▪جلس مراد برفقة صديقه عدنان بكافيتريا المطار ينتظرا موعد رحلته إلى دبى يحتسوا النسكافيه ويتحدثون عن رحلتهم أطلق عدنان صافره طويله {شوف يابنى المزز ياما نفسى ارتبط بمزه من دول }.....رفع مراد حاجبيه بتذمر {انا بقا جالى إحباط من صنف الحريم كله }.....ضحك عدنان ونظر لمراد {عندك حق طبعا جيرمين ديه تجيب إحباط لشباب العالم فى حد يرتبط بواحدة اسمها جيرمين أعوذ بالله ديه كان عليها بوز اوف عقد }....زفر مراد أنفاسه بضيق {والنبى ماتفكرنى وقال ايه امى كانت عايزانى اتجوزها ده انا كنت هموت ناقص عمر بس اسكت كتك نيله بتفكرنى ليه }......اشاح عدنان بيده وأشار على فتاه اجنبيه {هى ديه المزز اللى تفتح النفس انا عايز اتجوز واحده كده واسافر معاها زى اخوك يوسف مراته كانت قمر }تن*د مراد بمرارة حزنا على أخيه {الله يرحمها كلارا كانت جميله وكانت بتعشق يوسف }...ثم ض*ب عدنان بخفه فوق رأسه { بطل نق بقا ويلا بوابه الطياره اتفتحت }وقف عدنان يحمل آلته الموسيقيه وحمل مراد جيتاره وهو يهز حاجبيه بسعاده {يلا بينا على دبى يا معلم نمرح ونلعب }.....صرخ عدنان بسعاده {جايلك يا دبى }.....ليركضون بسعاده إلى الطائره.............
▪▪اخرج يوسف من درج مكتبه البوم صور وتصفح بعض الصور التى تجمعه مع أصدقائه ليتوقف عند صور معينه تجمعه باصدقائه {كريم عزمى وأكرم فهمى }ليبتسم و هو يحمل هاتفه.......
▪▪بمكتب كبير بمجمع النيابة العامة وقفت سيده فى أواخر الثلاثينات تبكى وتنوح {والله انا مظلومه يا باشا الم**رات ديه ولا أعرف عنها حاجه }نظر بسخريه وقال بصوت شامخ {يعنى يا بدرية تحريات المباحث غلط وانتى اللى صح اللفه ديه خرجت من بيتك يا مفتريه نص لفة حشيش وربع كيلو بانجو وتقولى مظلومه }ارتجفت السيده أمامه وقالت بتلبك {يا باشا انا بطلت الكلام ده من زمان انا بخاف على عيالى}مسح وجهه بغضب وبصوت غاضب تكلم {بتخافى على عيالك ومش خايفه على عيال الناس بصى بقا انا قدامى حرز وشهود ومش عايز لف ودوران يا ست انتى }....نظر إلى الكاتب بجانبه {أمرنا نحن كريم عزمى وكيل نيابة شرق بتجديد حبس المتهمه بدرية الحلو بالحبس على ذمة التحقيق 15 يوم على أن يتم التجديد فى نفس الموعد }صرخت السيده وهى تتصنع البكاء {وربنا حرام ده ظلم }دق الجرس ليدخل الحارس ويأخذ المتهمه للحبس......اتكا برأسه للخلف وهو يشعر بالارهاق يحتل جسده وراسه.....ليدق هاتفه فتح الهاتف ليقول بصوته المميز { حققت مع كام مجرم النهارده }.....هتف بفرحه {يوسف سيف الدين وانا اقول مصر نورت ليه }.....................
▪▪تن*دت بتوتر {يعنى ايه مش عايز تطلق انا مش عايزاك مش طايقاك طلقنى بقا }ص*ر الصوت الرجالى العميق عبر الهاتف هادئا مستكين {لا يا ناريمان مش هطلقك واللى عندك اعمليه }ثم تبسم بهدوء وهو يحرك قلمه {اوعى تفتكرى انى بحبك أو بموت فيكى زى زمان انتى ولا حاجه بالنسبالى بس زى ماخسرت نفسى وخسرت صاحبى بسببك لازم اخليكى تخسرى انتى كمان }صرخت عليه بغضب بعد أن فقدت أعصابها {بقا كده يا أكرم طيب انا هرفع قضيه خلع واعرف أتطلق منك }تن*د بسخريه {وانا هرفع قضية ناشز عليكى وهطلبك فى بيت الطاعة وقضية قدام قضيه وحلنى بقا انتى عارفه حبال المحاكم فى مصر طويله ياروحى }شدت شعرها بغضب {انت م**م بقا على المشاكل }....هز رأسه وهو يضحك باستفزاز ليصلها صوت ضحكته المستفزه التى تحفظها جيدا {ايوه م**م وعلى فكره انتى ولا تهمينى فى حاجه بس عايز اذلك يا ناريمان العزيزى وخدى بالك يوسف عمره ما هيفكر فيكى انتى انتهيتى بالنسبه ليوسف زى ماانتهيتى بالنسبه ليا سلام يا زوجتى العزيزه }....أغلق الهاتف لتشتعل غضبا وتلقى الهاتف بقوه وهى تصرخ بغيظ {ياحقيرررررر}.......
▪▪دخل أدهم على صوت صراخها مفزوع {فى ايه يا ناريمان انا مش هخلص من عصبيتك ديه انتى بقيتى لا تحتملى }وقفت أمام أبيها تهز اكتافها بعصبيه {أتصرف يا دادى الحقير ده مش عايز يطلقنى وبيهددنى انه هيرفع قضيه ناشز وكمان يطلبنى فى بيت الطاعة اعمل حاجه }جلس أدهم على الاريكه وارجع ظهره للخلف مستندا {اعملك ايه مش ده اختيارك من الاول ماسمعتيش كلام حد وروحتى اتجوزتيه وسبتى يوسف عشانه وقولتلك انا واخوكى وعمتك مليون مره ده مش مستوانا اتحججتى بكلام فراغ قال اية بيحبنى وهيكون زى العجينة فى أيدى أدى العجينة الطرية بقت ناشفه يا مدام }جلست أمامه تضع رأسها بين يدها {خلاص يا دادى مش وقت الكلام ده أرجوك ساعدنى }وقف متوجها إلى مكتبه يتكلم بعصبيه وتوتر {اسمعى يا ناريمان انا عندى مشاكل ومش عارف أحلها من يوم ما شرف سى يوسف بتاعك سبينى أحل مشاكلى وبعدين اشوف مشكلتك }ذهبت خلفه ووضعت يدها فوق أكتاف والدها وابتسمت بخبث ودهاء {حل مشكلتى يا دكتور واوعدك بعدها يوسف هيبعد عنك نهائى وينشغل بيا انا }فكر أدهم قليلا وابتسم بتوتر {طيب يا حبيبتى سبينى أفكر واشوف هعمل ايه مع الواطى ده }..............
▪▪اتبسم كريم بفرحه {وحشتني جدا يا جو حمدلله على سلامتك }تعالت ضحكات يوسف {بقا يا ندل ولا تسال عليا من أسبوعين من ساعه آخر مره كلمتك فيها ولا تتصل تشوف وصلت امتى }داعب كريم شعره وتنحنح {انت فى مصر من يومين شوفت متابع اخبارك ازاى بس اعمل ايه الأيام اللى فاتت كنت مشغول اوى والله يا يوسف عندى كام قضيه فساد من اللى قلبك يحبهم وكنت مشغول ع الاخر بس عرفت من مراد انك وصلت بالسلامه انت وملك قابلته من امبارح فى النادى الصبح وقالى }..... {ولا يهمك يا صديقى انا عاذرك بس لسه الفساد فى البلد ديه مش هننتهى منه آمال ثوره ايه بس اللى اتعملت }تن*د كريم بحزن {الفساد زاد يا دكتور مش بيقل المهم مش هشوفك انت بجد واحشنى فين ايام زمان وقهوه الفيشاوى فاكر }شرد يوسف قليلا وابتسم {طبعا فاكر يا كيمو ديه أيام تتنسى بردو فاكر لما كنت أنت والرخم أكرم تغلسو ا عليا وتقولو ابن الذوات فى الحسين على قهوة الفيشاوى }ضحك كريم بشده {طبعا فاكر كنت بتتغاظ مننا اوى وايامها قولت ايه رايكم انا هشترى شقه هنا كانت أيام يا يوسف بجد مفتقدك }سكت يوسف قليلا ثم سأل كريم بتردد {بتشوف أكرم }شعر كريم بالاحراج من يوسف وسؤاله عن أكرم {طبعا بشوفه كل يوم خميس بنسهر شويه نتعشى ونروح القهوه نلعب طاوله للصبح بس قولى بصراحه يا جو انت لسه شايل منه بسبب ناريمان بنت خالك }ارجع يوسف رأسه للخلف وزفر أنفاسه بهدوء {كنت شايل بس دلوقتى احلفلك بحياة ملك ولا فى راسى الموضوع لدرجه انى نفسى اشوفه واغلبه فى الطاولة زى زمان بس ياترى هو عايز يشوفنى }ابتهج كريم من تصريح يوسف وقال بفرحه {ده نفسه يشوفك ومن يوم ماعرف انك وصلت وهو فرحان بس م**وف يكلمك خصوصا أن بنت خالك المصون طالبه الطلاق }هز يوسف رأسه بأسى على صديق عمره الذى كاد أن يخسره بسبب حقد وطمع ناريمان {للأسف عرفت وحزين على أكرم لانى عارف ناريمان كويس قد ايه انسانه انانيه بس النصيب }ابتسم ليقول بمرح {شكل أكرم عمل حاجه وحشه بحياته }ليقهقه كريم على خفة دم يوسف ومرحه الذى افتقده فى فتره موت زوجته ولكنه عاد يوسف الظريف المحبوب كما كان طرق باب مكتب كريم ليدخل شخص آخر سوف يتم التحقيق معه ليحدث كريم بصوت هادئ{بقولك يا جو عندى شغل دلوقتى مضطر اقفل بكره الخميس ايه رايك نتقابل }ارتفعت زوايه فمه بابتسامه {طبعا نتقابل بكره أن شاء الله فى الحسين وياريت أكرم يكون موجود عشان وحشنى }..................
▪▪اتصلت آمال على أدهم وهى متوتره {الو ايوه يا دكتور الحقنا دكتور يوسف طلب من سعاد ملف شمس وكمان سالها عن الحالة نعمل ايه }....وقف أدهم بغضب وض*ب طاوله مكتبه بيده {ايه ازاى؟ انا سايبه وكل حاجه تمام ولا سالنى وبعدين معاك يا يوسف انت هتلعب معايا ولا ايه طيب اسمعى يا آمال خلى سعاد تقدمله الملف عادى مفيش حاجه تقلق وانتى اطلعى بشمس للجنينه شويه وبلاش أى أدوية دلوقتى وانا جاى حالا وزى مافهمتك انتى وسعاد تقولوا ايه ليوسف }عرق بارد اغرق جبين أدهم وشعر بانه يوسف سوف يكشف كل شىء قريب فرك كف يده بتوتر وقال بهدوء يسبق العاصفة {ماشى يا يوسف وماله العب شويه وانا هلعب معاك }..........
▪▪فتحت آمال باب الغرفه بعنف ودخلت بغضب لتجدها تجلس على الارض أمام النافذه تضم قدميها لص*رها وراسها بينهم لتشق بخفه وتشعر بالخوف من وجود آمال أمامها......شدتها من ذراع بقسوة {تعالى يا ست هانم شكلنا هنروح فى داهيه بسببك يخربيت اليوم اللى شوفناكى فيه }انسابت دموعها على وجنتها المتورده وشفتيها الزهريه بلون الورد تحركت بتلبك تهمس بزعر { مششش عايزه اتكهرب }لوت آمال شفتيها {تعالى مفيش زفت كهرباء احنا عارفين نعمل حاجه من اللى قاعد فوق قلبنا ده الدكتور أمر تخرجى للجنينه }اقتربت من شمس بعيون قاسية جامده {واياكى أياكى تنطق بكلمه مع حد انا هرقبك كويس والا مش هرحمك انا ودكتور أدهم فاهمه }هزت رأسها بخوف وذعر وهى تنكمش على نفسها............
▪▪ارتدت فستان حرير أحمر مغلق من الص*ر والظهر كاشف عن اكتافها وذراعيها ضيق من الص*ر وواسع حتى منتصف ركبتيها يظهر قدميها الرشيقه رفعت شعرها بطريقه عشوائية تتدلى منه خصلات ناعمه تداعب بشرتها الناعمه.....وقف طارق يتاملها بعيون عاشق بعد أن ارتدى بدله سوداء وقميص ابيض ناصع
اقترب منها وطبع قبله عميقه فوق اكتافها { هو القمر نزل على الأرض ولا ايه }ابتسمت ويدها تحوط خصره {يسمحلى حبيبى اختار الكرفته على ذوقى }اخرجت ربطه عنق سوداء منقرشه بلونين الأبيض والأحمر ولفتها حول عنقه برقه وهى تقبله برقه...قبل يدها وغمز بعينه {جاهزه }أشارت له بصبعها {ثانيه واحده حبيبى أدى خالو الأدوية بتاعته واجيلك حالا }رفع طارق حاجبيه بتعجب{طيب ما شروق أو رانيا أى حد منها يدى الأدويه لبابا}تلبكت قليلا لتقرصه بخفه من وجنته {شروق خرجت مع فهد ورانيا مشغوله مع فارس فى درس الباينو ومفيش غيرى اسيب خالو من غير ادويه ثوانى بس يا طارق }هز رأسه بتفاهم وقبل جبينها {حبيبتى الجميله ربنا يخليكى لينا يارب }......
▪▪خرجت بها آمال للحديقة لترفع شمس رأسها تنظر للغروب الشمس وتستنشق الهواء النقى لقد مر وقت طويل وأشهر كثيره لا تعلم عددها لما ترى شىء أو أشخاص غير ثلاثه فقط وهم سعاد وآمال ودكتور أدهم جلست بها آمال تنظر لها بستغراب ثم ابتسمت بسخريه {اول مرة اشوفك بفستان مكنتش اعرف انك حلوة كده بس الحلو حلو الطبع وانتى قتله ومجرمه اللى يشوفك يقول عليكى بريئه }..........
▪▪نظرت لها بحزن عميق يتغلغل داخل قلبها لا تلوم على هذه الغربيه فى شىء اخواتها أقرب من لها من أى شخص ظلموها وتركوها تتعذب ويتفنون فى عذابها وبلاخير هاهى ملقاه فى مصحه نفسيه فهل هذه الغريبه سترأف بحالها استمعت لكلماتها ب**ت ودموعها لا تتوقف نظرت أمامها لتجد رجل مسن يجلس على طاوله ويقرأ بالجريدة شقت ثغرها ابتسمت رقيقه وهى تتذكر والدها الحنون تن*دت بحزن ورددت بينها وبين حالها {بابا حبيبى وحشتنى اوى ياترى قلولك عنى ايه ياترى صدقت انى قتلت طنط دريه وانى حقيره وواطيه طمعت فى جوز اختى }شاردت قليلا فى ملامح الرجل الذى ذكرها بوالدها الحبيب لتتذكر....والدها يجلس بحديقه الفيلا يحتسى فنجان الشاى كعادته وبيده الجريده اليوميه ركضت كعادتها كالفراشه الملونه بفستانها الأصفر القصير وقدميها الصغيره تلمس العشب النادى اقتربت منه وقبلته بقوه على وجنته {يا صباح الفل على إجمل بابا فى الدنيا}ضمها والدها لص*ره وقبل رأسها {روح قلب بابا شمس حياتى مفيش جامعه النهارده ولا ايه }وضعت اصبعها الصغير داخل فمها وهى تحرك مقلتيها بشقاوه وسعاده {لا مفيش انا هخرج النهارده بعد اذنك مع طارق ونونه}قاطعتها دريه بحنان {مفيش خروج غير بعد الفطار }ركضت عليها بمرح { طنط دريه حبيبتى صباح الورد }ابتسمت دريه بحنان وهى تضمها لص*رها {بردو مش هتخرجى من غير فطار أتكلم يا جلال }قال جلال وهو يقلب صفحات الجريده{دريه عندها حق كلى الأول اكيد طارق فطر هو ونغم افطرى انتى كمان واخرجى معاهم }قبلت والدها وزوجه أبيها التى تعاملها بحنان ولطف {حاضر هفطر عن اذنكم }....
▪▪مر على باقى المرضى قبل أن يغادر المشفى وسعاد بجانبه تتابع فى **ت انتهى من معينه مرضاه{سعاد عايز اشوف مريضه 212}تلبكت سعاد قليلا واخدت نفسا عميقا{شمس }نظر لها وابتسم قليلا{اسمها شمس اسم حلو}ابتسمت سعاد بصدق{ايوه والله يا دكتور شمس وهى شمس زى القمر ربنا يشفيها }وضع امضته على بعض التقرير وسال سعاد بصوت اجش{حالتها ايه انا لسه ماقرتش تقرير الحاله}تنحنحت سعاد قليلا تجلى صوتها {حاله انفصام فى الشخصيه و أعراض البارافرينيا }رفع رأسه ببطء {انفصام وبارافرينيا ديه حاله معقده جدا بيجلها هواجس }هزت سعاد رأسها بحزن وهى مضطرة للكذب{ايوه يا دكتور مثلا أخوها عايز يقتلها و رمت مرات أبوها من الدور التانى وماتت ده غير}...شعرت سعاد بالخجل ونظرت لاسفل {بيجلها حاله هوسيه مصحوبه ب.....}فهم عليها يوسف وسالها {اتهمت حد بالا****ب أو التحرش }..... {ايوه يا دكتور جوز أختها }هز رأسه وهو يضم شفتيه{حالتها صعبه جدا بس عايز اشوفها هى دخلت المصحه امتى}ردت سعاد بحرص{من سنه وست شهور أبوها صديق شخصى لدكتور أدهم هى بره فى الجنينة يا دكتور }▪▪دخل يوسف مكتبه ونزع البالطو وارتدى جاكيت بدلته الرمادية {تمام اشوفها بكره أن شاء الله عشان اتخرت على ملك وجعت راسى اتصالات }نظرت سعاد لفرحت عيونه بذكر ابنته {الله يخلهلك يا دكتور يوسف ويباركلك فيها }..................
▪▪دق هاتف آمال لتبتعد عن شمس تتحدث بالهاتف جلست تتمل الأزهار الملونه انه وقت الغروب واشعة الشمس البرتقالية تع** لونها على الزهور لتخرج فراشه ملونه من بين الزهور تطير وتحلق حول شمس التى وقفت كالاطفال تقفز فرحا بالفراشه فهى تعشق الفراشات بالونهم الزاهية............وقفت ببتسامه رقيقه تراقب الفراشة وهى تطير وتحلق لبعيد خرج يوسف للحديقة فى طريقه للمغادره ولكن استوقفته هذه الفاتنة الجميله التى تبتسم وتقفز بسعاده كطفله صغيره وقف يتملها من بعيد من أطراف قدميها الناعمه الصغيره حتى جبتها مرت عيونه ببطء على ساقيها الناعمتين المكشوفة من فتحت فستانها الملون الرقيق وهو يحتضن قوامها المتناسق ووجه جميل مزدهر فى نفس التناسق ذو شعر شعر **تنائى ناعم مجموع خلف رأسها كذ*ل فرس يصل لبعد خصرها حتى وصلت عيناه إلى عينيها.....حينها لا يعلم تحديد ماذا حدث وكم مر من الوقت يتاملها......اختفيت الفراشة بين الأزهار لتختفى ابتسامتها هى الاخرى وترجع كما كانت تجلس بمكانها اقترب منها ببطء شديد ليجدها
شاردت الذهن و نظراتها مثبته على احد الورود وكانت تلك الورده ذا**ه وبها اوراق عديده متساقطة.......
فأقترب منها وهى يضع يده فى جيوب سرواله وقال بصوت دافى وهو يرمقها بنظره رقيقه (ليه مركزه على الورده دى بالذات مع انها دبلانه )تفاجئت شمس من الصوت المفاجئ الذى اخترق ال**ت حولها ورفعت وجهها لتنظر لذلك الدخيل فتقابلت مع بحور العسل فى عينيه الصافية قبل ان تقول(الورده دى تشبهنى خسرت كل ورقها وهتدبل وتموت زى ما انا خسرت كل اللى اعرفهم وبقيت وحيده مستنيه نفس مصيرها )ثم وجهت نظرها مره اخرى للزهره تفاجئ يوسف من نبرة اليأس فى صوتها وشعر بحجم معاناتها وقال ( بس احنا البشر مش زى الورد ولو واجهنا صعوبات ومحن فى حياتنا مش لازم نستسلم لليأس ونستنى نموت ) فأطرقت شمس رأسها دون ان تعقب على كلامه وشردت ثانية.....فهى تخاف الاحتكاك بالناس تكاد تجزم أنها ناسيت نبرة صوتها ولكن هذا الدخيل أخرج صوتها وشعرت لثوان قليلا فى وجوده بالأمان والراحه التفت يوسف ليغادر وعلى شفتيه ترتسم ابتسامه صغيره لا يعرف سببها وفى تلك الاثناء التفتت شمس لتراقب رحيله فلمحت شخصا جعل الذعر يدب فى قلبها انه هو جاء ليعذبها ولم تشعر بنفسها الا وهى تذهب مسرعة لتنادى على يوسف {استنى استنى } وحين استدار يوسف لها ارتمت شمس فى احضانه باكية وهى تهذى بكلمات متقاطعة وشهقات متتالية {انا خايففففه انا خايييييفه ماتسبنيش } ازدات شقهاتها وارتجف جسدها الصغير بين يده التى لفها باحتواء حول خصرها واليد الأخرى تربت على رأسها.......اشفق عليها بشده وبصوته الهادى الحنون بنبرته الساخنه {متخافيش ششششش مفيش حد هيقدر يقربلك ارجوكى أهدى }احست شمس بالأمان والراحه بين ذراعيه لأول مره منذ فتره طويلة لم تحتمى بين ذراعين فكانوا آخر ذراعين ضمتها بينهم والدها وهو يربت على ظهرها {متخافيش يا شمس انا هنا جنبك يابنتى انتى معمتليش حاجه }ليسقط بعدها أمام عيونها فاقد الوعى ولم تراه بعدها.........
▪▪شهقت آمال تلتفت حولها {يادى المصيبة ديه راحت فين؟ }لتلتفت تجدها تعانق يوسف وتدفن رأسها فى ص*ره العريض......شهقت امال من المفاجاه واقتربت بسرعه وهى تردد{يا نهار اسود}صرخت بدون وعى {شششمس.... انتى بتعملى ايه }لتبتعد شمس عن يوسف بسرعه وص*رها يعلو ويهبط خوفا.....اقتربت امال بحذر {انا اااا اسفه يا دكتور يوسف هى سهتنى ومشيت }....اومئ يوسف رأسه بحذر ونظراته متجمده على آمال وقال بصوت لا تعبير له { ازاى متخديش بالك من المرضى كويس هه وازاى أساسا تعاملى مريضه وتشخطى فيها بشكل ده لينا حساب بعدين اتفضلى دخليها اوضتها }هزت آمال رأسها بخوف وهى تتمسك بيدها وتاخذها لغرفتها..............
▪▪اتجهت نغم للمطبخ لتحضير وجبه العشاء الخاصه بخالها الحاج جلال قبل ان تغادر للعشاء برافقة زوجها سمعت صوت من الصالون لتقف قريبه من الباب المغلق تستمع لحديث هشام مع طارق وفهد وشروق ورانيا.....قال هشام بصوت غاضب(احنا لازم نجهز بيت المزرعه قريب وشمس تقضى الفتره هناك قبل جلسه المحكمه ودكتور ادهم هيباشرها عشان اللى اسمه يوسف ده )زفرت شروق انفاسها بحنق (اوف انا اتخنقت من الموضوع ده لازم نخلص منها وبسرعه ياما بالسجن ياما بالموت )شهقت نغم ووضعت يدها فوق فمها ولكن حديث طارق طمن قلبها وهو يصرخ على شروق (موت لا لا لا انا مش هسمح بجريمه زى ديه تاخد عقابها بالقانون وكفايه اصلا حاله الجنان اللى هى فيها )نطقت شروق بغل وغيظ (وامك اللى قتلتها الهانم اللى خايف عليها مش زعلان عشانها)ض*ب الحائط بيده وتكلم من بين اسنانه (شروق انتى طول عمرك مش بتحبى شمس وكلنا عارفين كده مش موت ماما اللى مزعلك اوى كده شمس كانت اقرب لماما منك )صرخ هشام بشده (بس انت وهى مش وقت لعب العيال ده دلوقتى لازم نشوف طريقه بسرعه لازم نخلص القضيه باقى عليها شهر ولازم نشوف حل يخلصنا من يوسف سيف الدين وبسرعه )ساد ال**ت بينهم كل منهم يفكر بطريقته ........
▪▪اغمضت فريده عيونها تاخذ نفس عميق (مش فاهمه يعنى ايه مش عايزه كتب كتاب دلوقتى هانم )..شدت مريم ذقنها وتكلمت بهدوء (ماما ارجوكى افهمينى انا لسه معرفش حاجات كتير عن نادر كل اللى اعرفه ان المهندس الناجح ابن خالى حضرتك اللى اخترتيه وانا وفقت لكن كتب كتاب لا يا ماما صعب )حدقت بجمود لمريم (انا مش عارفه ايه اللى حصل انتى شديت نفسك بيوسف يامريم بس انا اللى هقوله هيمشى وخليكى متاكده بابا اللى مستنيه رايه هيوافق على قرارى فاهمه )وقفت فريده بكل غرورو وعنجهيه وقالت بصوت امر (باباكى هيوصل من دبى الشهر الجاى اعملى حسابك كتب الكتاب فى نفس الشهر ومش هقبل مناقشه),,فتجمدت كل كلماتها على شفتيها من قرار فريده الصارم..............
▪▪دخلت نغم غرفه جلال تحمل صنيه الطعام (انا اسفه يا خالو اتأخرت عليك )هز جلال راسه وابتسم لنغم اطعمته بيدها وبعد الانتهاء من طعام العشاء اخرجت علبه صغيره من حقبيتها بها اقراص (اتفضل يا خالو ده علاجك الجديد ودكتور عزيز متاكد انك هتكون بخير على العلاج ده )رفع جلال راسه يبتهل بالدعاء لله عز وجل ان يتعافى حتى يستطيع ان يرى صغيرته شمس شردت نغم قليلا وهى تتذكر حديثها مع كتور عزيز....
▪▪(اسمعينى كويس يا نغم انا شاكك ان الادويه ديه بتتبدل جلال صحته بتتاخر جدا )شهقت نغم ونظرت للادويه بدهشه (تفتكر ان فى حد بيبدلها )هز عزيز راسه (انا متاكد عشان كده انا هسلمك ادويه تانيه جلال ياخدها بس احتفظى بيها فى مكان محدش يقدر يوصله وفى خلال شهر صحه جلال هتبدا تتحسن)فكر عزيز قليلا وقال (وبالنسبه للاوديه ديه اوهمى الشخص اى كان اللى بيبدلها ان جلال مستمر عليها وهنشوف النتيجه )انزعجت نغم بشده وارتسم على وجهها القلق (احساسى بيقولى ان ورا الموضوع ده فهد او رانيا وطبعا شروق عارفه مهما كانت قسوت هشام مستحيل يفكر ياذى خالو حاضر يا اونكل هنفذ كلامك)افاقت نغم من شرودها على رنين هاتفها (الو اهلا لجين اخبارك ايه ),,,,,(بخير حبيبتى، نغم انا اسفه لانى انشغلت عنك الايام اللى فاتت كانت عندى رحلات كتير انا دلوقتى ع الطياره بستعد للرحله لدبى حبيت اطمن فى اخبار جديده عن شمس )وقفت نغم بجانب النافذه تتكلم بصوت خافت (لجين اسمعينى كويس، انا سمعتهم بيتكلموا ان فى دكتور اسمه ادهم بيعالج شمس بس الواضح انه على اتفاق مع هشام وفى دكتور تانى اسمه يوسف فى الموضوع ومن الواضح انه موترهم، بس كده دا الي قدرت اوصله، انا محتاره و بالي مشغول علي شمس )تنفست لجين بضيق وبنره غاضبه قالت (انا مش عارفه ليه شمس بيحصل فيها كده، نغم انا هوصل مصر بعد 3 ايام ويريت اشوفك عشان نعرف هنعمل ايه فى المشكله ديه لازم نزصل لحل )هزت نغم راسها (ان شاء الله هنلاقى حل ونوصل لشمس )اغلقت نغم الهاتف واقتربت من جلال قبلته على جبينه بحنان (ان شاء الله يا خالو هتبقى كويس وشمس هترجعلك بسلامه )وخرجت من الغرفه تستعد لدعوه العشاء مع زوجها الحبيب....................
▪▪اغلقت لجين الهاتف و شردت لوهله تفكر في وضع شمس و كيف ستتمكن من ايجادها، لتستفيق من شرودها علي صوت زميلتها (لجين يالا المسافرين هيبتدو يطلعو) فهزت رأسها و هي ترتدي قبعتها (اوك ) و خرجتا من المقصوره للترحيب بالركاب، في تلك الاثناء صعد مراد و عدنان للطائرة و اخذا اماكنهما و بعد برهة اعلن الكابتن عن الاستعداد للاقلاع، و بدأت لجين جولتها لتفقد المسافرين و تلبيه طلباتهم، كان مراد يتمطط علي كريسه كقط **ول فض*به عدنان علي كتفه و هو يهتف به (عيني يا بني ادم مش مستلفها) فوقفت لجين الي جانبهما تضم يديها و قالت بلطف ( في حاجه يا افندم؟ عايزين حاجه)
(اوباااا !! ) عبر عدنان و هو يصفر في حين تسمر نظر مراد عليها منبهرا بجمالها الاخاذ طرف بعينه ثم قال ببلاهه (عسل )................(Pardon !!!) {عفوا!!}
ليضم عدنان شفتيه ليكتم ضحكته، فقطبت لجين حاجبيها و احتدت ملامحها ثم قالت ببرود حاد (ممكن لو سمحت تقولي حضرتك ..عاايز..اييه.. في مسافرين تانيين لازم اشوف طلباتهم) فاتكأ مراد بمرفقه علي ذراع الكرسي واسند ذقنه علي كفه و ابتسم ملا شدقيه ابتسامه استفزتها و سألها قائلا (هو استفسار بسيط هو انتي حلوه كده من عند ربنا ولا في مناسبه خاصه ) اتسعت عيني لجين و قد احمر وجهها غضبا و ردت بانفعال (Nnnnnn c trop tu dépasse tes limites Mr) {لا هذا كثير انت تتجاوز حدودك سيدي}فاخذ مراد يرمش بعينيه و قد ارخي ذقنه اكثر علي كفه (حد قلك قبل كده انك بتحلوي اكتر لما تتعصبي) فاقتربت لجين منه اكثر و هي تشير له باصبعها و الشرر يتطاير من عينيها و قالت وهي تشد علي اسنانها بغضب (اسمع يا شسمك barre tes limites خير الك، اش تسخايل في روحك الصخطه هذا مرمزك و مبلدك و مثقل دمك تو زعما زعما عامل فيها ضامر، يعجبكشي تو اا الهموم الجامده هالصباح ) لتتنفس بقوه و بغضب تكاد تشبه تنين ينفث النيران، تدلي فك مراد ببلاهه و هو يطالعها بنظرات يلوحها الغباء ليقول (هو انتي بتشتميني و لا انا احساسي غلط) لينفجر عدنان ضحكا ضحكة مجلجله و هتف (جوووول الحوت علي بنت بلادي معلللللمة ) فالتفت اليه مراد بسرعه و همس بغضب (انت يا غلس ترجملي يعني ايه انا اتهزأت !!!) فزاد ضحك عدنان اكثر لنتظر اليه لجين وهي تبتسم باستخفاف و قالت (يسخف مسيكن اعمل فيه لربي و ترجمله) و تركتهما و غادرت، بينما بقي عدنان يضحك فرمقه مراد بنظرت غاضبه و قال وهو يضيق عينيه (عارف لو ما ترجمتليش البت دي كانت بتقول ايه هرميك من الطياره و ابقي خلصت البشريه منك) فاجاب عدنان من بين ضحكاته (طيب...طيب هقولك بس بشرط)........(انت هتتشرط كمان انجز ) فارتخي عدنان في جلسته وقال (عرفني انجي، اترجملك و الا هقلب علي تونسي و ادي دقني لو فهمت مني كلمه) و ارفق كلماته بابتسامه عريضه و حاجباه يتراقصان، فزفر مراد انفاسه و قال (طول عمرك سافل طيب هعرفك عليها) فهب عدنان و عدل جلسته وهو يشرح بفرح( انت كده عيني، بص يا سيدي الاخت الكريمه كانت بتقولك . الزم حدودك و انت فاكره نفسك مين يعني، و قالتلك يا رمه و انك فاكر نفسك ظريف و دمك خفيف و... بس كده ) (انااااا!!!) رد مراد بانفعال مشيرا لنفسه فضم عدنان شفتيه و هز راسه مؤكدا (اييييون انت).....
▪▪حطت الطائره في مطار دبي و بعد انهاء الاجراءات خرج مراد و عدنان من باب المطار و كانت هناك سياره اجرى واقفه فاخذ مراد يلوح لها ثم ركض نحوها ليصطدم فجأة بفتاة التي سرعان ما رفعت رأسها ليهتفا معا (انت/انتي!!)
#يتبع