الفصل السادس عشر

1165 Words
كان يقف أمام باب منزله وعلى وشك فتحه ، فاجئه "سيف" بنزوله له ومطالبته بالجلوس معه فترة بسيطة ، رغم أن الوقت يكاد يكون متأخر بالنسبة لعمه نظراً لظروف عمله التي تُجبره للإستيقاظ مُبكراً إلا أنه لم يُعارضه بل إستقبله بص*ر رحب قائلاً بإبتسامة بعد أن جلسا الإثنين على المقعد :- _خير يا "سيف" ، ولو انى زعلان منك عشان اللى عملته مع اخوك ..! اطرق رأسه فى حرجٍ مُحدثاً عمه بصوت هادئ :- _انا عايز حضرتك توصله الجواب ده بُكره بليل بعد حفلة "دينا" ...! أخرج ظرف ما من جيبه ، عقد عمه حاجبيه فى استغراب مُردفاً بهدوء :- _جوااب ..؟ ، طب ما توصله انت يا "سيف" وبالمرة تتصافوا ..! رد عليه "سيف" بحُزن :- _"ياسين" خلاص زهق من نصايحوا ليا يا عمى وانا كمان مديله العذر ده ، ممكن توصله الجواب زى ما قولت لحضرتك ...! اومأ "عمه" فى تفهم ، فأكمل "سيف" حديثه بهدوء :- _انا مش جاى لحضرتك فى الوقت ده عشان كده بس ، انا جاى بخصوص موضوع تانى ...؟ .….….…...….….…. كان يوم طويل على أحدهم ولكن من المؤكد أن الشمس لا بُد أن تظهر انهاءاً لكُل ما حدث أمس ، مُعلنةً عن بداية يوم جديد ربما ستكون بداية الحياة لأحدهم ومن الممكن أن تكون بداية الأمل لحياة جديدة بعيداً عن متاعبها ...! ظلت تُغلق عينيها وتفتحهم عدة مرات حتى اعتادت على إشاعة الشمس المُقتحمة غُرفتها ، تقلبت بخفة من على الفراش حتى لا تزعجه مُرتدية ملابسها على عجالة قبل أن يستيقظ ، نظرت إليه مُتأملة ملامحه النائمة ، اقتربت منه بهدوء مقُبلةً إياه فى أحد خديه ، وجدت يديه تربُط على خُصرها بشدة ، ابتعدت عنه بغضب قائلةً :- _انت بتضحك عليا وصاحى ...! فتح عينيه أخيراً مُبتسماً لها بخُبث مُردفاً بلؤم :- _صباح النور حبيبتى ....! كادت أن ترحل ولكنه قَلَبَ وضعيتهما فأصبح هو يعتليها وهى أسفله ، مُقترباً منها كى يُقبلها ، وجدت يداها توضع تلقائياً على بطنها هامسةً له :- _"مراد" انا خايفة عليه ، خلينا مُلتزمين بكلام الدكتورة ...! ابتعد عنها قليلاً مُخرجاً أحد سجائره مشعلاً إياها ، شعرت بدوار يقتحمها فور أن اخترقت رائحتها الكريهة أنفها ، جرت سريعاً الى الحمام وافرغت ما ببطنها ، ألقي سيجارته سريعاً وجري إليها حتي وجدها تجلس أرضاً تُفرغ ما بجوفها ، اقترب منها باعداً خُصلات شعرها عن وجهها ماسكاً اياها بتحكم ، وما أن انتهت حتى نظر إليها بخوف شديد ، ترك شعرها على ظهرها بعد أن لف يديه حول خصرها يُساعدها على الوقوف ، فتح المياه وغسل بشرتها الشاحبة ، وجدها تتشبث به دافنة وجهها بص*ره ، تبكي بتعب ، أحتضنها بهدوء وهو يقول بلهفة :- _تعالي نروح للدكتورة ...! اشارت له بالرفض ، رفعها بيديه ذاهباً تجاه غرفتهم ، وضعها برقة علي الفراش مُحدثاً إياها بخوف :- _طب انتي تعبانة من اى ، إيه اللي خلاكي تتعبي كده انتي كنتي كويسة ...! ابتسمت بوهنٍ وهي ترد عليه بتعب :- _عادي يا "مراد" متخافش ، اول 3 شهور كده انت المفروض عارف يعني ، ومتقلقش ميعاد الدكتورة الاسبوع الجاي هبقي اطمن ..! امسك يديها بتوتر ، وجدها تبتعد قليلاً عنه ، رأها تنظر تجاه السيجارة الذي اشعل اياها وتركها بداخل "الطفاية" ، حملها مرة أخري تحت صدمتها مُدخلاً "جميلة" الي غرفة أخري مُخصصة للضيوف ، وضعها على السرير بهدوء وهو يقول بعصبية :- _مقولتليش ليه أن ريحة السجاير بتتعبك كده ...! تجمعت الدموع داخل عينيها وهي تحاول الاعتدال فى جلستها ، ساعدها على الجلوس غير ناظراً بعينيها الخضراء التي تُسحره ، ينتظر رداً منها على ذلك ، تحدثت ببكاء :- _انت اضايقت مني لمُجرد ما قولتلك انا خايفة علي ابني ولازم نسمع كلام الدكتورة وقومت بعدت عني ، هقولك كمان مش عايزاك تشرب سجاير عشان بتتعبني ...؟ -انتي غ*ية ، انا بعدت عنك عشان اسيطر على نفسي ، متفسريش تصرفاتي غلط يا "جميلة" ...! قالها بحدة غير عابئاً بدموعها ، كان على الوشك القيام والخروج من الغرفة ، لامست يديها يداه جعلته يتصلب في مكانه وهي تُحادثه بضعف :- _طب متسبنيش وتمشي ، خليك جنبي حتي لحد ما انام ..! لأول مرة يراها بذلك الضعف ، دائماً تتصنع القوة حتي لو ظاهرية لكنها الآن ضعيفة لدرجة لا يُمكن أن يتخيلها ، اقترب منها جالساً بجانبها على طرف السرير ، قائلاً بهدوء وهو يمسح دموعها :- _اهدي ومتعيطيش انا مكنتش هسيبك وامشي انهاردة ، انا بس كنت هاخد شاور و اجيلك ...! وجدها نامت سريعاً وهو يُحادثها ، ابتسم بهدوء على برائتها ، غطاها جيداً وهنا شعر ببرودة الجو ، التفت تجاه المدفئة مُشغلاً إياها وخرج سريعاً كي يأخذ ملابسه ودلف للحمام المُلحق بغرفته ...! .….….…..….….…..… -هايل يا جماعة ، خدوا بريك نص ساعة ، "دينا" تعالي عايزاكي ...! قالتها "اروي" بعملية وهي تتابع الفرقة بإهتمام بعد أن انتهت البورفا الأولي ، جاءتها "دينا" بتعب قائلةً :- _خير يا بنتي ، عايزة ايه تاني ..! ردت عليها "اروي" بغضب مُصطتنع :- _هعوز إيه منك يعني ، فيه حد جابلك ورد ووصله مع العامل لأوضتك اللي بتجهزي فيها ...! عقدت حاجبيها فى استغراب قائلة بإستفهام :- _ورد ..؟ ، مين اللي جابه ، طب بصي انا هروح اوضتي اريح شوية واشوف مين اللي جاب الورد ده ، ممكن يكون بابا ..! رحلت تجاه غرفتها تاركةً إياها وحدها ، جلست على أحد المقاعد قائلةً بحسرة :- _واانا محدش هيجبلي جوز شباشب حتي ، يلا المنحوس منحوس لو علقه على راسه فانوس ...! -ليه كده يا حبيبتي بس هو انا اثرت معاكي فى حاجة ..؟ قالها "رامي" وهو يقف خلفها بعد أن استمع لكلماتها المُضحكة ، قامت من مكانها مُتجهة إليه وعيناها تُشع غضباً قائلةً بحدة :- _حبك برص يا بعيد ، وليك عين تجيلي هنا تاني ، ده انت رخم يا شيخ مش عارفة انا حبيتك على خيبة إيه ..! اقترب منها يكاد يكون ملتصقاً بها قائلاً بغرور :- _اعترفي اعترفي انك مش قادرة تعيشي من غيري ، بقولك ايه حدديلي ميعاد مع ابوكي عشان اتقدملك وا**ب فيكي ثواب ..! رغم فرحتها بما قاله الا أنها نظرت اليه بغضب مُردفةً بكبرياء :- _لا ا**ب الثواب ده فى حد تاني ، "ماجد" ابن عمي راجع من لندن كمان يومين واحتمال يتقدملي خصوصا أن أبوه فتح ابويا فى الموضوع ده ، فانسي خلاص اني هرجعلك ...! -وهتقدرى تعيشي من غيري ..! قالها بجمود شديد ، تفاجأ من ردها عليه بلا مبالاة فقالت :- _هقدر يا "رامي" ، زي ما انت بتقدر كل يوم تنام مع واحدة وبتنسي حُبنا ، انت اتعودت اني اغفرلك كل اخطائك واتنازل واسامح ، بس انا تعبت خلاص ومش هقدر أكمل بالطريقة دي ..! ..….....….….….…. احلام سيئة تأتيها من حين إلي اخر تُعكر صفو حياتها ، وجد عيناها تبكي وهي نائمة ، تحتضن بطنها بتملك قائلة بوجع :- _لا اانا مش عايزه بنات ، البنت بتتظلم ومش بتقدر تاخد حقها في المجتمع ده ، مش عايزه بنتي تشوف اللي انا شوفته ..! "جميلة" "جميلة " ، فوقي ، ده حلم حبيبتي فوقي ...! فتحت عينيها ببطئ ، ظلت تأخذ أنفاسها بين الحين والآخر ، عيناها تبكي مُحدثةً إياه بوجع :- -انا مش عايزة بنتي تشوف اللي شوفته يا "مراد" ، مش عايزة بنااات ...! انتهي الجزء الاول من البارت الاخير ...!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD