الفصل الثانى عشر

1190 Words

فُتح الباب ، وقد حان الوقت لكشف الستار وإزالة الأقنعة وظهور الوجوه الحقيقة ، "سيف" يقف أمامها مراقباً ملامح وجهها الغامضة ، "دينا" تنظر ل"مراد" بإستفهام تحاول أن تفهم ما يدور ، "ليلي" الاسم الثانى لها إخفاءاً لبقاءها على قيد الحياة ، قطع **تهم صوت "مراد" وهو يقترب من "جميلة" مُحتضناً إياها بهدوء قائلاً بتفهم :- _هتفهموا كل حاجة ، "دينا" اقفلى الباب وخدى "سيف" على الصالة ...! ملامحه الغاضبة تُنذر بحدوث معركة لا دماء فيها ، خاصةً بعد أن رأه يضع يديه على ظهرها مُحتضناً إياها ، هى لا تعنيه اى صلة من الأساس فكيف يتخطى كلا تلك الحدود لتصل به الجرأة لفعل ذلك أمامه ، رد عليه بنبرة حادة وهو يرمقها بنظرات احتقارية :- _انت بأى حق بتحط ايدك على ضهرها ، وإيه مدى القرابة اللى توصِلك تقعدى مع راجل غريب فى شقة لوحدك ...! _سبب بسيط جدا ، انها مرااااتى ...! قالها وهو ينظر الى ملامح "دينا" المستكينة ، مُسلطة انظارها تجاه "سيف" محاولةً تهدئته ، أكمل "مراد" حديثه قائلاً بهدوء لا يتناسب مع تمزق قلبه :- _ممكن تقعد انا هفهمك كل حاجة ....! أخيرا جلس الجميع ، "سيف" بجوار "دينا" وعيناه لا تُفارق "جميلة" ، "مراد" جالساً بجانب "جميلة" وهى تنظر له رافضة ً ترك يديه فى محاولةً منها لاتخاذ القوة منه ، نظر "مراد" ليدها دون تعليق ، مُتخذاً نفساً عميقاً قائلاً بهدوء :- _الحكاية ابتدت من يوم خطوبتي على "فريدة" ...! فلاش باك ...! بعد أن أنهى حديثه معها واوصل والدته الى المنزل ، رن هاتفه وهو على اعتاب ركوب السيارة ، ابتسامة زينت محياه فور أن رأى المتصل ، رد سريعاً قائلاً بحب :- _إيه يا عم ، عاش من سمع صوتك ...! رد عليه المتصل بتوتر قائلاً بصوت منخفض :- _"مراد" انا واقع فى مصيبة ، ومفيش غيرك هيساعدني ارجوك تعالي ...! ركب "مراد" سيارته سريعاً وهو يقول بحدة :- _انت فين يا "عُمر" انا جايلك حالاً ..! _انا فى المستشفي اللي بشتغل فيها ، تعلالي على طول هتلاقيني مستنيك عند الباب الوراني مش الباب الرئيسي ..! كان ذلك رد "عُمر" عليه ثم اغلق الخط ، تحرك "مراد" بسيارته سريعاً لاحقاً إياه حتي وصل إلي باب المشفي الخلفي ، وجد "عُمر" بإنتظاره حاملاً بإيديه فتاة ما من الواضح عليها انها فى غيبوبة تامة ، فور أن رأه "عُمر" تحرك تجاه مردفاً سريعاً :- _اركب يا "مراد" العربية من غير أسئلة وروح على أقرب مستشفي يلا ...! فاق "عُمر" من ذاكرته على صوت "دينا" قائلةً بإنتباه :- ايه ده "عُمر" اخويا ليه علاقة بالموضوع ..؟ رد "مراد" عليها سريعاً مردفاً بهدوء :- _"عُمر" اكتشف أن المستشفي اللي هو شغال فيها بتعمل عمليات مشبوهة غير تجارة الأعضاء ، والمرضي اللي بتدخل المستشفي وبيموت أغلبها بدون سبب ، بالصدفة ملف فى مكتبه ضاع ، فكان عايز يعرف مين اللي اخده ، راح لمكتب كاميرات المراقبة يشوف مين دخل مكتبه ، اتفاجأ أن الشخص مسئول الكاميرات مش موجود ، فتح الكمبيوتر واتفاجأ بحاجات غريبة ، فيديوهات لممرضات ودكاترة بينقلوا الجثث لمخزن ورا المستشفي ، واللي صدموا فعلا اللي كانوا بيعملوه فيهم ، بياخدوا كل حاجة فى جسمهم مش بيسيبوا حاجة ، ويسلموا الأهل الجثة بعد ما تتغسل وتتكفن بحيث أن محدش هيقدر يفتح يشوف فيها ايه ، غير طبعا المرضي اللي كانوا بيجيوا عن طريق حادثة مثلا او يكون فاقد الهوية ومحدش بيسأل عنهم ، و البنات اللي كانت بتيجي فى قضايا ا****ب أو ختان أو غيره ، الفيديوهات دي وقعت تحت ايد "عُمر" يوم ما "جميلة" انتحرت ، حظ "جميلة" كان كويس أن "عُمر" دخل العمليات مع طبيب تاني ، نبض "جميلة" وقف ومحدش عمل إنعاش لقلبها ، الدكتور والممرضة خرجوا يبلغوا بوفاتها ساعتها انا عملتلها انعاش للقلب وقدر فعلاً يفوقها ، الدكتور طبعاً لما دخل انصدم من اللي عملوا اخوكي خصوصاً أنه وقتها كان متعين تحت التدريب لأنه لسة متخرج جديد يا "دينا" ، وقرر يتطلع يبلغ المدير باللي حصل ، اخوكي كان عارف ان المدير ليه دخل باللي بيحصل فى المستشفي ، راح لمكتبه بسرعة جاب نسخة الفيديوهات اللي عملها ورجع للعمليات شالها واتصل بيا وجيتله ...! **ت "مراد" قليلٱ وهو ينظر الي زوجته التي بجواره وهي تحاول بشتي الطرق التماسك قليلٱ ، ربط على ظهرها بحنو دافئ وهو يكمل دون النظر إليهم :- _"جميلة" اخدناها على مستشفي تانية ، قعدت خمس شهور فى غيبوبة ، "عمر" قدم الفيديوهات اللي معاه للنيابة وكل العاملين بالمشفي اتحولوا للتحقيق وص*ر القرار بالحكم ع كل واحد فيهم ، والمستشفي اتشمعت ، كل ده حصل و"جميلة" كانت لسة فى الغيبوبة ، النزيف الداخلي كان جامد ، ولما فاقت فضلت شهر تحت الملاحظة لحد ما ....! _لحد ما أنا قدرت أبلغهم برقم الراجل اللى كنت بشتغل عنده ، جالي وقولتله كل حكايتي ، قولتله ا****بي تحت ايد شخص قذر كل اللي عملته اني خليت زميلتي تفضحه ، مكملتش يومين من رفع القضية بتاعتها الا لما جه لأهلها خبر موتها ، ماتت مُنتحرة ، ده اللي اتسجل فى تقرير الطبيب الشرعي لما فحصوا الجثة ، واهلها بدل ما يدوروا على حقها قبضوا ثمن سُكاتهم ، اما انا فطلع عني كلام مق*ف ، بنت ليل ، ع***ة ، وكل ده ليه ، لأني اتخ*فت ، مفقتش الا على صوت البوليس من شقة مفروشة مغمي عليا فى دمي ، كانت هتلبسني قضية "د***ة" لولا أنهم لما كشفوا عليا لقوا فى نسبة مُخدر عاليا فى جسمي واتضح من حالة العنف اللي كانت باينة على جسمي أنها قضية ا****ب ، بس بعد إيه ، بعد ما اتفضحت فى منطقتي ، وامي ماتت بحسرتها عليا ، "عم انس" اتعاطف معايا و قالي على فكره اختفائي وتغير الاسم ، وافقت خصوصاً لما "مُراد" عرض عليا الجواز ...! كان ذلك حديث "جميلة" التي لم تتوقف دموعها من السقوط ، ضغط "سيف" على قبضة يديه بقوة محاولة التحكم فى أعصابه ، "دينا" تُتابع ب**ت ما يحدث دون التفوه بكلمة واحدة ، مُتعاطفة إلي حد كبير مع "جميلة" ، قطع تفكيرهم صوت "مراد" يتحدث بهدوء :- _كنت عايز اتجوز عشان امي كانت كل شوية تكلمني فى الموضوع ده ، مش هنكر انى استغليت "جميلة" واحتياجها لحد معاها واتجوزنا من 3 شهور بالضبط ...! أفلتت "جميلة" يديها من يد "مراد" مردفةً وهي تمسح دموعها بكفوف يدها :- _انا وافقت عشان حبيت تصرفاته معايا ، حبيت تصرفاته مع واحدة ميعرفهاش غير أن صاحبه أنقذها من الموت ، انا حبيت "مراد" لكن قلبه بيحب غيري وانا عارفة ده ...انت عرفت خلاص اللي حصلى يا "سيف" ، ابعد عني وسيبني فى حالي ارجوك ...! وقف "سيف" مرة واحدة رافضاً تصديق ما سمعته اُذنيه محدثاً إياها بوجع :- _انا هبعد عنك يا "جميلة" ، سامحيني على كل أذي حصلك كنت السبب فيه ...! ……………… انتهي المجلس ورحلت "دينا" خلف "سيف" دون الإنتباه لنظراته الحزينة تجاهها وهو يري مدي حبها له ولهفتها عليه حتي وهي تعلم أنه يحب غيرها ، وضعت "جميلة" يديها على ظهره بحنو قائلةً بوجع داخلها :- _انت بتحبها يا "مراد" متنكرش ده ، انا وانت عمرنا ما كنا زوجين طبيعين ، طلقني وحاول تقرب منها ...! امسك يديها مقرباً إياها منه ، دافناً نفسه داخل أحضانها قائلاً ب**رة :- _هي بتحبه يا "جميلة" ، تعالى نحاول مع بعض ، يمكن نقدر نكون زوج وزوجة طبيعين ...! ………………… وقف امام البحر يُطالعه بشرود بعد أن تحرك بسيارتها بسرعة تامة غير عابئاً بصوتها المتوتر الذي يخبره بتهدئة السرعة قليلٱ ، لامست يديها الناعمة ظهره غير مهتمة بنظرات الناس إليهم قائلةّ بهدوء :- _انت حبيتها ...؟ انتهي الجزء الاول من البارت ♥

Free reading for new users

Scan code to download app

App Store Google Play

Facebookexpand_more