المتربص

1388 Words
الفصل الخامس لا تتوقع النجاح بدون جهد وعمل ، ولا تنتظر الفشل فقط لأنك ساذج مبتدئ، حاول أن توازن بين أملك في الحياة وهدفك الذى تضعه امامك ، فال*قل يقول ادفع واعمل واجتهد ، والقلب يقول لا تيأس مهما حدث خرجت ماجي تشعر بالاطراء والزهو المقابلة سارت على أفضل ما يكون وتم اخذ بياناتها الشخصية مع التأكيد انها ستحصل على الوظيفة ، هذا اول نجاح تحصل عليه في حياته من حقها الاحتفال الان ، نعم هى تريد ان تبقى ميادة للأبد لا تريد العودة مطلقا لماجي ولكن ما باليد حيلة، عليها ان تحسب خطواتها في حرص ولا تترك شئ للصدفة . عليها بالحذر فالجميع هنا على ما يبدو يتربص بالآخر ولا أحد يريد الخير لأى فرد تفكر في سعادة وانطلاق ماذا سيشترى بأول راتب لها في حياتها ثم لم تلبث أن تملكها الحزن على حالها ، كما كانت تتمنى لو انها فعلا لديها قدرات تمكنها من العمل في إحدى الشركات وتنجح مثل كل البشر العاديين، فكرت ماذا ينقصها لتكون موظفة على درجة عالية من الكفاءة والمهنية ، هى لن تترك الفرصة التى بيديها تضيع بل ستنهل من المعرفة بكل جدية ، ستتعلم كيف تعمل وت**ب مالا من جهدها الخاص، ستتعلم كيف تطور من مهاراتها الحياتية وستنهض من حياة ما تحت الأرض التى تعيشها، لن تقبل بدور اللصة من الآن وصاعدا فقط تلك المهمة وبعدها ستنطلق في عالم مختلف به من الأحلام والأهداف ما يمكن تحقيقة بالمال والعمل الجاد فقط هى متعبة جدا ولا تريد التفكير كثيرا ، تحركت في بطء متعب من الحركة المستمرة طوال اليوم، لقد أنجزت ما عليها والآن عليها الانتظار الخطوة التالية ولا تعرف كيف ستنتقل للعمل لدى والد سعد الدين، ابتسمت في سخرية وهى تهمس لنفسها : " نفسى اعرف ازاى ظابط وعاوزنى اسرق لاء وايه كمان واسرق ابوه شكله في ما بينهم مصانع الحداد ، شكل الموضوع خطير وفيه بلاوى وانا إللى هضيع في الرجلين..... شهقت عندما امسك أحد الأشخاص بيدها في قوة وهو يتحرك بها في قسوة ويهمس في اذنها محذرا " اياكى تصرخى، انا من طرف سعدالدين باشا وهو في انتظار حضرتك وأنا هوصلك ليه ، ياريت تمشى من سكات علشان نوصل بأمان ومحدش ياخد باله مفهوم؟" هزت رأسها في **ت وتقبل للوضع فهى لا تعرف ما هى مقبلة عليه. ولا تريد لفت الأنظار إليها مطلقا لذا عليها تقبل تصرفاته الغريبة الشبيه بأعمال السينما الجاسوسية والمغامرات التى لم تكن تحبها وتجدها ض*با من الخيال وها قد سقطت في إحداها وليست اى مغامرة بل مغامرة برفقة ضابط . تحركت لمسافة ليست ببعيدة لتصل لسيارة تركن على أحد أطراف الطريق ويشير لها لتركب السيارة ، تحركت في هدوء ودون إظهار لأى مشاعر وأصبحت تفكر في الأمر بمهنية عالية، هو مجرد عمل سرقة صغيرة ستقوم بها وتحصل مقا**ها على الأموال لتنهى حياتها مع السرقة وتبدأ الحياة التى تتمناها وخصوصا ان سعد الدين وعدها بأن يبعد عنها والدها عندما يخرج من السجن وهذا جل ما كانت تحمل همه. دخلت السيارة في برود وجلست معتدلة تنظر لسعد الدين الذى ظل لفترة يتأملها في برود هو الآخر ثم هتف اخيرا في سخرية " النضافة لا يقل عليكى والله ، إللى يشوفك يقول برنسيسة ومريحة مدارس دولية بجد يا ...ماجى هانم" ابتسمت في ترفع وردت ردا مقتضبا جعله يجز على أسنانه في غيظ وهو يسمعها تهتف في برود " شكرا يا سعد باشا" وفى في ضيق فقد استطاعت أن تزيل الهالة التي يضعها حوله وتستفزه بكل بساطة مما جعله يهتف حانقا بها " اوعى تفتكرى ان اللبس والطريقة بتغير من الإنسان لاء الطبع غالب والحرامى هيفضل طول عمره حرامى فوقى واتمنى معايا عدل يا ماجى" نظرت اليه في دهشة وتوتر وهتفت " هو أنا غلطت في حاجة يا سعد بيه ؟ حضرتك بتأمر وانا بنفذ فين المشكلة؟ وبعدين عارفة ان الانسان قيمته في عمله وخلاص عرفنا انى هفضل حرامية ، وحضرتك اصلا جاى تعمل اتفاق وانت عارف شغلتى، دا انت اصلا عاوز خبرتى في الشغل دا، تبقى فين المشكلة وليه الكلام بالنبرة الحادة دى؟" لا يدرى لما زاد كلامها الصحيح من استفزازه وأصر على الانتقاص منها بكل طريقة ليمسح تلك النظرة المستفزة من عينيها الرائعتين وامسك بيدها وضغط عليها في شدة كادت أن ت**ر يدها وهو يهمس بصوت كالفحيح " اسمعى اياكى تناقشينى ولا تراجعينى في الكلام بأى لفظ مفهوم؟ ، النهاردة هيوصلك معلومات هتساعدك في شغلك كتير المهم تفتحى مخك وم***ع الأخطاء في الفترة دى ، مجرد ما هيوصل خبر بوجود الكونتيسة الجميلة في فرع الشركة وكمان مدى دقتها وشطارتها في الشغل ، والدى العزيز هيبعت يشوف تستحقى الوصول لشرف خدمته وراحته ولا لاء ، لحد دا ما يحصل محتاج منك صبر وذكاء وهدوء في التعامل مفهوم؟ اياكى والتهور والتصرف من دماغك العبقرية التزمي بالخطة بالنص يا ماجي" هزت رأسها في ألم بسبب يده التى تمسك بمع**ها ويعصره بكل قسوة وهتفت في خوف وهى تحاول ان تسحب يدها التى تكاد تن**ر تحت ضغط يده إلا أنها لم تستطع ذلك لتهتف مترجية: " حاضر يا سعد بيه بس ايدى هتت**ر ، سيب ايدى ارجوك" أسرع بترك يدها وهو يشتم داخله من عدم اتزانه امامها ولا يدرى السبب الذى يدعوه ل**ر برودها أمامه، يشعر بالسعادة لا ينكر كلما استشاطت غضبا او تكلمت بدون ترفع معاه .يشعر بالفخر عندما تترجاه وهذا يزيده غضبا بعدها ، حقا وجود تلك الفتاه في محيطه سيضيع عقله تماما وهو لا يسمح بذلك بل سيقاوم بكل قسوة . أسرع بقيادة السيارة ليخيم ال**ت عليهم وكل منهم هائم في ملكوته الخاص ، هو يحلم بامتلاك تلك الأوراق المهمة جدا لديه والتى باتت الشغل الشاغل في حياته الآن. وهى تحلم بانتهاء مهمتها والانطلاق نحو حياة ستختارها هى بعناية من الآن وصاعدا. *************** لا تعتقد انى سأصبر على تعامل لا يليق بي ، فأنت لا تدرى ماذا سأفعل حين أشعر بالضغط، ابتعد ولا تقترب .لن اسمح لك بسرقة حياتى وان اكون مجرد ظل لرجل لا يفهم شئ في الكون إلا كونه رجلا....... يرن هاتفها برقم غريب لتندهش هنا وهى تلاحظ ان عدد الأرقام الغريبة التى تتطفل عليها أصبحت غريبة مزعجة للغاية ، تقوم بحظر الأرقام التى تتكرر وتفتح احيانا الخط ليصلها صوت تنهيدات عميقة او اغنية شاعرية في **ت تام من الجهة الأخرى. تشعر انها محاصرة ولا تدرى من يفعل كل هذه الأفعال الصبيانية المراهقة ، هي لا تحتمل الضغط صدقا وكثرة هذه المكالمات تكاد تصيبها بالضغط العصبى الذى قد يؤدى للانفجار، فكرت كثيرا في تغيير شريحتها برقم لا يعرفه أحد ولكن تذكرت أن كل عملائها وأسماء صديقاتها وكل من تعرفهم عليه . زفرت في عنف وهى ترى الرقم يكرر الاتصال في إصرار لتفتح وهى تتأفف هاتفة في عصبية " الو من معى؟" أتاها صوت اخيرا يهتف في حنان ورفة: " اخبارك يا هنا ، وحشتينى بجد ، يا ترى امتى اقدر تانى اتقدم لوالدك؟" انعقد حاجباها في توتر وقلق وهى لا تدرك من صاحب الصوت حقا لتهتف في تساؤل حاد " مين حضرتك ؟ وإزاى تسمح لنفسك تعا** في التليفونات زى العيال الصغيرة؟ " أتاها صوت تنهيد ليدل على شوق صاحب الصوت وعذابه في حبه وجه جنونها حين وصلها الصوت بالتعريف " أنا محروس يا استاذة هنا .معقولة تكونى نسيتى محروس ؟ دا انا من يوم ما شفتك وانا هايم بحبك و مقدرش استغنى عنك ابدا، ارجوكى تقبلى تتجوزينى وانا...... قاطعته في جنون وهى تكاد تجذب شعرها من شدة غيظها من هذا الكائن الغريب الذى يلتصق بها منذ أن رأها ويطاردها بطل طريقة ممكنة " استاذ محروس ، الموضوع ذاد عن حده جدا، مش معقولة طريقة حضرتك ، نبهت عليك الف مرة بأنى رفضت وخلص الكلام، ودا آخر كلام عندى وبعد كدا انا توصل الكلام لاهلى وهم يتصرفوا معاك" أتاها صوته لزجا كاد أن يصيبها بلوثة من شدة المكر والإصرار داخله " وانا اصلا كلمت اهلك تانى وطلبت فرصة تانية ولو رفضتى هطلب تالت ورابع يا هنا. اعذرينى من يوم ما شفتك وانا خلاص توقعت انك قسمتى ونصيبى، متحاوليش تهربى من القدر يا هنا، انا لا يمكن اسيبك تضيعى مني لانك حقى ومن حقى أدافع عن حقى صح الكلام يا قمر؟" أغلقت هنا الهاتف تماما وهى تهز رأسها في تعجب محاولة الحفاظ علي عقلها في مواجهة هذا المجنون المتربص ، لم ترى له مثيلا من قبل ، هذا إنسان غير عاقل بالمرة وهذا يخيفها صدقا، تفكر كيف تتخلص منه ومن مطاردته لها واصراره على الارتباط بها رغم رفضها الواضح المعلن لتفاجأ بدخول ابيها هاتفا في عدم اكتراث: " هنا الاستاذ محروس برا ومصر يقابلك تانى وبيجدد عرضه للجواز، والله خسارة يا بنتى مادام هو متمسك بيكى كدا المفروض تفكر بحرص ونديه فرصة يمكن يعجبك وتغيرى رأيك فيه" وأسقط في يد هنا ، فالمستحيل هو أن تتزوج هذا المجنون... المستحيل أن تترك حياتها عرضة لمثل هذا الشخص يتحكم بها كيفيما يشاء ، لتقف هاتفة في حزم واصرار: " بابا انا هخرج اقا**ه، بس أرجوك اعرف كويس انى مستحيل أقبل اتجوز محروس دا مهما حصل " نهاية الفصل الخامس
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD