الفصل الثانى....لا تنتظر ان يتغير من اجلك او من أجل حبك

1388 Words
الفصل الثاني يبتسم ابتسامة سمجة وهو يقف تكاد عينيه تخرجان من محجريهما من شدة تطلعه إليها وإعجابه بجمالها واقتناعه بأن تلك الفتاة هى المناسبة لها ، بها كل ما يتمناه – جمال – أصل – أخلاق لا غبار عليها – لن يتركها مهما حدث ستكون من نصيبه مهما كلفه الأمر، لن ييأس برفضها والذى وصله اول أمس واستعد للمعركة بكل قوته من وجهة نظره فهو المال والحسب والنسب والجاه ماذا تريد في حياتها أكثر من ذلك؟ انه الرجل وله الحق في الاختيار- اما هى فتحمد الله انه قرر الزواج بها هى من دون الفتيات. اقترب منها محاولا جذب اهتمامها لملبسه الانيق الغالى جدا من وجهة نظره وهتف بصوت عالٍ نسبيا: " انسه هنا ، لو سمحتى يا انسه هنا!" استوقفها ندائه وهى تنظر اليه بعيون متقدة تشتعل بالشرر وتع** داخلها في ضيق شديد " الغبى دا ازاى يجى ومكان شغلى كمان ! هو فاكر نفسه ايه؟ موضوع وخلص – شكله أزقة ومش هخلص منه إلا بمشكلة كبيرة " اقتربت منه في اندفاع وعدم صبر على ترقيعه واعطائه ما يستحق لتجرؤه عليها بهذه الطريقة وحافظت على مسافة مناسبة بينهما وهى تهتف فى غضب زادها جمال ومكانة لديه: " استاذ محروس ..هو حضرتك مش عارف ان دا مكان شغل وميصحش أبدا انك تقف تنادى عليا في الشارع بالطريقة دى ..أى حد يسمعك يظن ويقول عليا ايه؟" ابتسم معترفا بصدق كلامها وحقها فيما تقول إلا أنه رواغ في الرد هاتفا: " مكنش ينفع اجى البيت اتكلم معاكى بعد ما وصلني الرد من عمى من يومين وللأسف كان بالرفض ، قلت احاول اكلمك واقنعك ........ قاطعته في حدة وصراحة حتى تنهى هذا الموضوع تماما: " متحاولش يا استاذ محروس الجواز قسمة ونصيب وقبول وللأسف محصلش قبول وان شاء الله ربنا يكرمك بالأفضل " تاه في عينيها وجمالها مرة أخرى وهتف في إصرار كاد أن يطيح بتعقلها وهو يحاول أن يقترب منها لتفزع هى متراجعة للخلف في خوف فهتف محاولا ترقيق قلبها " ارجوكِ عاوزة فرصة واحدة بس احاول اوصل للقبول عندك – فرصة نقرب فيها من بعض يمكن وقتها تغيرى رأيك وتوافقي هكون وقتها اسعد الناس وصدقيني هسعدك وأخليكِ ملكة فوق الكل" هتفت في حزم وإقرار وهى تتحرك حتى لا تعطيه الفرصة للاستطالة في الحديث معها: " كلامى واضح استاذ محروس، الموضوع منتهي ولو سمحت الطريقة المستفزة دى للكلام والمقابلات في الشارع متتكررش تانى والا هيبقى في تصرفات تانية مع الرجالة طبعا مش معايا" تن*د محروس في وله وهو يتطلع إليها من الخلف ويرى حركتها السريعة الواثقة وهتف في صوت هادئ كله عزم: " الموضوع لا يمكن ينتهى إلا بأنك تكونِ مراتي يا هنا، مهما كلفني الأمر من تضحيات، خلاص انا قررت وباقى بس التنفيذ وأن غدا يا ست البنات لناظره قريب " ********************************************تطلعت ايمى في يوسف الذى يقوم بالإحماء حتى يستعد للتمارين الرياضية على جهاز الحركة الخاص به ، أغمضت عينيها في حسرة وهى تتذكر كيف كلفها هذا الجهاز ثروة مازالت تسدد في قيمته واقساطه إلى الآن، وكل هذا من أجل أن يحافظ حبيبها على لياقته البدنية ويرفض ان يشترك في النادي القريب من منزلهم فهو لا يليق بمقامه كما يقول لا لشئ إلا لأن الاشتراك زهيد والنادي العريق الضخم الذى يليق به موقعه بعيد عن منزلهما وهو لا يطيق المواصلات بل ويتبجح بأنه يريد سيارة وانها زوجة لا تراعى زوجها كما ينبغى للزوجات أن يفعلن وأمثالها يتفانى من أجل إرضاء واسعاد أزواجهن ، لا تدرى كيف ستخبره بالكارثة القادمة والتى ستحل فوق رؤوسهم ابتداءا من الشهر القادم، زفرت في ضيق وأغمضت عيناها محاولة استجماع شجاعتها الزائفة و التى تتلاشى تماما في وجوده الطاغي وتنحنحت محلية حنجرتها لتهتف وهى ترمى ما بجعبتها مرة واحدة لتستعد للفرار من امامه: " يوسف ، الشركة هتبدأ تصفى موظفين من الشهر الجاي ، واللى يحب يقعد هينزل مرتبه للنص وزيادة ساعتين في الشغل كمان علشان أحوال البلد ، اعمل ايه انا دلوقتي " توقف عن الاستعداد لتمريناته وجحظت عيناه في ذهول وخرج صوته صارخا محتدا عليها : " نعم يا هانم ونعيش ازاى بعد كدا، إذا كان مرتبك يادوب بيكفى لحد يوم عشرين في الشهر ونص طلباتى انا بتنازل عنها لأجل عيون الست هانم وفى الاخر كمان نص المرتب !" نظرت اليه متألمة وهتفت في ضيق لعدم اهتمامه بعدد الساعات الإضافية التى ستضطر للقيام بها ولا المجهود الذى سيزيد على كاهلها : " طيب انا ذنبى ايه بس؟ دى سياسية الشركة واللى مش عاجبه يمشى والف يتمنى مكانه ، ايه الحل دلوقتى هنعمل ايه؟" قطب جبينه مفكرا في حل لتلك المعضلة والمصيبة التى لم يتوقعها وهو الذى كان ينوي ان يجعلها تبحث عن عمل آخر ليستطيع شراء السيارة التى يحلم بها ولا يمكن أبدا أن تتدمر أحلامه بتلك الطريقة ، عقد حاجبيه لفترة لتنف*ج اساريره بعد عدة دقائق مباشرا إياها بأنه وجد الحل اخيرا ليهتف في تقرير وتأكيد لما سيحدث: " الحل الوحيد يا ايمى انى اتجوز واحدة تانى اهو تشيل معاكى المسئولية وتساعدك بدل ما شكلك عجز وانت يادوب في العشرينات يا قلبى" وأسقط في يد ايمى لا تدرى هل يمزح ام يتكلم جادا ، وتساءلت داخلها دون أن يتجاوز السؤال شفتيها مطلقا : " تتجوز تانى وانت ليه متشتغلش ليه؟ ******************************************** يدخل بيته مصفرا سعيدا وهو يحمل عدة هدايا ملفوفة في أكياس براقة لامعة ويقترب من السرير والراقصة عليه في سلام ليتأمل وجهها الهادئ الجميل وهزها في رفق محاولا ايقاظها دون أن يجعلها تختض او ترتجف من لمساته ، مسد على بطنها في رقة وحنان شديد لتفتح عينيها تتطلع إلى زوجها والذى يناظرها بكل حب واهتمام وهتفت مرحبة بوجوده قربها: " وصلت يا ايمن، وحشتنى اتأخرت عليا تلت ساعة بحالها ، ينفع كدا وانا كنت عطشانة وجعانة اوى يا حبيبى" ابتسم لها في أسف وهتف مبررا محاولا عدم اغضابها فحملها خطر لا تستطيع الحركة ببساطة بل تم التنبيه عليها من أكثر من طرف طبى بأن تلتزم الراحة التامة حتى تلد : " آسف على التأخير حبيبتى بس كان غصب عنى الشغل كان كتير ولازم اقفل اوردرات كتير علشان اخد اكرامية اليوم زى ما انتِ عارفة ..جبت معايا شوكولاتة وأجمل حلويات شرقي وغربي كمان علشان خاطر عيونك يا أم ....... **ت ليمسد مرة أخرى في حنان جارف على بطنها المتكور الشبيه بقنبلة قد تنفجر في أي لحظة واكمل بابتسامة هادئة : "صحيح هنسمى ابننا ايه يا مى؟ معقولة خلاص ممكن في أى لحظة تعمليها ولسه مخترناش اسم يليق بالغالي ابن الغالية إللى هيشرف وينور بيتنا قريب ، ينفع كدا يلا اختارى اسم يا اجمل ملاك على الارض" كانت زوجته بالنسبة له فعلا كالملاك، جميلة رقيقة كنسيم رقيق في ليلة صيفية ، يعشقها بكل جنون ، فعل الكثير من أجل حبها ، عمل لفترة طويلة حتى يستطيع أن يؤمن لها أفضل حياة تستحقها مي ، وسيفعل أكثر من ذلك لو تطلب الأمر من أجلها، وجودها هو ما تمناه وحققه له رب العباد . تطلع إلى وجهها المجهد للغاية من الحمل ليشفق عليها ، صدقا لم يكن يريد لها الآن أن تتحمل مسئولية حمل واطفال ، ولكنها كانت مشتاقة لحلم الأمومة وأصرت على تحقيقه، وهو لا يستطيع مطلقا رفض اى طلب لها . ابتسمت متطلعة إلى وجهه الوسيم ونظراته الواضحة الحب لها تحركت وهى تهتف محاولة النهوض في بطء ليساعدها في حب ويضع الوسائد خلف ظهرها ليريح إياها في وضع الجلوس واستمع إليها وهى تتحدث حالمة: " هنسميه شريف ، ايه رأيك في الاسم ؟" ابتسم ايمن هاتفا في رضا وموافقة على اختيارها : " موافق طبعا يا أم شريف ، خلاص اعتمدنا الاسم يا شريف باشا ، يا ترى هتشرف امتى يا حبيب بابا وماما وكل ...... قاطعه صراخ مى الذى ارتفع على حين غرة وهى تمسك ظهرها في ألم واضح هاتفة: " الحقنى يا ايمن شكلى هولد حالا" زاغت عينا أيمن وهتف في عدم تصديق: " ايه الولد اللى بيسمع الكلام فورى دا شكله قرر يشرف ويرحم امه من عذاب الحمل والتعب " تحرك بسرعة محاولا الاتصال بالإسعاف لتنقل زوجته للمستشفى القريب من منزلهما ليهاله ما رأى . نزيف اغرق الشراشف على السرير وعيون جاحظة لمى وتوقف عن الصراخ والكلام تماما. استغرق بضع دقائق ليدرك ما حوله ويفيق على انه لابد له من التحرك السريع لإنقاذ تؤام روحه ورفيقة دربه وعمره ، أسرع بالاتصال بالاسعاف وهو يصرخ في جنون ليستغرق وقتا وهم يحاولون تفسير ما يقول من شدة انفعاله وضيق تنفسه ليأخذوا عنوانه في النهاية ويغلق الخط وينتظر هو الدقائق تمر في خوف ورعب وذهول ، ثم تذكر راضية أختها فأسرع بالاتصال بها صارخا مرة اخرى: الحقى يا راضية مي بتنزف. مي بتموت منى يا راضية ، اعمل ايه قوليلى؟ " وسقط الهاتف من يد راضية لتصرخ هي الأخرى موقظة والدتها التى ارتجفت في شدة وهى تتساءل عن سبب صراخها وسرعة ارتدائها ملابسها لتشير لها راضية وتهمهم بكلمات غير مترابطة فهمتها الام بقلبها قبل عقلها لتسرع بتغيير ملابسها هى الأخرى وتلهث بالدعاء الصادق بأن يحفظ لها صغيرتها من كل سوء . نهاية الفصل الثاني
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD