الفصل الثالث....زواج ام دمار

1612 Words
الفصل الثالث تتطلع كل من ماجي ونورا في الضابط سعد الدين بعيون جاحظة تكاد تخرج من محجريهما من شدة التعجب والحسرة والاستغراب لطلبه الغريب الغير مفهوم لتتنحنح نورا محاولة جلى حنجرتها لتبدأ الكلام في خفوت هاتفة " حضرتك متأكد من إللى بتطلبه من ماجي يا حضرة الظابط يعنى عاوزها تسرق ابوك ، والد حضرتك نسرقه، انت بخير وكويس طيب؟يعنى الكلام إللى سمعناه صح ومؤكد وأكيد " ابتسم سعد الدين في سخرية لتعجبهم ونظر إليهم ليقيس درجة رد فعلهم ونقل نظره ما بينهما في هدوء قاتل ليزيد من رعبهما أكثر وهو يتراجع للخلف في هدوء وبرود مرعب لا يشى بما يدور داخله من غليان ورغبة في التدمير حاليا هى كل ما تسيطر عليه وهتف في عدم اكتراث : " انتِ عليكِ التنفيذ وبس ، م***ع توجيه أى أسئلة في الموضوع دا بالذات ، من بكرا هنبدأ التنفيذ يا ماجى، ومش هنبه غير مرة واحدة بس ، م***ع اى مخلوق مهما كان يعرف بالاتفاق دا يا ماجدة ، اظن كلامى واضح " ثم لم يلبث ان وقف واقترب منها لتفاجئ بضخامته أمامها لتشعر انها قزم امام عملاق خصوصا مع خروج صوته مجلجلا بالقرب من اذنها مما اشعرها بالرعب الشديد منه وسمعته يهمس في اذنها: " لازم تعرفي انك من بكرا هتكونى ميادة محسن غالى هتقدمى على وظيفة سكرتيرة في مكتب المحاسبة تبع والدى ومتقلقيش كلها يومين وهينقلك بنفسه لمكتبه الخصوصى علشان نبدأ المهمة الاساسية" وابتسم ابتسامة صفراء مليئة بالمكر وهو يقيمها بنظرة ذكورية بحتة ويهتف في إقرار حزين : " اصلى والدى فؤاد بيه بيعز الجمال جدا ويعرف يتواصل معاه بكل الطرق وانتِ جميلة بشكل ملفت بس محتاجة شوية رتوش قبل مقابلة العمل ، مفهوم يا ماجي؟" هزت ماجي رأسها في **ت وخوف جلى على وجهها وعقلها يصرخ انها ستدخل في لعبة قد تدمر حياتها تماما والأدهى والأمر لن تستطيع الرفض أبدا او حتى الهرب من قبضة سعد الدين فؤاد . لا يمكنها الرفض وخصوصا مع خوفها من أن يصل لها والدها بعد خروجه من السجن وهذا ليس بالصعب على رجل مثله له في عالم الليل ويمكنه الاتصال بأكثر من فرد في نفس واحد لتكون أمامه مقيدة هى وعمتها في لحظة واحدة ودون مجهود يذكر منه ، تخشى مرسال أكثر من السجن ، تخشاه حد الموت ولا تتمنى لقاءه مطلقا وسعد الدين باشا قدم لها فرصة على طبق من ذهب تنهى هذه المهمة وتأخذ مبلغ من المال ، بل وهوية جديدة يمكنها الاستمرار بها باقى حياتها فما الذى يعجبها في كونها ماجدة مرسال بل الافضل من الآن أن تكون وإلى الأبد ميادة محسن غالى وعمتها لا تخرج مطلقا منذ الحادثة وهى لديها رهاب من نوع خاص لا تستطيع أن تضع قدمها خارج المنزل حتى معها هى شخصيا ، حاولت بكل الطرق دفعها للخروج إلا أنها رفضت بشدة وكادت أن تسقط مغشيا عليها ذات مرة حين اصرت ماجي على نزولها السلم فقط للتجربة ، ولم تكررها من يومها مرة أخرى، لذا فلتستعد لتكون شخصية خيالية كما تمنت ورسمت لنفسها يوما. تقف أمامه مذهولة من ردة فعله ونظراته المعجبة لها الواضحة دون مواربة ، يطيح بنظراته في كل مكان من جسدها ويستبيح لنفسه ان يختار معها كل ما يروق له ويرفض ما لا يعجبه ، وهى تقبلت كل ما طلبه فهو من سيدفع بالنهاية ، والحقيقة أن النهاية كانت مبهرة وخرجت في ابهى صورة اسعدتها واظهرت جمالها وأبرزت قدها الممشوق ، خفضت رأسها للأسفل في حرج وخجل حين أطلق الرائد سعد الدين صفير طويل وهو يتأملها دون حرج بعد أن ابتاع لها العديد من الملابس الراقية الرائعة الت**يم والتى أبرزت قدها المياس وجمالها الأخاذ، حتى هى فوجئت بشكلها الجديد ، لا تنكر انها تعلم أنها جميلة ولكن الملابس غيرت شكلها تماما واعطتها إطلالة رائعة ، تحركت للخروج من سنتر الملابس النسائية وهى تخفض رأسها مفكرة فيما سيحدث بعد ذلك لتجد نفسها تتحرك خلفه نحو البيوتى سنتر ليعيد تسريحة شعرها ووضع مكياج خفيف لا يؤثر على ملامحها الرقيقة ويعطيها طلة ملائكية أخذت بلب كل من رآها . كان هذا أكثر مما يتحمله عقلها فلم تعد تعرف نفسها حقا لقد تحولت إلى سيدة مجتمعات راقية فعلا ، لا تمت بصلة إلى اللثة التى خرجت في الصباح من منزلها لتقابل الرائد سعد الدين. انتهى النهار وحان الوقت للدخول لأرض المعركة ليبدأ سعد الدين في إلقاء الأوامر بصورة غليظة ويعود الى طبيعته الجافة المتعالية معها وهتف بصوت جاف حاد يكاد يخترق طبلة اذنها ويصيبها بال**م: " طبعا هتروحى المقابلة بأسمك الجديد ومعاكى كل الاوراق إللى انا جهزتهالك من امبارح وتدخلى بكل ثقة واياكِ تلخبطى في الكلام او تخافى او حتى تتراجعى انا هكون معاكى بس من بعيد متقلقيش.لازم تكونى واقفة بثبات وتثبتى كفاءة في العمل ويكون كل واحد مقهور فعلا بميادة . المهم الثقة في النفس وتتعاملى مع الموظفات بكل تعالى وقوة ، انا معتمد على النظرة الأولى ، والانطباع الأول زى ما بيقولوا بيدوم مفهوم ولا نعيد الكلام تانى من الأول يا ميادة ؟" هزت رأسها في قبول صامت وتحركت في آلية لتركب أحد وسائل المواصلات لتنطلق نحو هدفها والبداية في مشوار لا تدرى أين ومتى تكون النهاية ؟ لكنها تعلم أنها ليست عادية طوال عمرها وما ستراه الآن وتعيشه هو مغامرة لا تعرف هل ستنجح في تحقيق الهدف منها وإرضاء سعد الدين وفي نفس الوقت إنقاذ نفسها من مستنقع السرقة التى غرقت فيه للنهاية ام ستعود لنقطة الصفر وإلى أحضان مرسال الذى لن تغنيه السرقة فقط .بل سيعيد معها امجاده ويجعل منها دلال أخرى. انتفضت عند هذا الخاطر وهزت رأسها نفيا وهمست بالدعاء ان تحقق نصرا وتنتهى من مشكلة خوفها من والدها للأبد. " ميادة محسن غالى " لم يأتيها الرد لتكرر الاسم ف*نتفض ماجي في عنف وقلق وتتحرك محاولة السيطرة على نفسها والتماسك على قدر الإمكان حتى لا تضيع الانطباع الاول الذى تحدث عنه سعد الدين، ابتسمت داخلها حين ذكرت اسمه هكذا دون القاب وتنفست في عمق ورسمت ابتسامة دبلوماسية واسعة وهى تمد يدها لتسلم في ثقة وتكبر على اللجنة الخاصة بتقييمها وهتفت في رفعة " ميادة محسن غالى يا افندم" تطلعت إليها الموظفة في تقييم أولى، وعلى ما يبدو انها نجحت في اختبار الهيئة الذى أجرته عليها الموظفة لتعيد لها بعض الأوراق وتتحدث في حيادية وعملية اكتسبتها من فترة عملها: " اتفضلى الدور التانى هتروحى للاستاذ فاضل وهو هيكمل معاكى اجراءات التوظيف وأتوقع انك من المقبولين ، مب**ك" ******************************************** يقف أمام باب الطوارئ في **ت دون أن يفهم ماذا يحدث حوله ، لم يعد يسمع صوتا في أرجاء كشك الولادة ، لا يدرى هل هناك خطر على حياة زوجته ، الفكرة في حد ذاتها مرعبة لا يمكن أبدا أن يتوقعها او يتقبلها أبدا، لا يستطيع التحدث مع أحد من اهلها والذين حضروا للمستشفى فور سماعهم بتعب مي أختها تنظر اليه في حزن وألم وامها تبكى في **ت ونحيب يقطع القلوب ، بدأت الحركة تضطرب ويخرج عدد من الممرضات في سرعة لتقترب إحداهن من الجمع الغفير من اهلها وتهتف في رعب : " نحتاج لدم لنقله للمريضة، نحتاج كميات كبيرة من التبرعات بالدم ، لو سمحتم بسرعة النزيف صعب وكتير وكدا ممكن تضيع مننا " اسرع كل من أختها راضية وعدد من اقربائها بالوقوف للتبرع بالدم في حين تسمر ايمن وهو يرتجف داخله، لا يدرى لما انقبض قلبه وهو يتوقع الاسوأ، لا يدرى سبب تلك النغزات المؤلمة في ص*ره ، كادت الدنيا ان تميد به وهو يشعر أنه في دوامة لا يري امامه انشا واحدا ويحشى ان يفكر في اى شئ حتى لا يراه امامه حقيقة ، انها مى حبيبته ، من عاش حياته يحلم بها ان تكون زوجته ، هى الان في خطر ولا يستطيع مد يد العون إليها ، ليخرج طبيب ويرفع قناعه وهو يهز رأسه في أسف وحزن هاتفا " للأسف يا جماعة الأم بين ايادى الله، عملنا كل إللى قدرنا عليه لكن الموت علينا حق وامر الله نافذ ، بس قدرنا بفضل الله ننقذ الجنين وهو حاليا في حالة صحية كويسة رغم كل ما عاناه المسكين وانخفاض الأ**جين عنده لفترة ، البقاء لله يا جماعة" امسك أيمن في تلابيبه بسرعة وهو يصرخ فيه في انهيار حاد " لاء مي لاء ، حبيبة عمرى وحياتى لاء، انا مش عاوز اولاد ، هو يموت براحته لكن مراتى لاء ، انا بكرهه هو السبب في موت امه ، هو السبب ياريتنى ما خليتها تحمل ولا تفكر في الخلفة من الأساس " كان يصرخ في هياج وجنون ويمسك في الطبيب ويهزه في شدة وغضب حتى التف حوله عدد من الممرضين وحاولوا ابعاده عن الطبيب ولكنه كان في حالة عقليه غير متزنة مما اضطرهم لحقنه بحقنة مهدئة في النهاية ليسقط وهو يكرر " أنا هموته زى ما قتل حبيبتى، مستحيل اسيبه يعيش بعدها" اسرع الجميع حوله محاولين السيطرة عليه حتى تقوم الحقنة المهدئة بعملها وهو يكرر حتى اختفي صوته بأنه سيقتل ابنه سبب موت مي رفيقة عمره. لا تظن أن الحب لوحده كافٍ للرسو بسفينتك على شط النجاة ، بل احيانا يكون الحب طوفان يغمرك في بحور التهلكة ، لا تستسلم لقلب ضعيف ي**ر كرامتك كل حين. ايمى تتنفس في عمق لا تدرى كيف تتصرف ، لم يكن يهذى حين اقترح عليها ان يتزوج من امرأة أخرى الادهى انها اختارها وانتهى الأمر، تشعر انها تعيش في كابوس طويل المدى ، ماذا تفعل وكيف تتصرف في هذا الأمر، خرج يوسف يتبختر في ملابسه الانيقة ورائحة العطر الخاص به ينفذ إلى روحها لتدمر طاقتها على التحمل ، انه يتأنق من أجل غيرها ، والمطلوب منها أن تقبل إن ت**ت وتخرس بل وتساعده في مخططه من الزواج من أرملة ثرية تكبره بعشر سنوات ووسامته خ*فت قلبها وقبلت بكل سرور ان تكون زوجة ثانية له . تقف أمام المرآه يضع الرتوش الاخيرة لمظهره تنظر اليها بطرف عينه دون اهتمام لما تشعر به وسألها في برود: " ايه رأيك في لبسى؟ عريس صح !. طبعا ما فيش اسم ولا أفضل من كدا؟ ايه مفيش مب**ك لجوزك يا ايمى؟ " لم ترد وهى تفتح عيناها وتنظر اليه في **رة خاطر، حاولت النطق إلا أن الدموع عاجلتها وانهمرت منها دون القدرة على التوقف لينظر اليها في احتقار هاتفا " بقولك ايه ، الدموع دى خليها لبعدين هتنفعك كتير قدام ، واعملى حسابك المرة دى سماح بلاش تروحى معايا ، الأسبوع الجاى كتب الكتاب ومراتى حبيبتى لازم تكون معايا في يوم مهم زى دا طبعا" وأسقط في يد ايمى وزادت دموعها في الانهمار... نهاية الفصل الثالث
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD