حفل زفاف ام كارثة

1302 Words
الفصل الرابع يحاول الجميع اقناعه بأن يحمل ابنه ولكنه يرفض رفضا تاما ان يقترب منه حتى ، الإصرار والجنون يظهر في عينيه وكأنه ينوي على الشر فعلا ان حمله ، ضمت راضية خالته شفتيها في غيظ وهو تحتضن الصغير الذى كان حظه من الدنيا ضئيل ليولد ولا يرى وجه امه ولو للحظة والأخطر ان يكون له اب مثل هذا يحمل طفلا لا ذنب له مسئولية رهيبة كموت والدته بل ويصر على اذائه بكل طريقة ممكنة ، اقتربت منها والدتها المتشحة بالسواد هاتفة " هاتى الولد يا راضية ، لازم يا بنتى يشوف ابوه " زمت راضية شفتيها في غضب وغيظ وهتفت رافضة " لاء يا ماما ، دا طلع انسان مش طبيعى وعقله ضاع ، مستحيل اديه شريف دا ممكن يقتله ، دا مش في وعيه يا ماما صدقينى" ربتت عليها والدتها في طيبة هاتفة مؤكدة: " الحالة إللى فيها ايمن سببها وفاة مي يا راضية ، انتِ عارفة كان بيحبها اد ايه ، انا واثقة ان الأيام هاه ايه يحب ابنه ويهتم بيه ، بس وجوده معانا باستمرار هينسيه ابنه ويرفضه تماما وكدا تبقى دى غلطتنا احنا " لم تستطع راضية الرد ووقفت لتخرج مع والدتها لتثبت اي النظريتين أصح وتمسكت بالطفل في شدة محاولة حمايته من مجهول ودنيا لم يختارها المسكين وليس له يد فيما يحدث فيها. أسرعت بالدخول إلى مكان جلوس أيمن الذي رفع إليهم عيون حمراء بلون الدم يكاد الشرر يتطاير منهما .لترتجف راضية وتحاول الرجوع للخلف في حين لم يمهلها هو ولم يعطيها الفرصة محاولا جذب شريف منها في قسوة وهو يصرخ في جنون مرة أخرى " الولد دا شؤم مستحيل اسيبه يعيش ،دا قتل امه ، سيبيه يا راضية وإلا هيقتلك انتى كمان ، تمسكت راضية بالطفل الذى صرخ في رعب من الأصوات العالية حوله وحاولت والدة راضية التدخل وهى تبسمل وتحويل وتحاول تهدئة أيمن الذى كان في حالة عقلية غير متزنة لتهتف راضية في جنون مماثل له " اسمع يا استاذ ايمن ، شريف ابن اختى مستحيل اسيبك تأذيه؛ اتفضل حضرتك مع السلامة وانا هربيه واخليه معايا ولا يمكن اسمح لحد يقرب لشعرة منه مفهوم؟" رجت كلماتها عقله واهتز جفنيه كأنه يليق من ثبات عميق وتطلع نحو راضية وعقله يصور له العديد من المشاهد الضائعة وهتف في شراسة " حسنا يا راضية ، ما رأيك أن اتجوزك وتربى شريف بيه ، على الأقل تشوفى بنفسك انه نحس وهيموتك انتى كمان " انعقد حاجبا راضية في شدة وهى تسمع عرض أيمن وتتعجب من تفكيره في الزواج منها بتلك السرعة ام ان له هدف لا يظهره الآن، هزت رأسها في على وردت عليه في قوة وقسوة " اظن ان حضرتك عارف انى مخطوبة ليامن ابن عمتى من شهرين ، وبعدين حضرتك ازاى تطلب طلب زى كدا ووفاة اختى يادوب من شهر ، يا خسارة هو ما الحب الكبير إللى سيادتك دوشتنا بيه ، طلع كله كدب وتمثيل" ازداد احمرار عينيه وتخيلت هيئته كشيطان يحاول سحب روحها واقترب منها وهو يهتف " اسمعى كويس الكلام ، اما نتجوز في أقرب فرصة وإلا هاخد ابنى اربيه بمعرفتى ودا آخر كلام معايا وقدامك أسبوعين للتفكير بعدها متلومنيش على اللى هعمله ، سلام يا راضية" وأسقط فى يد راضية ووالدته ولم تنطق اى منهما ببنت شفة فما يطلبه أيمن خطير للغاية وغير مفهوم بالنسبة لهم. الاجبار وسيلة ضغط مميتة، تشعرك بأنك كائن هلامى لا وزن ولا قيمة له ، السؤال هنا لما نقبل جميعا بوسائل الضغط والاجبار، أين تكون عقولنا ولما لا نحاول الرفض بإصرار والهرب من هؤلاء الذين يجبروننا على ما لا نطيق ولا نتحمل. اهو الحب حقا ؟لا أظن. اظن ان العيب بنا ولا حل لدينا إلا المقاومة والرفض .. فقط متى ستأتى لحظة المقاومة والرفض، كل ما اتمناه إلا تطول وإلا سأكون وقتها جثة هامدة لا حياة فيها انتهت بالدوار على يد الحبيب.......ايمى تجلس دون ادراك حقيقى لما حولها ، تتساءل هل ما يحدث لها طبيعى ، بل هى اصلا عاقلة وتفهم وتعى ما أقدمت عليه بقدميها، انها تحضر عقد قران زوجها على غيرها وهى من الحاضرين الضيوف ، ماذا حدث ل*قلها؟ كيف وافقت ؟ كيف حضرت ؟ومع من حضرت ؟ صدقا هى لا تتذكر . اقتربت منها العروس لتحتضنها في مودة زائفة ومكر يطل من عينيها بكل وضوح وهتفت في خبث جلى: " حبيبتى يا ايمى، سعيدة جدا بوجودك النهاردة في كتب الكتاب واوعدك يا حبيبتى انى هكون حريصة جدا مع يوسف وانه يعدل ما بينا ، بس المهم هو يقدر على كدا يا قمر" وأنها كلامها بضحكة رفيعة طويلة ملتوية وهى تسرع لتحضن يوسف وتلف يدها حوله وتضع أمامه هدية مغلفة هاتفة بصوت واضح يصل للجميع: " حبيبى دى هدية كتب الكتاب زى ما وعدتك يارب تعجبك" فتح يوسف الهدية وعيناه تبرقان فى طمع ولهفة لمعرفة نوعية الهدية ليشهق في فرحة وسعادة وهو يرى المفتاح الصغير المستقر بين يديه ليرفع نظره نحو زوجته الجديدة رباب التى ابتسمت رافعة حاجبا شريرا هاتفة " دا مفتاح العربية بتاعتك يا حبيبى ،دى مرسيدس موديل السنة دى، ايه عجبتك يا حبيب قلبي؟ " احتضنها في سعادة وصرخ وهو يحملها عاليا في جنون وفرحة عارمة وقبلها امام الجميع دون حرج لتشهق ايمى في رعب وتتسع عيناها في جنون ، لقد ضاع يوسف ، ضاع حبها الوحيد وضاع أملها في الحياة بعد أن رأت بعينيها طمع يوسف واصراره على الفوز بالمال بأى طريقة ولكن هل يعنى هذا ان تستسلم، مستحيل ، لن تقف مكتوفة الايدى ، تحركت في إصرار هى الأخرى لتحتضن يوسف وتهتف في خبث انثوى ليس من طبعها ولكن الظروف حكمتها " مب**ك يا يوسف يا حبيبى، انت تستاهل كل خير يا قلبى ، شكرا اوى يا رباب يا ضرتى على الهدية الغالية دى ، انتى كريمة واحنا طبعا نستاهل، صحيح يا يوسف؟" هز يوسف رأسه في **ت محاولا عدم إثارة المشاكل من اول يوم وقبل رأس ايمى وهو يهمس لها من بين اسنانه في غيظ شديد: " لمى الدور يا ايمى واياكى تحاولى تنكدى عليا الليلة او تخربيها فاهمة يا ست الحلوين؟" لم ترد عليه ايمى مطلقا وهى تتعلق في رقبته وتقبله في حنان وتقسم بينها وبين نفسها انها لن تتركه لتلك الرباب مهما حدث فلن تكون ايمى ان خسرت ما ظلت طول حياتها تدافع وتبنى فيه. لكن تحركت رباب هى الأخرى وفضت يد ايمى من حول رقبة يوسف في عنف مستتر وهتفت هى الأخرى في جرأة " طبعا كريمة يا روحى ، ويوسف يستاهل اكتر من كدا بكتير، يستاهل إللى تقدره وتعرف مقامه وتسعده، يستاهل إللى تخليه هيتجنن من الفرحة ، مش إللى هيطق من الديون كل يوم بحساب جديد ، حصل يا روحى" احتضنها يوسف وتحرك بها مبتعدا عن ايمى التى وقفت كتمثال لا روح فيه ، فما قالته رباب يعنى الكثير والكثير، وتأكدت بأن القادم صعب للغاية ولا تدرى كيف ستستطيع التغلب على ما ستواجهه، المال والجمال و....رباب وهى ماذا لديها لمواجهة كل هؤلاء مجتمعين، ليس لديها إلا دموعها وخنوعها الضعيف والرضا بكل ما يطلبه منها يوسف ، تعلم أنها لا تستطيع أن ترفض او حتى تعصى له أمرا وماذا ستفعل يا الله ، لا تعرف في الدنيا حبيب ولا شخص غيره ، لقد استغنت عن الكل واستكفت به هو فقط ، دموعها كانت تزداد انهمارا مع الوقت وهى ترى يوسف وسعادته الواضحة ونظرات رباب اليه المعجبة بوسامته وشبابه، تريد أن تقوم بقتلها فهى من اغرت حبيبها بالمال. ليس ذنب يوسف بالتأكيد فهو لا يعرفها بل اكيد هى من رمت بحبالها عليه واخذته منها ، ماذا تفعل الآن. تطلعت إلى الفيلا الفخمة والتى ستتنتقل للعيش فيها بعد إتمام الزفاف وهذا أيضا من أوامر يوسف المشددة الصارمة فهو يرفض بقاءها بمفردها في الشقة بعد زواجها ولم ترفض رباب هذا بل رحبت به بشدة وهذا ما يكاد يذهب عقلها من شدة التفكير ، كيف تقبل إمرأة بأن تسكن معها زوجة زوجها الأولى معها في مسكنها الفخم وتأكل من طعامها ؟ هناك لغز في الموضوع والأيام كفيلة كفيلة بتوضيح كل شئ ، تن*دت في ضيق مرة أخرى وذهبت إلى البوفيه الضخم لتملأ طبقا ضخما بما لذ وطاب من الطعام وتجلس في زاوية منخفضة الضوء حتى لا يراها أحد ولتراقب هى العروسين السعيدين يتنقلان بين المدعويين وتقوم رباب بتعريف الضيوف على زوجها شديد الوسامة والجاذبية . ستخرج كل طاقتها في الطعام حاليا وبعدها سترى ما ستأتى به الأيام في كنف رباب والمحظوظ بالنسبة للجميع زوجها هى يوسف نهاية الفصل الرابع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD