الفصل الثالث عشر

1252 Words
تجلس بجانبه على طاولة الطعام يتناولان الافطار بهدوء ، قطع ذلك الهدوء صوتها قائلاً بحزن :- -"مراد" انا حامل ...! توقف مرة واحدة عن مضغ الطعام ناظرا لاياها بهدوء مريب ، لم يكن متوقع أن يحدث الحمل سريعاً ، هي أصبحت زوجته بالفعل منذ شهرٍ ولم يقترب منها سوي بضع مرات ، لمست يداها الناعمة يديه ثم تحدثت بوجع :- _انا عارفة انك مش فرحان ومتحاولش تمثل عليا يا "مراد" ، انا لسة عند قرارى ، الطلاق انسب حل ولو على البيبي احنا ممكن ....! قطعت كلامها فور أن وجدته يقبض علي يديها بشدة ناظراً لإياها بغضب هاتفاً بحدة :- -ممكن إيه ...؟ تجهضيه ...! ، "جميلة" انتي تنسي موضوع الطلاق ده نهائي ، جوازك مني مش هينتهي ده أمر واقع ...! هدأ من حدته معها فى الحديث ، لمحها من طرف عينيه تمسح دموعها وتنهض لإزالة الاطباق ، زفر بضيق ثم رسم ابتسامة هادئة على محياه واقترب منها ماسكاً يديها التي على وشك رفع ما على مائدة الطعام ، رفع وجهها إليه مقبلةً رأسها بحب قائلاّ بحنية :- _مب**ك يا "جميلة" ...! ثم احتضن إياها دافناً نفسه داخل شعرها ، مندهشاً من تصرفاته تجاهها ، لم يكن يتوقع أن يتعلق بها إلي ذلك الحد ، هل احبها ..؟ ، قطع تفكيره صوت نحيبها ودموعها المُغرقة ملابسه ، أخرجها من أحضانه ناظرا إليها بإستغراب ، قائلاً بتهنيدة :- _بتعيطي ليه دلوقتي بس ...! مسحت دموعها بأناملها الصغيرة هاتفةً بحُب دفين :- _انت فرحان بالبيبي زي صح ...! وكأنها تحاول أن تبث بداخلها فرحته بحملها منتظرة إجابته بنعم حتي تتأكد وتثبت لنفسها أنه لا يُفكر بأحد غيرها ، ابتسم بخبث وهو ينزل الي مستوي قدميها حاملاً إياها غامزا لها بلؤم وهو يقول :- _تؤ تؤ ده انتي شكلك زعلانة مني اوي ولازم اصالحك ...! ابتسمت بخجل وهي تراه يسير متجهاّ الي غرفتهما ، انزلها على السرير برفق وجدها تقترب منه هامسةً له ببضع كلمات ، ض*ب رأسه بغباء هاتفاً بضيق :- _ازاى نسيت حاجة زي كده ، يلا تتعوض مرة تانية ، تلات شهور بس صح ...! ضحكة ص*رت عنها جعلته يبتسم تلقائياً وهو يتأمل ملامحها لأول مرة منذ زواجه بها ، توقفت ابتسامتها فور أن رأته ينظر إليها بإهتمام ، حمحمت بخفوت وهي تردف بهدوء مبتعدة عنه :- _"مراد" عندك مراقبة انت نسيت ...! خلع "مراد" جاكيت بدلته ثم رد عليها قائلا بسعادة لا يعلم مص*رها :- _لا منا قررت هاخد إجازة اسبوع ، أصل اكتشفت أن البيت حلو اوي ولا انتي ليكي راي تاني ...! ….………….……….… -ايه يا بنتي عملتي ايه ...؟ قالتها "اروى" وهي تري "دينا" تخرج من باب قاعتها بعد انتهاء الوقت وتسليم الاوراق ، ردت عليها "دينا" بضيق :- _وحياتك ما تفكريني ، ادعيلي بس انجح السنة دي ومشيلش المادة ، انتي عملتي ايه ...؟ تحدثت "اروي" بتنهيدة :- _الحمد لله لولا الملخص اللي "د/مراد" كان زماني محليتش حاجة ، المشكلة دلوقتي فى الإمتحان العملي هنعمل فيه ايه ...؟ -هو أمتي الامتحان العملي ده ..! قالتها "دينا" بخنقة وهي تنظر إلي ساعتها ، ردت عليها "اروي" بهدوء :- _كمان يومين ..! -كويس أنه قبل الحفلة مش ناقصة هي ، بقولك انا رايحة مكتب عميد الكلية اقابلك بالليل فى البورفا ..! قالتها "دينا" وهي تسير مبتعدة عنها تحت نظرات "اروي" متعجبة من افعالها قائلة بتنهيدة :- _ربنا يهد*كي لاحسن انا مش فاهمة انتي مالك اليومين دول ..! ……..……..….…… -كل الطلبة تفضل فى مكانها فيه ورقة إجابة لطالبة ضاع وهتعيد الامتحان من الاول ...! قالها أحد المراقبين على لجنة ما بكلية الطب ، صرخت بهم أحد الطالبات قائلة بغضب :- _انتوا بتلعبوا ، يعني ايه ورق اجابة طالبة ضاع ، ده مستقبلنا اللي انتوا بتستهتروا بيه ده ..! كانت "نادية" تجلس بهدوء غير مهتمة بما يحدث ، فمن المُستحيل أن تكون ورقتها وسط ذلك الجمع الهائل من الطلبة هي التي ضاعت ، تدخل الأمن بما يحدث من حالة فوضي داخل ذلك المدرج حتي استطاعوا أن يجلس الجميع بمكانهم صامتين إلي أن تحدث أحد المُعيدين :- _ممكن هدوء شوية اللي حصل ده غصب عننا انتوا شايفين عدد الطلبة كتير ازاي ، انا هنادي على اسم الطالبة وياريت تتفضل معانا بهدوء ...! **ت قليلاً ثم تحدث بجدية قائلا :- _الطالبة : نادية احمد عبدالقادر ...! توقفت أنفاسها سريعاً فور أن نُطق اسمها ، كرر المُعيد اسمها مرة أخري حتي استطاعت أن تنهض من مكانها ، دموعها على خديها على مجهودها الذي ضاع ، خرجت من المدرج متطلعة للواقفين أمامها بهدوء قائلة بحزن :- _انا ..! ظهر أمامها من العدم وعلى وجهه ابتسامة خبيثة ، شهقة مرتفعة خرجت منها فور أن رأته أمامها ، اقترب منها راكعاً أمامها برومانسية شديدة مُخرجاً من جيبه خاتم رقيق فى علبته فاتحاً إياها امام الجميع قائلاً بمرح :- _المرادي انا بقولها لآخر مرة ، تتجوزيني يا "نادية" ، والله ما ليا دعوة باللي عمله اخويا ، انا مالي بيه بس ...! ضحك من بالقاعة حتي أصدقائه المُعيدين ، اما هي تقف مذهولة من الذي يحدث ، حالة من الفرح اقتحمتها من فعلته ، لكنها وجدت نفسها ترد بذهول :- _يعني ورقة امتحاني مضاعتش ...! يا بنتي يعني هو مخلينا قاعدين كل ده عشان تقوليله كده ، ده انتي فصيلة بشكل ، د/ ياسين ما تُخطبني انا وت**ب فيا ثواب ..! تحولت القاعة الي نوبات ضحك من حديث تلك الفتاة المُتطفلة ، نظرت اليها "نادية" بغيرة شديدة ثم أخذت منه الخاتم قائلة بغيظ وهي تخرج ل**نها لها :- _ولبسته اهو عشان متفكريش فيه يا رخمة ...! تحول وجه الفتاة للاحمرار الشديد ، دوي تصفيق الحار من جميع الطلبة الموجودين بالقاعة ، وقف بجانبها هامساً لاياها بفرحة :- _حدديلي ميعاد مع الوالد عشان اجيب اخويا و اجي اتقدم ..! خرج جميع من بالقاعة وهم ينظران إليهم بسعادة ، بتلك الحكاية التي ستكون حديث الجامعة لأعوام قادمة ، غمز "ياسين" ل"هيثم" شاكراً اياه ثم رحل هو الآخر ، ابتعدت سريعاً عنه فور أن خرجا الجميع و :- _انت صدقت أني وافقت ولا ايه ، لا ده انا بجبر بخاطرك بس عشان م**فكش ..! قالتها بغيظ من تصرفاته المجنونة ، رد عليها برخامة وهو يمسك يديها يحاول نزع الخاتم التي ترتديه :- _طب هاتي خاتمي بقي عشان الحق البنت اللي كانت هتموت عليا بدل ما تمشي ...! ض*بته على كتفه بغيظ ثم أخذت حقيبتها ورحلت من أمامه وهو يقول بإبتسامة لؤم :- _مستني منك تليفون يا "نادية" تقوليلي اجي أمتي يا حبيبتي ..! ………………….…….….… _يعني اقدر يا دكتور احول ورقي بعد الامتحانات على طول صح ..! قالتها "دينا" مؤكدة علي حديث العميد معها بشأن نقل اوراق دراستها بالخارج ، ابتسم لها العميد قائلاً بهدوء : _تقدري عادي المهم بعد الامتحانات والأهم من ده تلاقي جامعة تقبل وجودك خصوصا لو فى امريكا زي ما انتي عايزة ..! اومأت له ب**ت ثم وقفت مرة واحدة قائلة بشكر :- _ميرسي ليك يا دكتور وان شاء الله بعد النتيجة بابا هيجي يسحب الاوراق لأني هكون سافرت لاخويا ، واسفة أني عطلت وقت حضرتك ...! …….…….…….….… اتصل عليه عدة مرات حتي رد عليه أخيرا ، زفر "ياسين" بغيظ من تصرفات اخيه وهو يقول :- _دلوقتي انا محتاجك معايا ، عايز اقابلك ضروري ..! _خلاص يا "ياسين" تعالي البيت ونتكلم بهدوء ..! قالها "سيف" وهو يخرج من باب الجامعة مُتجهاً الي سيارته ، أغلق معه الخط بعد أن أخبره اخيه بأنه سيأتي إليه الليلة ..! .…...…...…...… تجلس معه علي اريكة ما ، يشاهدان التلفاز على احد افلام الكرتون كما اختارت هي ، هو محتضناً اياها بإستغراب من أفعاله ، وهي تبتسم بسعادة غير مصدقة تصرفاته معها ، قطعت هي تلك اللحظة بسؤالها له :- _"مراد" هو جوازنا ده حلال ...! انتهي الجزء الاول من البارت ..??
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD