الفصل الثالث

1181 Words
جاءت وفي يدها دفتر صغير ورغبت إلى الشاعر أن يكتب شعراً في عينيها فإلى صباح عينيها الخضراوين هذه الحروف قالتْ ألا تكتُبُ في محْجَري وانشقَّ لي حُرْجٌ ودربٌ ثري إنْهَضْ لأقلامكَ لا تعتذِرْ من يعصِ قلبَ امرأةٍ يَكْفُرِ يلذُّ لي يلذُّ لي أن أرى خُضْرةَ عينيَّ على دفتري وارتعشَتْ جزيرةٌ في مدىً مُزَغْردٍ مُعَطَّرٍ أنورِ خضراءُ بين الغيم مزروعةٌ في خاطر العبير لم تَخْطُرِ يَرْوونَ لي أخبارَ صَفْصَافةٍ تغسلُ رجْلَيْها على الأنهُرِ لا تُسْبلي ستارةً غَضَّةً دمي لشُبَّاكِ هوىً أخْضَرِ خَلِّي مسافاتي على طُولها باللهِ لا تُحطِّمي منظري جاءتْ مع الصباح لي غابةٌ تقولُ من نَتَّفَ لي مِئْزَري حَشَدتِ أوراقَ الربى كلَّها ضمنَ إطارٍ بارعٍ أشقرِ يا عينُ يا خضْرَاءُ يا واحةً خضراءَ ترتاحُ على المرمر أفدي اندفاقَ الصيف من مُقلةٍ خيِّرةٍ كالموسِمِ الخيِّرِ يا صَحْوُ أطعَمْتُكَ من صحَّتي لا يُوجدُ الشتاءُ في أشْهُري في عينِها لونُ مشاويرنا نَشْرُدُ بينَ الكَرْمِ والبَيْدَرِ والشمسُ والحِصادُ والمنحنى إذْ ن*دُك الصبيُّ لم ينفُر أيُّ صباحٍ لبلادي غفا وراءَ هُدْبٍ مطمئنٍ طري عيناكِ يا دنيا بلا آخِرٍ حُدُودُها دنيا بلا آخِرِ **َّرتُ آلافَ النجوم على دَرْبٍ ستجتازينه فَكِّري الرواية أحداثه من وحي خيال الكاتبة لا اسمح بالقتباس او النقل بدون إذن مني الفصل الثالث جدال كانت نتائجه كارثية فقد احتد الحوار بينه وبين والدته حتي وجدها تسقط فاقدة الوعى فما كان منه الا ان اتصل بش*يقته الصغرى كي تنجده - ما الذي حدث خالد؟ - لقد تجادلنا كالعادة ففوجئت بها فاقدة الوعي - ثانية خالد؟ لامته عالية وهي تقيس ضغط والدتها التي بدأت تفيق من إغماءاتها وراحت تهمهم بوهن لم يكن الجدال بينهم بالشيء الجديد فمنذ فترة وش*يقها مصر علي الذهاب لوالده لكن دائما والدته ترفض ذلك وينتهي الامر بغضبها منه فيسترضيها ويرضخ لرغبتها فتحت عسليتها علي ابتسامة ابنتها المتوترة فخرجت منها اه مطولة - اه - ماما - ما الذي حدث؟ سألت بخفوت - تتدللين غاليتي طمأنتها عالية وهي تقبل كفيها اقترب منها خالد والندم مرسوم بوجهه - اعتذر امي قالها بندم وهو ينحني بجذعه ناحيتها مقبلا جبينها - لا تعتذر بني فأنا المخطئة - لا لست كذلك نفت عالية ووجهت نظرة لوم لأخيها واردفت - لا يجب ان ترهقي نفسك بجدال عقيم عادل المحمدي اسم حرم ذكره بقصر الجابر منذ اكثر من عشرون عاما ولم تكن لتتنازل عن ذلك ولو هلكت - دعوني ارتاح قليلا قالتها بوهن واغمضت اعينها مدعية الخلود للنوم فنزلوا علي رغبتها وتركوها تنال قسطا من الراحة - الن تكف عن الجدال بهذا الامر خالد؟ عنفته عالية وهى تغلق باب الغرفة واردفت بنبرة وعيد - المرة القادمة ستقضي عليها خالد فاحذر دلفت لغرفتها ما ان انهت تحذيرها واغلقت الباب بعنف ينم عن استياءها من تهور اخيها الذي لا يكف عن النبش بماض تركوه خلف ظهورهم لسنوات عدة خالد الجابر طيار بالخامسة والعشرون من عمره، الابن الاكبر للسيدة رقية الجابر احدى اهم سيدات المجتمع الإنجليزي رغم اصولها العربية الا انها وصلت لمكانة مميزة بين طبقات المجتمع مما سهل عليها الحاقه هو وش*يقتيه بارقي المدارس الملكية حتي تخرجوا من كليات مرموقة جعلت لهم هم ايضا مكانة تخصهم بين الجميع بكل مرة يحين اللقاء بينهم تجهز نفسها كعروس جديدة وتتفنن بتغيير نفسها كليا كي لا يملها فكم تعبت حتي وصلت اليه ولن تدعه يفلت من يدها ،غلالة نوم مثيرة كما يفضل وثوبا مكشوف لتستقبله به كي تسر عيناه برؤيتها انشغلت بتجهيز حقيبتها ولم تلتفت لش*يقتها التي اقتحمت الغرفة وراحت تتابع ما تفعله -هل عاد اذا؟ ردت عليها دون أن تنظر إليها -نعم لم يعجبها ما تفعله ش*يقتها التي منذ أن انفصلت عن زوجها السابق وهي تخطئ بحق نفسها فقط لكونها عاشقة -متى سيعلن زواجكم هالة؟ اجابتها بلا مبالة -لا أعلم ولا اهتم لذلك المهم انني زوجته الان هتفت بها ش*يقتها بحنق -لقد دمرت حياتك بسببه لدرجة زواجك به بالسر كأنك لا شأن لك ولو علم والدك فربك وحده يعلم ما سيفعله حقيقة انها مخطئة بحق نفسها فهي تعلمها لكنها ما كانت لتفلته من يدها فهي ظلت تطارده لسنوات كان كالحلم البعيد الذي سعت ان تحققه لدرجة قبولها بوضع كهذا زوجة لبضع ساعات فقط أو كما أخبرها زوجة عند الحاجة لاحت امامها معالم المدينة التي ستحط رحالهم بها ،راحت تتأمل بها وقلبها يشعر بحنين غريب لأرض لم تحط قدمها بها من قبل -الوطن تمتمت لنفسها وهي تسأل أهذا ما يسمونه الحنين للوطن لاحظ شرودها فتحمحم ليلفت انتباهها -اتلك اول مرة تأتين لهنا ؟ اومأت وهي مازالت تتأمل المدينة من السماء وكم اعجبها المنظر -حسنا استعدى فقد اقتربنا من الهبوط هلا اعلنت الامر ابتسمت بعذوبة، خرج صوتها حازما رغم رقته -نحن علي وشك الهبوط بالمطار الدولي يرجي ربط الاحزمة وحمدا لله علي سلامتكم هبوط سلس ورحلة رغم طولها الا انها كانت ممتعة فتلك اول مرة تطير لهذا الجزء من الارض فكل رحلاتها الدولية كانت من لندن لدول اوروبية اخرى سببا اخر جعل تلك الرحلة مختلفة كونها المرة الاولي التي تشعر براحة حين تهبط الطائرة فهي تشعر انها تنتمي للجو كطائر يكره ان يحط بقدميه الارض استقرت الطائرة وسكنت حركاتها وبدأت بلفظ حمولتها التي اثقلتها لساعات بالجو تركت كابينة القيادة اخيرا وهي بشوق لرؤية ارض تنتمي إليها ولم يسبق ورأتها، متجاهلة ما يحدث حولها تركت الطائرة دون حديث فقط اكتفت بإماءة من رأسها وابتسامة متكلفة رسمتها باحتراف **بته بسنوات استوقفها مساعده حين ابلغها شكر رب عمله فحانت منها التفاتة وقعت بها عسليتها بسواد عيناه وابتسامة ساخرة رسمت على محياها فذلك المتكبر لم يكلف نفسه مشقة توجيه الشكر بنفسه لشخص ساعده لكنها كعادتها لم تشغل بالها -لا داعي للشكر سيد.... حثته كي يخبرها اسمه -رائف في خدمتك ابتسمت وهي تكمل حديثها -لا داعي للشكر سيد رائف اخرج ورقة ما ومد يده صوبها يحثها على قبولها فاتضح انها شيك بمبلغ جعلها تفرغ فاها حين رأت عدد الاصفار المكتوب به -أليس هذا مبالغا به؟ نفي رائف ما تقوله فهي لا تعلم انها أنقذت موقفا كان ميؤوسا منه -بالطبع لا، فاجتماع السيد اهم من تلك الاصفار صدقيني -ولكنني لا زلت مصرة الرقم مبالغ به وانا لا ينقصني المال صدقني، لذلك قامت بتمزيق الشيك والقت به بإهمال وهي تردف بمرح -سأكتفي فقط بإيصالي لفندق أقيم به لحين موعد رحلة العودة رضخ للأمر وامر بسيارة توصلها لاحد الفنادق التابعة لهم بعد ان اتاه امرا مباشر بالوقوف علي راحتها لحين موعد عودتها وتنفيذ كل طلباتها فكرم الهيثم لا يتخذ شكلا واحدا بل تعددت طرقه وهي اتخذت احداها دون علمها ظنا منها انه سيكتفي بإيصالها فقط ولم تتوقع ما تبع طلبها ذلك من خدمات! دلفت السكرتيرة بعد طرقها علي الباب لعدة مرات قبل ان يأذن لها مديرها بالدخول، شاب بأوائل الثلاثينيات من العمر يمتلك ملامح جادة توحي بصرامته ساعدت عيناه الحادتين بلون البن باستكمال هيبته اقتربت من مكتبه واضعة ملف يحتوي عددا من الاوراق التي تحتاج امضاؤه وهو ما شرع به علي الفور - هل عاد السيد شاهين؟ - نعم، اتصل مساعده واعلمني بوصوله منذ قليل - جهزي الورق المطلوب للاجتماع وسلميه لرائف حين يصل انهي توقيع الاوراق وامرها بالانصراف وعكف علي انهاء بقية اعماله لحين موعد اجتماعه ثائر الهيثم الش*يق الاصغر لشاهين الهيثم وحفيد احد اكبر اباطرة الاعمال بالبلاد حيث يتحكم جده بأكبر شركات استخراج البترول ومشتقاته الي جانب عددا لا يحصي من المجالات الاخرى التي جعلته احد صانعي القرار بالبلاد خاصة بوجود حفيديه اللذان لم يقلا عنه مكانة شابين لكل منهم شخصيته المختلفة وان اشتركا بالملامح والشخصية المسيطرة ذات الهيبة الا انهما **را القاعدة السائدة بكون الاخ الاكبر هو الجاد والاصغر هو ال**بث، فشاهين تخطي مرحلة كونه ال**بث ليصبح مزواج من الدرجة الاولي وساعدته شخصيته الفريدة بجذب النساء لفخ الزواج بالسر اما ثائر فالعمل هو كل ما يشغل باله فقط عمله **************
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD