هناك خطًا فارق يفصل بين الهدوء والإعصار
رجاءًا.. لا ترقص فوقه بعبث!!
•¤•¤•¤•
ذهبت تاركه اياه يقف مثل المرة السابقة لا يستطيع تحريك عينيه عنها ، يتابعها حتي دخلت مبني المركز ، ويتمتم في داخله "الي لقاء قريب قطتي"
دخلت فريده مكتب بن وهي مشوشه الذهن بعد لقاءه ، تعترف بانها قد شعرت بأحاسيس غريبه لم تعهدها من قبل .. تلك الهالة التي تحيط به تجعلها حقا مشوشه المشاعر والذهن .. فمنذ مده طويله لم يستطع احد ان يجعلها في موضع توتر مثل اليوم ، وذلك فقط غريبا!!
ظلت علي حالتها تلك ولم تنتبه لنفسها، انها قد دخلت مكتب 'بن' منذ دقائق .. اما هو فكان قلقا عليها .. إستراحه الغداء قد انتهت ولم تعد، بل وتأخرت 10 دقائق عن الاستراحة !! .. وهاهي الان تقف امامه ولا تنظر اليه، ومن الواضح شرودها ، فأي امر يجعلها كذلك ؟! .
تحدث بن منبها إياها : 'فريدة'!!
فريدة وقد تنبهت حواسها دفعه واحد : نعم د. 'بن'
تساءل بقلق : ماذا حدث معك بحق الجحيم؟
هزت رأسها بنفي : لا شيء 'بن' .. لا شيء!!
ضم بن يديه وهو بالكاد يستطيع تمالك اعصابه، فهي كأبنته ، يخشي ان يحدث لها شيئا : اين عقلك 'فريده'! .. واين ذهبتي كل هذا الوقت بل وعدتي متأخرة 10 دقائق، وذهنك مشوش ايضا؟! .. ماذا حدث تكلمي ؟
تحدث بهدوء اكتسبته من مهنتها : لم يحدث شيء 'بن' .. كل ما حدث ان هناك شخصا تسبب بسقوطي وسقوط الطعام .. ولذلك فقط انا متوتره .
ضيق عينه بشك، فهو اكثر شخصا يعرفها، حتي لو ادعت الهدوء : حسنا 'فريدة' .. سأصدقكِ الان، ولنا كلاما آخر لاحقا .. اما الان ، فهيا اطلعيني علي تفاصيل القضية! .
تنحنحت فريدة وقد استعادت صفاء ذهنها : الم يلفت انتباهك شيئا غريبا في تاريخ 'جاستن' معك اثناء العلاج د. بن ؟
بن وقد فهم انها تلعب لعبتها المعتادة "خمن" ، وهو حقا لا يطيق هذه اللعبة ابدا : فريدة تكلمي مباشرة، فلست في مزاجا جيد للعب ، لقد افسدتي مزاجي بقلقي عليكِ ، هيا تحدثي!!
دحرجت عينها من ضيقه ثم قالت بسلاسة : حسنا 'بن'، السؤال بطريقه اخري .. ما هي الافكار التي جاء يشتكي منها ومن شده إلحاحها عليه قبل العلاج ؟
اجابها وهو يتذكر : افكار وافعال قهرية للتنظيم والترتيب والنظافة.
سألته مرة أخرى : اذا لم يشتكي ابدا من افكار شك في من حوله، او حتي زوجته ؟
بن وقد فهم ما ترمي اليه : تقصدين ان 'جاستن'..؟؟
قاطعته فريدة مؤكدة بثقة كبيرة: اجل .. بنسبه كبيره قتل زوجته عن عمد!!
••••
في مكانا اخر يجلس ادهم علي كرسيه في مكتب اقل ما يقال عليه انه قطعه من قصر تاريخي .. يجلس مقابل له صديقه "عادل" ، والذي قد مَلّ من الجلوس امامه صامتا طوال هذا الوقت .. فادهم كان يمسك بملفها وينظر لصورتها فيه بتعمق وشرود ، الا ان "عادل" قد طفح به الملل ووصل الي اقصي درجاته .. أحقا يأتي به من بيته، ويجعله يترك عاهرته، ولا يكمل مضاجعتها ليجلس امامه هكذا؟؟
عادل بصوت يشبه الصراخ : 'ادهم' !!
التفت أدهم علي صراخه وقال بإنزعاج : ألم اقل لك قبل سابق الا ترفع صوتك في وجهي هكذا !! .. اتريد ان اعيد ترتيب وجهك مره اخري ؟!
كتم عادل غيظه ثم قال : اعتذر ولكنك شارد من زمن .. ومن المفترض انك جلبتني في امرا هام .. وها انت لم ..
قاطعه ادهم : ماذا فعلت فيما طلبته منك؟
عادل : لقد ذهب بنفسي للمحامي الخاص بـ 'جاستن' ، والان يكون قد قدم الطلب.
ادهم : جيد
عادل : يوجد شيئا لم افهمه .. لما تريد الاحتفاظ بتلك الفتاة حيه؟؟ .. فذلك يشكل خطرا علي القضية .. لا تقل لي انك ستستخدم وسامتك في اقناعها بالعمل معنا!!
ادهم : لا، لن تعمل معنا .. هي لن توافق ، ليست من هذا النوع .. يبدو تماما مثل استاذها، وربما ان تكون ألعن!!
تساءل عادل في حيره : اذا ماذا سيحدث؟ .. فالكابو قدم فهم انك ستقنعها وليس ستحتفظ بها .. صحيح انه يثق بك ويعطيك مساحه للتصرف بحريه اكثر من غيرك ، ولكن هذه القضية تهدد جماعتنا ادهم .. فكل ما كان يريده ان نقتلها هي وذلك اللعين 'بن' ، فهما من يتوليان القضية، وبالتالي سيتم تحويل القضية لمكتب من مكاتبنا ، فمكتب 'بن' هو الوحيد الذي لا يعمل تحت رايتنا .
اردف ادهم بإقتضاب: افهم ذلك تماما .. وهذا ما انوي فعله
زم عادل شفتيه في ضيق من تكتمه: كيف وانت لن تقتلها ؟! .. فان بقيت حيه فتصبح هي المسئولة عن القضية، وسنعود عندها لنفس النقطة مره اخري!!
ادهم : لن يحدث ذلك .. ثق بي
اومأ له عادل ثم تذكر شيئا فقال بعجاله: لقد قال لي المحامي شيئا في غايه الأهمية .. قال انه بعد تقديم هذا الطلب، ستصبح فريدة هي من يتولى امر القضية، وسيتم استبعاد 'بن' .. ومن المستحيل ان يتولها هو ولو كان اخر الاطباء الجنائيين .. اذا ، في هذه الحالة ليس من الضروري قتلها ولفت الانظار الينا اكثر .. فريده هي هدفنا الوحيد .
ادهم وقد فهم ما يلمح له : 'بن' هذا سوف يُقتل في كل الحالات .. ان لم نقتله نحن ، سيقتله 'براون' ، فكما سمعت هو يضعه علي قائمه التصفيات الخاصة به .. وللعلم، لو تركناه حي، سيزعجنا كثيرا ؛ ف 'فريدة' تكون تلميذته النجيبة .. لن يترك امرها يمر هكذا دون ضجه كبيره ، لذلك ليس من العقل تركه علي قيد الحياه .. و للمرة الاخيرة اقول لك 'فريدة' من شأني انا .. انا من سيتولى امرها وا****ة!!
رفع عادل كلتا يديه كنوع من إعلان السلام، بعدما فزع من غضبه الغير متوقع : حسنا، أهدئ أهدئ .. انا لم اقصد شيئا!!
ادهم : اذا كنت انتهيت، فانصرف .
عادل بذهول من فظاظته : حسنا .. ثم قال وهو يغمز بعينه : سأذهب لأكمل عملي الذي كنت بدأته
بعد ان انصرف عادل ، عاد ادهم للتحديق في صورتها مره اخري وقال بهمس : بقي القليل قطتي، وستصبحين بين يدي!!
••••
قاطعته فريدة مؤكدة بثقة كبيرة: اجل .. بنسبه كبيره قتل زوجته عن عمد!!
قضب بن جبينه بدهشة : وما ادراكِ ان الافكار لم تعد اليه هذه المرة، ولكن في شكل وساوس شك وريبه؟
ضيقت فريدة عينها بتركيز: اذا كان كذلك، لمَّ لم يعد اليك وانت معالجه الخاص ، وعلاقته جيده بك علي المستوي الشخصي علي ما اتذكر ؟
هز بن كتفيه : من الممكن انه خجل من الافصاح عنها، لأنها تخص زوجته!!
ضحكت فريدة وهي ترفع حاجبها بتعجب : يخجل؟! .. لقد افصح لك عن افكار اشد حساسيه من زوجته!! .. ثم الم تتذكر شيئا مهم في تاريخه .. لقد كان يعشق زوجته، وزوجته ايضا تعشقه، فكيف ومتي أتت افكار الشك؟! .. بالإضافة الي انه بالتأكيد كان يعرف عدم صحة هذه الافكار، فلمَّ لم يلجأ إليك لتخلصه منها، كما فعل سابقا؟!!
بن وهو مستمتع بالحديث معها وبطريقه تفكيرها: وماذا اذا كانت الافكار الوسواسية تأمره بقتلها، وليس مجرد الشك بها؟
إبتسمت فريدة بإتساع وهي مدركه انه يلعب معها ويختبر قدرتها: بربك 'بن' .. انت للتو جاوبت علي سؤالك!! .. كيف ينفذ فكره وسواسيه تأمره بقتل زوجته التي يعشقها وهو بعلم انها مجرد فكره وسواسيه اذا قاومها ستذهب؟؟ .. وانت بنفسك قد علمته كيفية مقاومه هذه الافكار خلال فتره علاجه والذي شفي منه ؟! .. وحتي لو كان هذا الاحتمال صحيح ، فذلك لن يعفيه من المسائلة القانونية، لأنه لا يعد مرضا عقليا ، فهو مستبصر بمرضه ، وهذا اهم شيء!!
بن وهو فخور بها وبذكائها .. نعم هذه ابنته حقا : احسنتي ابنتي ، هذا ما توقعته منك .. اذا متي الجلسة لننتهي من هذا ؟
عضت فريدة شفتها بإرتباك قبل ان تقول مصححه له: لأنتهي انا فقط من هذا ، وليس نحن!!
بن : لم افهم .. إلم ترمين؟
تن*دت وهي تزفر قائلة دفعه واحدة : مكتب ال FBI تحدث، وأخبرني ان المحامي الخاص ب 'جاستن' قد قدم طلب بتحويل 'جاستن' للفحص علي قواه العقلية .. لقد ادعى عدم مسؤوليته عن قتل زوجته ، لذلك س...
بن وهو يقاطعها : تضارب بالمصالح ، اعرف .. تبا، لقد توقعت هذا .. لقد تحولت لشاهد الان، وسيطلبون الملف الخاص به خلال فتره علاجه معي .. فمن المستحيل ان اتولي فحصه وكتابه تقرير بشان قواه العقليه ومسؤليته عن الجريمه .
هتفت فريدة مهدئه إياه : لا تنزعج 'بن' .. فيكفي انهم لم يقوموا بسحب القضية من مكتبك
اجابها بلهجة قاطعه : لا ، لن يفعلوا !!
فريدة وقد اثار فضولها : لماذا 'بن' ؟
تن*د بقوة : لا تشغلي بالك .. فقط احترسي علي نفسك جيدا، فهذه تعتبر اكبر قضية ستتولينها!!
فريدة ببعض الشك : لمَّ تقول ذلك وقد توليت قبلها من هو اصعب منها!!
بن : هذه مختلفة .. واظن انكِ ستعرفين ذلك بنفسك الفترة القادمة .. لا تقلقي سأخبرك بكل شيء لاحقا.
فريده : حسنا .. اهناك شيئا آخر، فانا سأذهب الي مكان فحصه الان، ﻷلقي نظره علي ملاحظتهم عليه طيلة فتره حبسه، قبل ان اذهب الي الجلسة غدا؟
بن : لا، تستطيعين الذهاب الان.
فريدة : حسنا .. اراك غدا
••••
لاحقا، كانت فريده في طريقها للخارج، عندما رأته قادم اليها .. يسير بثقه وتروي وكأنه يملك العالم بأسره .. تيبست مكانها الي ان أتى ووقف امامها قائلا بإبتسامه مغوية : انا محظوظ لانني وصلت قبل ذهابك!!
زفرت فريدة بملل : ماذا تريد ؟
وضع يده بجيوبه وهو يتصنع الاندهاش: هل تعاملون المرضي بهذه الطريقه البارده ؟
فريدة : افهم من ذلك انك اتيت لاستشاره نفسيه ؟
اومأ له ببطء : نعم
اردفت حينها بابتسامه صفراء: جيد .. تستطيع الصعود وطلب تحديد موعد جلسة معي او مع د. بن ويلسون ، وسوف نتحدث وقتها في كل ما يزعجك .
(جلسة)!! .. هل قالت للتو انها ستقوم ب(جلسة) معه؟! .. حسنا، كم يرغب الان بأن يعطيها هو ال(جلسة) الحقيقة .. صر اسنانه وهو يحاول كبح غضبه قبل ان يحدث مالا يحمد عقباه : وماذا اذا اردت استشاره متعجله وضروريه حاليا والان؟؟
فهمت ما يريده لذلك قالت بنفس درجه البرود: ايضا تستطيع الصعود وطلب استشاره متعجله من د. بن ، لا اظن انه سيمانع ، لانني الان لدي موعد ضروري وانت تعطلني عنه!!
دنى ادهم منها بتحدي وهو يتحدث بأكثر نبره هادئة يمتلكها .. فقد ادرك عنادها، ولا مانع لديه في مسايرتها في هذا حتى يحصل على هدفه : ولكن انا اريد ان اتعامل معك انتِ وليس غيرك!!
صمت لثواني يتأمل بها ذهبيه عينها الثاقبة ثم اضاف بنبرة حانية يعلم جيدا انها ستجدي معها: انظري .. لقد ارتحت في الحديث معك وهذا صعب ان يحدث في العادي ، فقط ربع ساعه لن تضر ، فانا في حاجه ماسه للحديث مع احد الان!!
للمرة الثانية يتشوش ذهنها ، ووجدت نفسها تومئ له موافقة: حسنا .. لكن ربع ساعه فقط!!
إرتفع جانب فمه بإبتسامه إنتصار: اتفقنا
فريدة : اتبعني!!
ادهم وقاد عاد غضبه يشتعل ماذا قالت للتو "اتبعني" .. فهدر بحده: لا ..
التفتت فريده بعد ان كادت تمسك بمقبض المصعد لفتحه : ماذا؟!
جز على اسنانه: اريد ان استشق بعض الهواء ، ما رأيك ان نتحدث اثناء السير ؟؟
هزت فريدة كتفيها وقد راقت لها الفكرة : كما تريد
ارتخت كل اعصاب ادهم عندما سمع بتلك الكلمة منها "كما تريد" .. يبدو ان هنا امل منها.
تبعته فريد وهي تفكر فيما تفعله، هل هو صواب ام لا؟؟ .. لمَّ يتشوش ذهنها عندما تكون معه، ولا تستطيع تحديد ماهيته وشخصيته كما تفعل في العادة دون مجهود .. فذلك جزء لا يتجزء منها .
قاطع ادهم صمتها : انتِ قلقه مني ؟ اخشى انني اجبرك علي مصاحبتي؟!
اجابته بسخريه : لا ، لا تظن هذا
ارتخت جفونه قبل ان تصدمه بما اضافته بعدها بجدية صارمة : فلا احد يستطيع اجباري علي فعل شئ .. فان لم اكن اريد ان اكون معك الان، فلن اكون .
صمت ادهم وتوقف ينظر اليها مليا ، وراح يحدث نفسه .. " اي امرأه عنيدة انتي ، فانتي تثيريني بعندك ، تثيري غريزة الصياد بداخلي ، تجذبيني بطريقه غير عاديه ، تثيري رغبتي في اخضاعك، وفي امتلاكك ، في ترويضك .. ترويض ذلك الفرس الجامح الذي امامي .. اقسم انك ستحاسبين علي قولك ذلك لي!!"
فريده وهي مندهشه من توقفه ونظراته الموجهة لها والتي -ولأول مره لم تستطع تفسيرها- فهي نظرات غامضه مبهمة ولكنها حادة : انت بخير؟
ادهم وقد انتبه علي نفسه : بلى فقط تذكرت شيئا ، ليس مهم دعينا نكمل !!
فريده بطريقه عمليه : ها لقد اخبرتني عن عملك ولم تخبرني عنك ، ماذا عن اسرتك هل تقيم هي هنا ايضا ام في مصر؟
فهم انها تريد ان تمارس مهنتها عليه ولكن هذا افضل من لا شيء .. فاجابها بنبرة خالية من المشاعر: في مصر .. توفت والدتي وانا بالسابعة .. اما والدي فتزوج بعدها بسنتين .. قال انه تزوج من اجلي ، ﻷجل حاجتي لوجود ام ترعاني .. لكن سيدة المجتمع السيدة 'سمر' ، لم يكن لديها الوقت لرعاية طفل ذو 9 سنوات .. لكن اهم شئ في زواجه منها ، هي 'ريما' اختي هي كل حياتي، هي صغيرتي .. الان هي تدرس بألمانيا ومع الاسف لا اراها سوى بالاجازات الصيفية .. اما عني ، فانا بنيت كل ما انا به الان بنفسي .. لا لم ألج الى والدي سواء في تمويل، او نفوذ .. بدأت شغلي منذ لن كنت 16 سنة .. ولا تعتقد بذلك ان العلاقه بيننا سيئة .. بالع** ، العلاقة تحسنت الان كتيرا عما كانت وانا صغير ، انا الان ازوره وهو ايضا.
انتهي من الحديث والتفت لفريدة وجدها مأخوذة بكلامه ويبدو عليها التأثر والاعجاب بنجاحه ، فقال مباغتا لها : وماذا عنكِ انتِ؟
وضعت خصله قد ضربها الهواء خلف أذنه ثم وجدت نفسها تجيبه لا اراديا بإرتباك : ليس هناك الكثير ليروى .. أمم بابا قد توفى منذ ان كان عمري خمس سنوات ، والدتي بعدها اصبحت الام والاب لي انا واخي، والذي كان حديث الولاده حينها .. رفضت الزواج بعد والدي من اجل ان تتفرغ لرعايتنا .. ومن اجل هذا لم ارد ان اخيب ظنها بي ، جيئت هنا بمنحة تفوق .. والان كما ترى، اعمل في اكبر مركز للاستشارات النفسية والعلاج فالولاية.
ادهم : وعلي هذا هل تنوين الاستقرار هنا؟
فريده : الي الان نعم، بعد كل ما حققته من نجاحات هنا ، لا استطيع ترك كل ذلك والعوده لمصر بالرغم من ان هذا اشد ما اتمناه ، بالاضافه الي اني لن استطيع ترك د. بن بعد كل ماقدمه لي من مساعده ، فهو بالنسبه لي ابي وهو ايضا يعتبرني بمثابة ابنته ، لقد حماني كثيرا ووقف بجانبي ودعمني الي ان اصبحت ما انا عليه الان بفضله، لا استطيع تركه هكذا وارحل ، بينما يعتمد علي في كل صغيره وكبيره في العمل الان .
بتلك اللحظة تواترت بداخلها الافكار بشكل متضارب ومشتت .. انها من الافضل لها الرحيل، لانه في هذه اللحظه -ولسبب لا يعرفه- خشي عليها منه ومن ما سوف يحدث بالايام المقبلة" .. هي مرتبطة بذلك البن، والذي تعتبره ابا لها، كيف تفعل هذا وتقولها امامه ايضا بتبجح .. ايعقل ان يكونوا علي علاقه الDaddy Dom (الدادي دوم : هي نوع من انواع العلاقات الس***ة التي يتعامل احدى طرفاها على انه اب او راعى للطرف الاخر في مقابل ان يتخذ الطرف الاخر وضع طفولي مستمر)
نفض كل افكاره الماجنة عنها وقال : لقد انتهت الربع ساعه التي حددتيها لي .. وبما انك تحدثتي بها ، فيجب عليكي تعويضي بوقتا اخر ولكن ليس الان حرصا علي موعدك .. اين تريدني ان اوصلك؟
قالها و هو يفتح باب سيارته لها ، بعد ان تمشي معها لمكان السيارة
حاولت فريدة ان تجميع شتات نفسها، وتستوعب الطريقة التي يتحدث بها ، فهناك نبره مسيطره لفتت انتباهها في حديثه، فيجب ردعه الان : إلى المركز .. فهناك تركت سيارتي ، اما بخصوص الوقت الاخر فكما قولت لك حدد موعد مع سكرتيره المركز وانا انتظرك .
ادهم وقد انتبه لانها عادت لمعاملته برسمية ، صر علي اسنانه يحاول كبح غضبه : حسنا الان اصعدي حتي لا تتأخرين عن موعدك .
ركبت فريدة وهي تتجاهل طريقته في الحديث التي لم تروقها .
هناك خطًا فارق يفصل بين الهدوء والإعصار
رجاءًا.. لا ترقص فوقه بعبث!!
•°•°•°•
ظلت طوال الطريق شارده لا تنظر اليه، ترى انه من الخطأ السماح لشخصًا غريب الدخول الي حياتها بهذه الطريقة .. هذا ما تعلمته طوال فتره عملها مع بن، لقد تقرب منها الكثيرون بغرض استغلالها، لكونها مسئوله عن اكبر القضايا الجنائية في الولاية .. فمن هو حتى يتقرب منها بهذه الطريقة السهلة؟!
اما هو فكل ما كان يشغل باله، هي الخطوة القادمة، كيف سيتقرب منها وهي بغايه الصعوبة هكذا، تغلق في وجهه جميع الابواب .. التفت لها عندما وصل فوجدها على شرودها .. نزل من السيارة وفتح لها الباب ، فرمقته متعجبة ثم التفتت حولها وادركت انهم قد وصلوا، فنزلت دون ان تنطق بأي كلمه .. همت بفتح باب سيارتها الا انه وضع يده علي يدها ووصده مرة أخرى، رفعت عينها بضيق تنظر اليه ، فوجدته يبتسم بتحدي وإستمتاع:
-انت ما خبطك؟ ماذا تريد الآن؟
حدثها ادهم باستنكار:
-من المفترض أن تشكريني علي توصيلك؟؟ .. بدلا من أن تديري ظهرك وترحلي!!
عقدت فريدة ذراعيها امام ص*رها:
-اذا كان هناك أحد واجب عليه تقديم الشكر فهو أنت .. فأنا هنا مَن أعطيتك من وقتي!!
كتم غضبه من غرورها:
-آها، شكرًا سعادة الدكتور الماهرة .. ولكن على ما أذكر أنني ايضا قد اعطيتك من وقتي وسمعتك!!
-إلامّ تريد الوصول الآن؟؟
احمر وجهها من الغيظ ليبتسم أدهم بخفه مستفزاً اياها:
-يعجبني ذكائك .. أريد موعد آخر وليس فقط ربع ساعة، أريد التكلم براحتي دون تقييد للوقت!!
ردت بسخريه:
-وماذا ايضا ..ألاا تريد أن أذهب معك للعشاء او ما شابه أو أن نختصر الوقت ونذهب إلى بيتك ؟
جز أدهم على اسنان وإبتلع غضبه وهو يخفيه ببروده المعتاد:
-ألا ترين أنكٍ تبالغين في تقدير نفسك؟؟ .. لمَّ يذهب كل تفكيرك إلى أنني اريدك لي .. كل ما أريده هو الخصوصية؛ انا شخصية معروفة وإذا إلتقطت لي صورة أثناء دخولي إلى هذا المبني -ولو عن طريق الخطأ- سأكون حديث الساعة، وفي خلال دقائق ستنخفض أسهمي في البورصة وأخسر ملايين .. وبما أنكِ معالجة ماهرة، إلى جانب كونك مصرية الأصل مثلي، فلن يرتاب أحد في صداقتنا.
رفرفت فريدة بأهدابها بعدم تصديق وقد احترجت من حديثه وبدأت تفكر بنواياه ثم قالت وبرود تبتلع به حنقها:
-حسنا ، أنت وقح .. وبالنسبة لشخصية معروفة في مكانتك أعتقد أنه لابد أن تكون لبقًا ودقيق في ألفاظك اكثر، خصوصًا وأنت تتحدث مع سيدة!!
مطت شفتيها بعدم اكتراث بملامحه التي تشتاطت ، ثم إستطردت :
-لكن مع ذلك إستطعت إقناعي .. سأرى ماذا يمكن ان افعل، لكن أن استطيع ان أحدد ميعاد الآن، فكما ترى، انا مرتبطة بمواعيد عمل لا يمكن تأجيلها.
ركبت فريده سيارتها وانطلقت دون ان ترد بكلمه، فقط اكتفت بالإشارة ، وهذا ما زاد غيظه اتجاهها .. فهو طوال الوقت الذي قضاه معها يكبح غضبه حتي لا يؤذيها ويفسد كل شيء، بسبب غرورها .. سوف يحاسبها علي كل شئ لاحقا .. سيعرف كيف ي**ر غرورها وكبريائها ، سيتأكد من ذلك!!
اما هي فلم ترد، لأنها كانت تحبس انفاسها طوال حديثها معه ، لا تعلم لم تعامله هكذا وهي تشعر بالانجذاب له؟؟ .. حضور القوي وتأثيره الطاغي عليها، كل هذا يثيرها وبقوة!! .. الامر يشبه انها كلما شعرت بالانجذاب له وانها من المحتمل ان تعجب به ، تعامله بطريقه سيئة، عسي ان يفسد ذلك ما تشعر به!! .. يعني وسيلة دفاعية لحماية مشاعرها وقلبها بأمان!!
فتحت حقيبتها وأخرجت البطاقة الخاصة به وهي راحت تتأملها .. لم يكتب به سوى إسمه فقط، وعلى الجهة الأخرى أرقامه .. هكذا هو الرقي والعظمة، لا تحتاج لتعريف بألقاب أو أملاك .. فيكفي الاسم فقط!!
• • •
مكتب التحقيقات الفيدرالية
جلست فريدة أمام ذلك المكتب وبيدها ملف، تقرأ فيه بعنايه ما كتب من ملاحظات عن (جاستن)، منذ دخوله للمكان وحتي اليوم .
قالت بعد مدة متن*ده بإرهاق:
- هذا يعني انه أنكر قتله لها، وبالرغم من هدوء وجمود إنفعالاته فلم يظهر عليه حتي الحزن؟؟
المحقق انطوان:
- نعم .. فهو لا يتحدث سوى بكلمه واحده حينما يُوجه إليه أي سؤال "لم أقتلها" .. بالرغم من أنه هو مَن جاء واعترف علي نفسه بقتلها .. والآن عاد ليقول أن أحدهم قام بقتلها .. وينفي ذلك مرة أخرى، ويقول لا أعرف.
-
لقد قرأت هذا في الملف الذي أرسلتوه .. ولكن هدوئه هذا غريب .. ماذا فعل عندما إستثارتم غضبه تجاه الحادث؟؟
- لم يفعل شيئًا .. فقط الهدوء واللامبالاة والصمت .. لذلك هذه ستكون مهمتك غدًا .. استثارته للتحدث، ومعرفه كذبه من صدقه، وأيضًا معرفه صحة مرضه.
- الأمر ليس بهذه السهولة .. سنري غدًا ، الآن سأذهب .. أراك غدًا!!
- حسنًا .. نحن نعتمد عليكي في ذلك.
• • •
بعد خروجها من المكتب ترجلت للشارع وانطلقت بسيارتها .. طوال الطريق كانت تفكر في القضية وما عليها فعله غدًا .. فما تعلمه هي ولا يعمله أحد، سيقلب كل شيء .. نعم سيحل القضية بسهولة، ولكن توابعه لن تكون جيدة .. لمحه من الحزن احتلت وجهها عند تذكر ذلك، ودون سابق إنذار تحول تفكيرها لأدهم، وشردت به، بملامحه الآسره، وبما قد يريد منها .. هو يشوش ذهنها ولا تستطيع التفكير وهي بصحبته، فقط لا تعرف لماذا!!
وأثناء ذلك انتبهت لتلك السيارة التي تتبعها بانتظام كظلها، ولكن علي مسافه بعيدة إلى حدٍ ما .. قطبت ما بين حاجبيها، ثم انحرفت يمينًا بسرعة تنوي الفرار منها، فكل ما جاء في بالها أنه ثمل يريد التسلي قليلاً .. نظرت بعدها مره اخري في المرآة، فلم تجد السيارة خلفها، لذلك تن*دت براحة أن كل ذلك كان من نسج خيالها.
••••
فور أن دخلت الي شقتها، قفزت عليها من اللامكان كلبتها (بيري) .. كلبة من فصيلة (الجولدن)، لكنها مازالت جرو صغير .. ولكن أي جرو صغير بحجمها هي شخصيًا؟؟ .. قفزت عليها فجأه وتسببت في إيقاعها أرضًا، ثم انقضت علي فريدة تلعقها بشدة، وهي تهز في ذ*لها، وتثبت وجه فريدة بكلتا يديها، بحيث تستطيع لعقها جيدًا .. وكلما حاولت فريدة الفرار منها أو السيطرة علي حركاتها العشوائية، التي كلها عض خفيف ولعق، تزداد إصرارًا في إتمام مهمتها، وهي إغراق وجه فريده بالل**ب، وعض مقدمه أنفها وفمها، أو وجنتها، أو أي شيء تطوله منها خلال تلك المعركة .
حاولت فريدة النهوض من تحت هذه المجنونة وإلتقاط أنفاسها : هاي كفي .. آآه لمَّ تعضينني .. كفي لغق اغرقتيني .. ألا تملي أبدًا مما تفعلين؟؟
أخيرًا استطاعت النهوض، فحملتها وهي تقول: أمسكت بكِ .. أخبريني أشتقتي لي .. تعالي!!
أنكبت عليها بيري وهي تحاول الوصول لفمها الذي يتحرك أثناء الحديث .. أوقفتها فريدة موبخة إياها : هاي انا اعرف جيدًا ماذا تريدين أن تفعلي .. هيا وقت الإستحمام!!
سبقتها بيري إلى المرحاض لتتدخل تحت الماء بإنتظار فريدة أن تأتي وتفتح الماء لها.
توقفت فريده تنظر لها وتقول : 'بيري' حبيبتي الذكية .. ماذا كنت سأفعل لو لم تكوني معي؟؟
بعد إنتهاء فقرة الإستحمام، خرجت فريده تلف منشفة حول جسدها، وتحمل بين يديها بيري مبتلة تحت منشفة أخرى .. حينما أفلتتها في الارض تريد تجفيفها، انطلقت بيري تجري بمرح في كل ارجاء الغرفة وتجفف جسدها في كل شيء .. تصعد علي الفراش وتنشف نفسها، ثم تجري بسرعة مرة أخرى وتصعد علي الاريكة ولتجفف نفسها بها .. ظلت فريده تتابعها بسعادة من هذا الكائن المرح الذي يدخل السرور علي قلبها ويبدد وحدتها ، ثم ذهبت لإرتداء ملابسها.
بعد ذلك جلست امام المدفئة علي كرسيها الهزاز الذي أهداه إليها (بن) في عيد مولدها الأول بعد عملها معه .. كان يعلم انها تحب ان تقتني مقعد كهذا لوضعه أمام مدفئة شقتها .. لم تكن شقه بغاية الفخامة، بل كانت صغيرة، ولكنها أنيقة ، فكل ركنًا بها تم توضيبه علي أكمل وجه كما أرادت ان تحقق هذا يومًا.
ساعدها (بن) كثيرًا في شراء هذه الشقة، حيث سهل لها المبلغ اللازم لشرائها، وقام بتقسيطه من راتبها كل شهر، وفي خلال سنة انتهت من ثمنها، لأنه قد رفع راتبها للضعف بحكم كفاءتها، وهمتها في العمل معه .. وبذلك أصبحت تمتلك منزل خاص بها اخيرًا في تلك المدينة.
بعد أن تناولت عشاؤها، اتصلت بوالدتها وأخيها ككل يوم ، تحدثها عن طريق الإتصال المرئي (Video Call) لتتطمئن عليهما.
إبتسمت فريدة ما إن رأت والدتها على الجهة الأخرى :
- كيف حالك أمي وأين 'أحمد'؟؟
- بخير يا بنتي ، اخوكي دلوقتي في الجامعة .. ازيك انتي ، اتعشيتي ولا لسه؟؟
- انا بخير ، وتناولت عشائي أيضا .. أخبريني أنتي هل تناولت دوائك؟؟
- نعم .. فريدة..!!
زمت فريدة شفتيها وهي ترى ملامح والدتها التي تتخذ الحزن الان :
- ما بكِ حبيبتي؟؟
- متى ستعودين؟؟ سنة كاملة فريدة؟؟ .. سنة كاملة دون إجازة وانتِ بعيدة عني!! .. ألم تشتاقي إلى حضني ابدًا؟؟
عضت فريدة على شفتها :
- ماما ارجوكِ ليس كل يوم .. أخبرتك أن العمل لا يتوقف .. انظري .. لدي خبر سعيد من أجلك، سوف آخذ اجازه الشهر القادم .. ما رأيك؟؟
امها :
- حقا فريدة؟؟ .. اجازه فقط، ألنتعود دائما؟؟ .. كفاكي غربه إبنتي!!
لمعت الدموع في عيني فريدة ولم تعد تتحمل سماع المزيد من هذا :
- ماذا أفعل؟؟.. هذا حلمي ماما وانتِ تعرفين هذا جيدا!! .. لماذا تستمري بنفس الطلب طوال الوقت؟!
راحت والدتها تبكي :
- اعرف فريدة ولكني قلقه عليكِ .. لقد حلمت بكِ أمس .. حلمت انكِ وقعتي في بير عميق وانتِ بعيده عني ولم أستطع مساعدتك .. انا خائفة عليكِ ابنتي!!
تمالكت نفسها حتى لا تبكي:
- هذا للأنك قلقه علىّ، وانا فعلا بعيده! .. ماما هذا الحلم يعبر عن مخاوك لا داعي للقلق .. انا عما قريب سأكون عندك .. سلمي علي 'احمد' كثيرا ، انا اسفه حان موعد نومي سأهاتفك مرة أخرى صباحا!!
امها : ،تصبحي علي خير .. وانتبهي لنفسك!!
فريده : مع السلامة ماما!!
ثم اغلقت الهاتف وجلست تبكي تسمح لدموعها ان تحررت، فقد تعبت حقا .. تعبت ، واصبحت هذه المكالمة تمثل عبئا كبيرا عليها .. والدتها لا تستطيع فقط ان تفهم انها اخيرا حققت حلمها ولا تستطيع تركه والعودة ، بالرغم من ان هذا هو اكثر شيء تريده .. سقطت بعدها في نوما سريعا.
دون ان تدري بان هناك من يراقبها من خلال شاشه اللاب توب الخاص به، ويبتسم بمليء فمه علي بساطة حياتها، وانها ليست بهذه القوه التي تدعيها امامه .. ثم تذكر ما اغضبه ، فمنذ ساعه ونصف كان بمكتبه عندما وجد احد رجاله المكلف بمراقبة وحماية فريدة ، يهاتفه فأجاب حينها علي افور : ماذا هناك ؟
الرجل : سيدي، اثناء تتبعنا لسيارتها ، ظهرت سيارة اخري امامنا تتبعها علي مسافه اقرب مننا ولم تلحظ وجودنا،
ادهم وهو يقفز من كرسيها : ا****ة، اكمل .. ماذا حدث ومن هم؟
الرجل : من الواضح ان السيدة انتبهت له فانحرفت بسيارتها من طريقا اخر، وعند ذلك تراجعت السيارة عن مراقبتها .. ولكني ارسلت من يتبع تلك السيارة ويجلب لنا المعلومات عنها ، ثم اكملنا وراء السيدة دون ان تلحظنا وهي الان بمنزلها .
سحق ادهم اسنانه : من هم ؟ لمن تلك السيارة .. تحدث ؟
الرجل برتجاف : السيد 'براون'
تتطاير من عينه : زود عدد الرجال الذين يحرسونها وانتبه جيدا، فان حدث لها شيئا رؤوسكم جميعا ستطير، واطلعني علي الجديد في الحال!!
بعد ان اطمأن عليها انها قد نامت من خلال شاشه اللاب توب، فهو قد امر بوضع كاميرات المراقبة في شقتها ليستطيع رؤيتها والاطمئنان وقتما يريد ، فما سيحدث لاحقا لا يجب الاستهتار فيه .. رفع هاتفته واتصل بصديقه "عادل" قائلا بجمود : يجب ان نتحرك بسرعه .. 'براون' لم يلتزم بالاتفاق وبدأ بالتدخل فيما لا يعنيه.
عادل : ماذا تعني ؟
تن*د ادهم مفسرا له : لقد ارسل من يراقب 'فريدة' ، وقد تحقق رجالي من ذلك .. لست ادري بما يريد فعله ، لكن يجب علينا الاسراع .
عادل : سأذهب لأخبر الزعيم في الحال!
ادهم : لا تفعل .. الامر بيني وبين 'براون' ، وسأحاسبه بنفسي علي الاقتراب من ما هو لي!
عادل : ماذا ستفعل ؟
ادهم : ستري .. والان ماذا فعلت انت مع 'بن' ؟
عادل : غدا سينتهي كل شيء لا تقلق.
ادهم : جيد .. لا اريد اخطاء ، واحرص علي جعل ذلك بعيدا عن 'فريدة' ، لا اريدها ان تري ذلك.
عادل : أتخشى علي مشاعرها ايها الوحش !!
ادهم : اصمت .. ونفذ فقط ما قولته!!
كالعادة اغلق الخط دون ان يستمع للرد .. اخذ يفكر طوال الليل فيما عليه فعله، وكيفيه اخراجها من هذه الحرب دون اذيه .. هي تعد الان ضمن املاكه، ولن يسمح لاحد بالمساس بها .. ظل هكذا الي ان غفا بعد ان وجد الحل.
••••
في الصباح استيقظت فريدة في تمام السادسة كعادتها .. اخذت حمامها وحضرت فطارها هي وبيري، ثم قامت بتبديل ثيابها، والتي كانت عباره عن تنوره باللون الرمادي تصل لركبتها، وبلوزه باللون الاسود، مع ستره من نفس التنورة، وحذاء ليس عاليا كثيرا باللون الاسود .. سرحت شعرها وتركته بانسيابيه علي كتفيها ، اخذت حقيبتها ونزلت دون ان تضع اي مساحيق للتجميل ، فهي لا تحتاج اليها في شيء ، فجمالها طبيعيا وهادئ لا يحتاج لشيئا يظهره .
اتجهت الي المركز كالعادة لتجلب ملف القضية، ثم مرت علي مكتب بن ودخلت وهي علي يقين انه لم يأتي بعد .. وعندما توجهت الي الخزانة لفتحها واخذ الملف فوجئت به يجلس علي المكتبد ويبدو الارهاق واضحا عليه .. اقتربت منه بقلق : د. بن صباح الخير .. ماذا هناك؟ .. لماذا اتيت مبكرا اليوم ، ولم يبدو عليك الارهاق هكذا ؟
مسح بن وجه وهو يفكر في رد مناسب ولا يثير قلقها : صباح الخير 'فريدة' ، ليس هناك شيئا، فقط لم استطع النوم البارحة لهذا اتيت مباركا .. من فضلك احضري لي القهوة قبل ان تذهبي، لان السكرتيرة لم تأتي بعد .
فريده : 'بن' لماذا لم تنم بالأمس؟ .. ماذا حدث معك ؟
نظر لها مطولا لا يدري ما يقول ، أيخبرها بانه قد رأي من يراقبهد وبالتأكيد هناك من يراقبها ايضا ، لم يستطع النوم من قلقه عليها : ليس هناك شيئا مهما، فقط كنت اراجع الملف الخاص ب'جاستن' قبل الذهاب اليوم لمكتب التحقيقات .
ضيقت فريدة عينيها بريبة : 'بن' انا لم اقتنع بعد .. ولكن حينما اعود لن اتركك حتي تتحدث بالحقيقة!!
بن مستسلما : حسنا ، اذهبي الان حتي لا تتأخري علي موعدك، ولا تنسي القهوة!
فريدة : ستكون جاهزه حالا
• • •
لا تعرف لما شعرت بالقلق حيال ما يخفيه بن عنها، فهي تعرفه جيدا وتستطيع قراءه القلق والخوف في عينيه .. نفضت تلك الافكار حينما وصلت امام المشفى الخاص بفحص المرضي المتهمين في الجرائم الجنائية، حيث يتم وضعهم هنا للفحص ومعرفه المريض من الكاذب الذي يريد التهرب من العدالة .. ما ان رآها انطوان قادمه حتي اقبل عليها : اهلا د. فريدة .. انا سعيد ﻷنكِ تعملين معي في هذه القضية.
فريدة : شكرا لك سيد 'انطوان' .. اريد رؤيته قبل الجلسة من غرفه المراقبة.
انطوان : لكِ ما شئتِ، ولكن انصحك انه رجل ليس من السهل التعامل معه .. يبدو انه قام بترتيب كل شئ بعنايه فائقة، ويحاول ضبط اعصابه جيدا الي الان.
فريدة : اتريد القول بانه ليس مريضا و قتل زوجته عن عمد؟؟
انطوان : هذا ما انتِ هنا من اجله!!
فتح لها غرفه المراقبة، فكانت غرفة مليئة بالأجهزة، وشاشات صغيره تعرض ما يحدث في كل شبر من المكان صوت وصوره .. اقترب من العامل المسئول وامره بشيء، ثم قام العامل بضغط زر من شأنه عرض غرفه جاستن علي شاشه من الشاشات ، وقام بعدها بتقريب الصورة منه.
كان رجل قوي البنية، ذو عضلات صخريه ووجهه يحمل ملامح وسيمه رغم قسوتها ، تحتل الهالات السوداء زرقت عينه .. يبدو مرهقا، ولكن هناك نظره برود في عينيه كمن لا يبالي بشيء .. كان جالسا علي ظهره مرجعا رأسه للخلف وينظر امامه في شرود .. حسنا، لقد تغير كثيرا عن اول مره رأته منذ سنتان ، فقد كان ملئ بالحيوية والمرح رغم مرضه ، ما ان يدخل الي المكان ابتسامته تسبقه.
فريدة : هذا يكفي، اطلبه لنبدأ الجلسة!!
#يتبع