كنت عايز اعرف رأيك فى الموضوع اللي كلمتك فيه من اسبوع ..!
اعتدلت " دينا " فى وقفتها وتحدثت بجدية :-
-انا اسفة يا د/ مراد ، انا حالياً مش بفكر فى الموضوع ده ، انت ألف بنت تتمناك بس كل شئ قسمة ونصيب ، عن اذنك ..!
رحلت من أمامه ، تذكرت عندما تقدم لخطبتها من والدها منذ اسبوع وهي اخبرته بأن يعطيها وقتها للرد عليه ، نفضت تلك الذكريات عن رأسها ، ذهبت إلي مسرح الجامعة لإقامة البروڤا قبل ميعاد حفلتها الأولى بدار الأوبرا ..!
………………
أتصلت ع هاتف صديقتها اكثر من مرة لم تجب ، قلقت كثيراً عليها وقررت أن تذهب إلي كليتها لعلها تراها ..!
………………
_يا بنتي لسة بدرى خليكي قاعدة معايا شوية ...!
قالتها احدهن بصوت واضح نسبياً فتحدثت جميلة :-
_لا أنا اتأخرت اووي وكمان ورايا مشوار ، اشوفك بكره يا سلمي ..!
رحلت " جميلة " أخيراً بعيداً عن تلك الفتاة الغريبة التي ظهرت لها من عدم ، زفرت بضيق عندما وجدته أمامها يسد طريقها عليها ، اخذت نفساً سريعا ثم زفرته قائلة بضيق :-
_افندم ..!
_بصي بقا الطريق وقعك فى طريقي مرتين ، وده ملهوش الا معني واحد بس ، انك هتبقي تحت ايدي قريب ، فأنا بقولك من دلوقتي احنا نض*ب ورقتين عرفى ونقضي لينا يومين حلوين وكل واحد يشوف طريقه ، وياريت توافقي بالذوق بدل ما ...
نظر لها من أعلي لأسفل متفحصاً لها بنظرات جريئة مكملاً حديثه قائلاً :-
_بدل ما اللي مش هيجي بالذوق يجي بالغصب ...!
صفعته ع وجهه بعد ما تفوه به ، ثم بصقت عليه قائلةً بشجاعة لا تعلم من اين اتت بها :-
_انت لو فكرت تقرب مني انا هقتلك ، منصبك اللي انت فيه يا دكتور يا محترم خاف عليه ، بدل ما افضحك واوريهم حقيقتك القذرة ، مش هتكون اول واحد اكشف حقيقته قدام الناس ...!
تركته ورحلت تحت نظرات الطلبة بالجامعة ، منهم من صدم من جراءتها ، ومنهم من نظر إليه بشماتة ، اقتربت منه احدهن وتحدثت بفرحة :-
_اللي انت عملته زمان فى بنات الناس ، بيتردلك دلوقتي يا د/سيف ...!
قالت جملتها الأخيرة بسخرية ، وتركته تلك الفتاة ورحلت ..!
نظر حوله وجد أنظارهم تكاد تخترقه ، اجمع ما بقي من كرامته وركب سيارته ورحل هو الآخر وداخله يتوعد لها بإن لا يدعها ويتركها شأنها ، سيدفعها ثمن تلك الصفعة وسترى ما سيفعله ..!
………………
قابلت فى طريقها صديقتها " نادية " ، أخذتها من يديها دون كلمة وركبا أحد المواصلات العامة كي توصلهم ، فور أن جلست ع المقعد ، دمعت عينيها ب**ت وهي تعيد بذاكرتها لما حدث منذ عام ...!
كانت تجلس بإحد المقاعد فى فصلها منتظرة دخول أحدهم كي يخبرهم بالتعليمات اللازمة لملأ استمارة الثانوية العامة ، تحدثت مع من بجانبها قائلة بضيق :-
_هو احنا مش هنخلص ، الساعة 10 ولسة محدش دخلنا قالوا نعمل ايه ، انا عندي درس كمان ساعة ..!
_روتين المدارس الحكومية يا حبيبتي هننتظر ايه يعني منهم ..!
قالتها الأخرى سريعاً وقطعت حديثها فور أن رأت معلمة دخلت الفصل واخذت تتحدث سريعاً دون انقطاع ، وبعد وقت ليس بقصير سلمت أوراقها وخرجت من فصلها ، قابلت فى طريقها " نادية " ، احتضنتها بهدوء ثم تحدثت :-
_ايه يا بنتي الخنقة دي ، الواحد ما هيصدق يخلص ويغور من وشهم ..!
أردفت " نادية " بحزن على حالها وهي تضع يديها على كتف صديقتها :-
-بعد كل ده وهنبعد عن بعض ، حتي ايام الامتحانات مش هنبقي مع بعض ، أمي قررت ترجع اسكندرية تاني خصوصاً أن شغل بابا اتنقل اسكندرية وصفوا الشركة هنا ...!
وضعت " جميلة " حقيبتها بيدها ثم قالت :-
_ يا بنتي متأڤوريش هنبقي نكلم بعض على طول ، انا رايحة الحمام هغسل وشي وجاية ...!
غسلت وجهها بالمياه ، سمعت صوت انين داخل احد الحمامات ، نظرا لوجود الحنفيات بالخارج لمن يريد غسل يديه أو أي شئ اخر ، وجدت اقدامها تأخذها للداخل ، لعل أحدهن وقع ويحتاج للمساعدة خصوصاً أن الحمام خاص بالفتيات فقط ، صرخت بأعلى صوتها فور أن رأت منظر ب*ع أمامها ، تلك الفتاة تبكي ب**ت داخل أحضان أحد معلمي المدرسة ، لا تحاول دفعه مستسلمة له يعبث بثيابها بقذارة ، حاولت دفعه عنها بعد صرختها تلك ، وجدت الفتاة تشدها من ثيابها وهي تبكي ب**ت ترجوها بأن تذهب ، سيضيعها مثلما اضاعها هو ، توسلت إليها وهي تمسك به حتي صدمته بعرض الحائط جعلته يقع أرضا مغلقاً عينيه قائلة بوجع :-
_يلا يا جميلة من هنا بسرعة ...!
فاقت من ذاكرتها سريعاً رافضة إكمال تلك الذكرى الأليمة قائلة بدمعة وجع :-
_ربنا يرحمك يا ميرا ...!
انتهى البارت ♥