ch01
أمامي تقِف شوارِع العا**ة التي تمتدّ إلى ما لا نهاية، وخلفِي رجلان يلاحقانني إلى كلّ الأماكن الخاصة والعامة، كألم في المؤخرة لا يزول أبداً..!
-أي كارثة افتعلتها هذه المرة؟!
دورت عينيّ بتملل وأنا أنصت لجونج إن الذي يحاول استجوابي مذ ربع ساعة بينما تكتمت عن الجواب كوني أعلم أن شقيقه سيتولى الزامه ال**ت عنّي.
قال سيهون متذمراً : "لمَ لا ت**ت انت فحسب بدل استجوابها! "
قلت أوافقه بينما أحاول التكتم عن ابتسامة : "أجل، فلتفعل كما أخبرك شقيقك!"
مهما حاولت التعقل في الإجابة تأتي مليئة بالحنق فكل مرة أفتعل مشكلة والتي هي بالنسبة لي ليست مشكلة حرفيا بل خطأً صغيراً يقوم جونج إن بإلقاء اللوم عليّ كأني طفلة في حدودِ الخامِسة!
"أتساءل ما الذنب الذي ارتكبته بحياتي لأحصل على لعنة كهذه؟! " تمتمتُ بيني وبين نفسي متذمّرة..
كنت قد نلت كفايتي من صراعهما خلفي والذي أخذ يتفاقم حدّ أني توقفت في هرولتي فجأةً وحدقت بهما بنظرة سأقتلكما إن أضفتما كلمة وقدت الطريق نحو نهاية الشّارِع. لكِن، أحدهم يملِك خزانا لا ينتهى من الشّكوى!
صاح فيّ جونج إن من الخلف قائلاً : "ياه! أي أميرة تقوم بأفعال طائشة كهذه؟!"
ضيّقت ما بين حاجبي بغضبٍ يلتهم ملامحي : "أخبرتك وأخبِركَ للمرة الألف أني لست أميرةً لذلِك توقف عن نعتي بذلك!! "
نبست الحروف متسلسلة في وجهه. ظننت أني سأرتاح ما إن يكف عن مناداتي مولاتي لكِنه الآن عاد بلقب جديد بدل القديم!
رائع، فقط رائع..
"لكنك كذلك، أنتي أميرة هيونج "
"هيونج بمؤخرتي! أزعجاني مجددا وسأرمي بنفسي من أعلى قمة جبل بسيؤول!!"
هز كتفاه بلامبالاة وأردف : "لن تستطيعي ذلِك، نحن إحدى عشر أميراً إن ما أفلتك واحد سيمسك بك آخر "
أمراء، أميرة، هيونج، وهراء من نوعٍ واحِد أو آخر.. صحيح، هذه هي الظاكلة التي بقيت عليها حياتي للأربعِ سنواتٍ الأخيرة؛ بالتحديد منذ أول مرة اِلتقيت ب11 عشر شخصا كانوا لعنة أبدية على حياتي، ولسوء حظي جميعهم يؤمنون أني عروس أخيهم المقدّرة!
لنعُد بالزمن قليلاً إلى أربعِ سنوات خلت، حينما كنت أبلغ من العمرِ السابعة عشر، يوم التقينا..
Flash back | قطعة من الماضي
كانت ليلة شتوية هادئة، وأسوء من أي شيء كانت ماطِرة. كنت أمشي دون وجهة لمدة ليست بالقصيرة، ألعن نفسي على اللحظة التي ولدت فيها بعائلة خارقة الذكاء والحيلة.
أتذكر جدّيا أن علاماتي يومها كانت كارثية وقد اتخذت قراري بالفعل أني سأذهب لأي مكان ما عدا المنزل، لأنها ستكون نهايتي لو فعلت..
الطُرقات التي سلكتها لم تكن مكتظة ألبته، فقط أزقة خاوية من أنواع البشرية، هدوءها أربكني ودبّ الرعب في نفسي، إلا أن خوفي من مواجهة والديّ منعني من مغادرتها ناحية المنزل..
ودون اهتمام مني بلغت زقاقاً كانت تشمله أعمال ترميم و استصلاح خطيرة، وكعادتي، لأني علِقت في هواجسي وخيالاتِي لم ألاحظ اللافتة التي تحذّر من المباني الركيكة، والتي قد تسقط في أي لحظة!
تسمرت في نقطة وقوفِي حين سمعت صوت عويل في الهواء تلاه انحدار عامود حديدي ضخم من أعلى البناء الذي يجاورني، كنت في نقطة سقوطه تحديداً أي أني كنت هالكة لا محالة حتىلو ركضت ناحية الأقطارِ القريبة، ناهيك أني كنتُ مأخوذة في روعِ الموقف حدّ أني لم أستطع تحريك ساكِنٍ وفقط انتظرت مصيري المحتوم، الموت..
كنت لأموت فعلا ليلتها لولا أن لعنة حياتي تدخّلت في اللحظة الأخيرة..
"مولاتي "
سمعت نبراً ينادي بوجل ولضخامة اللقب الذي دعاني به استحال عليّ وقتها أن أفهم أني المقصودة بنداءه، صرخته كانت أبعد الحدود في الدفئ والرقة ولو كنت بكامل وعيي لوقعت لها تماما لكني فقدت وعيي في اللحظة الأخيرة.
أغمضت عينيّ وفتحتهما في مدة بدت لي قصيرة لكني كنت مخطئة في تقديرِها، لأجد نفسي بعدها بمكان لم أعهده أبدا.
رفعت عدستي لأجد فتاة تبدو في أواخر العشرين من عمرها، عدم تعرفي عليها عنى أنها لم تكن مألوفة البتة بالنسبة لي ما أحلّ لا إراديا راحة في داخلي؛ مجرد التفكير أني بعيدة عن منزلي يثلِج قلبي لأن وحده ذلك ما يعني أن لدي مزيدا من الساعات الإضافية لعداد عمري قبل أن تقتلني والدتي..
جنونها بمواكبتي لعظمة عائلتي يحطم داخلي، هي مشغولة في تكييفي مع معاييرها حدّ أنها لا تدرك أني قد أقبل بالموت محلّ أن أقف أمامها وأنا أحمل بين يديّ فشلي..
سمعت وشوشات من أشخاص لم يكونوا بمجال بصري وفقط كلماتهم تهرب نحو مجال سمعي، والتي كانت كالتالِي :
"واه، هي الملكة إذا! لكنّ مظهرها مخيب للأمل، ظننتُ أنها ستكون أكبر سِنّاً، إنها فتيّة للغاية على أن تتقلّد التاج.. "
"لا تغرّنك سنين عمرِها الفتية، لن يأبه في القصر أحد! كلّ ما يهِمّ هو أن سنوات البحث تلك أثمرت نتائجها، هناك أخيراً من تستطيع تخفيف وحدة الأمير وساعات جنونه ونوبات غضبه، الجميع سينعم بالراحة! "
ملكة؟ حقا!
هلوسات في وقت متأخر من الليل إذاً..فقط رائع! حياتكِ يا آن هانا مثيرة للإعجاب بشدة..
عدّلت من جلستي على السرير نية في سؤال المرأة أمامي، لكن قبل أن أفعل دخل أحدهم الغرفة بعد أن دقّ دقات خفيفة..
حدّقت فيه والتعجّب يملأ ملامحي.. بشرته كادت أن تفقدني بصري!
أهو ملاك أم ماذا؟!
"استيقظتِ!"
سأل بابتسامة بشوشة والآن فقط انتبهت للفتيات التي سمعتهن سابقا.. هل هذا يعني أنّهن لم يكن هلوسات حقا؟!
أومات له أحاول قدر المستطاع ربط الأمور ببعضها لكن الدوخة التي تفتك بي لا تسهّل من ذلِك شيئاً.
أما بالنسبة له، فيبدو أن استجابتي له أسعدته لأنها جعلت من أساريره تستنير بابتسامة عريضة!
للحظة فقط رأيته يحرك رأسه لينظر إلى ما خلفه من زاوية عينيه كأنّه ينصت لصوت وحده من يسمعه، ثم استدار إليّ ولذهولي قال مبتسماً :
" سيهون نادانا توّاً، إن كنت بحال جيد الآن أتمنى أن تنزلي معي لتتعرفي على البقية"
لم أستطع لحظتها أن أبدي أي ردّ فعلٍ على ملامحي لكن داخلى كان يقرع بصخب إثر الخوفِ والهواجِس، كنت متأكدة أني لم أسمع أحدا يناديه ولا رأيته يحمل هاتِفاً! على هذا أن يكون مقلباً وإلا فقدتُ وعيي مجدّداً!
نهاية الفلاش باك
تبسّمت وحرارة ذكرى لقاءنا الأول تدغدغ قلبي، هم لعنة ونعمة حياتي مهما تذمّرت من التصاقهم المستمرّ بي، لكن جمال الذكرى وحده لم ينسني غضبي، عليّ ركل مؤخرة أحدهم لأهدأ!
"ماذا الآن؟! " تساءل جونج إن وهو يستشعر موجات غضبي التي تنبعث في المحيط، وكالعادة، كان لسيهون شرف الإجابة : هي غاضبة مني كوني ض*بت صديق طفولتها الذي حاول تقبيلها، تظن أن ذلك كان همجيا للغاية م**ّ
حدق في جونج إن كأني مجنونة : الهمجيّ أن يقبل رجل امرأة موعودة لآخر!
مستني كلماته وذكره لهُ كما مس الحزن ملامحي، ا****ة عليه هذا الآخر الذي أنا موعودة له..