المشهد الثاني..ثم!
ابتسمت بسخريه لتقول...
-اشعر بأن زوجتك هي من تتحدث
لطالما عهدتك ليس برجل ياخالد
صفعه هبطت علي وجنتها..تصحبها صرخه.
-فاجره.طوال عمرك فاجره من تربيه اباك المنعدمه.انا سأربيك من جديد ياعديمه الاخلاق...والله لأزوجك لاقرب رجل يأتي اليك ويرحمني منك ومن فجرك
نظرت الي عينيه بجمود ووضعت يدها مكان الصفعه لتقول.
-سأشتري منزل ابي ياخالد وسأعطيك ميراثك منه ايضا..بالمعني ستأخذ اضعاف ميراثك..ولك العقار ايضا لا اريد شئ...فقط دعني وشأني..تبري مني ان اردت..فقط ابتعد وانسي ان لك شقيقه
اظن هذا ثمن جيد لك!!
لم تتحرك منه شعره ليقول بجمود...
-سأبدأ اجراء الميراث مع محامي اباك بدأ من الغد
استشفت موافقته من كلماته..ودت لو تبكي بأعلي صوت تمتلكه..ولكن خرجت من السياره بأيباء وكبرياء محطم
سمعت صرير السياره عقب دخولها المنزل...لتجلس علي اقرب كرسي اليها
وهي تشعر ان ساقيها كالهلام
بكت بقوه وصوت مرتفع...اليوم باعها خطيبها..واخاها اليوم خذلها الكثير اليوم تذوقت الصدئ في فمها اليوم شعرت بكلمة يتيمه الام والاب
لتصرخ بأعلي صوتها....
-ابي لماذا رحلت
عوده الي الوقت الحالي
...................... ............
استفاقت من شرودها علي صوت هاتفها
بنفس الرقم لتجيب علي الهاتف بقوه قائله....
-خالد ان اخذت كل حقوقك من ثلاث سنوات...رجاء ابتعد عني
سمعت صوته الضعيف يهمس...
-ريما اسمعيني..انا نادم اشد الندم سامحيني
ابتسمت بسخريه لتقول...
-همم !نادم..تهاتفني الان لانك خسرت كل مالك علي يد زوجتك العزيزه صحيح!
-ريما انا اسف! ارجوك انا..
قاطعته بحده قائله...
-لا تنطق اسمي ياخالد... لا تدنسه بلسانك الذي شهد زور علي شرف شقيقته
اغلقت الهاتف بحده ليصدح صوت من الماضي وهو يقول..
-شقيقتي قليلة الحياء..وانا اشك في كونها عذراء..فالماذا تركها خطيبها الذي كان يعشقها ودامت خطبتهم لسنتان
امسكت رأسها بتعب
لتتصل علي احد الارقام لتقول بنبره جاده...
-اذا سمحت حول من حساب ريما محمد مبلغ.... الي حساب خالد محمد
واخبروه انه يملك ذاك المبلغ
ثم اغلقت الهاتف بهدوء واراحت رأسها علي الوساده قائله بهمس..
-لاجلك انت فقط ياابي
دقت الساعه الرابعه عصرا
وهو يجلس في المطعم منظرا اياها تأتي
ابتسم بشرود..وهو يتوقع طلتها
ستقول كالمعتاد"المعذره يامروان كنت اكتب روايتي الجديده ولم ادري بالوقت "
تن*د وهو يراها تقترب منه برزانه ووجه عابس كعادتها وتجلس امامه قائله...
-المعذره يامروان كنت اكتب روايتي ولم ادري بالوقت
ابتسم بهدوء ليقول...
-اعرف يامدلله..هي ماذا اطلب للغداء
امسكت قائمه الطعام تنظر فيها بهتمام لتقول بعد ان طلبت الطعام وفعل المثل...
-مروان...اريد ان احدثك في موضوع هام
اجاب بأبتسامته المعهوده..
-هيا اتحفيني بفكرة روايتك الجديده
ابتسمت لتقول....
-لا الامر ليس كذالك...امم انا سأسافر!
اختفت الابتسامه ليقول...
-ثم..
امسكت خصله ارجعتها خلف اذنها لتقول...
-تعلم ان الكليه عرضت علي ان اصبح دكتوره جامعيه لاحد الدول الاجنبيه
اري انها فرصه جيده.
تمسك بهدوئه ليقول..
-هل تأخذين رأيي يابنت خالي ام قررتي رحيلك وتخبريني من باب الواجب
تنحنحت بحرج لتقول...
-مروان لا تفهم الامور بطريقه خاطئه
انت صديقي وابن عمتي
ليكمل بنفس هدوئه...
-وزوجك ياريما..انا زوجك ام نسيتي هذا
يبدو ان السنين انستك انني زوجك ليس صديقك...لي القرار في حياتك لي حقوق يكفي اني تنازلت عن نصفها
تن*دت بحزن لتقول...
-وهل تعايرني الان يابن عمتي...تعايرني انك تزوجتني علي ورق ولم اعطيك حقوقك
اشاح وجهه جانبا بأبتسامه ساخره..
-لا تستخدمي معي ذاك الاسلوب ياريما
تعرفي انني لا اعايرك..تذكري جيدا حينما حكمت العائله ان تتزوجيني واخبرتيني باكيه انك لا تحبيني ...قطعت وعد علي نفسي بأن لا اقترب منك ابدا...الي حين ان تصبحي اقوي..
لتكمل هي بنبره اكثر حزن وشفقه عليه...
-وننفصل...اريد ان اعفيك من تلك المسؤليه يامروان...ان الاوان لننفصل وكلا منا يري حياته...انت تتزوج وتستقر
قاطعها بقوه صارخا بغضب جعل الناس تلتف لهم...
-وهل رأيتني اشتكي واقول اريد ان اتزوج...هل قلت لكي انني تعبت منكي
قاطع شجارهم..وصول الجرسون وهو يضع المأكولات امامهم
قالت بنبره حازمه تحمل شفقه وحزن...
-يجب ان ننفصل يامروان..طلقني
كانت كلماتها كفيله ان تؤلم قلبه
يعلم ان الطلاق سيقع لا محال
ولكن اثناء زواجهم المنفصل
ظن ان ربما تحبه وتكمل معه باقي سنوات عمرهم الضائعه
تكلم بحده قائلا...
- لن اطلقكي ياريما
ابتلع غصه مؤلمه في حلقه ليقول بنبره متألمه...
-انا احترم انكي لم تبادليني حبك
ولكن انا لا استطيع تركك...اخشي عليك من ان تجرحي مره اخري
ليكمل في نفسه...
-واخشي علي من احتراق روحي بعدك
وقفت بهدوئها لتقول بنبره حزينه وجاده...
-يكفيك عذاب يامروان انا مظلمه محطمه
وانت مفعم بالحياه...اخاف ان امحو املك وحبك لي فيتحول الي ملل من شخصيتي الحزينه...نحن لا نليق ببعضنا يامروان...فكر بالموضوع جيدا
ثم تركته مغمض العينين وهو يهمس بكبرياء رجولي محطم...
-لم تشفي منه بعد..ولن اشفي منها انا
فتح عينيه وهو يراها تبتعد ليقول بهمس..
-ولا اريد ان اشفي منك مااحلاه عذاب عشقي في حضرتك يامدلله
شرد في ذكريات زواجه بها
تذكر عندما علم افراض العائله ان اباها كتب المنزل ونصف العقار بأسمها ووصي بشقتين فقط لخالد وشقه يبيعوها ويعطو ثمنها لأي دار ايتام كصدقه لروحه
كيف جن جنون عائلة والدها وانكشاف وجههم الاخر وعلي رأسهم خالد اخاها الاكبر...تذكر رد فعل خالد عندما شكك في اخلاق شقيقته انتقاما منها
وكيف حكمت العائله ان تتزوج اي شخص من عائلتها ليثبتو انها شريفه لم يمسسها احد...تذكر دموعها وهي تجلس برتجاف من ذاك الموقف وهي تنظر له بترجي ان يخرسهم...ليقول بملئ فاهه
"انا اولي الناس بأبنة خالي..اثق بشرفها كل الشرف..الان سأتزوجها ولكن ان لفظ احد منكم لن اصمت له"
التوي فمه بحزن ليتذكر بكاؤها له بأن لا يلمسها...وهي تقول ببكاء وارتجاف
"ارجوك يامروان لا تقترب مني انا لا احبك لا تجعلني اخشاك واكرهك كما اصبحت اكرههم"
تذكر كيف وقف امام الجميع وقال انه سيكون عقد قران لمدة ثلاث او اربع سنوات الي ان تكمل جامعتها ويكون هو حياه كريمه لها ستسكن مع والدته وهو سيذهب الي شقه اخري
استفاق علي صوت الجرسون وهو يخبره ان الطعام قد برد ليقول مروان بسخريه وهو يخرج المال للنادل...
-وما فائده الطعام بعد طعم العلقم
خرج من المطعم وهو يهمس لنفسه..
-بسبب مجهودها اصبحت دكتوره جامعيه بدلا من طالبه...انتظرت السنوات آملا ان تحبني فوقعت انا لها اكثر واكثر
ربما لم تقع في حبه ولكن وقعت في حنانه ورقة مشاعره لها ورغم ذالك لم ينسيها ذكرياتها القديمه...كانت تجلس امام الحديقه التي كانت تجلس بها مع معاذ وهي تسترجع ذكرياتهم
كانت تحب عيناه..واه من عيناه
ربما وقعت في عشق عينيه قبل ان تقع في عشقه هو
ذاك لون العسل المصفي وطرفه الكحيل
لطالما اخبرته ان عينيه جميله ليرد عليها بغروره المعتاد"نعم اعلم ذالك"
هي لم تشتاق اليه ولو ذره
بل اشتاقت لنفسها معه وبشده
اشتاقت لكونها ريما المحبه للحياه
فتحت عيناها وهي تملئ رئتيها من رائحة الطين المبلل بالمطر..تعشق تلك الرائحه تشعر بالحياه وهي تستنشقها
لتجد شخص يجلس جانبها ويحدق بها بحنين..كذبت عيناها وهي تراه جالس جوارها كالسابق ويحدق بها بنظره مختلفه
كادت ان تقف وتفر هاربه من جواره
ليمسك يدها سريعا ويقول بنبره مشتاقه...
-اتبخلين علي ببضع دقائق اتأملك ياصغيره
ارتجف قلبها اثر كلماته وبالخصوص"ياصغيره"لطالما قالها سابقا
نزعت يدها بهدوء قائله...
-ثم!
ابتسم بشتياق ليقول...
-اجلس ودعي ما بعد ثم جانبا
طاوع قلبها كلماته لتجلس مره اخري وعيناها مثبته علي الخضروات امامها
لتسمع صوته يقول بنبره خافته...
-مازلتي تهتمي بحزني ياريما لم يتغير قلبك ابدا ولو بعد حين
ابتسمت ساخره لتنظر لعينيه قائله...
-وما ادراك بقلبي يامعاذ...سابقا او الان
عبس ليقول بشرد وهو يتشرب ملامحها ليقول...
-معك حق تغيرتي قليلا..اصبحتي قاسيه وتحولت عيناك المحبه الي ساخره
ضحكت بسخريه لتقول...
-لم اعد حمقاء يامعاذ وهذا ما تغير فقط
نقل نظره الي يدها ليقول بنبره شارده...
-يبدو انك تزوجتي واجتزتي موجة عشقك لي بسلام
نظرت ليده كذالك لتقول بأبتسامه...
-هذا صحيح..فأنا مللت عشقي المظلم لك
باغتها بسؤال محي تلك الابتسامه المزيفه ليقول...
-وهل احببتيه مثلما احببتني
تصلب جسدها ثوان قبل ان تقول وهي تسترجع لحظات حنوه معها لتقول بشرود...
-لا..شعوري تجاهه مختلف عن شعوري عنك..انت بعشقي اليك تخضعني وتقهر قلبي علي الانحاء لك..اقدم لك الكثير ولم اخذ ولو مقدار ذره من عشقي لك
ابتسمت بشرود لتقول..
-اما هو..مختلف يعطيني ولا ينتظر مقابل لا ينتظر مني سوا نظرة رضا اعطيها اليه
لم يصرخ علي ابدا ولم يستهزء بحزني
بل يخبرني دائما انني جميله بحزني..واجمل عندما ابتسم...
دمعت عيناها تحت نظراته الحزينه التي تحكي ندمه لفقدانها...
-هو يحبني بشده يامعاذ..يحبني بصبر وشغف..اشعر بأنه يغرقني بحبه لدرجة انني اشعر انني اقل من ان يحبني احد هكذا
التفتت لتنظر له بقوه قائله...
-اخبرني بأنه سينتظر حبي له
وان لم استطع..سيكتفي بأغراقي بحنانه فأنا مدللته
رغم حزن عسليتيه البادي قال بنبره حاده..
-انا لم اسألك عن شعوره تجاهك
اسألك هل تحبيه مثلما اوقعتك انا لدي
لم تستطع الكذب وانما وقفت قائله بأبتسامه...
-عندي طاقه تغرقه بحب فياض
ولكن كنت انتظرك يامعاذ
لمعت عينيه بأمل قائلا
- وانا مازلت احبك ياريما..اكتشفت انكي فقط التي تستطيعين فهمي وتحملي
لتحطم ذاك الامل في ثوان..
-كنت انتظر نظرة الندم في عيناك
لأقول لك ثم!