خرج من القصر وتركها مع كلبتها تمرح وتحتضنها بفرح سعيدة بانها مازالت علي قيد الحياه ، ضحكت فريده بشكل مبالغ فيه من بيري التي تحاول عضها من وجنتها وهي تقفز عليها ، وعبثا تحاول فريدة صدها ومنعها من الاصطدام باضلاعها الم**وره او فصل الحقنه المغذيه من يدها .. ظلت تضحك فريدة الي ان دمعت عينها وتحول ضحكها لبكاء .. بكاء شديد .. علت شهقاتها فامالت رأسها لتكتمها في جسد بيري الذي تحتضنه بشده كأنها اخر ملجأ لها .. تبكي لمآلت اليه حالتها .. فقد اصبحت وحيدة .. لقد خسرت كل شئ سعت اليه في يوم .. كل شئ ضاع هكذا في لحظه ، كأن شيئا لم يكن .. لقد تحطمت حياتها حرفيا .. مات الرجل الذي كان يرعاها ويقدم لها الدعم .. يعوضها عن حنان الاب الذي حرمت منه في صغرها ، كان ذلك الحضن الذي تلجأ اليه كلما داهمها شعور الوحده .. كان الامان بالنسبه لها ، فكان يحميها بخوف ابوي حقيقي .. كانت طفله مدللة عنده .. اما الان فقد مات بن ، تشعر وكأنها في العراء دون مأوي .. لايوجد من يحميها و يغدق عليها بالحنان و يدللها .. قد قسم ظهرها عن حق .. حتي في وجود ذلك الادهم ، نعم لا تنكر ان هناك شعور بالامان غمرها ولكن الي متي .. الي متي سيستمر في حمايتها والدفاع عنها .. ثم من هو حتي يفعل لها هذا .. صحيح انها تري الصدق في عيناه بخصوص حمايتها ، ولكن لماذا .. لماذا يفعل ذلك !! ، فالحياه علمتها انه لا يوجد شيئا بدون مقابل .. ما هو المقابل الذي ستدفعه ؟ هل الاعجاب وحده يكفي ليعرض نفسه للخطر بسببها بهذا الشكل ! لا ليس الاعجاب ولكن هناك شيئا اكبر تراه في عيناه .. شئ لا تستطيع تفسيره .. هو شعور متناقض بين الامان الكامل والخوف المرعب .. لا تعرف ربما تعبها ما يصور لها ذلك .. ايا كان ما يريده منها فهي غير مستعده لتقديم اي شئ .. بالاساس ليس لديها شئ لتقدمه .. لن تنكر انها تشعر بانجذاب ناحيته ، زاد بعد الذي قدمه لها .. لكن بعد كل ما حدث لن تستطيع ان تربطها به اي علاقه .. ليس بعد موت بن ، وضياع حياتها بتلك الطريقه .. كل ما تريده الان هو العوده الي وطنها واهلها .. فيكفي ماحدث ، كل ما كان يربطها بهذه المدينه هو بن و نجاح عملها والاثنين لم يعودوا موجودين .. بالاضافه الي ان حياتها اصبحت مهدده .. حتي وان لم تكن حياتها مهدده فهي لم تكن لتبقي هنا بعد رحيل بن .. ولكن لا لن ترحل قبل ان تنتقم من من قتله .. لن تتركه ينعم هكذا بفعلته .. فهي تعرفه ولن ترحل دون ان تأخذ حق بن منه .. لن تهرب وتختبأ .. ليس هذا مايجب عليها فعله .. ليس هذا ماعلمها اياه بن .. لن تترك الحق وتهرب خوفا علي حياتها .. ليس هكذا ترد الجميل ل بن ..لن تتركه يفرح بانتصاره .. فمادمت تملك الدليل علي فعلته .. صحيح لا تملك دليل علي قتله لبن ولكن علي الاقل تملك دليل يوصله لحكم الاعدام .. وهذا ما يهم ويكفي .
التفتت لبيري النائمه في حضنها .. امالت رأسها تمسك بذلك الطوق حول رقبتها وتديره حتي امسكت بقفل صغير يغلق الطوق .. قفل محفور علبه اسم بيري ورقم رخصتها .. ضغطت فريدة علي اعلي القفل بشده فانفتح لنصفين وبداخله كارت اسود صغير .. التقطت فريده ذلك الكارت ورفعته امام عينها ونظرت له بشده وقالت في نفسها : هذا هو كارت نجاتي مما انا فيه .. هذا الكارت السحري الذي سيحل مشاكل .. سيسجن جاستن و سيخرجني سليمه من ذلك الوحل الذي سقطت به .
••••
مر اسبوع وهي علي حالتها تلك .. تقضي يومها في السرير لا تتحرك منه .. اما نائمه او شارده في نقطه ما .. بالرغم من انها قد شفيت تماما و ازالت تلك الضماده السميكه من حول اضلعها .. لا تتحدث مع احد الا للضروره .. ترفض الاكل مما جعل الطبيبه تبقي تلك الحقنه المغذيه بيدها .. حتي بيري لم تستطع اخراجها من حالتها تلك .. تحاول اعاده حساباتها وترتيب اوراقها جيدا لتلك المعركه القادمه .. ومعرفت من تستطيع الوثوق به في تلك المرحله .. تحاول ان تخرج من محنتها بنفسها دون ان تعتمد علي احد وخصوصا .. ادهم .. لن تستطيع ان توفي جميله ، وهي غير مستعده لتقديم اي مشاعر او اي مقابل لتلك المساعده .. كفي لم يعد هناك من يحميها لانها ابنته فقط ، فيجب عليها الاعتماد علي نفسها دون انتظار احد .. يجب ان تركز جيدا .. ولا تأخذ خطوه دون دراستها جيدا .. هذا ما عليها فعله حتي لا تتأذي مجددا .
اما ادهم فاكتفي بان يذهب الي غرفتها كل صباح قبل استيقاظها لمشاهدتها اثناء نومها .. فسر حالتها وما تمر به علي انها نوبه حزن علي ذلك البن .. قرر ان يتركها تأخذ وقتها في حزنها حتي يصفي ذهنها لما هو قادم .. يكفي انها لم تفاتحه مجددا في امر مكوثها بقصره وهذه نقطه جيده .. هو يريد ان يحصل علي كل تركيزها وهي معه حتي وان كان الثمن تركها تحزن علي شخصا بالنسبه له نكره لا شئ .. فهو يريد ان تشعر جيدا بذلك الفقد في السند والامان والحنان .. لانه عن طريق هذه البوابه سيدخل لها .. يريدها ان تعاني وتشعر جيدا بالوحده .. حتي تبدأ بالبحث بنفسها عن الملجأ .. ذلك سيسهل عليه مهمته كثيرا .. فالشعور بفقدان الامان والاهتمام والحنان هو المدخل الرئيسي للخضوع التام له .. فاي خاضعه تشعر بالحرمان من تلك المشاعر .. فمن هنا سيستطيع السيطره عليه عن طريق احتوائها وسد حاجتها للامان والاهتمام والحنان .. ولكن ما يشغله عنها هو ما حدث خلال الاسبوع السابق من قتله لبراون بابشع طرق القتل .. قام بحرقه حيا بعد تعذيبه لثلاث ليال متواصله دون طعام او شراب .. قد تفنن بتعذيبه وقتله مما جعل من تلك الحادثه صدي صاخب في عالم المافيا .. زاد من رعب رؤساء المافيا منه .. ذلك الشئ الذي جعل زعيم المافيا في امريكا يطلبه في قصره لكي يحل ما حدث .. خصوصا وقد علم ان الامر قد يطول جاستن .. الذي من المفروض انه صديقه وان ادهم اول من اعترض علي فكره تصفيته من البدايه .
دخل ادهم قصر الزعيم بتلك الهيبه و الوسامه المعتاده منه .. اقترب من مكتبه ودخل وعندما اقترب من الزعيم ليجلس .. وجد من يجلس امام الزعيم موليه ظهره .. قبل ان يجلس التفت ذلك الشخص الذي لم يكن سوي جاستن!! الذي قال : مرحبا ادهم لقد اشتقت اليك .. ثم قام ليحتضن ادهم الذي لم تتغير ملامحه البارده .. وما ان اراد جاستن احتضانه ، امسك ادهم كفه في سلام رافض احتضانه ثم جلس بكل تكبر .. شعر جاستن بذلك النفور وجلس هو الاخر امامه ، سيطر الصمت علي الاجواء حتي تحدث ادهم : لقد طلبتني في امرا هام حضرت الزعيم ما هو ؟
الزعيم : اختصارا للوقت و الدم ادهم .. لماذا قتلت براون وتريد قتل جاستن ايضا ؟ .. ولما تلك الفتاه مازالت علي قيد الحياه بعد ما كادت ان تفعله؟؟
ادهم وهو ينظر لجاستن نظره مميته ، جعلت جاستن يتوتر : ماذا ؟ الم يخبرك جاستن بما فعله ؟! ومع هذا سأخبرك ايضا امامه الان .. جاستن اتفق مع براون علي قتل بن و الفتاه و انا في تصفيه جماعيه تظهر وكأنها قتل غير مقصود .
جاستن بغضب : لا لم ارد قتلك .. كل ما أردته قتل الفتاه فقط .. فهي كانت تحمل ادله لعينه توصلني للاعدام .. وانت من اراد منعي ، وانت من تدخل ليحميها مني ، وتخبأها الان داخل قصرك .. لقد خنتني يا صديقي
ضحك ادهم بشده وهو ينظر له ثم قال : كفاك كذبا .. لقد اعترف براون بكل شئ عن اتفاقكم قبل موته وانت ستحصله .
اراد جاستن ان يرد لكن تدخل الزعيم بصراخ قائلا : الا تحترمان وجودي بينكما وتتشاجران كالحمقي ؟ .. ادهم انت تعلم ان براون كان مخادع وكان يريد تفرقتكما منذ البدايه .. اما عن تلك الفتاه فجاستن يقول ان بحوزتها دليل علي قتله لزوجته .. اما ان تأخذ ذلك الدليل منها او تقوم بقتلها .. فلا نستطيع تركها بعد ان اصبحت شاهدة علي حادثه تصفيه بن .
ادهم وهو يرتعد من الغضب : انت - يقصد جاستن - الم ترسل من يفتش عن ذلك الدليل بشقتها وعندما لم يجده قام باحراقها ، ولم تكتفي بذلك فقمت باحراق مركز بن ايضا ، والان مازلت تتحدث عن ذلك الدليل اللعين .. اما بالنسبه لها فقد سبق وقولت انها اصبحت ملكي ولا يحق لاحد ان يذكر اسمها بعد الان .
جاستن : اعتذر ادهم .. ولكن ما الذي يضمن لي انها لن تقم في يوما من الايام بتقديم دعوي ضدي تتهمني بمحاوله قتلها او قتل بن .. خصوصا وكما قال الزعيم منذ قليل فهي شاهد علي ذلك الحادث ؟؟
ادهم وهو يجاهد لكبح غضبه فقال بسخرية : لن تقدم ضدك اي شئ لانك قريبا ستصبح ميتا .. فماذا ستستفاد حينها ؟
الزعيم : كفي ادهم ! .. لا تحاول استغلال مكانتك عندي!! .. ماذا حدث لك لقد كنت تكافح لاخراج جاستن من تلك القضيه باي طريقه .. اليكما حكمي الذي لا نقاش به بعد الان .. جاستن لن تتعرض لتلك الفتاه باي طريقه وان حاول احدا قتلها ستكون انت المتهم الوحيد ، وعندها سيحق لادهم فعل ما يريده بك .. وانت ادهم امامك حليين ، اما ان تأتي بذلك الدليل باي طريق او تضمن عدم تحدث الفتاه عن طريق الزواج منها خلال يومان فقط .. فقتل بن كان مهمه من المافيا ، وبصفتك من رجالها في تلك الحاله لن تستطيع الشهاده ضدك .. انتهي الامر تستطيعان الانصراف الان .
خرج ادهم دون ان يعقب بشئ وبداخل احساسن مختلفان .. فهو لم يريدها كزوجه له ، بل ارادها كخاضعه .. ولكن لا ينكر انه يشعر بالسعاده بداخله ، ففكره الزواج بها ليست بالشئ السئ اطلاقا ، فهي ستكون بمثابه تأكيد علني لمكيته لها .. وهذا شئ اصبح يتمناه .. ولكن ماذا سيكون رد فعلها .. كيف سيقنعها بفكره الزواج بهذه السرعه .. فامامه فقط يومان ، لا يعرف ولكن بالتأكيد لن توافق هكذا دون ان تتعبه وتتعبه بشده .. ليس امامها المزيد من الخيارات فبالنهايه ستوافق ، حتي اذا اضطر لكشف الاوراق لها مبكرا .. اراد ان يفكر فيما سيقوله لها بهدوء ، فذهب لاحد الملاهي الليليه الني يمتكلها .. وهو اكبر ملهي ليلي في الولايه .. يخصص جناح له بالطابق الاعلي لكي يقضي به اوقاته هناك ويعقد صفقاته .. قابل صديقه عادل وعندما رأه هكذا اراد ان يعرف ما السبب .. فحكي له ادهم الذي حدث لكي يتخلص من اصراره .. فقال له : حسنا ادهم بطريقه او بأخري انت مجبر ان تتزوجها اذا اردت الحفاظ علي حياتها او ..
ادهم : او ماذا ؟
عادل : تجد ذلك الدليل الذي تحدث عنه جاستن .. فاذا لم يجده فانه من المؤكد انه بحوزتها الان .
ادهم : كيف .. كيف لقد فتش في كل مكان ولم يجده واحرق شقتها والمركز ايضا .. وهي ليس لديها الي حساب سري في اي بنك .. اذا ماذا ؟!
عادل : اعتقد انك تحاول في البدايه ان تتأكد بطريقتك من كون الدليل معها ام لا ، ثم علي اساسه تحدد حينها اذا كنت ستتزوجها .. بالرغم من اني اري انها فرصه جيده لك خصوصا وانت تريد الاحتفاظ بها .
نظر له ادهم طويلا يفكر بكلامه ثم قام متجها اليها لينهي هذا الموضوع .
••••
الساعه تعدت الرابعه صباحا وهي تنتظره ان يأتي لكي تخبره بما قررت فعله .. سمعت صوت سيارته قادم ، فقامت من مكانها وفصلت تلك الحقنه اللعينه واتجهت صوب الباب تريد ان توقفه للتحدث معه .. فتحت الباب لتخرج فاصدمت به عندما كان ينوي فتح باب غرفتها والدخول .. ارتدت من اثر الدفعه وكادت تسقط ولكن ككل مره انقذتها يديه .. رفعت رأسها تنظر له .. فابتسم بخفه وقال : الي اين كنت تريدين الذهاب في هذا الوقت .. خصوصا وتلك اول مره اراكي فيها واقفه هكذا ؟؟!
فريدة وقد ارتبكت من ابتسامته : آاا .. انا كنت اريد التحدث معك في شيئا هام .
قضب حاجبيه في استغراب وقال لها : جيد وانا ايضا اريد ان اتحدث معك ، ولكن لنبدأ بكي .
فريدة : اولا انا اشكرك لما فعلته معي .. لكن الي هنا ويكفي فانا استطيع تدبر امري وحمايه نفسي .. انت لست مضطر لذلك .. كل ما اطلبه منك الان هاتف فقط !
نظر لها ادهم نظره غريبه يغلفها البرود ثم قال : ماذا ستفعلين به ؟
فريدة بضجر : سأتحدث لشخص ما بالتأكيد .
ادهم وهو يجاهد حتي لا يظهر غضبه : ستتحدثين مع من ؟
فريدة باستغراب من سؤال : آسفه سيد ادهم ولكنه شيئا شخصيا .. وكما قلت لك هذا اخر شيئا اريده منك من فضلك اكمل معروفك لي .
ادهم : د . فريدة اذا كنت قد نسيت فانا هنا من يقوم بحمايتك وتأمينك ممن يريدون قتلك .. وهذا يحتم عليا معرفه مع من ستتحدثين .
فريدة باستسلام : مع ضابط فيدرالي صديقا لي سيساعدني في الخروج من الولايه بامان .
لم يستطع ادهم ان يخفي غضبه اكثر من هذا فقال بحده : استمعي لكلامي جيدا اذا .. انتي لا تستطعين فعل ذلك لسبب بسيط وهو خدعه موتك انكشفت امام المافيا ، بطريقه او بأخري عرفوا انك مازالتي علي قيد الحياه و تعيشين بقصري .. الان بالطبع تعرفين ما يريدونه .. قتلك .. وليس انتي فقط ، بل قتل عائلتك معك .. ما رأيك ؟ امازلتي تريدين مهاتفت ذلك الضابط الذي ايا كانت رتبته لن يستطيع حمايتك بشئ ؟
فريدة وقد شحب وجهها في تلك اللحظه التي قال بها ان المافيا سيقتلوا اهلها .. ظل ادهم يراقب شحوبها وتوترها وهو يعلم جيدا انه ضغط علي نقطه ضعفها الوحيده .. اسرتها
فريدة واخيرا سيطرت علي خوفها : اذا ماذا تقترح ؟
ادهم وقد علم من نبرتها انها استسلمت له : نتزوج
علت الدهشه والذهول ملامح فريدة ، لا تصدق ما سمعته للتو .. هل يطلب منها .. هذا الشخص اكيد مجنون !!
فريدة بغضب : ماذا تقول ؟! نتزوج !! لماذا ؟ اهذا هو الاقتراح الوحيد ؟
ادهم وهو يعلم كل العلم ان ذلك سيكون رد فعلها فرد بلامبالاه : نعم هذا هو الحل الوحيد لنجاتك .. فهم يظنون انكي تحتفظيني بدليلا ما يشكل خطر علي احد رجالهم .. وهم لم يجدوا ذلك الدليل الي الان ، ولذلك يريدون التخلص منكي .
فريدة وهي تمسك برأسها تحاول ان تهدئ من نفسها .. ذهنها تشوش كثيرا ولا تستطيع التفكير بشكل جيد ، لكن كل ماجاء في ذهنها شيئا واحد : جاستن .. جاستن هو من يفعل كل ذلك .. ولكن كيف وهو بالسجن .. ثم ماذا يعني انهم لم يجدوا الدليل اين بحثوا عنه ولم يجدوه ؟
اما ادهم لم يكن يسمعها كان ينظر لها ولحاله الذعر التي تسيطر عليها .. لوهله خفق قلبه بشده وهو يراها ترفرف برموشها الكثيفه وتلك العين الذهبيه التي تلمع جراء دموع تأبي النزول ، بالاضافه الي وجنتيها المتوردتان من الغضب .. جال بعينيه علي جسدها ، واكتشف للتو انها لا ترتدي سوي قميص حريري عاري الكتفين ، ويصل لركبتها ويكشف الجزء العلوي من ص*رها .. كان يري انها جميله فطوال فتره غيبوبتها كان يراقبها ، ولكن لم يتدرج لجسدها ، لانه كان علي يقين انه ان فعل ذلك ، لن يضمن ما سوف يفعله .. ولكنه علم الان انها تمتلك جسد وبشره تلهب قلوب الرجال .. حسنا .. ما يشعر به الان ليس جيد بالنسبه لها تماما .. اغلق عينه بقوه وهو يتنفس بعمق ثم تكلم بجديه : لقد فتشوا شقتك ثم احرقوها واحرقوا ايضا المركز ولم يجدوا شيئا .. فالدليل عندهم يساوي حياتك .
انتفضت فريده من جلستها بعد ان كانت منكمشه علي نفسها بسبب نظرات ذلك الذي يتفرسها بحريه ويفصل جسدها بعينيه ، فبدأت تداري جسدها بيديها الصغيرتان .. هل قال انهم احرقوا شقتها .. ومكتب بن ايضا .. هذا كان الشئ الوحيد الذي تبقي من ذكراه .
فريده : ماذا تقول شقتي احترقت .. لما ؟! .. ولما مكتب بن؟ .. الا يكفيهم موته ؟ .. الا يكفيهم ما فعلوه بي ؟ .. لقد خربوا حياتي .. حياتي كلها تدمرت بسببهم .. لا لا لا .. لن اتركهم هكذا .. لابد و ان يأخذوا جزائهم .
ظل ادهم يشاهدها وهي تلهث وتهزي من الغضب ، وتذهب وتجئ في للغرفه ، واضعه يديها علي رأسها تمسك بشعرها وتجذبه .. ليس لاحد الحق في فعل ذلك في شعرها سواه فقط ، حتي هي لا يجوز لها فعل ذلك بنفسها .. الا تري انها تبالغ !! .. من مّن ستنتقم ، الا تعلم الي الان مع من تورتطت؟ .. لكن لا ينكر انه آلمه قلبه علي حالها الان .. وقف واقترب منها وامسك يدها التي تجذب شعرها بعنف ثم ضم يدها في حنان بين يديه يربت عليها ويمسدها علها تهدأ .. ثم رفع يده الاخري ووضعها علي رأسها في حنان يساوي شعرها ، الذي تبعثر من شدها له ، وربت علي رأسها بهدؤ ، جعلها تفاجأ منه وتهدء غضبها في لحظه .. نظرت ليديه التي تمسد يديها ثم رفعت عينيها تنظر الي عينه ، فوجدت تلك النظره التي طمأنتها ونقلت لجسدها الشعور بالامان .. بقيا علي هذا الحال ينظرا في اعين بعضهم البعض الي ان نزل بنظره لشفتيها التوتيه الحمراء يريد ان يرتوي منها كما كان يفعل ف السابق ، ولكن لا ليس الان فمن الممكن ان يفسد كل شئ اذا استسلم لرجولته التي تطالب بتلك الفاتنه التي بين يديه .. رفع عينه لها وجد الدموع تغرق عيناها .. مسحها برقه ثم قال بصوتا منخفض : اهدئ ، كفي بكاء وغضب .. هذا ليس وقت البكاء ، هناك من يريد موتك من اجل مجرد دليل لعين ، وانتي لن تستطيعين فعل شيئا امامهم .
توقفت فريدة عن البكاء عندما قال انهم يريدون قتلها لمجرد دليل .. ماذا اذا اعطته لهم هل سيتركوها .. بالطبع لا
فريدة : اتظن انه حتي لو اعطيتهم ذلك الدليل انهم سيتركوني حيه ؟
ادهم وقد بدأ يشك في كون الدليل بحوزتها : وهل تملكينه ؟!
لا تعرف لما انتابها التردد في قول حقيقه انها تمتلكه .. لا تعلم فبرغم الامان الذي تشعر به معه ،الا ان ماحدث لها في الفتره الاخيره جعلتها تفقد الثقه في كل من حولها ، فردت بجمود عليه : لقد كان بخزنه المركز ؛ بن طلبه مني عندما علم بأهميته .. كان يخشي من خطورة احتفاظي به ، وقد كان علي حق .. فالان حياتي تساوي هذا الدليل .. وهو الان قد احترق بحرقهم للمركز .
تن*د ادهم : حسنا الان .. نرجع لموضوع الزواج .
فريدة بنبره حاده : وضح لي بالضبط .. ما دخل كل ذلك بالزواج منك ؟
ادهم : ببساطه لانكي ستكوني فريده ا***ذلي .. الا يكفي الاسم لحمايتك ؟!
سكتت فريدة بعد ما قاله .. فنعم بعد كل ما حدث والمعلومات القليله التي تعلمها عنه ، هو يستطيع حمايتها جيدا ولكن ما السبب .. لما يفعل ذلك : استطيع فهم اني الان مجبره علي ذلك الزواج .. لكن ما لا استطيع فهمه لما انت مجبر علي ذلك ؟!! .. لما تضطر لفعل ذلك معي والتورط في مثل تلك الزيجه ؟! .. هل احدهم قام بتهديدك واجبارك علي ذلك؟؟
ابتسم ادهم لقولها انها الان مجبره علي الزواج منه : لا احد يستطيع اجباري علي فعل شئ .. ثم اليس شيئا جيد ان تتزوج من اصغر مليادير في الولاية ؟!
فريدة وقد اشتعل غضبها من غروره : انصت لي .. انا اقدر جيدا ما فعلته معي الي الان ومساعدتي وحمايتك .. لكن لا تسرح بخيالك بعيدا انا لم اهتم مطلقا باموالك فانت من تصر علي فعل ذلك .. لم اجبرك علي فعل شئ ولم اطلب منك ان تتورط معي في هذا الموضوع .. انا حتي لا اعلم لما تفعل ذلك معي .. حسنا .. اذا كنت تريد شيئا مني فانا اريد ان اعرفه ولي الحق بالموافقه عليه او رفضه اما اذا كنت تفعل ذلك بدافع اعجاب او ما شابه .. فانا لست بالشخص الصحيح .. بعد كل ما حدث ليس لدي شيئا لاعطيه لك .
توقفت عن الكلام تنتظر رده اما هو فاكتفي بابتسامه ساحره جعلتها تراجع نفسها في اخر جمله قالتها حتي تحدث هو : جهزي نفسك للزفاف ؛ فليس امامنا سوي يومان فقط .. ثم خرج دون ان يعطيها فرصه للرد .. فما كانت ابتسامته سوي قناع يداري به الغضب الذي اعتمل بداخله جراء ما قالته له .. واقسم داخله انه سيسعي ل**ب حبها قبل جسدها حتي لو كان ذلك علي حساب ما اراده منذ البداية .
وقفت فريدة تدور حول نفسها لا تعرف ماذا تقول .. لم يعد اي شيئا بداخلها مستقرا في مكانه .. تماما مثل حال حياتها .. والان ماذا ستفعل اترضي بمثل تلك الزيجه لحمايه نفسها دون ان تعرف حتي نيته وراء ذلك ، وبهذه السرعه دون ان تخبر اسرتها التي لم تحدثهم منذ شهر .. ماذا سيكون رد فعل والدتها؟ .. اخاها ماذا سيقول ؟ .. استمرت الافكار تعصف بذهنها الي طلع النهار عليها وقد جلس علي سريرها في ارهاق كبير .. حالها حال ادهم الذي لم يستطع النوم مثلها ايضا يخشي رد فعلها ، لانها ان رفضت الزواج لا يعرف ماذا سيفعل حينها .. لا يريد استخدام العنف معها ، فهي الي الان ليست خاضعه له ولن تكون الا بوافقتها ولذلك هو حذر في كل خطوه معها .. علّه ينجح في اقناعها بعد ذلك بفكره الخضوع له .. ولكن ماذا ان اصرت علي رفضها ؟ ، فسيكون مجبرا حينها علي اتمام الزواج رغما عنها .
خرج من غرفته كالعاده قاصدا رؤيتها قبل نزولة الي العمل وعندما اراد فتح الباب وجدها تفتح الباب وتهم بالخروج كالمرة السابق .. كل ما جاء في ذهنه انها تحاول فعل شيئا بدون علمه مثلا كال.. الهروب !! فالشك من اكثر صفاته تأصلا ، لم يجرب ان يثق بأحد او يعطي الامان لاحد حتي لو كانت هي وفي مثل ظروفها الان .. فمن الجدير بها ان تحاول الهروب .
كان ينظر لها طوال تفكيره نظرات مميتة لاول مره تراها منه ، جعلتها تجفل و تبتلع ريقها لسبب غير معلوم حتي استجمعت شجاعتها وقالت متجاهله تلك النظرات التي تكاد تخترقها : جيدا انك جئت لقد كنت اريد ان احدثك بشيئا هام قبل ان تذهب .
ابتسم ابتسامه مرعبة وقال بصوتا ساخر : نعم .. تماما مثل امس تريدين ان تحدثيني .. وبالطبع من حسن حظك اني آتي بنفسي لكي .. أليس كذلك!!
استشفت فريدة نبره السخرية في كلامه ولم تستطع تفسيرها بشئ لكنها قررت الخوض فيما تريد وتجاهل ما يفعل : سيد ادهم هل تسمح لي ب5 دقائق من وقتك لاخبرك بما اريد ؟
ادهم وقد ارتخت عضلاته عندما سمع تلك الكلمه منها "سيد" حسنا تستحق ان يسمعها الان ، اتجه الي الاريكه في غرفتها وجلس عليها وربت بجانبه لها لكي تقترب وتجلس .. جلست فريدة ثم قالت بشكل عملي : انا موافقه علي الزواج ولكن بشرطا واحد .
ابتسم ادهم بسخرية وقال في نفسه "اتظن انها تملك الخيار لتضع الشروط" : اسميه طلب وليس شرطا .. لاني كما اخبرتك البارحه الزواج امرا مفروغا منه .
نظرت له فريدة شزرا وهي تنفخ خديها دليل علي ضيقها : ايا كان اسمه سينفذ والا مستحيل ان اقبل بالزواج .
اثارت فضوله فقال : تحدثي ما هو ؟
فريدة بجدية : الزواج سيكون علي الورق فقط وليس زواج حقيقيا .. فانا لست مستعده بكل الطرق للزواج الان وبتلك الطريقه .
قال ادهم بلامبالاه وبوقاحه : اتقصدين ان لا تتم بيننا ممارسة جنسية؟؟
فريدة وهي متفاجأة من وقاحته في الحديث معها : نعم تماما كما قلت .
ادهم بسخرية لاذعه انتقاما لما فعلته للتو وجرحها لرجولته برفضها للزواج منه : لا تقلقي من تلك الناحية فانت لست النوع المفضل بالنسبة لي
فريدة وقد استشعرت الاهانه للتو ولكن اخفت ملامحها بالبرود : حسنا اذا متفقين .
ادهم وهي ينهض : عندما اعود سأجعلك تحدثين اسرتك لتخبريهم بالزواج
فريدة بحسم : لا داعي لذلك من الاحسن الا يعرفو شيئا .
ادهم باستغراب : لا تقلقي ساهتم بامر اجراءات سفرهم وا..
فريدة : لا اريد
نظر لها قليلا ثم قال : كما تريدين ولكن لا تعتقدين انهم لن يعرفوا بامر زواجك .. غدا سينتشر الخبر في العالم كله وبالتأكد مصر لها النصيب الاكبر
فريدة بحزن : اعلم هذا .. صدقني لن يشكل الامر فارقا ان علموا مني او علموا من الاعلام فانا اعرف اسرتي جيدا .
ادهم وقد لمح نظره الحزن في عينها ولكن ليس هناك وقتا للمشاعر الان .. اولها ظهره ذاهبا : كما تريدين .
••••
صباح اليوم التالي كان ادهم حضر لمؤتمر صحفي ضخم ليعلن به عن زواجه وجاء قبل المؤتمر بساعتين وطرق باب غرفه فريدة ولكنها لم تسمعه فكانت تجلس علي طرف نافذه الغرفه من الداخل تشاهد منظر الطيور باندماج .. حتي انها لم تشعر بذلك الذي دخل الغرفه وظل واقف امامها سارحا في هيئتها الملائكية .. فانعكاس ضوء الشمس علي شعرها البني يعطيها لونا ذهبيا يشعل جمالها .. و تبا .. ما هذا الثوب الذي ترتديه !!.. فكانت ترتدي ثوبا قصيرا .. تجلس بشكل يبرز سيقانها من قدميها حتي اعلي مؤخرتها .. جف حلقه من تلك الخيالات التي تدفقت الي ذهنه فور رؤيتها بهذا المنظر .. فكل ما اراده الان ان يحملها ويضعها علي السرير ويضاجعها بعنف ويضع علامات ملكيته علي كل جسدها ، بما فيه هذه السيقان وتلك المؤخره اللعينة .. اغلق عينية بقوه وتنفس بعمق عله يهدئ من ذلك البركان الذي اشتعل بداخله .. بعدها تنحنح وقال ببحه عميقه : فريدة
انتفضت فور ان سمعته يناديها باسمها ، فكانت منشغله في تأملها بعمق كنوع من تشتيت الانتباة لديها ، وفور ان التفت ورأته نزلت من اعلي طرف النافذة واقتربت منه حتي وقفت امامه وقالت : متي دخلت هنا ولماذا لم تطرق ؟
ادهم : لقد تركت الباب ولم تسمعيني .. فيما كنت شارده؟
فريدة : لا شئ ولكني احببت تلك النافذه كثيرا
ادهم : جيد .. فانتي يجب ان تعتادي علي المكان فهو الان اصبح بيتك
فريدة وقد انزعجت قليلا من قوله : ماذا كنت تريد ؟
ادهم : هناك مؤتمر صحفي بعد ساعتين من الان جهزي نفسك له .. سنذهب لاعلان الزواج للاعلام ، وتوضيح امر حادثتك بشكل سنتفق عليه لاحقا .
فريدة بذهول : ماذا تقول ؟ الان !!
ادهم وهو يخرج من الغرفة : جهزي نفسك بسرعه ليس لدينا وقت .. ستجدين كل ما يناسبك في خزانه الملابس .. اراكي بعد ساعه
# يتبع