مملكة ليبريلس

يجلس ذلك الشاب في بيته بجانب تلك الشرفة المطلة علي الشارع ينظر الي الأفق البعيد بشرود, ان أمعنت النظر به ستجد شابا شديد الجمال, يمتلك عينين ساحرتين ولكنه وحيدا لا يحب الاختلاط مع الناس, أو لنكن أكثر دقة فهو يهرب من الجميع فإن سمح لأحد بالاقتراب منه حينها سيعرفون أنه لا يتقدم في السن وسيمطرونه بوابل من الأسئلة وهو في غني عن كل هذا شرد بعيدا بذاكرته يستعيد تلك الذكريات التي مر عليها الكثير من الزمن, وفي زمن مختلف وعصر لم يعد موجود تبدأ حكايتنا, قصة المغامر "ايفن", ذلك الشاب الذي ترك منزله بحثا عن المغامرة, لكن ما حدث أن المغامرة هي من أتت إليه, بطبعه العاشق للمغامرات قرر ايفن البدء بمغامراته ولكن قبل ذلك قرر الذهاب إلى " مملكة ليبريلس" لكى يري صديقه "جون" ويمكث معه بضعة أيام قبل أن ينطلق في أولي مغامراته وصل ايفن الي بيت صديقه جون, وقف أمام باب منزله ثم طرق الباب قائلا بمزاح: فلتفتح الباب أيها الا**ه انه انا ايفن فتح الباب ليظهر جون بمظهره المبعثر قائلا: ادخل أيها الا**ق هل هربت مجددا جلس ايفن بمرح علي الكرسي قائلا بمشاغبة: نعم وهذه المرة للأبد فلن أعود لهناك مجددا جون: انت أ**ق كبير هل تعرف هذا ايفن بضحك: أجل فالحمقى يعرفون بعضهم جيدا أيها الا**ق جون: يا لك من.... اه انسي أخبرني كيف حالك صديقي ايفن: أنا بأفضل حال لا تقلق, أنت أخبرني كيف حالك جون بملل: حسنا, ها أنا لدي منزل وعمل ايفن: كفي ملل يا رجل ألا تفعل شيء أخر عدا الذهاب للعمل والرجوع للبيت لتنام, أين المغامرة التي تعيشها ها مازلت شابا ولم تصبح عجوزا بعد فتمتع بالحياة جون: دعك من حياتي البائسة ودعنا نفعل شيئا ممتعا ابتسم ايفن قائلا: الان هذا هو صديقي جون, أخبرني هل يوجد هنا نساء جميلات ضحك جون قائلا: بالطبع يا رجل فهذه المملكة تحتوي علي أجمل النساء, تعال معي سأريك كل شيء في المملكة نهض ايفن قائلا بابتسامة: الان سيبدأ المرح مرت عدة أيام وجون وايفن يتجولان في المملكة وبالفعل كانت المملكة في غاية الجمال, وبالطبع نقصد النساء, عاد الصديقان الي البيت بعد جولة ممتعة في المملكة ايفن: حقا هذه المملكة في غاية الجمال نظر له جون قائلا بضحكة خفيفة: حقا, المملكة أم النساء أيها الش*ي ضحك ايفن قائلا: بالطبع النساء, من المؤسف أني سأرحل بعد الغد جون: ستذهب بهذه السرعة فلتبقي قليلا بعد ايفن: كنت أود هذا ولكن كما قلت لك سأبدأ مغامرتي ولذلك يجب علي الرحيل جون: أعلم أني لن أستطيع تغيير قرارك لذلك حظا موفقا صديقي ايفن: شكرا لك علي كل شيء جون, اه بالمناسبة غدا سأذهب للقلعة فأنا أريد رؤيتها فأنت لم تأخذني لهناك جون: أنصحك بعدم الذهاب فالعائلة الملكية غامضة بشكل مقلق يا رجل ايفن: وأنت تعرف أني أعشق الغموض لذلك سأذهب, وهذا قراري الأخير جون: لا تذهب هناك فلتستمع الي لمرة واحدة فقط تصنع ايفن الموافقة قائلا: حسنا حسنا لن أذهب جون بشك: حقا لن تذهب, سنري بشأن هذا ولكن ايفن في داخله عزم علي زيارة تلك القلعة مهما كلف الامر فالان ازدادت رغبته بالذهاب سينتظر حتي ينام صديقه ثم يذهب, وفى تلك اللية عندما خلد جون للفراش تسحب ايفن حتي خرج من المنزل متوجها للقلعة, عندما وصل ايفن وقف في مكانه مندهشا من جمال تلك القلعة علي الرغم من الظلام المحيط بالمكان الا أن تلك المشاعل المضاءة كانت كافية لإبراز جمال القلعة ايفن بذهول: يا لها من قلعة جميلة, تبا لك جون كنت تريد منعي من القدوم لهنا ورؤية هذا الجمال, كان سيكتمل هذا الجمال لو وجدت فتاة جميلة أيضا هنا ظل ايفن جالسا لفترة طويلة لا يرغب بالذهاب فكان مستمتعا للغاية بهذا المنظر الخلاب, سمع ايفن صوت يأتي من فوق أحد أبراج القلعة اقترب قليلا ودهش مما وجده فقد رأي رجل عجوز وفتاة جالسين فوق ذلك البرج ويحاولان النزول نظرت الفتاة حولها حتي نادت بأعلى صوتها قائلة: أيها الغريب, أيها الغريب فلتأتي الي هنا سريعا نظر لها ايفن باستغراب ولكنه في النهاية توجه لها, نظر لها باستغراب قائلا: يا الهي ماذا تفعلين يا فتاة نظرت له الفتاة بسخط قائلة: هذا ليس من شأنك, فلتساعدنا لننزل من هنا ايفن: وكيف لي أن أساعدك ها, فلتساعدي نفسك كما صعدت هناك انزلي غضبت الفتاة ونظرت له قائلة: وهل هذه أخلاقك تترك فتاة ورجل كبير في السن بحاجة للمساعدة وتذهب بعيدا تن*د ايفن بحنق فقد حاصرته بكلامها هذا, نظر لها قائلا: حسنا وكيف سأساعدك ابتسمت الفتاة بانتصار قائلة: لا أعلم فلتجلب شيئا ما لنتمكن من القفز عليه وننزل بسلام نظر لها ايفن قائلا بسخرية: وهل ترين اني أحمل شيئا من أين سأجلب لكي ما طلبته نظرت له تلك الفتاة بغيظ قائلة: ألا تستطيع فقط فعل ما طلبته منك بدون نقاش فلتتصرف وتجلب لي ما طلبته ضحك ايفن بخفة قائلا: وهل أنا خادم عندك لأستمع لما تقوليه نظرت له الفتاة بحنق قائلة: وهل ستتركنا هنا هكذا بدون مساعدة الا تملك قلبا تحدث الرجل الذي يجلس بجانبها بصوت منخفض قائلا: فينا حبيبتي ألا يمكنك التصرف وانزالنا من هنا بدلا من طلب المساعدة من ذلك الغريب نظرت له تلك الفتاة قائلة: وكيف سأتصرف أبي وهو موجود هنا وأيضا لأسلوبه الغير راقي معنا سأجعله هو من ينزلنا نظر لها ايفن قائلا بنفاذ صبر: حسنا انتظريني هنا ريثما أجلب لكي ما طلبته ذهب ايفن الي أحد البيوت القريبة وجلب ما طلبته تلك الفتاة, في البداية رفض ذلك الرجل القفز فلم تجد تلك الفتاة وسيلة لإنزاله غير دفعه على غفلة وبعد أن دفعته ألقت بنفسها وراءه وايفن واقف في الأسفل يكاد يموت على نفسه من الضحك على منظرهما ثم توجهت تلك الفتاة ناحية ايفن تحذره قائلة: علي الرغم من أنك ساعدتنا ولكني سأحذرك اياك وأن تقول ما حدث هنا لأي شخص مهما كان وقف ايفن أمامها قائلا بتحدي: وماذا ان قلت ما حدث هل ستقومين بض*بي بقبضتك الصغيرة تلك التي لن تؤثر بي ضحكت فينا بسخرية قائلة بحدة: وخفيف الظل أيضا, لا أيها القوي صدقني لن تريد أن تض*ب بواسطتي اتجه ذلك الرجل العجوز الي فينا يشدها من ذراعها قائلا: حسنا حبيبتي والان انتهينا فلنعود للمنزل, لا داعي لكل تلك الجلبة أوقفته فينا قائلة: انتظر أبي ليس قبلما أحذره, اسمع يا هذا أقسم ان قلت ما حدث لأي أحد سأرسلك "للبحيرة المقدسة" وصدقني تلك البحيرة أفضل لك من أن أقوم بض*بك سأكون رحيمة فقط لأنك ساعدتنا ايفن بسخرية: حقا وكيف يكون ارسالك لي لبحيرة عقاب, ومن قال لكي أني سأستمع لكي من الأساس فمن تكوني حتي تأمريني كادت فينا أن ترد عليه ولكن منعها والدها الذي شدها من يدها قائلا: حسنا فينا هذا يكفي هيا نذهب قبل أن تتضخم الأمور هيا بنا عزيزتي ذهبت تلك الفتاة هي ووالدها الي أن اختفت عن أنظار ايفن بداخل تلك الغابة بجانب القلعة فالتفت هو الاخر عائدا للبيت ولكن ظل تفكيره يدور حول تلك البحيرة يرغب بمعرفة ماهية تلك البحيرة بشدة, نام ايفن مغلقا عينيه بسلام ولم يكن يدري انها ستكون أخر ليلة ينام فيها بسلام فمن الغد ستبدأ مغامرته الحقيقية أشرقت الشمس لتنير بنورها الذهبي المملكة ليبدأ يوم جديد ودبت الحركة في الشوارع وبدأ الناس في الاستيقاظ, استيقظ ايفن هو وصديقه جون وتناول كلا منهم الفطور, سمع الاثنان العديد من الأصوات في الخارج فخرجا من البيت لمعرفة ما يحدث لدي خروجهما وجدا حشدا كبيرا من الناس وقد رأي ايفن تلك الفتاة وذلك الرجل الذي كان معها يمشيان في السوق وحولهما الكثير من الحراس فجاء في عقله تلك البحيرة المقدسة حدث ايفن نفسه بصوت منخفض قائلا: الان قد أتت فرصتي ان أخبرت هؤلاء الناس عما حدث امس سأذهب لتلك البحيرة واعرف ما هي وأرضي فضولي جون: ماذا تقول ايفن لم أستطع سماعك, علي كلا دعني أخبرك من يكونان قاطعه ايفن بسرعة قائلا: ليس الان فلدي ما أفعله تلاقت عينا ايفن مع عينا فينا كانت فينا تحذره بنظراتها بحدة بينما ينظر لها ايفن بضحكة خبيثة ذهب ايفن ووقف في وسط الحشد قائلا بصوت عال: فلتنتبهوا لي من فضلكم لدي خبرا لكم جميعا بدأ الناس يتساءلون عما يحدث فأكمل ايفن حديثه وأخبرهم عما حدث ليلة امس فلم يستطع الناس كتم ضحكتهم وصار الجميع يضحك وفجأة وجد ايفن صديقه جون يتحدث اليه بخوف قائلا: ما الذي فعلته أيها الأبله ألا تعرف أن من أمامك يكون الملك كوين ومعه ابنته الأميرة فينا, الان قضى عليك وقف ايفن مذهولا مما سمع وفى الحقيقة فكر في الهرب لكن فجأة لم يستطع التحرك وكأن قدمه التصقت بالأرض, ثم توجهت الأميرة فينا نحوه وعلى وجهها غضب شديد قائلة بشراسة: أيها الأبله ألم أحذرك ليلة أمس الا تفتح فمك القذر هذا عما حدث ايفن بلامبالاة: في الحقيقة حلوتي أردت رؤية تلك البحيرة ضحكت فينا بخبث قائلة: اوه لم أكن أعلم لو أنك اخبرتني لكنت أرسلتك هناك, ولكن لا يهم فأنت ستذهب هناك الان ولا تقلق سأوصي بك حتي يهتموا بك جيدا نادت فينا علي حراسها قائلة: حراس خذو هذا الأ**ق الي البحيرة المقدسة ولا تنسوا أخذ بعض الناس معكم بالطبع تعرفون ماذا ستفعلون كان ايفن مسرورا لأنه سيري البحيرة المقدسة ولكن الغريب أنه وجد الكثير من الرجال ذاهبون معه, وقضي ايفن اليوم كله في البحيرة المقدسة وعندما عاد إلى البيت وجد صديقه جون ينظر إليه ويضحك حتى كاد قلبه يتوقف من كثرة الضحك