تحركت أريام بـ الممر المُظلم و الذكريات القاسية تض*ب رأسها خاصةً و هي تخرج من منزلهِ تجر أذيال الخيبة و الذُل
رفعت يدها تُبعد خُصلاتهِا التي تناثرت أثناء عراكها معه لتتوقف عندما أبصرت عيناها ظل يقف أمامها
رفعت رأسها و أبصرت بيدرو يقف بـ المُنتصف يضع يديه بـ جيبي بِنطاله و يُطالعها بـ نظرةٍ غامضة ولكنها فهمتها جيدًا لذلك قررت الهجوم قائلة بـ سُخرية
-قبل أن تقفز لأي إستنتاج لا يوجد شئ بيني و بينه…
حاولت الرحيل ولكن بيدرو إعترض طريقها و هتف بـ هدوء على الرغم من ظُلمة نبرتهِ
-لم أكن لأسألك هذا لأنني أعلم أن هُناك ما يدور بينكما و إيليا يعلمه…
رفعت أريام حاجبها بـ إستنكار ثم عقدت ذراعيها أمام ص*رها و تساءلت بـ نبرةٍ قوية
-إذًا ماذا تُريد؟...
إقترب منها بيدرو حتى حاصرها بينه و بين الحائط ثم مال إليها و هدر بـ صوتٍ قوي
-ماذا تُريدين أنتِ من إيليا؟.. ما فائدة ما تفعلينه معه الآن؟
-لا أفهم…
ض*ب بيدرو الحائط من خلفها لتنتفض بـ غضب فـ أكمل هو
-لا تلعبِ مثل هذه الألاعيب.. إيليا أ**ق و ما يمنعني عنكِ الآن هو
-هدرت أريام:ماذا يعني هذا بحق الله؟…
إنها مُتعبة من مواجهتها مع أرغد.. المواجهة كانت مُرهقة لدرجة لم تحسب لها حسابًا و إستنزفت الكثير من طاقتها و لا يوجد المزيد لتواجه بيدرو
رفع بيدرو يده و أمسك خُصلةً حمراء و رفعها ثم تركها تنسدل بـ نعومة على إصبعه وقال بـ نبرةٍ ذات مغزى
-هذا أنني أردتك قبله و لكنه قد وقع لكِ و هذا ما تعلمينه
-هذا شأنه…
ستكذب إن قالت أنها لا تعلم ما يكنه إيليا لها.. نظراته، أفعاله، كلماته كُلها خير دليل على مشاعره لها و لكنها قد إعتزلت العشق مُنذ زمن.. قبل أن تلتقي أرغد حتى و ما يُسيرها الآن هو رغبة.. رغبة بـ المال و النفوذ ولا أكثر
أحست بـ أنفاس بيدرو تقترب منها ولكنها لم تحيد بـ رأسها عنه لقد تعرضت لِمَ هو أكثر وليس بيدرو من سيُخيفها فـ همس هو بـ نبرةٍ هامسة و لكنها قاسية
-أعلم ولكنك حقيرة تستغلينه بـ قذارة ولن أسمحك لكِ أن تؤذيه.. هل فهمتِ؟…
نظرت إليه أريام بـ حدة و همت أن ترد ولكن صوت إيليا المُتحير من خلفهما أوقفها
-ماذا يحدث؟…
رمقها بيدرو بـ نظرةٍ أخيرة نُخبرها بـ وضوح أن حديثهما لم يتنهِ هُنا ثم إبتعد و إبتسم لـ إيليا وقال بـ مُزاح
-كُنت أبحث عن المرحاض و صادفت أريام فـ أخبرتني عن مكانه
-زجره إيليا هادرًا:و لماذا كُنت تحتجزها هكذا؟…
إلتفت بيدرو إلى أريام الصامتة والتي تتنفس بـ حدة ثم إلى إيليا و تقدم منه رابتًا على كتفهِ ليقول بـ براءة
-إهدأ يا رجل كُنت أمزح مع عارضتنا.. لا شئ شخصي…
عاود النظر إلى أريام ثم إلى صديقهِ و تحرك قائلًا وهو يُلوح بـ يدهِ
-أراكما لاحقًا…
إنتظر إيليا إبتعاد بيدرو ثم إقترب يقبض على ذراع أريام و هدر بـ قوة
-شو ساوى إلك!.. أذاكِ شي!.. قال شي بيعزجك!...
الصداع يض*ب رأسها بـ لا رحمة و الدوار بدأ يُصيبها.. أولًا حربها مع أرغد و ثانيًا حديثها المُرهق مع بيدرو و الآن إيليا والله لن تتحمل.. لذلك قالت بـ إرهاق
-صدقني مفيش حاجة بيدرو بيسأل على مكان الحمام و كان بيهزر معايا أنت عارف بيدرو
-سأل مُتشككًا:متأكدة!...
أومأت بـ رأسها ليُحدق بها إيليا ماليًا قبل أن يستحوذ على كفها و يسير بها بعيدًا عن هذا المكان الخانق
-يلا نمشي من هايْ المكان.. حاسس إن فيه شي مو منيح راح يصير…
أرادت أريام أن تُخبره بـ سُخرية أنه ذلك الشئ حدث و إنتهى.. أرغد قرر الحرب و ستكون أب*ع مما تتخيل.. سيُحارب بـ كُل الطُرق قذارة و سيقتُلها بـ كُل سلاح يمتلكه و يمتص دماءها قطرة قطرة
فاقت من شرودها عندما توقف إيليا و سألها بـ قلق و عصبية
-قابلتِ يلي اسمه أرغد و أنتِ هون!...
حركت رأسها نافية دون تردد يكفيها ما حدث حتى الآن.. يجب عليها أن تبدأ بـ وضع الخطط لأن أرغد سيُهاجم بـ أي لحظة غادرة
عاود إيليا التحرك ثم قال وهو يشد على كفها
-حلوُ.. إذا حصل شي و قابلتيه تحاكيني فورًا…
ليتك لم تتورط معي إيليا
************************************
إرتعشت تالة بـ صدمة وهي ترى أرغد يلتفت بعد مدة قصيرة ثم قال بـ نبرةٍ قاتمة وهو يسير أمامها
-حصليني ع المكتب…
أومأت تالة بـ رأسها و تبعته بعدما ألقت نظرة خاطفة على الغُرفة لاعنة غباءها الذي جعلها تأتي إلى تلك البُقعة التي طالما إقشعرت لها كُلما مرت أمامها
سارت خلفه و ذهنها شارد بـ ذلك الإجتماع و حينما لاحظت الأجواء الخانقة ما أن وقعت عينا أرغد على أريام و الماض ظاهر بـ وضوح للجميع ألا و هو الكُره
هدوءه بـ الإجتماع و تحدثه بـ سلاسة جعلها تتأكد أنه الهدوء ما قبل العاصفة.. طوال تلك المُدة التي قضتها مع أرغد جعلتها تتعلم شيئين عنده
حياته الشخصية لا تنفصل عن عمله
و عمله فوق كُل شئ حتى و إن كان فوقه هو شخصيًا
توقفت خلفه حينما توقف أمام المكتب ثم فتحه و أشار لها بـ الدخول.. فـ فعلت و قلبها ينتفض بين ضلوعها لتلك النظرة التي رمقها بها وهي تخطو أمامه ثم تحرك هو خلفها ليدخل بعدها
إنتفضت تالة على صوت صفعة الباب القاسية والتي إهتزت الشركة كاملة لها لمشهده وهو يطوي الأرض بـ خطواتٍ جعلتها ترتعش لذلك. الوحش الثائر
رأته ينزع الرابطة بل مزقها بـ قسوة ثم ألقى بها على طول ذراعه.. ولكن أكثر ما جعلها تخشاه بل و جعلها تسقط أرضًا من شدة الخوف ذلك الزئير المُزمجر بـ صوتٍ جهوري أشبه بـ الوحوش الغاضبة
إلتفت أرغد إلى تالة بـ عيني يشتعل بها الجحيم و قد تحولت إلى سوادٍ قاتم ثم توجه إليها فـ إنكمشت تالة خوفًا و خرجت منها صرخة حينما قبض على ذراعيها و دفع بها إلى الحائط صارخًا بـ جموح
-أنتِ إزاي متقوليش على أسماء الوفد دا واحد واحد!...
لم تستطع تالة الرد و نبضات قلبها تتقافز داخل قفصها الص*ري و أنفاسها الغير مُنتظمة تجعل صوتها يذهب أدراج الرياح.. ليشد أرغد بـ قبضتهِ على ذراعيها ثم قربها منه وهسهس بـ نبرةٍ جحيمية
-إنطقي
-همست بـ تلعثم:مـ.. مآآ
-لم يدعها تُكمل فـ قاطعها صارخًا:إوعي تقولي معرفش…
كانت أنفاسها تطبق عليها و الغثيان بدأ يحتاجها خاصةً حينما **َتّ أُذنيها عبارة أريام حينما وصفتها بـ الع***ة الجديدة لتتحول عيناها الخائفتين إلى أُخرتين غاضبتين و بـ شدة في ثانية واحدة قبل أن تُحاول دفعه بعيدًا عنها صارخة بـ حدة و إزدراء
-قولتلك معرفش.. إبعد عني…
أجفلت لصوت ضحكاته التي دوت كـ صوت الرعد.. كانت وحشية كـ عينيه تمامًا إلا أن نبرته حين خرجت كانت لائمة، لزجة بـ عبوس مُصطنع
-أنا مُحبط دلوقتي و محتاج أنفس عن إحباطي…
و قبل أن تعي لأي شئ إتسعت عيناها ذهولًا و هي تجده يشق قميصها الأبيض و تتناثر الأزرار مُحدثة دويًا عال بـ رجفة ثم عيناه التي لمعت بـ بريق وحشي مُخيف.. كـ ذئب حصل على فريسته بعد طول عناء
كادت أن تصرخ ولكنه وضع يده على فمها ثم مال إلى خُصلاتهِا البُندقية و إشتمها بـ قوة لتتقزز داخلها بـ نفور ثم سمعت صوته الهامس بـ نعومة الأفعى
-إصرخي زي ما أنتِ عاوزة محدش يجرؤ يدخل و ينقذك مني…
و كـ دليل أبعد يده عن شفتيها و تحسسها ثم مال إلى عُنقها و سار بـ شفتيهِ عليه وهسهس بـ تشفي
-مش قولتلك عندي طُرق تجيبك راكعة.. بس الحقيقة متوقعتش تكون بـ السُرعة دي…
كل هذا وهي مُستسلمة لأنها و بـ بساطة تعي أن لا أحد سينقذها منه فـ ليفعل ما يشاء
الأمر مؤلم و مُقزز وهي تشعر بـ شفتيهِ تنهشان عُنقها بـ قسوة و كأنه يُفرغ غضبه بها لقد كانت هي ضحية غضبه اليوم
و اليوم سيكون أقسى مما تتخيل
**************************************
خرج نبراس من غُرفتهِ ثائرًا و الآن عَلِمَ أرغد لِمَ شدد عليه عدم القدوم حتى لا يتصادم مع أريام.. تلك الغ*ية التي عادت فجأة بعد غياب سنتين و تُقرر بـ كُل غباء العودة مواجهة ش*يقه دون أي إعتبار أو حتى مُحادثته
كان جميع من بـ الشركة يُحدق به بـ ذهول و صدمة.. نبراس ذلك الشخص المرح ذو الإبتسامة الدائمة و اللطيف يخطو بينهم دافعًا هذا و رامقًا ذاك بـ نظرةٍ قاتلة
الشركة بها حركة توتر غريبة مُذ أن خطى الوفد الإيطالي إلى الداخل و الجميع يشعر بـ أن النيران تشتعل و خاصةً حينما سمعوا صوت تالة و أرغد يصرخان بـ المكتب دون أن يجرؤ أحد على التدخل
توقف نبراس أمام باب المكتب ثم دفعه بـ قوة قد أدى إلى خلع حلق الباب و كذلك القفل.. و بدون أي مُقدمات جذب أرغد من تلابيبه غير آبهه بـ وجود تالة أو ما كان على وشك إرتكابه في حقها من إغتصاب.. كل ما كان يُسيره الغضب و الكُره
لكمه نبراس بـ فكه و لكن أرغد لم يكن في حالة تسمح بـ التغاطي عما حدث بل رد الصاع صاعين و تالة تجلس أرضًا مذهولة، ضامة كنزتها المشقوقة إلى ص*رها تبكي بـ **تٍ تام
دفعه نبراس وهو يجأر بـ حدة ثم جذب تُحفة زُجاجية و قذفها بـ أرغد فـ أصابت رأسه و تسببت في جرح جعل الدماء تسيل
-عشان كدا منعتني إني أدخل الإجتماع صح! عشان عارف إني هحمي أريام منك و إني مش هسمحلك تمارس جنونك و ***** معاها؟…
وضع أرغد يده على جرح رأسه ثم ضحك بـ سُخرية قاتمة و هدر بـ صوتٍ أ**د
-و أنت مفكر إن واحد زيك هيمنعني عنها!.. أنا لو عاوز أسففك التُراب أنت وهي هعملها…
تقدم منه نبراس و ملامحه تتحول إلى أُخرى شيطانية ثم حاول لكم أرغد من جديد و لكنه أمسك يده على الرغم من الدوار الذي بدأ يُصيبه ثم قال بـ نبرةٍ دوت كـ الرعد
-متنساش نفسك.. متنساش مين اللي جابها عندي…
لم يستدرك أرغد ساق نبراس الذي ض*بت رُكبته فـ جعلته يسقط أرضًا مُتألمًا ثم هدر بـ قوة
-أنت اللي متنساش نفسك يا أرغد…
ثم إبتعد و نزع كنزته و قذفها على تالة قبل أن يستدير إلى أرغد و قال بـ قسوة
-ولو فكرت تأذيها ساعتها هتشوف مني وش قسمًا بالله مش هتشوفه تاني…
ضحك أرغد بـ قوة غير مُبالي لتألمه ثم قال وهو ينظر إليه بـ نظرات شيطانية
-دا على أساس إنك هتقدر تعمل حاجة!
-هطردك من الشركة…
عاود أرغد الضحك حتى سعل ثم أردف وهو يجلس ماسحًا الدماء عن وجهه
-و دا بصفتك صاحب الشركة! ولا إنك هتعرف تسيرها! أنت هنا تحت أمري أنا.. أنا اللي عملت الشركة.. متنساش أنت مين و أنا مين…
إشتدت عضلات فك نبراس ثم أردف و كأنه يبصق الكلمات و أخرج ما لم يرد إخراجه حتى بعد طوال تلك السنوات و إزدراءه له
-بالظبط متنساش أنت مين.. أنت…
**ت قليلًا و حدق به طويلًا فـ فهم أرغد ما يقصده نبراس لتُظلم ملامحه و لكن قبل أن ينهض هدر نبراس بـ صوتٍ قاسي، وجامد كـ تمثال حجري ذا لو أسود
-أنت ابن حرام…
و ساد ال**ت حتى الأنفاس لم تخرج عدا صوت خطوات نبراس المُبتعدة حتى خرج
لهث أرغد بـ غضب و كُره.. حقد و نُقطة سوداء تطفو بـ حياتهِ تتمسك به و لا ترغب بـ تركهِ.. عيناه كانتا جحيمية، سوداء و النيران تشتعل و تُقسم على إلتهام الجميع
و في ذلك الرُكن المُنزوي كانت تالة تجلس واسعة العينين لا تُصدق ما قيل حتى الآن و لا تستطيع النُطق الصدمة مما حدث لها و مما فجره نبراس الآن جعل منها صورة باهتة تجلس دون حراك
إلا أنها صرخت مُنتفضة على صوت همسته ولكنها كانت حادة كـ ض*بة سياط تجلدها ع***ة
-إطلعي بره
-همست بـ إرتعاش:نعم!...
إنتفضت صارخة بـ قوة أكبر ونهضت حينما هدر بـ صوتٍ مُشتعل و مُزمجر كـ وحشٍ غاضب
-قولت إطلعي بره…
و لم تكد تُصدق حتى فتحت الباب مُسرعة ثم ركضت تبتعد عن براثنه تضم كنزة نبراس إلى ص*رها تُخفيه عن العيون التي تُحدق بها البعض شفقة و الآخر ذهول و الثالث رُبما شماتة