1. و سلبت براءتها

1133 Words
بأحدى البيوت المصرية ذو مستوى معيشي متوسط نجدها تستلقي بفراشها تحدق بسقف غرفتها شاردة بملكوت آخر ..... تفكر بحياتها الجديدة كما أسمتها ..... تتذكر احداث مرت عليها سنتان كاملتان ... يوم صادفت اول شاب غازلها بما حرك مشاعر بداخلها لم تدرك قبلاً ًبوجودها ... كانت مغازلة عادية مثلها مثل  مغازلة اى شاب لفتاة مارة بجانبه .. نعم هى تدرك ذلك لكن حين تأتى المغازلة من حبها الاول ... جارها الوسيم .. سارق قلوب فتيات الحي ... اذاً فمن حقها الشعور بتلك الاحاسيس ... لطالما تحدثت الفتيات عن وسامته و رجولته رغم عدم تعديه عامه العشرون وقتها لكن ذاع صيته بالحى ... تتذكر جيداً دقات قلبها المتسارعة حينها و احمرار وجهها و انبعاث الحرارة منه ... وقتها عادت للمنزل بتلك الحالة لتواجهها والدتها بأسئلتها المعتادة فتختلق كذبة بشأن اصابتها بنوبة من الزكام و حاجتها للراحة و تفر سريعاً الى مخبأها السري .. غرفتها ... استيقظت من ذكرياتها تلك على صوت الزغاريط خارج شرفتها لتغلق عينيها بشدة محاولة تجاهل صيحات الفرح المنبعثة من منزله ... هو .... شهاب الدين حبها الاول و الذي انتهى فور علمها بخبر خطبته لصديقتها الحميمة شهد طرق على الباب جعلها تفتح عيناها سريعاً تمسح دموعها و تسمح للطارق بالدخول فتجد والدتها تدلف قائلة الام : ايه يا لميس برضو مش هتروحي تباركي لشهد .. عيب يابنتى كده ... انا برضو علمتك قلة الذوق دي لميس بحزن : مش قلة ذوق ياماما كل الحكاية انها معزمتنيش ولا حتى بلغتني ان الخطوبة النهاردة الام : لانك المفروض مش محتاجة عزومة .. ده انتو زي الاخوات و مفيش بينكم جو الرسميات دي لميس : ماما ... شهد حتى مقالتليش اى حاجة عن خطوبتها لغاية اللحظة دي .. حتى لما قرو الفاتحة مقالتش .. انا و انتى عرفنا من والدة شهاب و هى اللى عزمتنا ثم اكملت بداخلها .... ( حتى انها اعتبرتني محكيتلهاش عن مشاعري ناحية شهاب ) لميس : واضح يا امي انها مش حابة وجودي معاها اليوم ده ... براحتها بقى الام : طب و شهاب ... مامته عزمتنا لميس بوجع : روحي انتى يا امي لانى لو روحت معاكي هبقى بحرج نفسي .. و بلغى طنط انى بباركلها و لشهاب ....... ثم **تت لثوان ...... قوليله ألف مبروك تن*دت الام بيأس قبل ان تومأ و تتحرك ناحية باب الغرفة قائلة الام : ماشي يا لميس هروح انا و تامر اخوكي ... انتى عارفة انه هو و شهاب صحاب من زمان و هحاول متأخرش عليكي ... خلى بالك من نفسك و متفتحيش لحد اومأت لميس بهدوء لتدمع عيناها فور مغادرة والدتها للغرفة تسترجع لحظات قصت فيها مشاعرها و احاسيسها لصديقتها المفضلة شهد ... و كم نصحتها الاخرى بتجاهل تلك المشاعر لصغر سنهم و وجوب الاهتمام بدراستهم بدلاً من ذلك لتفاجأ بعدها بخبر تقدمه لها و قبولها الامر سريعاً ليكون اليوم هو يوم خطبتهم و بداية حياة صديقتها العزيزة و نهاية قصة حبها القصيرة تن*دت بحزن فور سماع صوت باب منزلها يغلق بقوة دليلاً على مغادرة والدتها و اخيها الى حفل الخطبة فتبقى هى وحيدة بالمنزل فى ظل وفاة والدها منذ ثلاث سنوات تحركت ناحية حاسوبها النقال بنية البحث عن الموقع الالكترونى لمدرستها الثانوية الجديدة فلقد انهت للتو دراستها الاعدادية ... ظلت على وضعها تبحث و تبحث الى ان اهتدت الى صفحة خاصة بالمدرسة على الفيسبوك اخدت تطالعها و تبحث عن آراء الجميع بها مسجلة الاعجاب بالصفحة لتصبح من ضمن صفحاتها المفضلة و قد انشغلت قليلاً عن الاجواء بالخارج ليفاجئها طلب صداقة بإسم " مراد احمد " ... تجاهلت الامر كالعادة و استمرت في مطالعة اخر الاخبار بصفحتها الخاصة حتى وجدت رسالة تأتيها من نفس الاسم ... قررت تجاهلها هى الاخرى لكن استمر بإرسال الرسائل حتى صار عددهم خمسة رسائل و حينها غلب فضولها عقلها لتفتحها مراد : السلام عليكم مراد : انا مقصدش اضايق حضرتك بس ممكن نتكلم شوية لميس: ....... مراد : انا لاحظت انك سجلتي الاعجاب بالصفحة و واضح من معلومات صفحتك انك طالبة جديدة فيها مراد : واضح انك مش حابة تتكلمي بس حقيقي انا مقصدش اعا** انا بس هبقى زميل ليكي فى المدرسة و بحب اساعد الطلبة الجداد مش اكتر مراد : طب الظاهر كده انى ضايقتك بالفعل ... انا آسف ظلت تعيد قراءة الرسائل لتدخل بعدها على صفحته الشخصية ترى المعلومات الخاصة به لتجده يكبرها بأربع سنوات اى بالعشرين من عمره صفحته مليئة بالاخبار العادية الخاصة بكرة القدم و غيرها مما يجذب اهتمام من فى عمره زمت شفتيها بملل و تحركت لخارج غرفتها تتناول مشروب دافيء عله يهديء من اعصابها و من ثم عادت مجدداً الى جلستها امام الحاسوب لتجده قد ارسل رسالة اخرى فتحت صندوق الرسائل مراد : ممم آسف لازعاجك كمان مرة بس حبيت اعرض عليكي انك لو محتاجة اى مساعدة فى بداية الدراسة فأنا هكون موجود فى اى وقت و فجأة وجد رسائله قد اُشير اليها انه تمت قبولها رؤيتها .. ثم .. ظهرت علامة تدل ان الطرف الاخر يكتب شيء ما لتتهلل اساريره منتظراً جوابها بفارغ الصبر لا تدرى لما قبلت رسائله ... ربما الملل .. الفراغ ... ضيقها من حياتها الحالية !! لذا فكرت ان صديق شاب لن يؤذي بل ربما يُ**ب حياتها مذاق جديد اما على الطرف الاخر فقد وصله ردها و الذي رسم ابتسامة واسعة على شفتيه لميس : مفيش داعي للاسف ... انا بس مش متعودة اكلم شباب و كده اسرع بالرد ليكتب مراد : انا مش قصدي اللى فهمتيه .. كلامنا هيكون عن الدراسة و المدرسة بس .... ده لو حصل يعنى ابتسمت بتهكم من سرعة رده لميس : ان شاء الله مراد : انا مراد 20 سنة  و انتي؟ لميس : وانا لميس 16 سنة مراد : 16 سنة ... انتى متأخرة سنة .. المفروض سنك يبقى 15 بما انك لسة داخلة ثانوي ؟؟؟ ظلت على **تها لدقائق حتى وجدها تعاود الكتابة لميس : انا اجلت سنة عشان بابا اتوفى ساعتها مراد : انا آسف مكنتش اعرف لميس : و لا يهمك هم بتغيير الموضوع لكن سبقته هى لميس : معلش لازم اقفل دلوقتى عشان فى ايدي حاجة بعملها ... سلام و خرجت مباشرة من المحادثة دون سماع رده ليتن*د هو على الجهة الاخرى و يغمض عينيه بهدوء هامساً بإبتسامة مراد بتلذذ : لميس ........... بمنزل لميس بعد عودة والدتها من التسوق اليومي الام بصراخ : انتى يا زفتة .... كام مرة هقول تصحى من النوم تنضفي الشقة .... ايه لسة عيلة صغيرة هعلم فيكي ..... امال انتو بتاخدو الاجازة ليه عشان تبهدلو المكان و انا انضف وراكو برضو لميس بضيق : يا ماما بناخد الاجازة عشان نستمتع بيها و نريح بعد تعب سنة كاملة ... و بعدين ما انا نضفت كل البيت اعمل ايه تانى الام : انتو ترتاحو  فى الاجازة و انا راحتى امتى ....... و بعدين تعالى هنا  الغسيل اللى جوة ده مين يعمله و الاكل .... ولا انا لازم اعمل كل حاجة ..... قال و يقولو خلفة البنات راحة بس انا اللى حظى فقر ... شوفي ولاد خالتك ماشاء الله عليهم بيمسكولها البيت يخلوه فلة مش زي خيبتي لميس بإستسلام و ضيق : حاضر يا ماما هقوم اغسل و اعمل الاكل .... حاجة تانى ؟؟؟ الام : مش عايزة حاجة من وشك ... غوري يلا و اشتغلى لميس : حاضر ............. يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD