Never let me go ابـق مـعي أبدا

استـهلال

"هناك ثقافة واحدة ، هي ثقافة القوة

حين اكون قويا ، يحترم الناس ثقافتي

وحين اكون ضعيفا اسقط انا ، وتسقط ثقافتي معي

عندما كانت روما قوية عسكريا ، كانت اللغة اللاتينية سيدة اللغات

وعندما سقطت ، صارت اللغة اللاتينية طبق سباغتي الثقاقة

يا سيدتي..

ليست في عدد الكتب التي أقرؤها

ولكنها في عدد الرصاصات التي أتلقاها !!"

-نزار قباني-

•¤•¤•¤•

عَلَتّْ جانب ثغره ابتسامه متعجرفة لم تصل حتى لعينه ، بينما كان ممسكا بجريده ما ، يطالع بها ذلك الخبر الذي تص*ر الصفحه الاولى منها ، وسُطِرّ بخطوطٍ عريضة اسفل صورة له .

( أدهم ا***ذلي ، بليونير امريكا الاول ، حاز علي المرتبة السادسة ضمن قائمة أغنى رجالا بالعالم ، طبقا ﻵخر تصنيف إحصائي أجرته جريدة الجارديان

وحسبما وردنا من حوارنا الشخصي معه ان نشأته ترجع لأصولا شرقية ، تحديدا مصرية .. من مواليد 14 تموز 1988 .. وهو إبن رجل الاعمال المصري المعروف "مصطفى جلال ا***ذلي" .. ويُذكر انه قد احتل لقب "عملاق الاقتصاد" منذ ستة سنوات بولاية كاليفورنيا ؛ وذلك لما اسسه خلال بضع سنوات فقط -متبعا في ذلك طريقا عصامي شاق لا يدعمه سوى جهده الخالص- من كيان اقتصادي ضخم شمل العديد من المجلات الصناعية والتجارية وغيرها من الاستثمارات..... )

وكالعادة ، هذا هو ما سُطِرّ بتلك الجريدة وغيرها من وسائل الاعلام التي تتناول سيرته بذات الطريقة .. لترسم بالنهاية صوره محدده قد ارادها أدهم ان تُرسم بأذهان الناس عنه ، بعدما اصبحت تحاوطه الاضواء من شتى الجهات .. ولكن هل هذه هي الحقيقة ؟؟

لا ، انها ليست كذلك تماما !!

شرودا تام احتل سواد عينيه الذي شارف علي محاكاه سواد شعره ، وتقاسيم وجهه الجامده .. وجد نفسه رغما عنه يقارن ما كتب عنه بحقيقة واقعه ....

لنرى !!

البداية كانت بسن السادس عشر ، عندما سافر الي المانيا لإستكمال دراسته .. وهنا عمل الي جانب الدراسه بمهن بسيطه ، ورفض الاعتماد علي والده ماديا ، اراد تحقيق ذاته بعيدا عن شهرت والده .. عمل لسنوات في حراسه الجراجات ، وبتنظيف الصحون في المطاعم ، والتنقل من مهنة الي اخرى لتسهم جميعها بلا إستثناء في تشكيل ما هو عليه الان.

الي ان استطاع مشاركة صديقه المقرب (عادل) في افتتاح اول مطعم في مكان مرموق ، ومنه كانت الانطلاقه ؛ فقد استطاعا افتتاح سلسله المطاعم في اقل من عامين .. ومن ثم قام بتوسيعه في دول اخرى حتى استقر به الحال بكاليفورنيا .. حيث غَيرّ نشاطه الي الاقتصاد والاستثمار والتصنيع ، وغيرها من المجالات التي اقتحماها الواحده تلو الاخري لمسانده باقي مشاريعه .. وبهذا اصبح الكيان الاسطوري الذي يتحدثون عنه (ادهم ا***ذلي) عملاق الاقتصاد .

ولكن في طريقه الي تحقيق ذلك اصطدم بأكبر واقع في حياة رجال الاعمال .. المافيا .. تلك اله***ة التي تفرض عليك نفسها وتجبرك علي الخضوع راضخا .. وبالرغم من هذا ، لم ذلك لا يتناسب مع ملك الاقتصاد (ادهم ا***ذلي) !!

ذلك الشاب ذو 21 من عمره .. فما كان منه الا ان اظهر وجه الاخر .. اثبت وجوده بقتله للعديد من رؤساء عصابات المافيا التي تصدت له دفاعا عن شقاء وجهد سنوات .. لكن بالنهاية كان امامه خيارين .. اما ان يصبح فريسه مستهدفه لباقي العصابات التي تطالب بالثأر منه .. او ينضم إليهم !! .. فهو بالطبع فرصه لا تعوض امامهم .

منذ ذلك الحين ، وهو يعمل معهم ، ينفذ ما يطلب منه .. من اكبر روؤساء المافيا في امريكا .. عائلة (لامارا) !! .. أدهم لم يكن من عائلة (لامارا) ابدا .. بل كانت رتبته كمستشار اول للكابو دي كابي* بها ، يعد كعمودا لها الا انها لن تنفي حقيقة انه ليس فردا منها .. فرتبته تقتصر ان تكون اعماله خارج العائلة اكثر ولها شأنا مفصولا نسبيا عنها .. وسيطا بين العالم السفلي والعالم الخارجي ..

يدير لهم إقتصادهم ، يغسل اموالهم القذره بمشروعات مشروعة ، والتي لا يمكنهم العمل بها بصفتهم معروفين من قبل الحكومة الفيدرالية .. يتأكد من إتمام الصفقات الغير مشروعة الثقيلة ويرتب بجانب الكابو أكثر الطرق آمانا وسلاسة لنقلها وتوزيعها بفضل شبكة علاقته الاجتماعية المرموقة والسمعة الحسنة التي تنفي اي غبار عليه .. حاولوا اشراكه وتوريطه في اكبر قدر من اعمالهم القذره ..

وبالمقابل أُغدق عليه بكل ما يريد .. اموال لا تقدر .. سلطه ونفوذ اكبر مما سبق .. توسيع لاعمال كما يريد .. صفقات .. مناقصات .. كل ما يشتهي .. الي ان اصبح علي ما هو عليه .. عملاق الاقتصاد المعروف .. كيان اسطوري مرعب .. الكل يهابه .. الكل يخضع له .. حتي توحش واصبح يتسم بالبرود القاتل !!

ولكن ستظل الحقيقة الاكثر صدمة بكل ذلك هي ساديته التي اصبح معروفا بتجبرها وسط المافيا ، حريصا علي ابقاء الامر سرا ومخفيا عن الوسط الاقتصادي والاعلامي حتي لا تضر بمصالحه .. فلا يعلم عن ساديته الا صديقه (عادل) .

اصبحت عينه اكثر قتامة وهو يتذكر تلك الجزئية الحساسة من حياته .. فقد اكتشف ساديته عند اقامته لاول علاقه جنسيه مع صديقه له في الدراسه .. حيث وجد متعته فقط من تعنيفها .. وخصوصا وقد صرحت له صديقته بعد العلاقه بحبها لهذا الاسلوب، وان ذلك كان جيدا .. واثناء العلاقه استمرت بتشجيعه علي ضربها وتعنيفها وسبها .

ومن هنا توقف مع نفسه لانه وقع علي إكتشاف شيئا جديد للتو بأعماق ذاته ، شيئا لم يكن يعلم حتي بوجوده .. لماذا يجد المتعه فقط عند استخدام العنف والالم النفسي؟!!

الإجابه ببساطة لانه سادي يستهوي هذا النوع من العلاقات .. لم يتوقف عند هذا كثيرا ، ولم يلم نفسه بتاتا .. فبدأ في التطوير من اسلوبه وتجريب ومعرفة كل اساليب الممارسه .. ذهب لنوادي وحانات خاصه لتدريبه علي كيفيه التعذيب دون الحاق الاذي الدائم بالخاضعه .. واستمر في ممارسته سنوات حتي اصبح الوضع بالنسبه له اسلوب حياه .. وخلال هذه السنوات تعرف علي العديد من الفتيات اللاتي قبلن الخضوع له برضا منهن .. ولكن لما اختلف ذلك كله وتبدل عندما قابلها .. هي .. (فريدة المهدي) !!

● ● ●

#يتبع

* ملحوظة

(الكابو دي كابي : او الزعيم ، وهو الحاكم الفعلي الوحيد في عائلة المافيا ، واقوى افرادها ، ويمثل رأس السلطة الهرمية .. وهو مَنّْ له الحق في إختيار مستشارينه)