قلق عليها كثيرا ، حتى استقر الأمر بأن يذهب إلى بيته يحادثها من هاتف زوجته ، فهاتفه لا يفهم به شيئاً ، وصل إلي منزله وهو يسير على أحد عجازه ودلف للداخل ، وجد زوجته بإنتظاره وهى تردف بسرعة :-
_كلمتها يا "انس" ، هااا وقالتلك إيه ، وافقت صح ...!
جلس على الأريكة وهو يأخذ نفسه من صعود الدرج ، ثم تحدث بهدوء :-
_يا نعمة أهدى واصبرى شوية اخد نفسي ، وهاتيلي التليفون اتصل بيها اشوفها اتأخرت ليه ..؟
اتت "نعمة" بهاتفها قائلة بتوتر وقلق :-
_جيب العواقب سليمة يارب ...!
………………
صرخ أحد الأطباء بهم قائلاً بعصبية شديدة :-
_انقلوها العمليات فوراً ، وبلغوا البوليس ...!
امتثل الجميع لتعليمات الطبيب وتم نقلها إلى غرفة العمليات تحت نظرات صديقتها ، جلست أمام غرفتها تبكي ب**ت وهى تردد داخل نفسها :-
_فوقي يا "جميلة" لسة فيه حاجات كتير معشتيهاش ، بلاش تروحي بسرعة كده ..!
أتي إليها أحدهم واضعاً احدي يديه على كتفها قائلاً بمواساة لها وهو يمد يده الاخري بشئ ما :-
_اقريلها وادعيلها انها تقوم بالسلامة ...!
مسحت دموعها وهي تنظر لما بيديه ، وما كان سوى كتاب الله عزوجل ، أخذته بنظرات حائرة وكأنها تريد أن تعرف هويته ، ولكنها رضخت عن تلك الفكره قائلةً له بإمتنان :-
_شكرا ..!
………………
يجلس بعيداً عن غرفة العمليات يراقب تحرك الأطباء داخلها ، صديقتها التي تقرأ لها من المصحف الشريف وتبكي بوجع ، تباً لنفسه فهو من أوصلها لتلك المرحلة ، كان يريد أن ينتقم لكبريائه فقط ، لم يكن يتمني موتها ، ليتها قتلته ولم تنهى حياتها بهذا الشكل ، ردد "سيف" داخل نفسه بإن**ار :-
_لازم تعيشي يا "جميلة" ، مش هقدر استحمل ذنبك انتى بالذات ، مش هقدر ...!
………………
_ها ردت يا حاج ..؟
قالتها "نعمة" وهى تضع العشاء وقلبها مقبوض للغاية ، رد عليها "انس" بضيق :-
_تليفونها خارج النطاق ، هيكون حصل إيه بس ، انا مش مرتاح يا "نعمة" ، هقوم البس واروح اسأل عليها عند بيتها ...!
ارتدى ملابسه سريعاً وخرج دون أن يقول كلمة ، أوقف أحد سيارات الأجرة معطياً إياه ورقة مطوية قائلاً بهدوء :-
_ودينى العنوان ده يا ابنى بسرعة الله يخليك ...!
…………………
حركة غير طبيعية داخل غرفة العمليات ، ممرضات تدخل وتخرج سريعاً ، صرخت "نادية" بهم قائلة بغضب :-
_فيه إيه فهمونى اللى بيحصل ..؟
_الحالة اللى جوا العمليات نزفت جامد و محتاجة نقل دم وللأسف فصيلتها مش متوفرة فى المستشفى ..!
قالتها أحد الممرضات وهى تنظر إليها واكملت بهدوء :-
_ياريت لو تعرفى حد من اهلها كلميه يجى يتبرعلها ..!
أهل ، أين هم ..؟ ، والدها وتوفى منذ وعيها على تلك الحياة ، والدتها توفت منذ عام ، لم يكن لديها أحد سواهم ، تحدثت بغضب :-
_يعنى إيه ، هتسبوها تموت ، طب هى فصيلتها إيه ...؟
-فصيلتها O+ ، لو فصيلتك زيها تعالى ناخد عينة منك ولو خالية من اى امراض ، هتتبرعى انتى ..!
كان ذلك رد الممرضة عليها ، لأول مرة تشعر بالإنهيار ، ذلك الحظ السئ فصيلتها لا تتطابق معها ، تركتها الممرضة بعد أن اخبرتها بضرورة إيجاد متبرع لها ، وإلا من الممكن أن تموت ....!
………………
سمع الحديث الذي دار بينها وبين الممرضة ، من سوء حظها فصيلته أيضاً لا تتطابق معها ، فصيلتها تعطى للجميع ولا تأخذ سوى من نفسها ، طرأ فى باله أخيه ...! ، فصيلته مثلها ، رن عليه اكثر من مرة حتى رد عليه أخيرا قائلاً بلهفة :-
_ياااسين تعلالى على مستشفى (.....) حالاً ...!
انتهى البارت ♥
"ع فكره البارت كان اطول من كده بس الكومنتات مش عجبانى نهائي ي جماعة مش عايزة تم , ولا جميلة , انا عايزة توقعات ارجوكوا عشان اقدر انتظم معاكوا فى التنزيل كلها 7 بارت وتخلصوا منى ..! "
بقلمى / نورهان نادر ?♥
#NOURHAN #NADER