله قوليلي ده ابويا.
الممرضة : انا أسفة هو ده كل اللي انا أعرفه.
ظلت سعاد تلطم على وجهها و تندب حظها بينما كانت قمر تحاول تهدئتها هي و شروق.
قمر: ان شاءالله كويس يا ماما متخافيش ربنا معانا والله على كل شيء قدير.
سعاد بحسرة: كويس ايه ديه بتقولك لوح ازاز و ابوكي مفيهوش حيل يقع عليه برتقانة هيتحمل لوح ازاز؟
شروق: يا خالتي والله هيكون كويس ادعي انتي بس ربنا.
لم تستمع سعاد اليهن وانما ظلت تندب حظها.
لحظات و جاءت نفس الممرضة ثم قالت : مين بنت الحاج عبد العال؟
نهضت قمر بسرعة ثم قالت: انا ...في حاجة حصلت؟
الممرضة: الدكتور وقف النزيف لوالد حضرتك و تم نقله من غرفة الطوارئ.
شروق: طب هو راح فين؟
الممرضة : هيتم نقله للعنايه المركزه بس ياريت حد من أهله يجي للدكتور.
قمر: انا جاية.
ذهبت قمر مع الممرضة الى غرفة الطبيب
***في مكتب الطبيب***
دخلت قمر مع الممرضة ثم قالت بصوت واهن: خير حضرتك بابا ماله؟
الطبيب: انتي بنته؟
قمر: ايوة حضرتك.
أشار الطبيب لقمر بالجلوس ثم قال بهدوء: مش هخبي عليكي بس الحاج عبد العال حالته كانت صعبة شوية لأن لوح الإزاز كان تقيل جدا و حصل نزيف في الدماغ .
قمر بصدمة: ايه؟!
الطبيب: هو حالياً فاقد الوعي واحنا دخلناه غرفة العناية المركزة بس الوضع هيحتاج تدخل جراحي.
مسحت قمر دموعها ثم قالت: طب ما تعمل العملية.
الطبيب: بس العملية هتكون مكلفة شوية و مش هتم هنا هتكون في مستشفى تانية.
قمر : يعني ايه المطلوب مني دلوقتي؟
الطبيب: تمضي على الورقة ديه و تدفعي الفلوس عشان نقدر ننقله و نعمل العملية.
اخذت قمر الورقة من الطبيب لتفتح عينها على وسعهما من الصدمة.
قمر: بب..بس..احم.. المبلغ ده كبير.
الطبيب: والله هو ده تمن العملية وانا لو كنت أقدر اساعد بحاجة كنت ساعدت.
زفرت قمر ثم قالت : طب ممكن فرصة بس أجمع المبلغ؟
الطبيب: ياريت يا آنسة تجمعي المبلغ فأسرع وقت.
اماءت له قمر برأسها ثم استأذنت و خرجت.
....
توجهت شروق بسرعة الى قمر ثم قالت بلهفة: خير يا قمر؟
ادمعت عين قمر ثم قالت بنبرة باكية: بابا جاله نزيف في الدماغ.
شهقت شروق بينما أكملت قمر: و لازم تدخل جراحي و العملية عايزة مبلغ كبير شوية.
مسحت قمر دموعها ثم تابعت: مش عارفة اعمل ايه و أكيد مش هقول لماما هي مش ناقصة اصلاً.
اغلقت شروق عينها ثم فتحتها وقالت بهدوء: خلاص انا هدفعلك تمن العملية.
قمر : افندم؟
ابتسمت شروق ثم قالت: انا هدفعلك تمنها.
قمر بحدة: لا طبعاً .
شروق: يا حبيبتي ده ملوش علاقة بفلوس عملية ماما ديه فلوس انا كنت شيلاها على جنب للطوارئ.
قمر بهدوء: شروق احنا اخوات بس انا مش هاخد حاجة انا هتصرف.
شروق بإصرار: يا ستي ابقي اشتغلي عند صهيب بيه و سدديلي التمن.
ابتسمت قمر ثم عانقت شروق و قالت بحب: ربنا يخليكي ليا.
بادلتها شروق العناق ثم قالت : يلا روحي امضي على الموافقة لحد ما اجيب انا الفلوس وارجع.
اماءت قمر برأسها ثم ذهبت.
***بعد نصف ساعة***
كانت قمر قد مضت على الموافقة ثم طمأنت والدتها بأن لا شيء يستدعي القلق و ظلت تدعو الله و تقرأ القرآن حتى جاءت شروق و معها المبلغ و بعد ذلك تم نقل الحاج عبد العال الى مستشفى آخر ليبقى فيها حتى موعد العملية.
......
كانت قمر جالسة امام غرفة والدها و معها شروق و أمها.
شروق بهدوء: انا هشتغل بكرة بس عيزاكي تيجي معايا تقولي لصهيب بيه انك موافقة على الشغل.
قمر: حاضر بس قومي انتي دلوقتي عشان تلحقي تنامي الوقت اتأخر.
شروق : لا احنا كلنا هنمشي و نيجي بدري كده كده عمو مش في وعيه و العملية بكرة الصبح يعني ملوش لزوم القاعدة ديه.
كادت قمر ان تعترض الا ان شروق اصرت فوافقت هي على مضض.
***في الصباح الباكر***
ارتدت قمر ملابسها و انتظرت شروق لتذهب معها الى الشركة بينما ذهبت امها الى والدها في المستشفى.
***في شركة صهيب البارودي***
دخلت شروق مكتبها ثم قالت الى قمر بهدوء: صهيب بيه جه لو عايزة تكلميه دلوقتي.
نهضت قمر ثم قالت: اه هروح دلوقتي عشان الحق أرجع على المستشفى.
***في مكتب صهيب البارودي***
طرقت قمر الباب ثم دخلت و تركته مفتوح.
كان صهيب ينزع جاكيت بدلته ثم قال بهدوء : فكرتي؟
قمر بهدوء: اه.
كادت قمر ان تكمل ولكن دخول فارس المفاجئ و إغلاقه للباب جعلها تشعر بالتوتر.
نظرت قمر الى الباب فوجدته مغلق اما فارس فجلس بأريحيه على الأريكة ثم قال : صباح الخير.
صهيب بهدوء: صباح النور.
شعرت قمر بالزعر فبدأت تفرك يديها بتوتر اما فارس فنظر لقمر باستغراب ثم سأل قائلاً: قمر انتي كويسة؟
رفعت قمر رأسها ثم قالت : هاه... اه ..احم انا كويسة.
تفرس صهيب ملامحها ليجد ان تعابير وجهها ي**وها التعب ولكنه لم يعلق بسبب وجود فارس فقال بنبرة جادة: مقولتيش رأيك.
نظرت قمر اليه ثم تن*دت و قالت: انا موافقة و هبدأ أول ما شروق تمشي.
صهيب : تمام تقدري تتفضلي.
خرجت قمر من المكتب بسرعة ثم تن*دت بهدوء.
بينما داخل المكتب.
قضب فارس حاجبيه ثم قال: على ايه؟
صهيب : قمر هتكون سكرتيرتي لحد ما شروق ترجع.
رفع فارس حاجبيه حتى كادا يلامسا السقف ثم قال بمكر: هي مش كانت مش لزامك و اولع انا وهي بجاز؟
صهيب بنبرة جادة: انا عايزها للشغل مش اكتر.
نهض فارس من مكانه ثم قال : مهي بتبدأ بكده.
صهيب : هي ايه ديه؟
غمز فارس لصهيب ثم قال: هتعرف بعدين.
خرج فارس من المكتب بينما اكمل صهيب عمله.
***في مكتب شروق***
شروق بتحذير: مهما حصل يا قمر اياكي تعيطي قدامه او تبيني انك ضعيفة لأنك هتتهزقي كتير من صهيب بيه.
قمر: حاضر متخافيش.
شروق: و متخليش حد يجرحك.
ضحكت قمر ثم قالت: حاضر والله.
نهضت قمر من مكانها ثم قالت: هروح انا بقى عشان الحق العملية.
ابتسمت شروق ثم قالت: متخافيش ان شاء الله خير.
بادلتها قمر الإبتسامة ثم خرجت.
***في المشفى***
كانت قمر تجلس بجانب والدتها خارج غرفة العمليات تدعو الله ان يمر الأمر بسلام و بعد فترة ليست قليلة خرج الطبيب أخيراً من غرفة العمليات فنهضت قمر و ركضت بتجاهه.
قمر بنبرة مهزوزة: خير يا دكتور؟
الطبيب: الحمدلله العملية نجحت بس طبعا هيكون في آثار جانبية على المريض بس متخافيش هنكتبله علاج وهو هيكون بخير ان شاء الله.
تن*دت قمر براحة ثم قالت: طب وهو هيخرج امتى؟
الطبيب: يعني نطمن على ان حالته مستقرة و أن شاء الله نكتبله خروج.
ابتسمت قمر ثم عادت الى والدتها.
قمر : العملية نجحت.
سعاد: بجد ولا انتي مخبية عني حاجة؟
قمر: والله نجحت الحمدلله بس هيكون في آثار جانبية بس هتروح مع العلاج.
زمت سعاد شفتيها ثم قالت: وهو العلاج بكام لا يكون غالي واحنا محلتناش حاجة.
قمر: مش عارفه وبعدين حتى ولو غالي مهو انا هبدأ شغل من أول بكرة ان شاءالله فهجيب تمنه.
سعاد: مش عارفة انا كان مستني فين كل ده.
قمر بضيق: يا ماما كل حاجة خير من عند ربنا وبعدين ده الرسول عليه الصلاة والسلام قال (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له) . نيجي احنا في الأخر و نعترض على امر ربنا؟
سعاد بضيق: مهو الواحد فيه اللي مكفيه و الفلوس مش مقضية اكلنا حتى مبالك لما أشتغل انا لوحدي؟
قمر: يا ماما قلتلك انا ان شاءالله هبدأ شغل من بكرة و هساعدك في المصاريف.
سعاد: ماشي يختي وسعي كده اما أدخل الحمام.
نهضت سعاد بينما ظلت قمر تفرك في يديها بتوتر.
***في شركة صهيب***
كانت شروق تخبر صهيب بأهم مواعيده و ما إن أنتهت حتى قالت بأدب: كنت عايزة اقول لحضرتك ان قمر هتشتغل مكاني من أول بكرة ان شاءالله.
صهيب : اتمنى أنك تكوني فهمتيها كل حاجة .
شروق: متقلقش يا فندم قمر عارفة كل حاجة عن الشغل.
صهيب : تمام تقدري تتفضلي.
خرجت شروق من مكتب صهيب ثم انجزت ما بقي من عملها و بعد ذلك عادت الى منزلها لتجهز حقائب سفرها هي و أمها و قبل ان تسافر كانت قد مرت على المشفى كي تطمأن على زوج خالتها.
***في المشفى***
عانقت شروق قمر ثم قالت : متنسيش اللي قلتلك عليه و خلي بالك من نفسك.
ودعت شروق قمر بينما قالت سعاد : استني يا شروق انزل اسلم على نرجس.
شروق: تعالي يا خالتو.
ذهبت سعاد بينما ظلت قمر في مكانها منتظرة رؤية الطبيب المتابع لحالة والدها وما إن رأته حتى اتجهت اليه بسرعة قائلة: بابا فاق؟
ضحك الطبيب ثم قال: يابنتي اهدي والله الحاج عبد العال كويس وزي ما قلتلك في آثار جانبية هتروح مع الوقت.
قمر: طب أقدر اشوفه؟
الطبيب: أكيد طبعا اتفضلي بس اهم حاجة انه ميتعرضش لضغط نفسي عشان ده ممكن يأثر عليه.
قمر : حاضر.
دخلت قمر غرفة والدها لتقول بلهفة: بابا!.
يتبع...?