|٤| السيدة المدللة.

1373 Words
يقولون أن الابنة شبيهة أمها والابن شبيه أبيه، ولكن في هذه الحالة فالابنة تغلبت على أمها في المكر، حينما ذهبت ناردين لوالدها في الأسفل فوجدته يمسك بالمكنسة الكهربائية ويحاول تشغيلها ليكنس المكان، فتوجهت هي ناحيته ووقفت خلفه تشد سرواله الچينز الأزرق من الخلف. شعر بذلك الشيء الصغير يشد سرواله، فالتفت ليجدها ابنته، ف*نهد بنفاذ صبرٍ يحملها ثم سألها: «ماذا هناك؟ لم لستِ في الفراش حتى الآن؟» «أنا جائعة.» «إذًا اذهبي لوالدتكِ لتطعمكِ!» أجابها رافعًا حاجبه، فقرصت هي خديه بطفوليةٍ واحتضنته واضعةً رأسها على ص*ره تجيبه بعنادٍ: «لا، أنا أحبك أنت وأريد أن تطعمني.» تن*د بقلة حيلةٍ مبتسمًا بخفةٍ على أفعالها، تذكره بآنچل بطريقةٍ ما، ثم أخذها للمطبخ يضعها على الطاولة حول مركز المطبخ يسألها: «ماذا تريدين أن تأكلي؟» «أريد شطيرة بالنوتيلا.» «حسنًا هذا جيد.. على الأقل أستطيع فعلها.» تحرك من مكانه يحضر خبز التوست من مكانه بعدما بحث عنه طويلًا وكأنه لم يدخل مطبخ منزله من قبل، ثم فتح الثلاجة يخرج علبة النوتيلا ويضعها على الطاولة بجانب صغيرته، وما كاد يفتح علبة النوتيلا حتى صرخت ناردين فجأةً: «ماثا (ماذا) تفعل أنا لم أبدل ثيابي بعد؟» «وماذا إذًا؟» «بدل لي ثيابي يا أبي الوثيم!» قالتها ببراءة الجرو مادةً ذراعيها الصغيرين تجاهه، ف*نهد زين بنفاذ صبرٍ وشد شعره الأ**د الكثيف للخلف يقول محاولًا التزام الهدوء حتى لا يقتل الطفلة وأمها: «سأصنع الشطيرة ثم سأخذكِ لأبدل لكِ ثيابكِ.» «لا.» مسح على وجهه يريد نزع جلده؛ فهذه الابنة من تلك الأم الع**دة، ليحملها تحت ذراعه متن*دًا بغيظٍ ثم صعد بها لغرفتها يبدل لها ثيابها، فألبسها منامتها القطنية الصغيرة التي تشبه الأرنب بقبعةٍ لها أذنان طويلتان، ثم أخذها تحت ذراعه للأسفل مرةً أخرى، فدخل المطبخ يُعد لها الشطيرة بسرعةٍ وجلس ينظر لها بمللٍ وهي تتناولها، ثم حملها ما إن انتهت وأخذها لغرفتها مرةً أخرى، فوضعها على فراشها ودثّرها بالغطاء جيدًا ليضع دب الباندا خاصتها بجانبها، فاحتضنته هي بسعادةٍ، قبّل جبينها وأطفأ ضوء المصباح الصغير على الطاولة بجانب فراشها، خطا بقدمه ليخرج من الغرفة، ولكن قدمه داست على تلك السيارة اللعبة ذات العجلات فوقع للخلف على ظهره ليسقط مثل الأبله على رأسه. حكّ م***ة رأسه بألمٍ، ولكنه رفع حاجبه حينما سمع صوت ضحكات ناردين التي ملأت الغرفة بأكملها، فزم شفتيه بضيقٍ ولعن تحت أنفاسه، ثم نهض من الأرض بصعوبةٍ متمتمًا: «آااه يا مؤخرتي المسكينة، ناردين لا تضحكي على والدكِ!» توقفت ناردين عن الضحك بصعوبةٍ، ولكنها رفعت حاجبها حينما كاد زين يرحل من الغرفة لتصرخ عليه بصوتها الرفيع: «توقف!» «ماذا الآن؟» التفت بكامل جسده متوسط الطول يسألها بيأسٍ، فعبست بوجهها بلطافةٍ تجيبه: «لا أستطيع النوم.» «لماذا؟» «احكِ لي قصة الأميرة النائمة.» «ولكن لدي الكثير من الأعمال الأخرى، سأنادي لكِ الماما لتحكيها و..» لم يكمل حديثه مجبرًا حينما رأى ارتجاف شفتيها وعينيها اللتين امتلأتا بالدموع، فلم يشأ أن يُحزنها ليتن*د بقلة حيلةٍ، فجلس بجانبها على الفراش، ثم التقط ذلك الكتاب الصغير الموجود على الطاولة بجانب سريرها وبدأ في حكاية قصة الأميرة النائمة. وكما كان زين يحكي كانت آنچل أيضًا تحكي ل**ندي في الهاتف عما حدث عندما عاد زين للمنزل، وساندي تقهقه بسعادةٍ بعد أن نجحت خطتها: «كما قلتُ لكِ ساندي، لقد خدعتُه بسهولةٍ وتركتُه ينظف المنزل بمفرده وهو الآن مع ناردين يحكي لها قصة ما قبل النوم.» «يا إلهي! لا أصدق أن زين مالك بنفسه ينظف المنزل.» سمعت قهقهة صديقتها العالية لتبتسم بانتصارٍ جالسةً على طرف السرير بغرفتها مجيبةً: «أجل صدّقي ودعيه يتذوق القليل مما جعلني أتذوقه!» «إذًا ماذا ستفعلين غدًا؟ هل ستأتين للعمل أم ماذا؟» سألتها الأخرى بجديةٍ الآن، فهزت آنچل رأسها للأعلى والأسفل بإصرارٍ وكأن صديقتها تراها تجيبها هاتفيًا: «بالطبع سآتي للعمل، سأستيقظ باكرًا وأخرج من المنزل قبل أن يشعر بخروجي.» «ماذا إن غضب؟» «وليكن! دعيه يغضب لا يهمني.» أجابتها قالبةً عينيها باللامبالاة، ف*نهدت ساندي باستياءٍ تتحدث فاركةً جبينها: «يا إلهي آنچل لقد تغيرتِ كثيرًا!» «هو من أجبرني على ذلك، دعينا منه وأخبريني متى ستخرجين لشراء فستان الزفاف؟» حاولت تغيير الموضوع حينما شعرت بتلك الغصة في حلقها، تشك الآن أن الانتقام لن يريحها، فسمعت تنهيدة رفيقتها الحائرة تجيبها: «لا أعلم ما الوقت المناسب لكِ؛ لأنني أريد أن تكوني معي، ليام الغ*ي يقول أن لديه عدة قضايا متتالية بالمحكمة ولن يكون متفرغًا لتفاهاتي.» «كم سيكون ليام زوجًا لطيفًا!» سخرت آنچل شاخرةً باستهزاءٍ ترفع قدميها على السرير تفرك اليسرى بيدها الأخرى، فقهقهت ساندي بانفعالٍ تجيبها: «لا تقولي هذا، أنا لن أسمح له أبدًا بإغضابي، لن أكون متساهلةً معه حتى في بداية زواجنا كما كنتِ أنتِ مع زين.» «أوه أنا المخطئة الآن؟ حسنًا ساندي وداعًا الآن؛ لأنني أشعر باقتراب خطوات أحدهم من غرفتي.» أنهت الاتصال معها سريعًا، وكما توقعت فقد كان أحدهم يقترب من غرفتها حينما سمعت طرقاتٍ على باب الغرفة بعد أن حاول الطارق فتح الباب ووجده مغلقًا بالقفل الداخلي. «أنچل افتحي هذا أنا زين، لمَ تغلقين الباب بالقفل؟» «أريد النوم ولا أريد أن يزعجني أحد.» أجابته مدعيةً اللامبالاة وابتسامة النصر تشق وجهها، فزفر بحدةٍ من خلف الباب يهتف طارقًا بقوةٍ: «آنچل، افتحي الباب اللعين!» «ماذا تريد؟ تحدث وأنت بالخارج لن أفتح الباب!» سمعت صوت تنهيدته القوية لتبتسم بانتصارٍ أكبر حينما تحدث معها بهدوءٍ: «أنا جائع، أريد تناول العشاء.» «حسنًا تناوله.» «وهل آخذ إذنكِ؟ بالطبع سأتناوله ولكن أنا لا أجد الطاهي في المطبخ.» أجابها بامتعاضٍ وأرجع خصلاته الفحمية للخلف، فتلاعبت بحاجبيها من الداخل باستمتاعٍ تفجر قنبلةً أخرى بقولها: «أجل أجل، لقد طردتُ الطاهي.» «ما ا****ة الآن؟ لمَ فعلتِ ذلك؟» «لمْ يعد يعجبني طعامه، كما أنه أصبح متكاسلًا في عمله في الأيام الأخيرة.» أجابته عاليًا رافعةً كتفيها لتنزلهما وكأنه يراها، ف*نهد باستياءٍ مجعدًا ملامحه يأمرها طارقًا الباب: «حسنًا اخرجي وأعدي لي العشاء!» «لن أخرج، أعد العشاء لنفسك أنا متعبة ولستُ خادمتك.» «ماذا تقولين؟ أنا هو زين مالك وتريدين مني أن أعد العشاء لنفسي؟» هتف متسع الحدقتين بغير تصديقٍ، ف*نهدت بضيقٍ؛ تكره إلصاقه لاسمه بكل جملةٍ له لترتمي للخلف على السرير مجيبةً بعدم اكتراثٍ: «حسنًا تناول غرورك وسيُشبعك!» «حسنًا آنچل سأريكِ عندما تخرجين من الغرفة اللعينة!» تركها ونزل للأسفل وشرارات الغضب تتطاير بين فحم عينيه وهو يلعن تحت أنفاسه، بينما جمعت هي يدها في شكل قبضة وحركتها في الهواء تعبيرًا عن انتصارها تهتف بحماسٍ: «أجل أجل النصر لي، وأنت لم ترَ شيئًا بعد يا خائن مالك، كم كنت أتمنى رؤية ملامح وجهه الغاضبة!» هي في الأعلى تتمدد على الفراش براحةٍ وتأكل البيتزا التي كانت تخفيها عنه، وهو في الأسفل ينظف المنزل ويزيل تلك الفوضى التي تسببت هي بها، فإن كان هو زين مالك فالجميع يعلم كم يكره زين الفوضى وكم يمقُت الأماكن غير المرتبة، وبينما هو مندمجٌ في عمله ويتن*د بإرهاقٍ حتى دخلت چاسمين من باب المنزل تحمل أكثر من عشر حقائب في يدها. نظرت للفوضى في كل مكان بحاجبٍ مرفوعٍ، ولكنها شهقت ووقعت الحقائب من يدها حينما رأت زين يخرج من المطبخ وهناك شيء غير طبيعي به، أووه أجل.. لقد كان يرتدي ذلك الرداء الذي ترتديه النساء في المطبخ ويمسك مغرفة الطعام في يده ووجهه ملطخ بالغبار الأ**د، حتى لم يعد ظاهرًا منه غير عينيه العسليتين وأسنانه البيضاء. وعندما أقول أن شكله ليس طبيعيًا فأنا أعنيها؛ لأن چاسمين سقطت على الأرض ممسكةً ببطنها من شدة الضحك تسأله من بين ضحكاتها بصعوبةٍ: «ممـ..ما الذي حدث هههههه لك هههه؟» نظر لها بحنقٍ وجعد ملامح وجهه الغير واضحة بانزعاجٍ يجيبها بنبرة عتابٍ: «كنتُ جائعًا وحاولتُ إعداد العشاء، ولكن ذلك الطعام في الفرن الكهربائي انفجر في وجهي واحترق المكان وامتلأ وجهي بآثار الدخان.» نهضت من على الأرض ومسحت قطرات الدموع التي سقطت رغمًا عنها من عينيها العسليتين كعينيه لتقترب منه، ثم نزعت ذلك الرداء الذي كان يلفه حول خصره تمسح به وجهه حتى استطاعت رؤية ملامحه بوضوحٍ لتتن*د، ثم سألته بعدم فهمٍ: «وما الذي أجبرك على دخول المطبخ؟ أين الطاهي؟» «لقد طردته آنچل.» نظرت لعينيه فجأةٌ بضيقٍ ولا زالت تمسح الغبار عن وجهه تسأله: «لماذا إذًا؟» «لم يعد يعجبها طعامه فطردته.» أجابها زافرًا بقلة حيلةٍ، فأبعدت الرداء عن وجهه بعدما أزالت الغبار نسبيًا ترفع حاجبها الكثيف متسائلةً باقتضابٍ: «السيدة المدللة لا يعجبها الطاهي! حسنًا إذًا لماذا لمْ تعد هي العشاء لك؟» «لا أعلم ما بها لا ترغب حتى برؤية وجهي وترفض الخروج من غرفتها، لماذا لا تعدين أنتِ العشاء لي؟» «أنا؟» أشارت لنفسها واضعةً سبابتها على ص*رها المشكوف قليلًا من فتحة الفستان المربعة ونظرت له بصدمةٍ، فأومأ لها يسألها بهدوءٍ رافعًا حاجبه: «ألستِ أنتِ أيضًا زوجتي؟ إذًا أعدي لي العشاء فأنا جائع جدًا ولم أتناول شيئًا بالعمل.» أبعدت نظرها عنه ت**ت قليلًا بتفكيرٍ، هذه هي فرصتها التي ستجعلها ت**ب نقطةً لصالحها حتى تتميز على آنچل وتجعل زين يكرهها، فنظرت له مرةً اخرى وابتسمت بسعادةٍ تجيبه: «بالطبع عزيزي سأعد لك أجمل عشاء.» بادلها الابتسامة بسعادةٍ لتذهب هي للمطبخ تعد له العشاء، بينما ذهب هو يكمل التنظيف حتى يغتسل، بينما عادت آنچل لغرفتها بعد أن تجسست على حديثهما وهي تلعن تلك الـ چاسمين ألف مرةٍ في الثانية، ولكن عقلها كان يفكر في انتقامٍ جديدٍ.. فماذا سيكون يا تُرى؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD