تسير فتاة بجانب صديقتها تلك التى تهوى قراءة الروايات بعد ان خرجا معآ من مكتبة الاسكندرية على شاطئ البحر ابتسمت احدهم الى الاخرى و تحدثت بعفوية :-
-حبيتيه ..!
عقدت الاخرى حاجبيها فى دهشة من سؤالها واردفت بهدوء :-
-هو ايه ده اللى حبيته ..؟
ابتسمت بخفوت ثم تحدثت قائلة :-
-البحر يا نادية ..!
تبدلت ملامح وجهها ولاحظت صديقتها ذلك فأقتربت منها سريعا واحتضنتها بشدة ،ابتسمت الاخرى ثم تحدثت :-
-انتى عارفة انى عمرى ما حبيته ، ليه بتسألى السؤال ده دلوقتى يا جميلة ..!
ابتعدت جميلة عنها قليلا ونظرت تجاه البحر مردفآ :-
-نظراتك ليه بتقول انك بتشكيله همومك ..!
نظرت الاخرى ايضا تجاه البحر بملامح خالية من اى مشاعر واكملت حديث صديقتها وهى تقول :-
_وجايز بعاتبه يا جميلة ، بعاتبه لانه اخد منى اغلى حاجة فى حياتى زى الراجل اللى هناك ده ..!
توجهت اعين جميلة تجاه ذلك الرجل وتحدثت لإياها وقالت :-
_مين ده يا نادية ..!
امتلأت اعين نادية بالدموع ، حاولت قدر استطاعتها ان تتماسك واردفت :-
_ده راجل حب يا جميلة ، وحبيبته ماتت فى البحر ، بيجى للبحر كل يوم يعاتبه على فراقه لحبيبته ، تفتكرى فى حب كدا يا جميلة ..!
وكأنها سألت السؤال الخطأ للشخص الخطأ ، غيرت جميلة مجرى حديث صديقتها وتحدثت بإبتسامة :-
-مش هنروح البن البرازيلى سوا ..؟
ابتسمت نادية بود وتحدثت قائلة بمزحة :-
_لا روحى انتى انا ورايا حاجات كتير لازم اجهزها قبل الجامعة ، سلام يا جميلة ..!
تركتها ورحلت عائدة الى منزلها ، سارت جميلة وحدها الى مكانها المفضل ، وصلت لذلك المكان وسارت بخطوات سريعة وهى تبحث فى حقيبتها ع روايتها الجديدة التى اشترتها منذ قليل ...وبينما هى تتحرك بسرعة ، وجدت نفسها اصطدمت بشخص ما ، الذي اسرع اليها قبل ان تقع ع الارض وحاوط خصرها بيديه وهو يقول :-
-مش تحاسبي يا انسة ..!
لم ترد جميلة ولكنها سرحت فى عينيه الخلابة التى سحرتها بجمالهما لونهما الاسود القاتم ، حاولت ان تخرج من سحرهما وجمالهما لكن دون فائدة ، حتى فاقت من سرحانها ع يد تعبث ب*عرها الذي كان مربوط وما ان شد تلك الرابطة حتى وقع شعرها ذات اللون البنى الفاتح ع ظهرها والخصلتين التى وقعا ع وجهها لتزيدها جمالا على جمال ، امسك هو بواحدة منها وهمس فى اذنيها بخفوت :-
-كده احلى ..!
فاقت جميلة من سرحانها وتحدثت بعصبية :-
-انت ازاى تسمح لنفسك انك تتجاوز حدودك ..!
اخذت حقيبتها ودلفت سريعا إلى الداخل فى محاولة منها لإخفاء نظراته تجاهها وهى تتحدث بصوت منخفض :-
_شخص رخم بس الصراحة قمر ، تقفيل اوروبى كدا ..? !
جلست فى مكانها المعتاد وطلبت مشروبها المفضل وبينما هى سارحة فى خيالها مع رواياتها حتى توقفت فجأة من قرأتها لتلك الرواية ونظرت بعينيها من خلف الزجاج ، ترى المطر وهو يتساقط واحدة تلو الاخرى ، ابتسمت بعفوية فور ان وقع نظرها ع اثنين يبدو انهما حبيبان يمسكان بأيدى بعضهما ويمشيان تحت ذلك المطر الغزير ، ابتسمت بهدوء ثم تمتمت قائلة :-
متى سأجد الحب الذي ابحث عنه ..؟
اخرجت هاتفها من شنطتها وفتحته والصدمة تحل وجهها من شكل غلاف الهاتف هذا ليس هاتفها ، وضعت يديها ع رأسها وتحدثت :-
- ااه يا وقعتك السودة يا جميلة ، ده تليفون الواد الحليوة اللي خبطت فيه ..!
-الله يحفظك يارب انا طول عمرى امور ..?
نظرت بعينيها تجاه ذلك الصوت وجدته امامها مرة اخرى ، توردت وجنتيها بلون الاحمرار الشديد وهي تردف بغضب :-
-لو سمحت هات التليفون ...؟
-مش قبل ما اعرف اسمك ايه يا ذات العيون الخضراء ..!
تحولت ملامح جميلة وعقدت حاجبيها ببرود واردفت بحدة :-
-بقولك ايه انا عفاريت الدنيا بتننط فى وشى هات التليفون والا ..!
تهكمت ملامح وجهه واردف ببرود مصطنع :-
-من غير والا ، خدي يا اختي تليفونك هاتي تليفوني ، بس نصيحة مني الصور اللي عليه دي تمسحيها ، وانتي حلوة كده ، عن اذنك .!
واخذ هاتفه وترك هاتفها ورحل فى **ت تاركها خلفه ما زالت فى صدمتها ، ويقول بإنتشاء داخلى :-
--مسيري هعرف اسمك يا ذات العيون الخضراء ..♥
اما عندها فقامت بترك حسابها واخذ شنطتها وهاتفها واتجهت نحو منزلها مباشرة التي تعيش فيه وحيدا ليس لديها اشقاء والدتها متوفية منذ عام ووالدها متوفي من قبل ولادتها ، ابتسمت بحزن ع حالها فإنها تعيش وحيدة فى ذلك المنزل الخالي من اى ابتسامة او وجوه غيرها ، دلفت الى غرفتها وبدلت ملابسها ورفعت شعرها ولكن ابتسمت فور تذكرها له عندما قام بنزع الرابطة ، تترك شعرها مفرودا ودلفت الي سريرها الخاص بها ، تأتيها رسالة من رقم يدعي سيف يقول بها :-
-مش ناوية تقوليلي اسمك يا ذات العيون الخضراء ..؟
وفى تلك اللحظة دق باب شقتها ، تركت هاتفها مرة واحدة والقلق يتسرب اليها ولكن اجمعت نفسها قليلا وقامت من مكانها ، ترى من اتى إليها فى ذلك الوقت ..!
#بقلم_نورهان_نادر ❤?
#NOURHAN #NADER ♥