الفصل الثاني

2561 Words
فى الصباح التالى جلسوا جميعا يتناولون طعام الإفطار حين اقبل بموجة من المزاح والصخب المعتاد يحيى يلقى التحية : السلام عليكم ايه ده بتفطروا من غيرى ؟ امتعض وجه درة ولاحظ زوجها ذلك لكنه أشار إليه مرحبا : تعالى يا يحيى افطر معانا اقترب يحيى مرحبا بدعوة خاله وكأنه بحاجة إليها: لا ما انا جاى لوحدى نظرت له لمى نظرة سريعة : كويس انك جيت عاوزاك تشرح لى حاجات مش فاهماها ابتسم فورا وقد بدأ بالفعل يتناول الطعام بأريحية : ماشى هتدفعى كام ؟ ضربته بقدمها من تحت الطاولة فإنتفض بينما نهرته بشكل طفولى: دا انت ليك الشرف لما تشرح لي ليقاطعها يحيى والدها بحزم غير متعمد: وبعدين يا لمى مش قلت لك لو محتاجة مساعدة اجيب لك حد من المعيدين فى الجامعة؟ ارتبكت لمى ونظرت نحو طعامها وهى تتهرب بتلعثم: لا يا بابا دى حاجات بسيطة مش مستاهلة درس يعنى اسرع يحيى يساندها: لا وبعدين تجيب لها حد غريب وانا موجود ما يصحش يا خالى ولا ايه يا طنط درة ؟ التفتت درة له بتكلف أزعج زوجها : احنا بس مش عاوزين نتعبك ولمى متعبة معروفة يعنى لتسرع لمى مقاطعة وقد وجدت فرصة للتهرب من أعين والدها: حضرتك واخدة عنى فكرة غلط يا ماما كانت فريال تجلس بصمت تتابع ردود أفعال الجميع وسرعان ما نهضت لمى : يلا هو انت جاى تاكل ؟عاوزة الحق المحاضرات شوف اللى مش فهماه علشان تجيب مراجع وانت جاى من عندك. نهض فورا ونفض كفيه عن الطعام ليحثه خاله: بسرعة يا يحيى علشان أوصلها فى سكتى اسرع يحيى يقتنص فرصته : روح انت يا خالى وانا أوصلها وانصرف مسرعا يتبع لمى بينما انحنى يحيى نحو زوجته متسائلا : مالك يا قلبى هو يحيى الصغير مضايقك فى حاجة ؟ تن*دت درة وقالت بصراحة شديدة : بصراحة أنا مش مرتاحة خايفة لمى تتعلق بيه. امتقع وجه يحيى وخلا من الدماء وحاول أن يسيطر على فزعه: انت بتقولى ايه يا درة لمى !! لمى طفلة ماتفكرش فى كدة ابدا هزت رأسها بأسف: ماهى دى مشكلتك يا يحيى شايفها لسه طفلة وعمال تدلعها لمى كبرت يا يحيى انتفض يحيى واقفا بحدة استرعت انتباه أمه وهو يسرع يتبع أثر لمى ويحيى وعقله يرفض تماما أن صغيرته قد تجاوزت مرحلة الطفولة . ************* دخل يحيى بصحبة لمى لغرفتها وترك الباب مفتوحا ليتكأ فوق مكتبها ويحيطها بلهفة: وحشتينى إلتفتت له بوجه عابس مثير : وانت وحشتنى بس زعلانة منك .. انت زعلتنى امبارح زاد يحيى قربا منها: خلاص بقى انا جاى مخصوص علشان اصالحك اعمل ايه فى قلبى بيغير يرضيكى النار تحرق قلبى !! اقترب منها قليلا ليحيط خصرها بذراعه فتقترب هى منه برقة بالغة : سلامة قلبك وتعلقت عينيها بعينيه ليفقدا معا الاحساس بما حولهما ، شعرا فقط بلذة هذا القرب الذى أفقد كليهما التركيز تماما ونبعت رغبة مشتركة بينهما تبغى مزيدا من القرب ليتبع كل منهما رغبته بحثا عن الارتواء من الأخر. ********** ارتقى يحيى السلم بخطوات واسعة تلتهم قدميه المسافة بشره ينبع من تخبط عقله وقلبه بين الصورة التى طرحتها درة للتو وبين صورة لمى الطفلة التى لم تتجاوزها عينيه ابدا. وصل لغرفة لمى ووقف أمام الباب لكن لم ينتبها له يرى بعينيه أنها تجاوزت صورته الطفولية بمراحل، زاد يحيى من اقترابه منها ليدسها بين ذراعيه مرحبا بهذه النيران التى تندلع داخله لهذا القرب الذى يطالبه بالمزيد، انحنى رأسه قاصداً تذوق شفتيها بلهفة أكبر لكنه انتفض على إثر صوت خاله الغاضب بإسمه وكذلك انتفضت لمى عنه. اخفضت لمى وجهها خجلا بينما تلعثم يحيى وهو يحاول تبرير موقفه : خالى ارجوك ما تفهمش غلط احنا بنحب بعض تقدم يحيى ليقف أمامه ثم أبعده بقوة للخلف بغضب: هى دى اخرة ثقتى فيك ؟هى دى حمايتك لبنتى ؟ تستغلها بالبشاعة دى ؟ تعلقت لمى بذراعه ترجو حلمه وتعقله وتفاهمه الذى اعتادت طيلة حياتها : بابا ارجوك إلتفت لها يحيى بوجه لم تره من قبل لتفقد الكلمات وهو ينهرها بحزم: انت تسكتى خالص هى دى اخرة ثقتى فيكى ؟ ازاى تسمحى له بكدة ؟ كان عندها حق درة لما قالت انى دلعتك اكتر من اللازم قاطعه يحيى وهو يحاول أن يقترب منه: ياخالى ارجوك اسمعنى انا عاوز اخطبها، عاوز اتجوزها نظر له يحيى بغضب لم يره مطلقا : لو اخر راجل على وش الدنيا مش هتجوزها واتفضل من قدامى ولو سمعت انك قابلتها لو حتى صدفة هتندم يا يحيى. نظر يحيى ل لمى بحزن ينع** بعينيها أيضاً وانصرف بينما وقفت تواجه غضب أبيها وحدها وياليته غضب ياليته صرخ بها أو عنفها لكان هذا قلل من شعورها بالذنب والخجل من نفسها لما أقدمت عليه، لم تكن ترى الأمر كما طرحه والدها، هى فقط أحبته واتبعت هذا الحب دون الاهتمام بأية حدود عليها مراعاتها أو الالتزام بها، تبعت مشاعرها التى تصبو لقربه دون أن تفهم أن هذا القرب قد يكون نهاية هذا الحب. نظر لها والدها بملامح من**رة : يا خسارة يا لمى! خسارة الثقة رأت بعينيه انهزام وضعف لم تره مسبقاً، رأت خذلان كانت هى منبعه. ظل ينظر لها لحظات ثم انصرف من أمامها بينما هبطت دموعها بصمت وحاولت أن تلحق به : بابا اسمعنى لكنه للمرة الأولى منذ رأته ذلك اليوم بموقف السيارات ينتظر الطعام ينصرف غير عابىء بنداءها ولم تكن تتخيل أن تشعر بهذا الألم لمجرد أن تجاهل إجابتها. ************ كلية الطب انتهت چنا من جمع أوراقها الخاصة لتغادر فأشار لها مازن: أنسة چنا استنى من فضلك غادر جميع الطلاب وشعرت چنا بالحرج لكنه اقترب منها بهدوء مع الحفاظ على المسافة اللازمة بينهما متسائلا: احنا اتقابلنا قبل كدة ؟ هزت رأسها نفيا دون تفكير : لا مااظنش يا دكتور اقترب مازن خطوة وكأنه لم ينتظر هذا الرد السريع منها: بس ملامحك محفورة جوايا انا فاكرك بس مش فاكر اعرفك منين ! دق قلبها بعنف لأنها عانت نفس التشوش: لا حضرتك اكيد حد يشبهنى نظر لها بتشكك وتوقفت خطواته : متأكدة يا چنا ؟ اومأت بخوف لهذه النظرة بعينيه: أيوة حضرتك مازن بقلة حيلة: طيب اتفضلى حصلى زمايلك خرجت چنا لتستنشق الهواء الذى نفذ من رئتيها هى تتذكره منذ ليلة أمس إنه هو ذلك الشاب الذي رأته للمرة الأولى جسد مسجى بلا حول ولا قوة ،هو نفسه الذى دق قلبها بعنف حين فتح عينيه وتمكن يحيى من إفاقته هو نفسه الذى حلمت بدخول الطب حين عاد إلى الحياة ورغم أنها لا تعلم كيف يمكنه أن يتذكرها وهو بتلك الحالة إلا أنها لن تجعل أمر كهذا يوقف تقدمها الذى تسعى إليه. إنها چنا القوية التى لا تستسلم لضعف القلوب وليست تلك الذكرى من نظرها تستحق اكثر من كونها لحظة تحفيز مكنتها من التخطيط لمستقبل أفضل. *********** لم ترى درة يحيى حين غادر لانشغالها برعاية فريال وظنت أن لمى صحبته ككل يوم بينما أغلقت لمى غرفتها وهى تحاول الإتصال به مرارا وتكرارا حتى اغلق هاتفه ولم يتوجه للمشفى بل ظل يدور بالسيارة كمن يدور فى حلقة مجوفة لا يعرف اين يذهب ويعجز بنفس الوقت عن الهرب منها. بينما توجه يحيى فورا إلى المشفى ليقابل والده بحثا عن حل وما إن رأه فى الرواق حتى هرول ناحيته بلهفة: بابا انا فى مصيبة إلحقنى وقف حمدى ينظر للفزع بملامحه ليحاول السيطرة على فزعه هو : فى ايه يا بنى ؟؟ تعالى معايا على المكتب وما أن جلس يحيى حتى تحدث بلا تفكير: خالى شافنى مع لمى نظر له حمدى بتساؤل ممتزج بدهشة: شافك مع لمى ازاى يعنى؟ اوعى تكون اتجاوزت حدودك تلعثم يحيى وتهرب بعينيه من نظرات أبيه: انا بحبها .. بحبها اوى وعاوز اتجوزها ارجوك يا بابا ساعدنا اتسعت عينا حمدى مستنكرا هذا الجنون: اساعدكم ؟؟ ليه هى كمان بتحبك ؟ أومأ يحيى مؤكدا بثقة: أيوة بتحبنى وكنت ناوى اخطبها لما تخلص السنة دى مسح حمدى وجهه بكفيه بغضب وهو يتمتم: استغفر الله العظيم... وخالك شافك معاها كنتوا بتعملوا ايه ؟ نظر يحيى أرضا بخجل: كنت بحضنها ضرب حمدى سطح المكتب بحدة وبدأ تأنيبه فوراً: يادى المصيبة انت ايه معندكش عقل ؟ تعمل كدة فى بنت خالك انت اتجننت ؟ انتفض يحيى يدافع عن قلبه وحبه: والله بحبها غصب عني حضنتها غصب عني...وخالى قالى لو انت اخر راجل فى الدنيا مش هجوزهالك أسند حمدى جبهته بكفه : طبعا لازم يعمل كدة انت خنت ثقته طب هى بنت ومشاعرها ممكن تغلبها ولو أن ده مش عذر لكن انت مش راجل؟ ماتقدرش تتحكم فى عواطفك؟ لو بتحبها صحيح تخاف عليها حتى من نفسك مش تستغل ضعفها! يحيى: مش بستغلها، بحبها، والله العظيم بحبها، ارجوك يا بابا انا خايف خالى يأذيها ارجوك كلمه وحاول تهديه سخر حمدى من أفكار ابنه: أكلمه ازاى واقوله ايه ؟؟ انت مش عارف لمى تبقى إيه ل يحيى !! اصبر بقى لما نشوف هيجى المستشفى ولا لأ ولما اشوفه هعرف إذا كنت هقدر أكلمه ولا لأ. دفن يحيى وجهه بين كفيه يخفى عجزه الذى يقيده ويمنعه من حمايتها، يعلم أن خاله لن يتعمد ايذائها لكنه يعلم أيضا كم هى رقيقة ومجرد تعنيفه لها قد يؤذيها بشدة. كم هو نادم على اتباع عواطفه بهذا الشكل الذى أوقعه واوقعها معه بهذا الوضع. ********** غادرت چنا الجامعة بسيارتها لتعود للقصر بينما كان مازن يتبعها أراد أن يعرف من تكون فهو حتى بعد أن تحدث إليها غير واثق من كونها حقيقة رآها اخيرا بعد سنوات وصلت للقصر ففتحت البوابة الإلكترونية لتعبرها بتروى بسيارتها وتنغلق مرة أخرى بينما اقترب مازن من الباب ينظر إلى اللافتة : قصر العيسوى بس انا مش فاكر إن اسمها فيه العيسوى ياترى جاية هنا تعمل ايه ! يمكن بتزور حد؟ مش مشكلة دلوقتى هيبان انتظر مازن بسيارته مدة تزيد عن الساعة ثم انصرف حين فقد الأمل بخروجها مرة أخرى وعلل ذلك أنها قد تكون فى زيارة عائلية المهم انها موجودة فى حياته الأن وأصبحت واقعا لن يسمح له بالذوبان مرة أخرى مهما قاتل لأجل بقاءها سيبقيها. عاد يحيى مساءا وكانت درة وچنا وفريال على الطاولة بإنتظاره للعشاء وما أن ظهر حتى توجهت له درة بقلق: يحيى كنت فين قلقتنى عليك تليفونك مقفول ليه ؟ يحيى: ابدا يا درة كنت مصدع شوية فقفلته نظر للجميع فلم يرى لمى بينهم لكن غضبه منها منعه من السؤال عنها لتتابع درة: طب تعالى حبيبي اتعشا واطلع ارتاح يحيى بإقتضاب: لا مليش نفس اتعشوا انتو ..عن اذنك وتخطاها صعودا نظرت درة ل فريال التى قالت: ياترى ماله شكله مش مريحنى تساءلت چنا: هى لمى فين يا ماما مش كانت بتيحى مع بابا ؟ عبرت درة عن حيرتها أيضا: لمى مارحتش الجامعة فكرتها مشيت الصبح لقيتها نايمة وهى كمان بتقول مصدعة فريال: خلاص تعالى يا درة اتعشى واطلعى لجوزك نهضت درة مبتعدة: معلش يا ماما اتعشى حضرتك وچنا وانا هشوف يحيى واتجهت للأعلى بينما نظرت فريال ل چنا التى قالت: لا مفيش مفر هناكل علشان الدوا ابتسمت فريال لحيطة هذه الفتاة لأجل صحتها أكثر من حيطتها هى نفسها لذلك. ******* بمنزل حامد زوج والدة عمر والذى دخل من الباب للتو بوجهه المكفهر كالعادة ليجد فريدة زوجته تجلس برفقة ابنته سلمى ليتساءل بغلظة : المحروس ابنك فين ؟ تعلم أنه يقصد عمر لكنها راوغت : عبدالله جوه بيذاكر . نظر لها بغضب : عارف طبعا إن ابنى بيذاكر انا بسأل على ابنك ماتحوريش . تلعثمت فريدة : هو ..نزل ياخد درس ميكانيكا .اص .اصل المادة صعبة شوية . ضرب حامد كفيه ببعضهما : والله عال ..عمالة تغرفى من تعبى وشقايا وتدى لابنك اللى هيخربها ويقعد على تلها . نظرت له ابنته بخوف لينهرها : ماتبصليش كده يا مقصوفة الرقبة . اومأت الفتاة بينما دفعتها فريدة : ادخلى اوضتك . هرولت الفتاة للداخل بينما قالت فريدة : والله يا حامد ما اديته فلوس من فلوسك . ده معاش ابوه لتحتد نظرات حامد ويقبل نحوها : انت بتعايرينى ؟ معاش ابوه بيطفح بيه وكفاية انى اويه فى بيتى ... عاد يضرب كفيه بغضب : وقال يا مربى فى غير ولدك . أمسك ذراعها بقسوة : انا عارف اتخبطت فى عقلى ازاى واتجوزتك . هزها بعنف : اخر مرة اسمع إنه بياخد دروس ..ده تعبى وشقايا يا ولية ..وابنى أولى بيه من ابنك ومنك انت كمان .فاهمة ؟ اومأت بخوف : فاهمة يا ابو عبدالله .حاضر . دفعها نحو الأريكة : غورى من وشى داهية تاخدك انت وابنك فى ساعة واحدة . وانطلق نحو غرفة عبدالله الذى يبيح له كل ما يحرم منه عمر فقط لكون الأخير ولد لأب غيره ورغم ترحيبه به فى بداية زواجه إلا أنه سرعان ما تبدل حاله وأصبح يكرهه خاصة بعد أن أنجبت زوجته عبدالله الذى يرى فيه العوض الذى طال انتظاره. ******** صعدت درة لتفقد يحيى فوجدته بالفراش ويحملق فى السقف بصمت اقتربت منه وتساءلت : مالك يا يحيى ايه اللي حصل؟ زفر يحيى: محصلش حاجة جلست بطرف الفراش: لا حصل قولى لمى عملت ايه؟ أشاح يحيى بوجهه هربا من نظراتها التى ترى دواخله: معملتش يا درة انا اللى تعبان مخنوق مش مستحمل نفسى لاحظت ارتفاع وحدة صوته فآثرت الصمت وتحركت ليوليها ظهره فتتيقن أن الأمر جلل . ابتعدت عنه لتبدل ملابسها ثم تقترب من الفراش مجددا، تسطحت بالقرب منه صامتة رغم أنها تشعر بغليانه الداخلى، مر بعض الوقت ليغلبها قلبها وتقترب تحيطه بذراعيها فتجد أنه فى اشد الحاجة لقربها وسرعان ما اندس بين ذراعيها لتربت فوق كتفه وتكتفى أنه بالقرب. ********** اقتحم حامد غرفة ابنه ليكاد يصطدم به أثناء خروجه فيقول عبدالله بلوم : فى إيه يا بابا ؟ هو كل شوية تزعق كده عمر ماعملش حاجة لده كله نظر له حامد بحدة فكم يكره تعاطفه معه ورغم ذلك لم يفكر في توبيخه أو تعنيفه بل قال بهدوء يتنافى مع ثورته منذ دقائق : مالاكش دعوة لا ب عمر ولا غيره .. ركز في مستقبلك وبس . انا عاوزك دكتور قد الدنيا . ابتسم عبد الله : إن شاء الله يا بابا . ربت حامد فوق كتفه بحنو ليتجه لغرفته بينما خرج عبدالله ليجد أمه توارى دمعاتها ، جلس بجوارها ليقبل رأسها : حقك عليا يا ماما ماتزعليش . نظرت له فريدة : انت كنت بتصلى ؟ أومأ عبدالله وتابع : سلمى فين ؟ نظرت نحو غرفة ابنتها : جوه زمانها بتعيط . أومأ متفهما : قومى حضرتك ادخلى علشان بابا وانا هدخل لها . اعترضت فريدة : بس اخوك لسه .. قاطعها بحنان : ماتخافيش هستناه . ابتسمت فريدة وقلبها يحمد الله فبقدر غلظة وقسوة حامد وربما أكثر حنان وعطف عبدالله ، لم تؤثر عقلية والده على نقاء قلبه ورغم أنه الأصغر من عمر إلا أنه يحاول جاهدا التخفيف عنه مما يذيقه حامد ولا ينس شقيقته ذات التسع سنوات والتى ترتعب لرؤية والده الذى يكرهها فقط لكونها انثى . ****** هبط يحيى فى الصباح التالى ولم يلتفت ل لمى التى تنظر له برجاء وجلس إلى الطاولة يتناول الطعام فى صمت قاتل حتى قالت چنا فى محاولة لتمرير ما لا تعلمه : بابا لو سمحت عاوزة مساعدتك فى حاجة نظر لها يحيى متعجبا : خير يا چنا ! چنا : عندى مشكلة بسيطة فى Endoscopic surgery لو حضرتك عندك وقت يعنى أومأ يحيى: عندى وقت طبعا بس افضل تيجى المستشفى تحضرى عملية هتفهمى اكتر تحمست چنا : ياريت حضرتك عندك عمليات امته ؟ ابتسم يحيى لحماسها للتعلم الذى يسعده كثيرا: النهاردة عدى عليا الساعة تلاتة چنا: تمام ظنت چنا أن الأمور ستعود لطبيعتها فها هو يحيى كما تعرفه، أكثر الناس ودا وتفاهما لكن درة كانت ترى من يحيى ما لا يراه غيرها لذا رأت أن المواجهة هى خير سبيل لإنهاء هذا التوتر نظرت درة ل لمى وتساءلت بحزم: لمى انت مزعلة بابا فى ايه ؟ أسرعت لمى تقول : والله يا ماما انا... وبترت جملتها اثر نظرة قاتلة من يحيى الذى نظر ل درة : درة قلت لك مفيش عن اذنكم وانصرف من فوره بينما صعدت لمى إلى غرفتها باكية وامتنعت عن تناول الطعام ، أمسكت الهاتف فورا وقررت التحدث إلى عمر الذى أجاب مسرعا كالعادة لكن بلهفة اكبر فهى لم تحادثه بالأمس وحين حاول الإتصال بها كان هاتفها مغلقا . لم تستطع كتم شهقاتها ليصمت عمر لحظات قبل أن يتساءل بترقب : مالك يا لمى ؟؟ شهقت لمى : بابا يا عمر ... تعجب عمر : مش معقول عمو يحيى زعلك !! لتشهق لمى : انا اللى زعلته .. تساءل عمر : طب بس أهدى علشان افهم وكل حاجة ليها حل إن شاء الله . بدأت تقص على عمر ما حدث ليزيد حزنها حزنا ويخبرها أن هذا الخطأ من الصعب غفرانه وأن هذه الإساءة لا يكفى الإعتذار عنها وحين لاحظ زيادة بكاءها حاول التخفيف عنها لكنه عزم على توبيخ يحيى على تقربه من أخته خلسة .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD