الفصل العاشر

856 Words
الأيام تمر والحياة تسير و كما يقولون لن تقف عند أحد ، والٱن مر عام على فراقها ، وجع ما زال يرافق قلب "نادية" على فراق صديقتها ، "دينا" أصبحت مٌغنية مشهورة كما تمنت بمدينتها وخارجها ولكن ابتسامتها اختفت فور أن علمت ببعثته للخارج و رحل تاركاً اياها تتخبط بحبها له الضائع ، "مراد" لم ينسى حُبه ل"دينا" ، ظل يراقب نجاحها طوال ذلك العام ب**ت ، فرحاً لما وصلت له ولكنه يعلم مدى شعورها بالداخل ، لم تستطع "فريدة" أن تجعله يُحبها أو تشعر تجاهه بالحب فأنهت تلك الخطبة سريعاً ، "ياسين" كُل ليلة حبه لها يزداد ، استطاع أن يكون بجانبها ، جعلها تشعر بأنه الملجأ الوحيد لها كى تُبعث بهمومها له ، اما عنه فلم يقدر على الوجود بتلك البلاد مرة أخرى ، ذنبٍ وإثم كبير يُحمله لنفسه بسبب ما حدث لها ، يا ليتها قتلته وريحته من عذاب ضميره ، بعثته انتهت و الٱن عائداّ الى بلاده فى يوم وفاتها ، ابتسم بوجع وهو يقف أمام مقابرها ينظر إليها بحزن دفين وتحدث قائلا :- _ليه استغنيتى عن الحياة بالسرعة دى ، ليه ...؟ …………… _عاملة إيه ..! قالها "مراد" وهو يٌحادثها يطمئن على أحوالها ، تعلق غريب اصابه تجاهها على الرغم من عدم توقف قلبه بالحُب تجاه "دينا" ، لكنه ارتاح لوجودها بحياته ، نسيت أن اخبركم "مراد" تزوج .! ، فتاة تُدعى "ليلي" ، ابتسمت "ليلى" وجلست بجانبه تخبره عن أحوالها ، طبع قُبلة اعلى جبينها واخبرها بضرورة ذهابه إلى عمله ، اومأت له فى هدوء تام ورحل تاركاً اياها وحدها ...! …………… "نادية اهدى ممكن تفهميني بتعيطى ليه " ...! هدر بها "ياسين" بعصبية وهو يري حالتها الغير طبيعية وتلك الهيستيرية الغريبة من بُكاءها مرة واحدة ، انتفضت "نادية" أكثر حينما شعرت بالخوف من نبرته ، لاحظ "ياسين" ذلك فأقترب منها باعثاً بداخلها الاطمئنان ، ممسكاً يديها بُحب قائلاً بهدوء :- _حبيبتى أهدى انا مش هعملك حاجة ، بس فهمينى إيه اللى وصلك للحالة دى ...! وبيديه الأخرى مسح دموعها التى تسقط واحدة تلو الاخرى غير عابئاً أو مهتماً بمن ينظرون لهم داخل الجامعة ، توترت "نادية" من فعلته وبعدت يديه عنها سريعاً وتحدثت بوجع :- _زى انهاردة "جميلة" صحبتى ماتت ، انهاردة ذكرى وفاتها ...! كان يعلم أن ذلك السبب ، ولكنه توقع أن تكون قد نسيت ، خصوصاً قدومها للجامعة بإبتسامة مشرقة كعادتها ، وافق على تعيينه مُعيدا داخل الجامعة كى يبقي بجانبها ، تحدث بُحب :- _إيه اللي خلاكي تفتكري مرة واحدة بس ...! _كنت فى السيكشن وبشوف الساعة كام عشان اعرف هخلص أمتي ، عيني وقعت على التاريخ بالصدفة ، انا غ*ية ازاي نسيت حاجة زي دي ...! قالتها بعصبية شديدة ثم انتبهت لحديثه فأكملت بغضب :- _يعني انت كنت فاكر يا "ياسين" ومقولتليش ..! ابتسم "ياسين" وهو يُقرب كرسيه منها هامساً لها بلؤم :- _انا فاكر حاجة واحدة بس ، أني قدرت اكون جنبك ، عرفت اسمك ، وقبل كل ده حبيتك ، يعني التاريخ ده عندي بالنسبالي شئ مهم ، "نادية" انا عايز اتجوزك ...! ……………… "اروي جهزتي كل حاجة لحفلة اسكندرية " ..! قالتها "دينا" وهي تخرج من سيارتها الخاصة مرتدية نظارتها الشمسية ، تحادث "اروي" على الهاتف ، تجمع رهيب من زمائلها بالجامعة يريدون اخذ صور معها ، جعلها تنهي المكالمة معها والإنتباه لهم ، "الشُهرة" ارادتها كثيراً ولكنها الٱن لا تريدها ، امتثلت لأوامرهم جميعاً والتقطتت صوراً مع معظمهم واعتذرت للباقي مُتعللة بضرورة ذهابها إلي محاضرتها وسارت بسرعة تامة مبتعدة عنهم بعد أن أغلقت سيارتها بالمُفتاح الإلكتروني ..! وقفت بمكان بعيد عنهم تُهدأ من نفسها قليلا ً، استمعت لصوته الحاد من وراءها يقول بإستغراب :- _مالك ، متضايقه ليه ..؟ ردت عليه دون أن تلتفت له قائلة بوجع :- _فيه أني زهقت ، زهقت يا "مراد" ، كل النجاح اللي وصلتله حالياً مش عايزاه ، عايزة ارجع "دينا" بتاعت زمان ، عايزة الحُرية اللي الشهرة قيدتها ، عايزة ارجع زي الاول من غير هموم ...! وقف أمامها ينظر إليها بحيرة غير قادراً على فهمها ، محدثاً إياها بهدوء :- _ده اللي اتمنتيه يا "دينا" ، ليه مش عايزاه دلوقتي ..! _عشان كرهت التماسك وكرهت شخصيتي القوية ، عايزة الإنسان الوحيد اللي حبيته يحس بيا ، كل يوم بيمر بيثبت ليا أني مش هبقي ليه مهما حصل ، كان نفسي ابقي زيك ، اعيش حياتي وانسي حبه واتجوز ، زي ما انت نسيتني يا "مراد" ..! قالتها بوجع وان**ار ، المرأة مهما اظهرت قوتها أمام الجميع هي بحاجة الي شخص يسندها ، شخص توهبه حياتها وقبل كل هذا توهبه قلبها ...! اقترب منها ممسكاً إياها من ذراعها قابضاً عليه بوجع مردفاً بكل ما هو بقلبه :- _عمرك ما هتلاقيه بيحس بيكي طول ما انتي مش بتحسي بغيره ، طول ما انتي يا "دينا" بتوجعي قلوب ناس مكنش ليها ذنب غير أنها حبيتك ، انا عمرى ما نسيتك يا "دينا" ، ولحد دلوقتي بحبك ..! …………… خرجت دون أن تخبره متجهاً لمكان ما ، وقفت امام مقابرها تبكي بوجع ، طرحتها السوداء خافية شعرها ومعظم وجهها ، تنظر إلي اسمها المكتوب بخط عريضٍ على تلك المقبرة ، شعور بالوجع يقتحمها ، من الحزن أن ترى نفسك ميتاً فى أنظار الجميع وانت علي قيد الحياة ، قطع مُخيلتها صوت ليس غريبا قائلاً بإستفهام :- _انتِ مين ...؟ انتهي البارت ..♥ بقلمي / نورهان نادر ? #NOURHAN #NADER
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD