بعد شهر
بمنزل لميس
شهد : خير يا طنط حضرتك ناديتيني و طلبتي تقابليني
الام : و الله يا بنتى ما عارفة ابدأ الكلام معاكي ازاى انا و الله مش عارفة اودي وشي منك فين
شهد بدهشة : فى ايه يا طنط قلقتيني
الام : بصي يا بنتي انتى عارفة ان الجواز قسمة و نصيب و كله مكتوب ..... يعنى اصل آآ......
شهد بتوجس : كملى يا طنط ... خير ؟؟؟
الام : بصراحة بقى من غير لف و لا دوران .. شهاب اتقدم للميس
شهد : اييه ؟؟
الام : انا عارفة ان الموضوع صعب عليكي بس انا حبيت انك اول واحدة تعرفي ... حتى قبل ما ابلغ لميس
شهد : و هى لميس لسة معرفتش ؟؟
الام : لسة يا بنتي ... انا قولت ان لازم اقولك ... انتى اقرب واحدة للميس و يهمنى زعلك
**تت شهد للحظات اضطربت فيها الام قبل ان تهتف
شهد بخبث : الجواز قسمة و نصيب يا ماما و اكيد انا مكرهش للميس الخير ... اتكلى على الله و بلغيها و خلينا نفرح
تحركت الام تحتوي شهد بين ذراعيها قبل ان تردف
الام : ربنا يخليكي يا بنتي و يفرح قلبك زي ما فرحتيني ... عن اذنك بقى اكلم لميس
شهد : اتفضلي يا طنط
تحركت الام نحو غرفة ابنته بينما ظلت شهد بمكانها تنتظر اى اشارة تعلم منها رد فعل الاخرى على هذا الخبر
بغرفة لميس
لميس : حضرتك بتقولي ايه يا ماما ...... شهاب متقدملي
الام : ايوة هو .... ايه اتطرشتي ... ولو على زعل شهد فأنا كلمتها و اطمنت انها مش زعلانة
لميس : شهد ؟؟؟ هى شهد كمان عرفت
الام : انا قولت عشان ميبقاش فى حساسية
لميس : حساسية ايه و بتاع ايه ومين قالك يا ماما انى موافقة اصلاً
الام بغضب : نعم نعم ... يعنى ايه ... وانتى كمان عايزة ترفضي
لميس : ليه ياماما هو انا مش من حقي اقبل او ارفض ..... امال حضرتك بتقوليلي ليه دلوقتي
الام : لا يا حبيبتي انا امك و اعرف مصلحتك اكتر منك و مفيش حد هيبقى مناسب ليكي اكتر من شهاب .... راجل ابن راجل و بيحبك
لميس : بيحبني .... وانتى تعرفي منين انه بيحبني و بعدين انا .... مش مهم انا اكون بحبه
الام : حبك برص ... بت انتى اتلمى و حاسبي على كلامك .. ايه عايزة تتمعشقي فيه قبل الجواز .. اتجننتي ولا ايه ... مش هنقعد نحكي .. بعد بكرة الناس جايين و اديني بلغتك عشان تجهزى ... سلام
ومن ثم تحركت خرجارج الغرفة لتترك الاخرى تبكي بوجع و حزن و سرعان ما توجهت ناحية هاتفها تطلب رقم ما و تهتف بعدها
لميس ببكاء : مراااااد ... الحقني
بينما كانت تلك القابعة بالخارج تستمع لحديث الام و ابنتها و بعدها حديث المسكينة المغلوبة على امرها مع مراد .. لتبتسم بخبث فور سماعها لفحوى المكالمة كاملة
مراد : هنفضل واقفين على الباب كده ... ادخلى يا بنتي
لميس : بس انا .........
مد يده يسحبها من كفه نحو داخل منزله لتتسمر مكانها فور دلوفها الى الداخل و اغلاقه الباب
لميس بخوف : لا لا سيب الباب مفتوح
مراد : بلاش الخوف ده انا مش هكلك و لا هاجى جنبك ... اقعدي بقى
لميس : طب طب ابعد شوية
تحرك خطوتان الى الخلف يفسح لها الطريق لتجلس على اقرب مقعد قا**ها و تشرع بالبكاء
مراد : يا بنتى كفاية عياط و فهميني فى ايه .. فجأة اتصلتي و فتحتي واصلة عياط مفهمتش منك ولا كلمة
تحركت حدقتهاها بالمكان وكأنها تستوعب لاول مرة وجودها بمنزله لتنهض فجأة و تردف بتلعثم
لميس : انا انا اتجننت ... ازاى اجيلك هنا و نبقى لوحدنا انا لازم امشي حالاً
مراد : يا بنتى اقعدي بقى و اهدي ... انا جيت جنبك ... لولا انك كلمتيني و مفهمتش منك حاجة مكنتش قولتلك تجيلي هنا عشان محدش يشوفنا و بعدين ايه مش واثقة فيا يعنى
لميس ببكاء : انا فى مصيبة
مراد : اقعدي كده و احكيلي فى ايه
لميس : ماما عايزة تجوزني
مراد : نعععم ... ازاى ومين ده
لميس : شهاب اللى كنت حكيتلك عنه ... وماما لما صدقت
مراد : و انتى قولتلها ايه
لميس : مش مهم انا ... ماما مش هتسمعلي اي كلمة و هتغصبني عليه ... مش عارفة اعمل ايييه ياربي
بمنزل لميس
تامر بصراخ : يعنى ايه مش فى اوضتها .. الساعة داخلة على تسعة و الاخت لسة مش فى البيت
الام : بنت ال......... ماشي يا لميس لما اشوف وشك
شهد : اهدي يا طنط يعنى هتكون راحت فين اكيد زمانها جاية .... ربنا يستر بس
الام : اه ياخوفي ليكون اللى فى بالي صحيح
تامر : ايه يا امى قولى بسرعة
الام : البت حالها اتقلب و مسافة ما قولتلها ان شهاب اتقدم مفيش نص ساعة و لقيتها نازلة قال ايه رايحة درس عشان كده لما اتأخرت كلمت شهد اشوفهم فين و اتاري مفيش درس ولا غيره
تامر : يعنى ايييه .. بتقرطسنا يعنى ..... ماشي يا لميس مااااشي
قلبت انظارها بين الام و الاخ قبل ان تبدأ ببث سمها
شهد : ربنا يستر و متكونش نفذت اللى فى بالي
الام بتوجس : هو ايه ده اللى فى بالك
شهد بتوتر مصطنع : لا مفيش يا طنط مفيش
تامر : شهد .. انا عفاريت الدنيا بتتنطط ادامى دلوقتى قولى قصدك ايه
شهد : اصل بصراحة يعنى آ............
و بدأت الحية ببث سمومها باذن الام و ابنها لتسرد عليها الامر بالكامل و علاقة صديقتها كما تدعى بمراد لتنهي حديثها اخيراااا بسرد محتوى اخر مكالمة بينهم و التى فهمت منها دعوة مراد للميس الى منزله
يتضاحك الجميع و يهللون فرحة بعُرس ادخل الفرحة بنفوسهم جميعا عدا صاحبة الشأن .... تجلس بجانب ذويها تستمع لكلمات بسيطة سيعلنها بعدها زوجة لأحدهم ... هى من لم تتعدى العشرون من عمرها ستصبح عروس مباشرة دون خطبة او زفاف و هذا بناءاً على طلب والدتها و اخيها كعقاب استمر طويلا ولا يبدو انه سينتهي عن قريب
عقاب لما رأوه جريمة بحقهم و شرفهم ... عقاب للجوأها الى الطرف الوحيد الذي تحملها و اسمتع لما بقلبها .... عقوبة لاهمالهم و ضغوطات لا حصر لها ..... تبرئة لجرائمهم فى حق انسانيتها و كأنها كائن لا فائدة منه ..... تتذكر يوم تفاجأت بهم يقفون على عتبة منزل مراد و هى بالداخل تطالعهم بأعين مليئة بالخوف و الرعب ... اعين ان رآها و الدها الحبيب بقبره لاستيقظ من فوره و ابعدهم جميعاً من امامه و احتواها بين احضانه يطمئنها و يعوضها عن كل ما فاتها ... تذكر كم الض*ب و الاهانة التى تلقتها من جهتهم .... مازالت ترى حتى الان اعين شامتة ساخرة تطالع اهانتها بتشفي و انتصار ... اعين ظنتها يوماً دافئة لصديقة احتسبتها اخت و رفيقة درب ... الم .. عذاب .. وجع ... مشاعر لا توصف تخاجها بتلك اللحظة عوضاً عن فرحة اى عروس. ...... استيقظت من افكارها تلك على " بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير " لتعلنها زوجة شهاب الدين .... حبيبها الاول و معذبها الابدي
احمد : ولا .. اتهد بقى ... ايه يا عم .. موزة و ملكش نصيب فيها عادي يعنى
مراد : انت ايه يا اخى مبتحسش .. بقولك بحبها ... و عايزها
احمد : طب ماهى كانت عندك و بين ايد*ك يا روح امك ...... انت اللى طلعت آ.......
مراد مقاطعا: مش بالقذارة بتاعتك دي ... عايزها بالحلال
احمد : لا يا ننوس عين مامتك .. الحلال ده صعب للى زينا .... هتروح لاهلها تقولهم ايه .. انا طالب و لسة داخل اولى جامعة و جاى اخطب بنتكم ... ولا بلاش هبل و لم الدور و طلع البت دي من دماغك اريحلك و اريحلها و اد*ك قولت ان كتب كتابها النهاردة ... يبقى تهدي كده و متبوظليش الدماغ اللى عاملها
مراد : غور جاتك الارف فيك و فى اللى بتشربه ... ثم همس لنفسه بحزن .. يعنى خلاص مبقاش في لميس ...... بقيتي لغيري
بالمنزل الجديد
استيقظت صباحاً بفراش جديد يجاورها رجل يراها مليكته ... جزءا هشاً من روحه ..... تتذكر رقته معها و معاملته الحسنة و حرصه على راحتها و تعويضها عن حفل الزفاف و غيره من مظاهر الفرح التى افتقدتها ........ ظلت تحدق به بعذاب .... نائم ببراءة .. تتخيل لو لم تدخل بعلاقة مع غيره اكانت ستظل على حبه .. هل كانت لتطير فرحا و سعادة ب*روف زواجهم .... هل ستختلف الامور ..... تدرك خطأها السابق فور قدوم اهلها لمنزل مراد .... كرهته لحظة تفوهه بكلام متسرع عن لجوؤها له و عن كونها اتت برغبتها .... حديث تفوه به لحظة خوف و قلق من اى تصرف متهور قد يطاله من اخيها .. كرهت ضعفه و قلة رجولته و تخليه عنها تلك اللحظة .... مرت امام اعينها لحظات ندمت على حدوثها ... لحظة تنازلها و قبول صداقة شاب لا رابط شرعي بينهما ... و التنازل التالى بحديثهم و مقابلاتهم اليومية ... ثم مكالماتهم الهاتفية تليها الصور و غيرها و التى تحمد ربها ليل نهار على سترها و عدم معرفة اياً كان بتلك الامور ... شعرت بتململ بجانبها لتجده قد استيقظ بإبتسامة حانية
شهاب : صباح الفل و الياسمين
لميس بخجل : صباح الخير
شهاب : فى حد بيبقى زي القمر كده على الصبح
لميس : ميرسي
شهاب بضحك : يلا بينا نقوم نفطر عشان عاملك برنامج النهاردة انما اييييه مقولكيش
لميس و قد استعدت للنهوض من الفراش لتجده يسرع بحملها بين ذراعيه فتتعلق دون وعي برقبته صارخة بتفاجؤ وسط ضحكاته المجلجلة
اسبوعان كاملان قضتهم برفقته بالغردقة ... شهر عسل مفاجيء قضته بنعيم ..... نست خلالهم كل ما حدث قبل زواجهم ... ليس بالكامل فلن تستطيع انكار بعض الذكريات والتى نغصت عليها وقتها معه لكن تداركت الامر حتى اعتادته فليس من حقها التمتع دون اى نزاع داخلى ... اخطأت و لابد من تحملها نتيجة خطأها لذا فلا مفر من الحزن و الشجن وسط سعادتها تلك و التى مص*رها شخص واحد ... زوجها و رجلها الوحيد و الذي قد وقعت اسسرة لعشقه للمرة الثانية
فى حين ظل الاخر مابين حزنه و ندمه و تأنيب ضميره لتفوهه بتفاهات بحضور اخيها تلك المرة ... يعلم نقص رجولته و خيانته لمشاعرها لكنه لم يأخذ اى خطوة لتصحيح خطأه او تحسين فكرة اهلها عنها بعد ما حدث ليظل جباناً خسيساً كالطينة التى نشأ بها .... لن ننكر كونه ضحية ايضاً لغياب الاهل و لحياته برفقة اخ عديم المسئولية بأخلاق تتنافي مع اخلاق ديننا الحنيف فينتج شاب غير سوى لا يدرك معنى للمسئولية او الرجولة الحق
وفي النهاية اسمحولي أوجه رسالة
رسالة لكل بنت في سن المراهقة
مستعجلة انها تحب وتتحب .. عايزة تعيش رواية من الي بتقراهم .. لازم تعرفي الرواية غير الواقع .. الرواية نهاية سعيدة والحياة عمرها ما هتبقي كدا ... طبعا انت جواكي مشاعر كتيرة ودا مش عيب والحب مش عيب أو حرام بس الي بيتعمل باسم الحب هو الي حرام .. لما تخوني ثقة اهلك و مبادئك ولما تعصي ربك علشان انسان محافظش عليكي من نفسه يبقي هو دا العيب وهو دا الحرام
ونصيحة افتحي قلبك للي دخل من الباب ما اتسحبش زي الحرامية من الشباك
و رسالة لكل ام
اوعي تفتكري ان الخطر بعيد عن بنتك وان كل حاجة عيب وغلط وميصحش دي التربية .. لا .. صاحبي بنتك .. حسسيها بحنانك .. عرفيها دينها و عرفيها الي هتمر بيه من مشاعر وازاي توجهها صح .. واعرفي لازم يبقي في ثقة لان الي عايز يعمل حاجة غلط هيعملها .. بنتك الي عندها ١٥ سنة مش صغيرة وبتمر بمشاكل .. متعامليهاش بهيافة والا هتدور علي الي يفهمها .. واعرفي وافهمي .. جيلها غير جيلك .. هي مش انت وانت مش والدتك و الزمن .. غير الزمن
تمت بحمد الله
ارجو منكم رأيكم
هى قصة اجتماعية قصيرة هستنى رأيكم فيها فى الكومنتات❤❤❤❤❤❤❤