" عُـد بي الي حيث كنت قبل ان ألتقيك
ثم إرحل !! "
-محمود درويش-
•¤•¤•¤•
مركز د. بن ويلسون .. الساعة 07:00Am
مشغولة هي بتفحص ملفات حالات اليوم ، وتجهيز ملف العرض الخاص بالقضية الجديدة الذي ارسله مكتب التحقيقات الفيدرالية ، للاطلاع عليه قبل تحديد جلسه الفحص للمجرم .. طلبت قهوتها المره ، وجلست للاطلاع عليه قبل مجيئ البروفسير 'بن ويلسون' .
جمعت شعرها البني والذي يشبه خشب الماهوجني خلق رقبتها .. مررت عيناها الذهبيتين التي تتوسط اهداب كثيفه وطويله علي الملف ، واول شئ لفت انتباها عندما فتحت الملف هو اسم المتهم ، شردت قليلا تتذكره فهي تذكر انها رأته قبل سابق والغريب ان صورته لم تذكرها بشئ فكانت هيئته متغيره لدرجه لم تسمح لها بتذكره ، الذقن الطويلة غير المهذبة بالإضافة الي الشعر الاشعث فكانت هيئته تعرقل من تذكرها له .
ظلت هكذا ولم تنتبه لذلك الشخص الذي دخل والتف خلف كرسيها .. وفجأة ، ضرب بكلتا يديه علي المكتب فانتقضت فريده واقفه تنظر اليه بذعر : د. بن لقد افزعتني بشده لما تحب دايما فعل ذلك معي
ضحك "بن" بشده علي ملامحها وتنفسها الذي اصبح سريعا ، فبالرغم من انه شارف علي بلوغ العقد السادس، الا انه شخص مرح محب للحياة والمزاح ، دائما ما يسخر من جديتها في العمل ، وانها لا تعطي لنفسها الوقت الكافي للترفيه والتمتع بالحياة .
هتفت فريدة متزمره بإنجليزيه متقنة : كفاك ضحك 'بن' !!
بن وهو يحاول كتم ضحكاته : لا استطيع .. انتي لم تري ملامح ، سعل اكثر من مره بعدها قال : ماذا كنتي تفعلين صغيرتي
ردت عليه : كنت اقرأ ملف الحالة الذي ارسله مكتب ال FBI
بن: وتوصلتِ الي شيء ؟
فريدة: ليس بعد، كنت احاول تذكر اسم الحالة ولكن ذاكرتي لا تسعفني قالت باحباط
بن وهو يبتسم : اصبحتِ عجوز هاه؟؟ .. انظري، الم تعرفيه بعد؟؟ .. انه 'جاستن لوك'!!
فريدة بتذمر : قلت لك اني قد قرأت الاسم ولم اتذكره .. هيا بن تكلم، من هو؟؟
بن : 'جاستن لوك' .. هو رجل الاعمال المشهور الذي آتى إلينا منذ سنتان في بداية عملك معي .. الذي كنتِ تسمعين تسجيلاته، وتساعديني في علاج حالته.
فريدة : اها .. تذكرته .. اليس هو من كان يعني من الوسواس القهري؟؟
بن : نعم هو .. وقد شفي تماما منه
فريدة : اذا لماذا قتل زوجنه بهذه الطريقة الشنعاء .. أتعتقد ان اعراض المرض عادت اليه مره اخري؟؟
أجابها وهو يتحرك ليفتح دولاب الملفات : هذا ما سوف نعرفه في مقابله الفحص المبدئي غدا
بعد برهه تحدث مرتفع قليلا : تبا، 'فريدة' !! .. هل قمتِ بتغيير الشفرة قمتِ مرة أخرى؟!
فريدة : اووه د. بن .. لقد نسيت ان اخبرك تماما
تن*د بن بقله حيله : وما هو الرمز هذه المرة ؟
فريدة : 9074
بن : هذه المرة الثالثة التي تغيري بها الرمز السري خلال الشهر 'فريدة' .. ماذا دهاكِ؟
أجابته بلا إهتمام : لا شيء، ولكني لا أثق بالسكرتيرة الجديدة
هز رأسه بقلة حيلة : 'فريدة' انتِ تفعلين ذلك دائما .. ولكن تغيريها بالأكثر مرتين كل شهر؟
فريدة : هذا للأمان صدقني، لا اريد ان يتكرر ما حدث معنا سابقا
اومأ لها متذكرا سرقت احد ملفات المرضي، والذي رفع دعوه عليهم انتهت بدفع غرامه خياليه للمريض .. ثم قال : ماذا لدينا اليوم؟؟
مطت فريدة شفتيها : حسنا، لا توجد محاضرات اليوم في الجامعة .. كشف الحالات امامك .. سأذهب الان لمتابعة قرأت ملف 'جاستن'، واستخراج ملفه القديم من الارشيف.
بن : جيد .. اكملي قرأه الملف واطلعيني علي ملاحظاتك بعد استراحة الغداء .. ولا تنسي ان ترسلي لي القهوه.
تابع أثرها حتى اختفت من امامه ، ثم تن*د بقوة .. لا يعلم كيف ستكون حياته بدونها ، فهي نوعا ما قد انقذت حياته من ظلاما شارف علي ابتلاعه .. تلك الفتاة ذو الخامسة والعشرون من عمرها ، وبالرغم من هذا ، كل من يراها يعطيها عمر فتاه مراهقة لم تبلغ السابعة عشر!! .. ومع ذلك تتمتع بشخصيه قويه، تلفت انتباه الحضور لها ، وتجبر الجميع علي احترامها .. من يراها للوهلة الاولى ينخدع بجمالها وطالتها الرقيقة ، ولكن حينما يتعامل معاها يصدم بالحزم والقوه ، وعدم تساهلها في الاخطاء ، وما تمتلكه من ذكاء مميزد كدهاء ثعلب!!
درست علم النفس بمصر وحصلت علي درجه الامتياز، ولذلك تم ترشيحها للسفر ﻹستكمال دراستها بالخارج في جامعة (سان فرانسسكو بولاية كاليفورنيا) .. بعد مده الدراسة -التي استمرت سنتين- حصلت خلالهم علي درجه الدكتوراه وتخصصت في علم النفس الجنائي .
أُعجب بذكائها 'بن ويلسون' ، والذي كان استاذها في هذا القسم .. رأى بها ابنته التي قتلت علي ايدي احد المجرمين بسبب طبيعه عمله مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ، ومساعدتهم في التعامل مع المجرمين وكشف واستخلاص الحقائق منهم .. لكن عندما دخلت حياته فريدة، نوعا ما قد تبددت احزانه وعادت له روحه المحبة للحياة من جديد.
ولذلك ، وقبل إنتهاء فتره دراستها ، عرض عليها العمل كمساعده له في حل القضايا ، وايضا في مركز الاستشارات النفسية الخاص به .. فوافقت ، وبغضون سنه اصبحت مشهوره في مجالها ، ومسؤوله عن عمل المركز .. ساعدت في كشف عدد كبير من المجرمين مدعين المرض العقلي، للتهرب من المسائله القانونية .. فكل من يعمل معها يشهد بكفاءيتها، وقدرتها علي كشف الكذب والمراوغة، وكيفيه التعامل مع المجرمين ..
كانت تعلم ان مهنتها خطره، وقد تخلق لها الاعداء ، وذلك ما نبهاها له 'بن' قبل قبولها للعمل معه ، وانه شخصيا تعرض لمحاولات عديده للاغتيال ومازال يتلقى التهديدات باستمرار .. ولكنها أصرت .. لان ذلك كان حلمها منذ دخولها لهذا المجال.
الي هنا ، وكل شيء كان طبيعي .. ولم تعرف بعد، ان تلك القضية التي استلمتها ستفتح عليها ابواب الجحيم !!
● ● ●
جلس وسط طاول مهولة، يلتف حولها العديد من الاشخاص ذوي الطالة المهيبة .. جلسوا يستمعون لذلك الرجل الكبير بالسن، ولكن ملامحه قاسيه رغم وسامته .. والذي يترأس الطاولة.. انه الكابو دي كابي .
تحدث الكابو "روبرت" بصوتا جامد : من المؤكد ان جميعا يعلم بخبر القبض علي جاستن لوك.
اجابه احد الجالسين : نعم ، الخبر يملئ الاعلام .. ولكن جماعه ال FBI متكتمه علي تفاصيل القضية.
اكمل "روبرت" مسترسلا : جاستن قتل زوجته لأسباب نجهلها ثم مَثَّلَ بجثتها .. ومن قبل ذلك استمر في تعذيبها لقرابه شهرا كامل .. ولا احدا يعلم السبب .. ثم ذهب وقدم نفسه للعداله واعترف بقتلها .. الي هذه النقطه لا توجد مشكله لدينا .. لنقل ان الرجل قتل زوجته ثم شعر بالذنب فسلم نفسه للشرطه واعترف بجريمته .. ولكن ما يشكل خطرا حقيقيا علي جماعتنا هو ، بما انه اعترف بجريمة قتل زوجته بمثل تلك الطريقه -والتي كان من الواضح للجميع حبه الشديد لها ، اضافه الي الحاله التي اصبح عليها الان من شبه جنون- فلا نستطيع توقع ما قد يفعله بين ايادي الشرطه الان .. الرجل فقد عقله ومن الممكن في الي وقت ان يهرتل بأي احاديثا عنا .. وخصوصا والشرطه كانت تتعقبه لسنوات وتنتظر سقوطه .. فأمامنا خياران الان .. الاول اخراجه من هذه الورطه بأسرع وقت لنفصل بأمره لاحقا .. والثاني تصفيته .. اعلم ان جاستن فردا من العائلة وصديقا جيد للجميع واولهم انا .. ولكن تلك هي قوانين عائلتنا ، لا رحمه ولا تهاون فيها .. إليكم الخيار الان .
أول مَنّْ أجابه كان أدهم بنبرة حازمة : انا ضد تصفيته خصوصا في الوقت الراهن .. فكما تقول الشرطه كانت تتعقبه لسنوات ، مما يعني انهم علي علم بإتصاله ببعضنا .. واغلبنا معرفون لدي الشرطه ولديهم مشاكل معهم .. فإن قمنا بتصفيته ، سيلفت ذلك انظارهم تجاهنا ، وسنفتح ابواب نحن بغنى عنها.
اومأ روبرت بشبه إقتناع ولكن وجب مشاركه البقيه الرأي : من منكم يؤيده ؟
رفع الجميع يده كإشارة علي تأييدهم ، فأردف روبرت مستكملا : جيد .. الان افتحوا الملفات التي امامكم .. تحتوي علي كافه تفاصيل القضيه .. اصعب نقطه في القضيه هو الدكتور النفسي الجنائي الذي سوف يطلع علي القضيه .. ومن خلاله سوف يُـدَان جاستين ام لا.
استفسر احد الجالسين : يعني هذا انه المفتاح ؟؟
روبرت : نعم .. ولكن تصحيح هي فتاه وليست رجل .. وهي فتاه في شده الذكاء .. بالاضافه الي ان مَنّْ يساندها هو استاذها ورئيسها في العمل ، وهو اخطر منها ، واعتقد انكم تعريفنهم هو "بن ويلسون" .. ماذا تقترحون ان نفعل ؟؟
اجابه احدهم : بن ويلسون موضوع علي قائمه التصفيات الخاصه بي ، وقريبا سيلحق بالجحيم .. فما المشكله ان نحقهما معا حتي يؤنسا بعضهم البعض؟؟
احتدت عيني أدهم بعد ان فتح الملف وسقطت عينيه عليها وتعرف اليها : انا ساتولي امرها ، حذاري من احد التدخل .. قال ذلك بنبره تشبه فحيح الافعي .
نظر الجميع بإرتباك وتوجس ﻷدهم نادر ما تظهر علي تلك الوجوه المرعبة كأصحابها .. وبعد لحظه ، تبدلت تلك النظرة بأخرى مستمتعه ؛ فظنوا ان ادهم يريدها لنفسه.
سأله أحدهم : و بن ماذا نفعل معه ؟؟
اجاب بلامبالاة : افعلوا ما يحلوا لكم ، لا شأن لي به.
عم الصمت للحظات داخل القاعة ، قبل ان يعلن الكابو قراره : لك ما شئت ادهم .. انا اثق بك .
● ● ●
انتهي الاجتماع وهو مازال يمسك بصورتها، وكأنه وقع أخيرًا علي كنزه الضال .. عينيه تبرق ببريقًا غامض مرعب ويتذكر منذ سنتان عندما رآها ...
كانت تدلف من إحدى المقاهي ممسكه بكوبا من القهوة ، تسرع في خطواتها ، وكأنها تريد اللحاق بموعد هام .. وفجاه اصطدمت به واسقطت كوب القهوه علي قميصه بينما لايزال ساخنا .
للحظه تيبست في مكانها تكتم انفاسها ، وتضع يديها علي فمها لا تعرف ماذا تفعل .. اما هو فأنتفض من جراء سخونة القهوة التي لطخت قميصه ولاسعت جلده ، يحاول ابعاد القميص عن جسده قدر الامكان .. فرفع نظره إليها بغضب ينوي ايذائها ، ولكنها نوعا ما ألجمته حينما تكلمت وقالت بعفويه بدون قصد : اسفه لم اقصد!
كان لوقع العربية المصرية من بين شفتيها آثرا آسر .. ليس لكونها مصرية ، فهو لا يكترث بشأن الجنسية منذ ان عدَّ نفسه مواطن امريكي .. ولكن ان تص*ر تلك اللهجة عن جمالًا أخاذًا يشبه الملاك ، فهذا ما يستحق ان يتوقف المرء عنده .
قالت بعد ان استدركت انها تحدثت بالإنجليزية لتبدلها بأخرى إنجليزية : آسفه بشده سيدي، سامحني!
للمرة الثانية لا يستطيع الرد .. فقط عندما قالت "سيدي" .. تخيلها لوهله بوضعا آخر، خاضعته وملكه ، خاصته .. لذلك تنحنح وقال بالمصرية ، وبنبرة عذبه تفاجئ انه يملكها : لا تهتمي، لم يحدث شئ
هتفت فريدة في بدهشه : أأنت مصري؟!
فأبتسم لها إبتسامه ساحره : مصري مثلك!!
تن*دت فريدة براحه وهي تقول بحبور : فرصه سعيده سيدي ، واسفه مره اخري ، هل اساعدك في شئ ؟؟ لقد افسدت عليك يومك .
أجابها بنبره واثقه : ادهم .. إسمي ادهم ا***ذلي ، ولا يوجد داعي للاسف .. واليوم لم يفسد ، بل بالع** يا ..
توترت ملامحها ، لذلك قللت بنبرة عملية : جيد ، عن اذنك استاذ ادهم .. انا مضطره للذهاب ، لقد تاخرت.
ادهم يلحق بها وهي تهم بالذهاب : انتظري، اولا من العيب ان تذهبي وتتركيني قبل انهاء كلامي .. ثانيا لقد عرفتك بإسمي ، فمن الذوق ان تعرفي عن نفسك بالمثل .. ثالثا تلك ليست اخلاق المصريين في الغربه ابدا !!
أُلجمت عن الحديث ؛ فالنبرة التي كان حدثها بها تتأرجح بين الحده الي المزاح ، فجعلت ذهنها مشوش .. بعد ان سكتت برهه تنظر إليه، فهي للتو لاحظت وسامته واناقته .. اما هو فكانت ملامحه مستمتعة بشده مما يراه ، وقد ادرك انها اعجبت به مثلما فعل.
إلى ان انتبهت هي علي نفسها ووبخت نفسها بشده ، فبعمرها لم تعجب برجل وتتأمله بهذا الشكل ، لذلك استطردت تتحدث بنبره غاضبة من نفسها اكثر منه : انت هكذا تعطلني وانا هنا لست من اجل التعارف والتساير مع احد .. وليس من حقك ان تعترض طريقي وتوقفني بهذا الشكل .. وابتعد عني الان بدلا من ان تصير هناك مشكله!!
لماذا نصادف آلاف الاشخاص
لكننا لا نلتفت الا لشخصا واحد!!
-غيوم ميسو-
•¤•¤•¤•
لم تنتظر اجابته وانطلقت من امامه كالصاروخ ، اما هو فظل واقفا مكانه لبرهه ينظر بدهشه، كيف لفتاه صغيره مثلها ان تتحدث معه هكذا، ثم انفجر بعدها فالضحك بشده، لأنه ارادها لنفسه خاضعة، عن اي خاضعة يتحدث، فهي كانت تلقنه درسا منذ قليل !!
ابتسم ابتسامه لعينة وهو يتمتم لنفسه "الان فقط عرفت اني كنت اخدع نفسي كل هذه السنين التي مضت بخضوع مزيف ليس له طعم .. لم اجرب بعمري لذه الترويض!!"
التفت حوله فلم يجد لها اثر .. كان يريد ان يعرف مَنّْ هي، كان يريدها له، يريد ترويضها، تلك القطه الشرسة المشاغبة .. فقد اثاره غضبها وجموحها .. اراد ان يحظي بمتعة ترويضها وإخضاعها له .. لكن لم يجدها.
ولمده كان يذهب الي هذا المكان بشكلٍ دائم، علي امل ان يصادفها مره اخري .. ولكن، هل تحدث الصدفة مرتان؟! .. لم يعرف بأنها قد غيرت سكنها وانتقلت لمنطقه تبعد عن ذلك المكان ، فلم يعد بإستطاعتها ان تمر علي المقهى كل صباح مثل كانت تفعل.
ولسببًا ما استحوذت علي جزء كبير من تفكيره ووقته ، فلم يستطيع تجاهلها ، مما زاد من عنفه في ممارساته الس***ة مع خاضعاته .. كأنه يريد ان ينتقم منها عن طريق إيلامهن .. كان يتمادى في كل جلسه، يريد من خاضعته التمرد ورفض العقاب .. ولكن ذلك لم يحدث مره واحده !! ؛ فكن يستمتعن بالعقاب مهما كان مبالغ ، تلك هي طبيعتهن .. تلك هي رغبتهن .. مما جعل منه شيطان لا يستطيع السيطرة علي نفسه الا بصعوبة .
التفت عائدا الي مكان سيارته ، متجها للمقر الرئيسي لمجموعه شركاته ، وطوال الطريق ملامحه تتغير من الغضب، للابتسام، للغموض .. ظل علي هذا الحال كلما تذكر انه وبعد سنتان وجدها !! .. هي الان بين يده .. يقبض علي ملف يحتوي كل شيئا عنها منذ ميلادها ، والاهم من ذلك يحتوي اسمها .. 'فريدة' .. نعم ، هي فريده .. فقد بحث عن من تشبهها بروحها الثائرة المتمردة طوال السنتان ، ولم يجد !!
بعد سنتان يعرف اسمها .. كاد يجن وهو يحاول إيجاد تفسير لتلك الصدفة اللعينة، التي قلبت عقله وآرقت عليه حياته .. انتهي كل تعبه ، هو الان علي بعد خطوه منها .. قد اصبحت له ، ملكه حرفيا .. وقريبا ستصبح خاضعته !!
رفع هاتفه واجري مكالمه قال فيها بلهجة إنجليزية بنبرة حاده كالسيف : "فريده المهدي .. اريد ان اعرف اين هي الان وماذا تفعل ؟؟"
● ● ●
مركز د. ويلسون
وقت إستراحه الغداء .. قامت فريدة من مكانها متجهه الي مكتب 'بن' ، وعندما لمحها قال بملامح متعبه مقاطعا ﻷي احاديث عمل قد تص*ر عنها : فريده ارجوكِ، قولت بعد الاستراحه .. اريد ان اتناول الغداء وبعد ذلك سنتحدث في كافه التفاصيل!!
رفعت فريدة كلتا يديها مهدئه إياه : حسنا حسنا 'بن' ، ماذا تريد ان تأكل ؟
ضيق عينه باستغراب : أأنتي ذاهبه بنفسك؟
فريده : نعم بن ، فأريد ان أترجل قليلا ، قدماي يؤلماني من الجلوس .
بن : اريد شطيره التونة المعتادة مع السلطة الخضراء ، ولا تتأخري !
فريده : حسنا
انطلقت فريده ذاهبه الي المطعم القريب من المركز .. وبعد ان اعطت طلبها ، جلست تنتظر انتهائه .. بعد قليل نداء رقم الطلب فنهضت لتأخذه .. وعندما انتهت عائده ، اصطدمت بشخصا صلب كالحجر، تسبب في اختلال توازنها وسقوط الطعام منها .. وليس ذلك فقط، بل وسقوطها هي ايضا !!
وقبل ان يلامس جسدها الارض ، احست بيدين يطوقان خصرها ويجذبها للاعتدال ، لتقف وتستند علي ص*ره الصلب مره اخره .. كل ذلك تم في ثواني معدودة .. وعندما استعادت توازنها وادركت ما حدث ، وانه مازال يمسك بخصرها ويجذبها اليه .. ابتعدت عنه بسرعه رافعه عيناها بغضب تام !!
وما ان ارادت التحدث حتي ألجمتها تلك العينان وتذكرته تلك الملامح علي الفور .. وكيف لا تفعل، وقد آرقت مضجعها لليالاٍ .. ولكن ما زاد من صدمتها عندما تحدث بآسفا مصطنعا : اعتذر ، لم اقصد .. انتِ بخير؟
قال ذلك بينما يجذبها من ذراعها مستكملا : تعالي من فضلك ، استريحي الي ان اطلب لكي طلب طعاما اخر .
حينها استعادت فريدة صوتها وقالت بنفي : لا، شكرا .. لا يوجد داعي ، واسفك مقبول .
وللمرة الثانية تريد ان ترحل رغم ارادته، لذلك ودون ان يدرك امسك بمعصمها وهو يضغط عليه قليلا .. قائلا بنبره جاهد لجعلها هادئة : سيدتي ، اذا سمحتِ اعطيني فرصه اعوض بها ما فعلته .. فانا هكذا اكون قد اضعت عليكِ قهوه و*داء !! .. لن يحدث شيئا اذا جلستِ دقائق الي ان ينتهي طلبك .. لا تخافِ فانا لن أؤذيكِ !!
طوال حديثه وفريده تفكر في شيئا واحد فقط .. كيف آتته الجرأه وآمسك معصمها .. ولكن بعد ان سمعت اخر جزء من حديثه ابتسمت بخفوت وقررت التغاضي عن فعلته ، خصوصا وانه قد ازال يده ، بعد ان رآي في عينيها شيئا من الاقتناع واللين.
وهنا حدث ادهم نفسه "لو تمت اول خطوة بنجاح وقدرت اخليها تثق فيا ، الباقي هايبقا امره سهل"
اقتربت فريدة من الطاولة لتجلس بينما توجه هو ﻹجراء طلبا اخر لها ، ثم عاد اليها : آسف اذا اعتقدتِ اني اتطفل عليكِ .
فريدة وقد قررت تلقينه درسا لسبب هي تجهله ، ولكن لنقل انه غرور الأنثى: اولا انا لا اعتقد شيئا كهذا ، ولن تستطيع ازعاجي .. ثانيا من الواضح انك مصري فكيف عرفت انني ايضا مصريه؟؟ .. ثم ما هي قصه القهوه ؟؟ فطلبي لم يكن به قهوه ، واظن انك انتبهت لذلك .
فهم أدهم ما ترمي اليه .. فهي تريد ان تخبره بأنه لم يلفت انتباهها من الاساس .. حسنا ، ذلك قد نال من رجولته ، وبشده !! .. خصوصا لشخص في وضعه ومكانته .. كيف لها ألا تدري من هو ؟! اي جاهلا هي؟! .. واضح انه سيستمتع كثيرا بترويضها و**ر كبريائها ، مغرورة !!
تكلم بلامبالاة مقلدا اياها وبرود يتقنه: اولا شكرا علي حسن ظنك بي .. ثانيا هيئتك .. لست ادري لمَّ شعرت انكِ مصريه ، فانا تكلمت بعفويه ليس اكتر ، ومن الواضح ان حدسي قد اصاب .. ثالثا احقا لم تطلبي القهوه؟!
قالها وهو يدعي البراءه التي لم تصدقها فريدة ، فهي بارعة في قراءه البشر، هذه مهنتها .. عندما انتهي من حديثه كان قد صادف ذلك مجيء النادل بالقهوة ، فوضعها وذهب وسط اندهاش فريدة ، فحمد ادهم الله فسره ﻷنه قد طلب لنفسه تلك القهوة ، ولكن جاءت لتنقذه الان من أعين جهاز كشف الكذب الذي يجلس امامه !!
قال بلطفا مصطنع : طلبتها ساده ، لاني لم اكن اعلم كيف تفضلينها .
ادهم وهو قد قرأ الندم في أعينها وتيقن بأنه نجح في **ر حاجز من حواجزها .. فراح يعرف نفسه من جديد: 'ادهم ا***ذلي'.
إبتسمت كتعويض عن سوء ظنها : 'فريدة المهدي' .
ادهم : منذ متى وانتِ هنا؟
فريده : منذ ثلاثة سنوات، وانت؟
ادهم وهو يتنفس براحه فاخيرا تتجاوب معه : امم تقريبا 10 سنوات وربما اكثر
فريده وقد جذب انتباهها : اها علي هذا انت مستقر هنا ؟؟
ادهم : لقد أسست عملي هنا ولا استطيع تركه
فريده وقد انتباها الفضول : وماذا تعمل؟
ادهم : أدير مجموعه شركات ASI .. تستطيعي القول بأني اعمل بشتى المجالات.
فريده : اتذكر هذا الاسم فانا سمعت عنها من قبل .. لحظه ما اسمك مره اخري ؟
ادهم وهو يكاد ينفجر من الغرور لأنها اخيرا قد تعرفت اليه: تنسين سريعا .. ادهم ا***ذلي
فريده بدهشه: أأنت الاقتصادي الاشهر في كاليفورنيا؟
ادهم بنبره متعجرفة : أيوه
فريده مغيره لدفه الحديث، فلم تفتها نبره غروره تلك، وخمن ماذا؟؟ .. هي لن تغذيها ابدا : لماذا تأخر الطلب؟
اندهش مما قالته ، وزم شفتيه يحاول كبح غيظه .. فهي بالفعل ليست سهله : سوف اتفقده واعود !
فريده وهي تنظر لساعه يدها : لا عليك فانا يجب ان اذهب ، لقد تاخرت .
قال علي الفور: حسنا، هيا بنا سأوصلك
رمقته بنظرة إرتياب من السلاسه التي يحدثها بها وكأنها حبيبته منذ سنوات ، فقالت بجمود : لا داعي فمقر عملي قريب.
تحدث بطبيعته الس***ة : أين؟
كادت ان تجيبه، ولكنها تعجبت حقا من سؤاله ، لذلك اجابته بعد برهه : ولماذا تريد ان تعرف؟
بُهت ادهم من سؤالها وعندها تدارك انه قد تسرع معها قليلا .. فاردف بعدم اهتمام ظاهري : كما تريدين
أحست بانه قد تسببت بإحراجه ، فتن*دت وقالت في محاوله لإصلاح الموقف : هناك .. ثم اشارت الي المبني القابع علي الطرف المقابل للمطعم .
ادهم وهو يبتسم في سره علي نجاح خطته .. ثم عقد جبينه باستغراب مصطنع: هذا مركز للعلاج النفسي .. ماذا تفعلين هناك؟
منعت نفسها بصعوبة من إطلاق سخرية لاذعة ثم اجابته بنبرة عملية : معالجة نفسيه
ابتسم بمكر: اها جيد .. كنت اريد استشاره نفسيه ولم اكن اعلم بطبيب جيد .. فهلا تساعديني؟
فريده بشك في نواياه : بالطبع نحن في خدمتك انا والفريق الطبي كله .. والان اعذرني فقد تاخرت 5 دقائق عن الاستراحة!!
ادهم وهو يبتسم في إعجاب بدهاءها متمتم لنفسه : أراكِ قريبًا .. قطتي!
● ● ●
#يتبع