و كأنها تجلس على الاشواك .... لا تستطيع التخلص من نظراته الحارقة و التى تكاد تخترقها منذ خروجها للصالة الرئيسية لاستقبال ضيوف اليوم لتفاجأ فور جلوسها على حدى الطاولات ... به يجلس على طاولة قريية منهم ... تساءلت على الفور إن كان بالنادى اذاً لمَ لم يطلبها خصيصا كعادته .... لمَ يكتفى بإرسال نظراته المميتة نحوها بهذا الشكل
في حين كان هو بضيافة بعض رجال الاعمال المهمين و الذين اصروا على دعوته لتمضية بعض الساعات بالمرح و المتعة فيفاجأ بهم يسحبونه الى الملهى الليلي المعتاد فيصبح مجبراً على الموافقة ..... كانت ليلته كأية ليلة اخرى حتى رآها تدلف الى القاعة مارة بعدة طاولات لتستقر عند احداهم و بجانبها رجل يفوقها بعمره و الذي يمكن تقديرة بالخمسون عاماً يستلذ بالنظر اليها و تلمس منحنياتها المغرية
ظل يحدق بها بغموض و قد تناسي المحيطين به حتى شعر بالنادل يسقط المشروب على بذلته بالخطأ و سرعان ما انهال عليه بالاعتذرات و الاسف
ذفر بعمق و قد تحرك من فوره الى دورة المياه لكن قبلها القى عليها نظرة خاطفة فلم يجدها بمقعهدها السابق ليتأفف بضيق و يكمل طريقة لتنظيف ملابسه
انتهى اخيراً من التنظيف ليخرج من الحمام الرجالى ليستمع فور خروجه لصوت بكاء شديد يتبعه تأوهات اصابته بالفضول .. لكن و لخروج الصوت من جهة الحمام النسائي لم يكن بإستطاعته ارضاء فضوله و التعرف على صاحب الصوت ..... هم بالتحرك و العودة لطاولته لكن ثمة ما اوقفه و دفعه للمخاطرة و دفع الباب المجاور للحمام الرجالى و الدلوف الى الداخل ليتسمر مكانه لما يراه
هى تجلس ارضاً ضامة قدميها الى ص*رها و قد اخفضت رأسها بينهما فيصبح كل ما يص*ر منها هو همهمات و ارتجاف شديد
تدارك نفسه قبل ان يتقدم نحوها ليقف امامها تماماً فتستشعر وجود احدهم ... رفعت رأسها قليلا ليقا**ها حذاء رجالى ... انتفضت واقفة مبتعدة عنه دون النظر لمن يكون ... فقط فكرة وجود رجل بالحمام النسائي الخاص بملهى ليلي يعطيها انطباع عما سيحدث بعد ذلك
لحظات حتى وجدته يتقدم نحوها فرفعت رأسها تطالعه بدهشة فور تعرفها على شخصه اما هو فتسمر بمكانه عند رؤيته لملامحها المتعبة الباكية
اخفى دهشته ليعود الى بروده المعتاد واضعاً كفيه بجيب بنطاله
جهاد : و لما انتى مش اد اللعب بتلعبي ليه ؟؟؟
زوت حاجبيها بدون فهم ليردف موضحاً
جهاد : شكلك مش قدارة تصدي فى الشغلانة دي .... ايه جابرك على كده ... و لا حبيتي دور البنت الغلبانة اللى معندهاش خبرة فى ال******
احمر وجهها اثر كلمته الب**ئة ... رغم اعتيادها مؤخرا على سماع مثلها لكن ما زالت لم تستطع السيطرة على ردود افعالها
مسحت على شعرها برفق لتحاول استعادة بعضاً من هدوئها
جوان : ازى حضرتك يا افندم ؟؟
ابتسم بسخرية بل علت صوت قهقته ليردف
جهاد : ازي حضرتى ؟؟؟ و ياافندم ؟؟؟ ...... بقولك ايه ... انا زهقت و مليت من اللعبة دي و بصراحة مش بحب اللف و الدوران .. مجيتي هنا كانت عشان الاقى اختك و اقا**ها .... جانيت تخصني و واضح انك بتحاولى تتسترى عليها و ده مش فى صالحك
شعرت بالفضول اتجاه حديثه الغير مبشر لتردف
جوان : اتستر عليها ؟؟؟؟؟ يعنى ايه ؟؟؟ هو مش انت مجرد زبون و هى آ.....
جهاد : و هى ايه ؟؟؟ ايه م**وفة تقوليها ؟؟؟ و بعدين مش عارفة يعنى ايه بتتسترى عليها .... اختك غلطت و لازم تاخد جزاءها و لو فضلتى تعملى فيها من بنها هتكونى انتى بدالها
جوان يخوف : بس انا سبق و قولتلك انى معرفش عنها حاجة .. هى سافرت و حتى مقالتليش راحت فين
ضيق عيناه ناظراً نحوها بغموض ليتقدم منها هاتفاً بهمس
جهاد : و انتى آآآ.........
ظلت تحدق به ببلاهة فى حين عجز هو عن اختراق ما بداخلها حتى قاطعه طرق على الباب و صوت لينا يأتى من الخارج
لينا : نينا ؟؟؟؟؟ انتى كويسة ؟؟؟ طولتى جوة كده ليه .. يزن قالب عليكي الدنيا برة و بيقولك تطلعى حالا احسن الزبون بدء يزهق
ذفرت بضيق لتجيب من فورها
جوان : حاااضر
حاولت تخطيه و المرور لكن بكل مرة كان يقصد الوقوف بطريقها لتنفخ خديها بغضب طفولى و تكتف يديها بإنزعاج
جوان : لو سمحت ممكن اعدى ؟؟ و بعدين وجود حضرتك هنا غلط ... المفروض انك تطلع
جهاد : اولاً محدش ماسكك تقدري تطلعى ... ثانيا انا اتواجد فى اى مكان و محدش يقدر يحدد ابقى فين ولا مبقاش فين و بعدين ايه رأيك بقى ان مفيش طلوع من هنا على الصالة ....... بصي لنفسك فى المراية ولا ياريت تشوفى شكلك و انتى قاعدة جنبه قرقانة منه ومن نفسك ... شكلك يسد نفس اى حد انه يجي جنبك
جوان بهمس استطاع سماعه : و ياريتهم بيق*فو و بيتسد نفسهم
جهاد : بلاش دور اللى مغصوبة على امرها دي ... محدش هنا موجود غصب عنه ... كل واحد هنا بمزاجه
جوان بتهكم : ده ف قاموسك انت .... مفيش واحدة هنا باقية بمزاجها الا اللى غاويين و صدقني دول مش كتير
جهاد بسخرية : طبعا هتعيشي دور البنت اللى بتجرى على اخواتها او بتوفر فلوس عمليه امها مش كده
دمعت عيناها لسخريته تلك لتحاول المرور مرة اخرى فيمنعها تلك المرة بإمساكه لذراعها بقوة
جهاد بغضب لا يعرف سببه : هتطلعى من هنا على الاوضة تغيري هدومك و مشوفش وشك هنا الليلة
جوان بصدمة : نعم ؟؟؟ .. ثم اردفت بسخرية .... و تفتكر بقى يزن هيوافق بالكلام ده
جهاد بعصبية : بتاع ايه يزن ده ... انا قولت الكلمة و احسن لك تتسمع و تتنفذ ... ثم اردف بصراخ ... فاهمة
حدقت به بغباء ليشد على ذراعها فتتأوه بصوت عال و تومأ بسرعة
تركها فجأة لتتحرك سريعا الى الخارج فى حين ظل هو بمكانه يعيد ما حدث بعقله محاولاً فهم الاحداث من حوله
يقف بسيارته خارج الملهى و قد صرف السائق ليبقى هو بمفرده لسبب خشى ذكره بصوت عال ........ لحظات حتى لاحظ جسدها الضئيل يخرج من الباب الخلفى المخصص للموظفين ليتحرك بسيارته خلفها حتى وصلا كلاهما لمكان سكنها
دلفت للمبنى دون الشعور به يتبعها حتى وصلت الى شقتها و قبلها وجدت الباب الحديدي للشقة المقابلة لها الخاصة برضوى مغلق بإحكام مما يدل على انتهائها من العناية بالبنات و عودتها لشقتها .... استمرت بالسير نحو باب شقتها ... فتحته لتدلف بهدوء و ما ان همت بغلق الباب حتى وجدت من يعيق غلقه و يدفعها للداخل .... شهقة خرجت منها كتمها بكفه و اغلق الباب خلفه
تركها مشيراً اياها بإلتزام ال**ت لتردف بخوف
جوان : انت تاني ؟؟؟ انت عايز منى ايه ؟؟؟
جهاد : كلامنا لسة منتهاش ده غير ان اللى امرت بيه متنفذش و مروحتيش بدري زي ما قولت
جوان : بس مطلعتش الصالة
جهاد : مكنش ده بس اللى امرت بيه
جوان بغضب : انت عايز منى ايه ... ممكن افهم بأى حق بتتعدي عليا فى شقتى
هم بالصراخ بغضب من اسلوبها ذاك ليقف الكلام بحلقه عند رؤيته لجسد صغير يخرج من احدى الغرف تفرك عيناها بنعاس
تحركت ببصرها نحو ما ينظر اليه ليصيبها الارتباك و تسرع ناحية الصغيرة
جوان : اسراء حبيبتي ايه اللى صحاكي .... يلا على جوة عشان تكملى نوم
اسراء و قد انتبهت لوجود جهاد لتشير نحوه هاتفة
اسراء : ابلة .... مين ده ؟؟؟
اغمضت عيناها بقوة لردف بهدوء مصطنع
جوان : ده ضيف جاى يسأل على حاجة و هيمشي حالاً
اسراء ببراءة : هو كمان جاى يسأل على ابلة جانيت ؟؟؟
همت بالاجابة لكن اخرسها تقدمه السريع نحوهم ليحمل الصغيرة بين يديه هاتفاً
جهاد : اسمك اسراء مش كده؟؟؟
اومأت الصغيرة بخجل لتهتف الاخرى
جوان بغضب : ملكش دعوة بيها ممكن تنزلها
تجاهلها تماماً متجهاً نحو احد الارائك يجلس عليها و مازالت الصغيرة بين يديه
جهاد : يا ترى بقى يا اسراء تعرفي ابلة جانيت فين ؟؟؟
حركت الصغيرة رأسها بالنفى لتردف ببراءة و لا تدرى خطورة حديثها ذاك
اسراء : لا محدش يعرف هى راحت فين و ابلة جوان بتقول انها هربت عشان فى ناس وحشين كانو بيدورو عليها
اسودت عيناه فجأة لتتحرك الفتاة بين يديه بتململ فيتركها تهبط نحو عرفتها فى حين شحب وجه الاخرى لمرآى وجهه بهذا الشكل
جهاد بقسوة : اسمعيني كويس ..... حالا هسألك شوية اسئلة و عايز رد صريح و من غير لف و دروان ... اتفصلي اقعدى
نبرته كانت لا تقبل اى نقاش لتبتلع ريقها بتوجس و قد امتلأت عيناها بالدموع فتجلس امامه بخنوع
جهاد بجمود : جانيت فين ؟
جوان : معرفش
ض*ب الطاولة امامه بكفه لتصرخ هى بخوف
جوان : ارجوك هنا فى اطفال
جهاد : يبقى متعصبنيش و تبطلى لف و دوران
جوان ببكاء : بس انا فعلا معرفش
انتفض من مكانه ليقترب منها مكبلاً كنفيها بين يديه هامسا بغضب دفين
جهاد : يعنى ايه .... مشيت من غير ما تقولك راحت فين .. ايه انشقت الارض و بلعتها يعنى ؟؟؟
جوان بإنهيار : معرفش معرفش ... حرام عليكم بقى انا مليش دعوة بيها ... طول عمرنا بُعاد عن بعض ليه دلوقتى بتربطونى بيها ... انا تعبت و الله العظيم تعبت
جهاد بعيظ : و لما ملكيش دعوة بيها ليه بتتقمصي دورها و بتشتغلى مكانها ..... ليه عايشة بإسمها و لا الشغلانة عجبتك و جت على هواكي
نفضت كفيه عنها لتردف بصراخ
جوان : بسببها هى .... بسببها هى و لولا الشغلانة دي كنا زمانا مرميين فى الشارع ..... لولا غلطاتها اللى مبتخلصش كنت زمانى عايشة فى حالى انا و البنات ..... بس هى .. هى السبب ... من غير الشغل ده مش هعرف اعيش
جهاد بتهكم : و طبعا هتقولى هصرف ازاى على اختى .... بس مفكرتيش ان اى شغلانة تانية مهما كانت .. هتكون اشرف مليون مرة من الشغلانة دي
ظلت تنظر نحوه بذهول لتتقدم منه تض*به بهستيريا على ص*ره
جوان : مين انت ؟؟؟ تبقى مين انت عشان تقرر اشتغل ايه و مشتغلش ايه ... تبقى ايه بالنسبالى عشان تحكم عليا و على شرفي ... تعرف ايه عن اللى شوفته .... تعرف رمي اختى ليا انا و اختى الصغيرة فى الشارع .... تعرف بلاويها اللى كانت مبتخلصش و عشان انا الطيبة العاقلة لازم اخرجها من كل مصيبة ..... تعرف هروبها و اللى حصل بعده ... تعرف اللى عمله فينا يزن و رجالته بعد ما هربت و اجبارهم ليا انى اشتغل مكانها عشان اسد الفلوس اللى خدتها منهم ... تعرف ايه و لا ايه .. تعرف احساس انك مجرد سلعة الكل من حقه يتف*ج عليها و عينه بتعريها كل لحظة ... كل ايد مق*فة بتلمسنى .. تقدر تتخيل كل ليلة برجع بيتي بتبقى حالتى ازاى ... ظل ينظر نحوها بصدمة من انفجارها ذاك لتكمل بسخرية ..... سكت عشان مش لاقى كلام مش كده .... مستحيل تحس ربع اللى بحسه كل يوم و كله بسبب اختى .. اختى اللى حضرتك هتموت و تلاقيها عشان مزاجك ....... اختى اللى معنديش ادنى اهتمام اعرف راحت فى انهى داهية ... انا خلاص تعبت .. تعبت بقى سيبونى فى حالى حرام عليكم
انتهت من صراخها ذاك ليتبعه نحيب قاسي اشتركت فيه معها اختها وقد عاودت الخروج من الغرفة بعد استماعها لصراخهم تحمل الرضيعة بين ذراعيها و التى لم تتوقف هى الاخرى عن الصراخ لتستيقظ اخيرا من حالتها تلك مهرولة نحوهم تحتضنهم و يزداد بكاءها قوة
مرت عدة دقائق و قد ظلو فيهم على حالهم ذاك حتى هدأت الفتاتان فى حين ظلت جوان تحدق بالفراغ و سرعان ما استعادت وعيها لتلتفت بسرعة نحوه فتجد مكانه الفارغ مشيراً الى مغادرته للمكان منذ فترة ... تن*دت بتعب بعد انفجارها ذاك لا تدرى ما سيكون رد فعله بعد ما سمعه لكنها لا تهتم .. فليذهبوا جميعا الى الجحيم
...............
يتبع .................
واقعية و لا لا ؟؟؟؟ الاحداث مشوقة ؟؟؟؟
رأيكم و دعم للقصة بليز❤❤❤❤❤