الفصل السادس

771 Words
مر ما يقرب اسبوع منتظمة في دراستها ، وجدت عملاً بعد عناء طويل بأحد المكتبات تذهب إليها عصراً وتعود منتصف الليل ، العمل مرهق للغاية ومصروفات الدراسة كثيرة ، قامت بالاشتراك مع احد الجارات بعمل جمعية شهرية وتعطيها الدور الاول كى تساعدها تلك النقود ، "سلمي" لا تتركها فى ذلك الاسبوع تحاول التودد إليها ولكنها تتعامل معها بحذر ، لا تعطي الثقة الكاملة لأحد حتي لنفسها ، وها هي تجلس بكافتيريا الجامعة تذاكر دروسها رغم شعورها بالتعب والإعياء ؛ اقتربت منها "سلمي" وعلى وجهها ابتسامة صفراء قائلةً لها وهي تجلس على أحد الكراسي :- _انتي على طول قاعدة كده بتذاكري يأما فى السيكشن أو المحاضرة ، إيه مبتزهقيش ..! تحدثت " جميلة " وهي تنظر للكتاب الذي أمامها وتسجل بعض الملاحظات دون النظر إليها :- _"سلمي" انا مش جاية هنا ألعب ، انا معنديش وقت اضيعه زيك ، انتي ربنا يخليلك أهلك بيصرفوا عليكي ، لكن أنا معنديش حد ، يعني بالمختصر كده لو مقدرتش اعمل لنفسي مكانة فى المجتمع ، الكل هيدوسني برجليه ، انا هنا بحقق حلم أمي الله يرحمها ومش هسمح حتي لنفسي أن افرط فى الحلم ده ...! زفرت "سلمي" بضيق من حديثها التي تخبره بها فى كل مرة تقا**ها ، ثم أردفت بلؤم :- _ما قولتلك الحل في ايد مين وهتعيشي ملكة ، انتي بس جارى مخك معاه وأديله ريق حلو ..! نظرت لها ببرود وهي ترد علي حديثها قائلةً بنبرة أرعبتها :- _أبعدي عني يا "سلمي" ولأخر مرة هقولك لو أتكلمتي فى الموضوع ده تاني يبقي مش عايزة اعرفك من أصله ...! أجمعت كتبها وأخذت حقيبتها وهاتفها ورحلت وهي تتمتم بضيق :- _انا إحساسي كان صح لما قولت أني مش مرتحالك ..! ……………… رنت على هاتفه بضيق منتظرة رده عليها ، رد عليها الجانب الآخر بصوت ملئ بالنوم قائلاً لإياها :- _عايزة إيه يا "سلمي" ..؟ ردت عليه بنبرة يشوبها الغضب وصوت مرتفع نسبياً :- _بسلامتها عملالي فيها الخضرة الشريفة اللي مش بتفكر غير فى دراستها وبس ، وانا خلاص جبت أخرى معاها ..! أعتدل فى جلسته ورد الطرف الأخر عليها بخبث :- _يبقي اللي ميجيش بالحنية يجي بالغصب ..! أنتبهت "سلمي" لحديثه وتحدثت بسرعة :- _قصدك إيه .! نظر بجانبه على تلك الفتاة النائمة بجواره عارية وهي يتفحص جسدها بنظرات وضيعة ، يتخيلها مكانها داخل أحضانه ، ثم أردف بلؤم :- _هقولك ..................... ………………… يقف أمام باب قاعتها منتظراً خروجها لكي يملأ عينيه برؤيتها ، اسبوع من ذلك الحادث البسيط وهو يراقبها ، شغلت تفكيره واستحوذت جزء كبير من عقله ، يريد أن يعرف اسمها ، أي شئ عنها وكعادتها خرجت وحدها متجهة إلي خارج الجامعة ، أردف صديقه وهو ينظر تجاه ما ينظر إليه :- _واخرتها ، انت يا بني اصلا متعرفش اسمها ..! رد الآخر عليه وهو ما زال يراقبها بنظراته حتي رحلت :- _معرفش يا رامي بس البنت دي فيه حاجة فيها بتشدني ، عايز اتعرف عليها مش عارف أعمل إيه ..! فكر "رامي" قليلٱ ثم جاءت بباله فكرة فتحدث سريعا :- _ياسين انا لقيت الحل ..! نظر تجاه سريعا وهو يتحدث بفرحة :- _إيه هي ..! -احنا هنحتاج "دينا" فى الموضوع ده ..! قالها صديقه وهما يسيران متجهان إلي قاعة محاضراتهم ، فتحدث الآخر بإستغراب :- _هنحتاج "دينا" فى إيه يا أبني ، دي مشغولة في حفلتها اللي بعد يومين ..! وقف "رامي" عند احد المدرجات وتحدث بهدوء :- _بعد المحاضرة بقا لأحسن الدكتور هيدخل دلوقتي ..! اومأ الأخر بهدوء وجلس كلاهما دون حديث ،عقله مشغول بالتفكير فيها حتي لم ينتبه لمحاضرته نهائياً ...! ……………… ما زال يراقب أفعالها عن بعد ، يقسم داخله أن يذيقها من العذاب الواناً ويدفعها ثمن صفعتها له أمام الطلبة جميعاً ، لكنه يشعر بضيق داخله ، قلبه يرفض أن يأذيها وعقله يخبره بأن ينتقم لكرامته ، جعل أحدهم يراقب تحرُكاتها ، لم يحاول العبث معاها خاصة داخل محاضرته ، حاول بأن يعطيها قدر كافي من الأمان حتي تكون ض*بته قاضيةً عليها ...! ……………… ذهبت لعملها وجدت صاحب المكتبة بإنتظارها ، إبتسمت بهدوء ثم تحدثت :- _معلش يا "عم انس" اتأخرت ربع ساعة عن ميعادي ، بس انت عارف المواصلات ..! ابتسم ذلك الرجل البشوش بوجهها وتحدث بطيبة :- _ولا يهمك يا بنتي ، اقعدي يا "جميلة" عايزك فى موضوع ..؟ جلست "جميلة" والقلق بدأ يتسرب إليها خوفاً من أن يستغني عن عملها فقالت بتوتر :- _خير يا "عم انس" ...! تحدث بهدوء وهو يجلس أمامها :- _انتي عارفة يا بنتي أني معنديش اولاد والمكتبة هي الحاجة الوحيدة اللي حيلتي ، وانا ارتحتلك ونعمة مراتي بقت بتحبك جدا وبتعتبرك زي بنتها بالضبط ، فأحنا قررنا نبيع المكتبة وهنجيب شقة تانية وتيجي تعيشي معانا يا بنتي واحنا هنتكفل بتعليمك لحد ما تخلصيه ويجيلك نصيبك لحد عندك ...! انتهي البارت ♥ بقلم / نورهان نادر ♥
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD