استيقظت هنا صباحاً والسعادة تزين خديها ، توجهت إلي منزل أخيها في الطابق العلوي تجهل ما يحدث علي مواقع التواصل ...
بمجرد دخولها ...
هنا ..السلام عليكم ، الشاي بلبن بتاعي يانورا أحسن جعانة آخر حاجة ...
نظرت إليها زوجة أخيها مصدومة من هدوئها ثم ابتسمت قائلة ..
نورا ...حاضر ياست هنا اتفضلي صحي البيه أخوكي الأول بقالي ساعة أصحي فيه وهو مطنش ومش راضي يقوم ...
دخلت هنا كعادتها لتوقظ أخاها الذي رأته واقفا أمام المرأة يرتدي ملابسه ..
هنا بشقاوة كعادتها القديمة ...
ما أنت صاحي أهو أمال نورا بتقول ايه انك مش صاحي ..
عمر بتهكم...
اقعدي يا هنا ..
بمجرد أن جلست شعرت بأن هناك حدث جلل وخطب ما ، شعرت بالتردد في وجه أخيها فحاولت إعطائه الثقة وقالت ..
فيه أيه يا حبيبي قول علي طول متت**فش لو عايز فلوس أنا تحت أمرك ثم اقتربت من أذنه وهمست ومتخفش مش هقول لنورا ...
ابتسم عمر وقال ..
حمد لله علي سلامتك أنا كدا المفروض أشكر أحمد أنه رجعت ليه بالسلامة ...
توردت خدودها وشعرت بالحرارة بمجرد أن سمعت أسمه ولكنها حاولت إخفاء ما تشعر به الآن وقالت بجدية فيه أيه ياعمر طمني ...
أمسك عمر بلوحه الالكتروني الاباد وقال لها ..انظري بنفسك ...
أمسكت هنا الجهاز اللوحي وفهمت ما يريد عمر أن يخبرها به ثم قالت ..
كويس ان الموضوع انتشر بسرعة كدا ودا المطلوب أنا عايزة مصر كلها تعرف حكايتي عايزاها تبقي الترند ، وأكملت باسترسال أنا عايزة كل الستات تبقي زيي عايزة أكون نموذج لكل البنات عايزاهم ي**بوا الثقة بأنفسهم ويعرفوا أن زي ما فيه أحمد الراجل الأناني فيه أحمد الراجل الحنين الصادق، ثم أمسكت بيده قائلة ..
متقلقش ياعمر أنا الحمد لله قدامي هدف وهحاول أحققه وأتمني تقف جنبي ...
عمر متسائلا ، أؤمري ياقلب عمر ...
هنا تدخل نورا زوجة عمر مدعية الحزن ثم قالت ممازحة ..
بقي كدا ياسي عمر هنا قلبك وروحك وعينك سبتلي أيه بقي ...
ثم غمزت لهنا فقالت هنا ضاحكة ..
إلبس بقي يامعلم اتفضل اقولها هي أيه بالنسبة لك وأسيبك بقي تشرح علي مااشرب كوباية الشاي بلبن بتاعتي وأفطر ...
تركتهما وذهبت لتجلب هاتفها لتتحدث مع أحمد ...
تتصل هنا بإحمد الذي يرد مسرعا بمجرد أن أضاء هاتفه ...
صباح الجمال والورد علي عيونك ياحب عمري ...
هنا بخجل ظهر علي ملامحها صباح النور كنت عايزة أسألك علي حاجة كدا حصلت ...
أحمد بسعة ص*ر ...إتفضلي ..
هنا بجدية ...انت تصفحت النت النهاردة عرفت باللي حصل يعني ...
أحمد ..قاصدك علي الفيديو اللي نزل لينا مع بعض ..
هنا بقلق وخوف أن يكون احمد غاضبا..
أيوة ...
أحمد وهو يحاول طمأنتها عاادي ياهنا اللي حصل انتي عارفه أننا شعب عاطفي وبنتأثر بكل حاجة ، وأنا كدكتور نفسي أحب أقولك اني فرحان علشان فيه توازن نفسي عند الشباب اليومين دول ، يعني ما نشروا عن مصطفي أبو تورتة وازاي **ر قلب بنت بريئة يوم خطوبتها نشروا عن أحمد الولهان ، والمسحور بحب أجمل إنسانة في الدنيا ...
وبعدين تعالي هنا ، أنا اللي مفروض أسألك السؤال دا ، أوعي تكوني قلقانة أو زعلانة ياهنا ...
هنا بصوت يغلبه الحب أبدا مش زعلانة بالع** أنا مبسوطة جدا ، دا حتي بفكر أستغل اللي حصل دا وأعمل قناة علي اليوتيوب أساعد بيها البنات وأقف جنبهم وبفكر كمان أعمل جروب اسمه باب القراء أخد من عليه المشكلات وأعرض المشكلة والحل علي القناة ها أيه رأيك
أحمد بحب أعملي طبعا واكيد انا هساعدك وهدعمك ولو فيه مشكلة صعب عليكي حلها اكيد أنا موجود ...
شكرته هنا وأغلقت الهاتف وعادت ثانية إلي أخيها وزوجته بمجرد دخولها الغرفة سمعت صوت ضحكهما ، حمدت ربها لسعادة أخيها وتمنتها لنفسها ..
هنا بسعادة قصت لعمر ما تنوي فعله ، شجعها عمر ونورا ووعدوا بالمساعدة ....
أما بالنسبة لأحمد فهو يجلس خلف مكتبه الخشبي ينظر أمامه إلي تلك القابعة أمامه يحاول فك رموزها ، إنها بسنت الخديوي طالبة في السنة الأخيرة بكلية الألسن قسم اللغة الألمانية ...
أحمد ...ها يابسنت كنا واقفين فين المرة اللي فاتت ...
بسنت بحسرة وهي تتحدث ..وقفنا لما دخلت الاوضة علي محمود ابن جوز ماما كنت ساعتها في الإعدادية وهو كان ثانوية عامة بيذاكر ، انا كنت عارفة أنه بيحبني وهو كمان كان عارف إنه بحبه ، كنت عاملة له كوباية شاي تساعده علي المذاكرة ..لسة بيقولي شكرا ياحبي لقيت ماما بتزق الباب بعنف وتصرخ تنادي علي عمو حسن ...
لم تتمكن من التحدث فأعطاها احمد كوبا من الماء ثم أكملت ..
صرخت بعلو صوتها ألحق ياحسن العيال هيجيبوا لنا فضيحة ولم نشعر بها الا وهي ملقاه علي الأرض...
لم أستوعب ما حدث لم يحدث شيئا من الأساس ، اتصل عمو حسن بالاسعاف التي أتت علي عجل
ظلت ماما راقدة في الفراش لمدة ثلاثة أيام لم يذق أي منا النوم ، لم يتحدث إلينا عمو حسن إلا مرة واحدة طالبا منا فيها الالتزام بالصمت وألا يتحدث أي منا إلي الآخر ..
حاولت أن أشرح له أنا ومحمود ولكنه أبي أن يسمع ...
في اليوم الذي إستفاقت والدتي إتصل عمو حسن وطلب منا أن يصتحبني محمود لمقهي بجوار المستشفى...
لم يندهش محمود كثيرا لأنه يعلم أنه لا مفر من الحديث والمواجهة ..
ذهبنا إليه ووجدناه متهجم الملامح وعلامات الحزن والحسرة تملأ وجهه ...
لا أعلم لما عبست وملأني الحزن علي حاله ..
أما محمود فكان وجهه جامد كالصخر لم يبدي أي انطباع ولم يظهر أي مشاعر ...
السلام عليكم
قالها محمود باقتضاب ..
ابتسم عمو حسن وطلب منا الجلوس ..
حسن ... أنا عارف يامحمود إنك زعلان من اللي حصل ..
حاول محمود المقاطعة ولكن أشار إليه والده أن يصمت ثم أكمل ..
أنا مش هتكلم في اللي حصل أنا هحكي لكم حكاية حصلت لي من خمسة عشر عاما ...
أنا كنت شغال محاسب في بنك خاص كل معاملاتي مع العملاء من وراء شباك ازاز فجأة طلبني المدير وقالي إني اترقيت وانتقلت لمكتب خاص بيه في الاول كنت فاكر إن دا بسبب اجتهادي في الشغل بس عرفت بعد كدا أن سبب النقل دا مدام هند الأسيوطي والدتك يابسنت ، دخلت عليه المكتب وسحرتني بجمالها وريحة برفانها اللي تقتل ، حاولت امنع نفسي إن أفكر فيها معرفتش لأني كنت متجوز والدتك يامحمود الله يرحمها ..
عدي شهر وهي كل يوم والتاني تيجي البنك بحجة شكل لحد ما وقعت في حبها ومبقتعش أقدر يعدي يوم وما أشوفهاش ، طلبت مني أننا نسافر مع بعض نتفسح في سهل حشيش ولأني مرتبي علي قدي اقترحت أنها هي اللي هتحاسب طبعا فرحت جدا خروجة حلوة في مكان راقي مع واحدة حلوة هعوز أيه تاني روحت البيت وقولت لمنال مراتي اني مسافر كام يوم شغل تبع البنك وفعلا سافرت ...
طلبت هند غرفتين جنب بعض دخلت اوضتي وكل ما اتصل بيها متردش استغربت جدا عدي كام يوم وانا مشوفتهاش خالص غير في اخر يوم جاتلي الاوضة وطلبت مني ننزل نتفسح وطبعا انا فرحت جدا مكنتش أعرف أني مجرد لعبة في ايد المدام علشان تخلي جوزها المليونير المعروف يغير بس اللي حصل أنها بالليل جتلي الاوضة وكانت سكرانة طينة وحصل اللي حصل وصحينا الصبح علي صوت جوزها محمد بيه ابو زكريا وهو بيصحينا بكل كبرياء ورمي عليها يمين الطلاق وبعدين عرفت انها حامل ..
ابتلع ريقه بصعوبة وسط عيون بسنت الجاحظتين فهي لم تفهم معني كل ما قال ولكن منتظرة الجملة الأخيرة التي ستقلب حياتها لجحيم..