الفصل الخامس عشر

1105 Words
مب**ك الف مب**ك ..! قالتها والدة "نادية" وهي تقترب من ابنتها بسعادة لا توصف ، عيناها تبكي بفرحة غير مُصدقة تلك اللحظة التي تعيشها حالياً ، ابنتها أمامها عروس تمت خطبتها وبعد عدة أشهر ستكون بمنزل زوجها ، الايام مرت سريعاً ما زالت تتذكر لحظة علمها بحِملها فيها بعد عامين زواج دون حدوث شئ ، كانت تبكي ليلاً وتُصلي فجراً ناديةً ربها بتحقيق امنيتها الوحيدة ، ابن أو ابنة صالحين يكونوا لها العون هي وزوجها ، ربها لم يخذلها أبداً مُستجيباً لدعائها واهباً لها ابنة صالحة ، سمتها "نادية" استجابةً لنداءها ربها دون أن يخذلها ، كل ذلك عايشته فى تلك اللحظة التي تأملت فيها ملامح ابنتها الوحيدة وهي تنظر إلي خطيبها بفرحة ، غير مهتمة بدموعها الممتلئة خديها ، لاحظت "نادية" دموع والدتها ، اقتربت منها حاضنةً إياها بحُب قائلاً بمرح :- _انتي زعلانة أن بنتك اتخطبت ولا ايه ، مش كل شوية تقوليلي أمتي افرح بيكي ، أعملك إيه انا دلوقتي ...! رمقتها والدتها بغضب وهي تبتعد عن حُضنها مردفةً بحزن :- -بطلي لماضة يا بت ، مكنتش اعرف اني هزعل كده ، بكره لما تخلفي هتحسي بده ...! توجهت انظارها تجاه "ياسين" الواقف مع والدها وعمه يتحدثان قائلةً بلهفة :- _يارب ..! لجزتها "دينا" بمرفق يديها مُحدثةً إياها بأريحية :- _جرا إيه يا عروسة ، إيه اللهفة دى خلى بالك للعريس ياخد باله ...! اطرقت "نادية" رأسها فى حرج ، ابتسمت "دينا" لها وهمست بأذنيها قائلاً بفرحة :- _خليه هو اللى ملهوف عليكى ، انتى مشوفتيهوش لما اتأخرت عليهم عشر دقايق واحنا جايين على اللى عمله فيا ، ده بيموت فيكي ...! ردت عليها سريعاً دون تفكير :- _تفتكري ....! ضحك الجميع عليها ، اومأت "دينا" بخفوت وضحكة الي حد ما مرتفعة قليلٱ ص*رت عنها ، ابتسمت "نادية" فور أن رأته مُقترباً تجاهها بصحبة والدها ، أخيرا ستتحدث معه لوحدهم ، قاطع مُخيلتها صوته يقول بإحترام :- _ينفع يا عمي اخد "نادية" نتكلم شوية لوحدنا ، بحيث نتعرف على بعض ..! اومأ بهدوء رغم رفضه القاطع بأن يأخذ أحدهم ابنته الوحيدة ، ضغطت زوجته على يديه جعلته يبتسم رغما عنه ، قائلاً بهدوء :- _ ممكن تقعدوا فى البلكونة لو تحبوا أو تخرجوا فى الصالة بره ..! اخذها "ياسين" من يديها مُتجهاً الى الصالة ، أدخلت لهم والدتها بعض الحلويات والمشروبات لهم ثم رحلت ...! سحبت "نادية" يداها منه فى حرجٍ ، ابتسم رغماً عنه قائلاً بلؤم :- _على فكره انا كلها كام شهر وابقي جوزك ...! ردت عليه "نادية" بتوتر :- _ومن هنا لحد ما تبقي جوزى انت ملكش كلام عليا ...! اقترب منها هامساً لإياها بخُبث :- _هو انا اه مليش كلام عليكى لحد دلوقتي ، بس بعد الجواز هيبقي ليا كلام كتير وبكره نشوف ...! .................................... وصل إلي منزله ليلاً بعد أن انتهي من شراء كل ما يمكن أن تحتاجه طوال فترة حملها ، دخل عليها غرفتها وجدها نائمةً على بطنها ، شعرها الناعم مُغطيء وجهها ، أزاح بعض الخُصلات عن وجهها مُتأملاً ملامحها فى تمعن ، اقترب منها قليلٱ طابعاً قُبلة هادئة على شفتيها ، تمللت فى فرشتها فور ان شعرت بوجوده ، ابتسمت بُحب قائلةً وهي تغلق عينيها عدة مرات وتفتحهم ببطئ :- _صباح الخير ..! اشعلت براكين لن تنهمد بشكلها الفوضوي وبنبرتها النائمة جعلته يقترب منها بإنجذاب شديد وكأنه تحت تأثيرها ، لاثماً شفتيها فى قُبلة عميقة طالت لعدة دقائق ، ابتعد عنها فى إشارة منها بحاجتها للهواء ، قائلاً بخُبث :- _صباح الخير إيه قولي مساء الخير ...! توردت وجنتيها وابتعدت سريعاً عنه وهى تنهض من مكانها مُتجهةً الى الحمام فى محاولة منها للهروب ، وقف أمامها مانعاً عنها السير قائلاً بلؤم :- _هو ينفع نخالف كلام الدكتورة انهاردة ...! لم تفهم مقصده وسريعاً وجدت اقدامها لا تلامس الارض غامزا إليها بحُب مُقتربا من أذنيها هامساً لها :- _اعتبرى انهاردة ليلة فرحك يا .........! **ت قليلٱ بعد ان وضعها ببطئ على سريرها ، رافعاً إليه وجهها سارحاً بعيونها الخضراء مُكملاً بهيام :- _اعتبريها ليلة فرحك يا "جميلة" ...! ....................... _"نادية" انسي اللى فات ، انا مكنتش اعرف ان اخويا ليه دخل باللى حصل لصاحبتك صدقينى انا مش زيه ...! قالها "ياسين" بهدوء خاصةً بعد أن استأذن من والدها لخروجهم قليلٱ ومعهم "دينا" التى كانت تجلس بعيداً عنهم قليلٱ على مقعد ما تعبث بهاتفها ، وجد يداها الناعمة تُلامس يديه وتحدثت بُحب :- _"ياسين" انا مش زعلانة منك بالع** ده اثبتلي قد ايه انت بتحبني بأصرارك عليا ، "جميلة" اكيد اللي حصل ده فيه خير ليها ، بس اللي مضايقني اني لحد دلوقتي مش عارفه أوصلها ، تفتكر تكون بخير دلوقتي ...؟ ابتسم لها طابعاً قبلةً هادئة على يديها جعلتها تسحبها من كفيه بحرجٍ مُردفاً بسعادة :- _بإذن الله هنقدر نوصلها ، المهم انتي هتقدري تبدأي حياتك معايا يا "نادية" ، انا معنديش حاجة هقدر اقدمهالك غير شوية فلوس فى البنك من ميراث ابويا وشقة بس ، هنبدأ حياتنا خطوة خطوة وهساعدك تكملي تعليمك ، هتقدري ...! اومأت له بحُب ، وقبل أن تنطق بشئ قطعهم صوت "دينا" قائلةً بمرح :- _قالتلك اه اهي يا عم ، يلا بقي عايزة انام عندي حفلة بكره ...! جز على أسنانه مُغلقاً يديه فى قبضة تكاد تهدئه قليلاً من ابنة عمه هادمة الذات ، نظر إليها شرساً قائلاً ببرود :- _مسيرك تتخطبي وهردهالك ، بت تعالي هنا انتي صحيح مسافرة ...! ردت عليه بهدوء قائلةً :- _ايوه هكمل تعليمي بره هبقي اكلمك افهمك السبب ، المهم يلا عشان نوصل "نادية" ونروح ...! تدخلت "نادية" فى الحوار مُردفةً بغيرة :- _هو انتوا بعد ما توصلوني هتروحوا لوحدكوا وتتكلموا ...؟ لاحظت "دينا" غيرتها على "ياسين" منها فأشارت له بال**ت هامسةً لها بهدوء :- _على فكره انا مُرتبطة ، وياسين زي اخويا "عمر" بالضبط ...! ثم أكملت حديثها بصوت مرتفع :- _يلا بقي عشان نروح هموت وانام ، وخدوا دعوتين الحفلة نسيت اديهم ليك ، وهوصلك انت الاول عشان "نادية" بتغير عليك ....! .......................... خجلٍ ما زال يُصاحبها رغم أنها ليست المرة الأولي لحدوث ذلك بينهم ، كانت تلك المرة مُختلفة تماماً عن ما سبقتها ، حنيته معها وحبه لها وخوفه على طفلهم كان ظاهرا ً جدا فجعلت ليلتها معه من اجمل ما عاشتها بحياتها ، كُل تلك اللحظات كانت سارحةً بهم وهو يحتضنها من ظهرها ً سانداً برأسه على كتفها طابعاً قُبلات خاطفة على رقبتها ، هامساً لها بحُب :- _انتي عملتي فيا إيه ، انا حبيتك جدا ..! تقلبت فى فراشها مُغطية جسدها العاري مُحدثة إياه بهيام وهي تفتح ذراعيه نائمةّ بأحضانه :- _انا اللي حبيتك جدا يا "مراد" ، صدقني ربنا عوضني بيك انت عن كل اللي شوفته فى حياتي ...! ضم يديه حول جسدها دافناً إياها داخل أحضانه قائلاً :- _انتِ اللي عوضتيني يا "جميلة" ، نامي وارتاحي شوية انا تعبتك الليلة ، نااامي ...! وكأنها كانت تنتظر كلمته الأخيرة فلأول مرة عينيها ستغلق بأمان دون خوفٍ من مستقبل قادم ، هي امنته على نفسها منذ عامٍ وهو كان جدير بتلك الأمانة ، نظر إليها بتأمل لملامحها المُستكينة مُقبلاً جبينها بحُب غائصاً بنوم عميق ...! انتهي البارت ...?♥
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD